الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجديد الخطاب الديني ما بين التراث الفقهي والشريعة

عبدالقادربشيربيرداود

2023 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كثر اللغط حول تجديد الخطاب الديني، فمنهم من ذهب إلى تقديس التراث الفقهي، ومساواته بالشريعة؛ لأنه خلق أمة كاملة لعقود طويلة، فعلى سبيل المثال لا الحصر تعاليم (محمد بن عبد الوهاب) التي اعتمدتها المؤسسات الدينية التقليدية؛ ما أدت إلى حقبة من جمود الفقه الإسلامي، نتيجة تمسك تلك الثلة من العلماء وتقيدها الحرفي بما ورد في تلك الفتاوى والأحكام الفقهية. وبالحجة العقلية نقول إن الجزء الكبير من ذلك التراث نشأ في زمن الانحطاط، فكيف يتسنى أن ترون فيه جزءً من الدين؟! أ ليس هذا التراث من نتاج البشر لزمان ومكان وظرف معين؟
ذهب فريق آخر إلى أن هذا السجال حول التجديد، إنما ينتمي إلى سياق سياسي، مستبعدين نجاح أي مشروع يقوده الزعماء العرب للتحديث والتنوير، في ظل غياب أبرز أسس وقواعد النهضة المتمثلة في حرية التعبير، والنقد والسماح بالتنوع المعرفي. وفريق ثالث يرى أن تلك المشاريع ما هي إلا محاولات لمغازلة الغرب؛ أكثر من انشغالها بإصلاح البيت الداخلي للأمة الإسلامية.
إن المشروع الحقيقي لتجديد الخطاب الديني لا بد أن يأخذ بنظر الاعتبار نصوص الدين، وطبيعة الشريعة المحمدية، والسعي الدؤوب لتفكيك العقلية التي تروّج للخطاب الديني، من أجل تأسيس خطاب جديد يتماشى مع مقتضيات العصر الحالي.
إذًا هي دعوة للتخلي عن نصوص التراث التي لا تواكب يومنا هذا، وهي بداية الشروع لاستراتيجية متكاملة لتجديد الخطاب الديني في المنطقة. ومن هذا المنطلق وجب لزامًا كخطوة أساسية فهم النص الديني كضرورة معرفية لتوحيد الخطاب؛ من خلال البحث والاستقصاء، معتمدين الطرائق السليمة لمعالجة الأزمات الفكرية التي تعاني منها مجتمعاتنا، بالكثير من العقلانية. ويكون الهدف منه تحجيم التعصب الديني لدى أتباع المعتقدات المختلفة في المجتمع الواحد، وأن يرتبط مضمونه بما يحتاجه المسلمون، ويكون حلًا لمعالجة التحديات التي تواجه الأمة في يومنا هذا.
بذلك سوف يتميز الخطاب الديني الأصيل بالتجديد، ولكن ضمن أطار الإسلام وشريعته، لأن التجديد يكون في أسلوب الدعوة لا في محتواها وثوابتها، وصدق المولى عز وجل وهو أصدق القائلين، إذ قال في محكم التنزيل: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا