الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
غزة وما يمكن أن يفعله الحوار ونحن
محمود يوسف بكير
2023 / 12 / 28مواضيع وابحاث سياسية
يهدف المقال الى عرض بعض الأفكار بشكل مباشر وغير مباشر لما يمكن أن نقدمه من دعم للإخوة الفلسطينيين في غزة من خلال موقع الحوار المتمدن، وبعض الذكريات القديمة المتعلقة بما يحدث حاليا، بالإضافة إلى بعض التساؤلات المنطقية في نهاية المقال. في مقالنا على الموقع "من المسؤول عن هذه المهزلة" بينا كيف تعرض الفلسطينيون للخداع عبر سنوات طويلة ليس فقط من الغرب، ولكن من العرب أيضا الذين لم يقدموا لهم سوى بيانات الشجب والإدانة والشعارات الكبيرة. وبينا أيضا كيف كان لمظاهراتنا الضخمة في لندن أثر كبير في زيادة وعي الأوروبيين بأبعاد القضية الفلسطينية وجعل الإعلام الأوروبي أكثر موضوعية في تغطيته لما يحدث في غزة. وقد نجحت مظاهرات لندن في تحقيق هذه الأهداف من خلال التعآمل مع البعد الإنساني للصراع والتركيز على ما يحدث في غزة الآن من عمليات إبادة إجرامية ضد المدنيين الفلسطينيين، بالإضافة إلى تجنب عرض ما يحدث على أنه صراع ديني كما يفعل البعض من المتشددين الدينيين. ونحن هنا ندعو كل من بإستطاعته التبرع بإي مبلغ للمنظمات الإنسانية العديدة التي تعمل داخل غزة وتلك التي تقوم بالرغم من الظروف الصعبة القائمة حول معبر رفح بإدخال العديد من الشاحنات المليئة بمختلف الإمدادات الغذائية والطبية إلى داخل القطاع. ومن هذه المنظمات التي تبرعنا لها بالفعل وتلقينا في خلال ثوان رسائل إليكترونية تفيد باستلامهم لتبرعاتنا وكيف يخصصونها، منظمة الأونروا وبرنامج الطعام العالمي وهي منظمات تابعة للأمم المتحدة وتعمل داخل غزة، كما تبرعنا أيضا لبنك الطعام المصري والذي يرسل شاحنات محملة بصناديق من الوجبات المختلفة إلى داخل القطاع، وكل هذه المنظمات لها مواقع على الإنترنت ويمكن التبرع لها بكل وسائل الدفع المعروفة للجميع. وهذا أقل شيء يمكن إن نفعله كأفراد لإخواتنا في غزة بعد أن خزلتنا حكوماتنا، وهذه الدعوة موجهة فقط لمن هم قادرون على التبرع. ونحن نتمنى على إدارة الحوار المتمدن المعروفة بدعم القضايا الإنسانية عبر العالم نشر هذه الدعوة أو المقال لأكبر فترة ممكنة حتى يحقق الغرض منه ولهم منا كل الشكر والتقدير. كما أننا ندعو الحوار لفتح حساب مصرفي للتبرعات بحيث توضع تفاصيله في مكان بارز على الصفحة الرئيسية للموقع حتى يراها كل الكتاب والقراء القادرين على التبرع وعلى أن يحول المبلغ المجمع بشكل دوري لأي من منظمات الإغاثة المذكورة أعلاه أو غيرها ويمكنني أن أرسل للحوار المزيد من الأسماء ذات المصداقية لأنني اكتشفت أن هناك منظمات صغيرة تقوم بجمع تبرعات لغزة دون إن يكون لها إي تواجد أو منفذ لغزة. وهذا الحساب باسم الحوار يمكن استخدامه مستقبلا لجمع التبرعات لأي كوارث إنسانية أو طبيعية أخرى. وبالإضافة إلى الجانب الإنساني لما يحدث في غزة والذي يوجع قلوبنا جميعا، أود أن أعرض أيضا للجانب السياسي لحرب غزة، ولكن بشكل فلسفي حتى نخرج ببعض العبر مما يحدث، وفي هذا فقد وصلني من أحد الأصدقاء في مصر فيديو قصير عن غزة ما قبل هذه الحرب وما بعدها، وكإنسان عادي استوقفني هذا الفيديو كثيرا وبالفعل دخلت في حوار حوله مع بعض الأصدقاء من داخل وخارج مصر ورإيت أن أشرك فيه أصدقائي في الحوار المتمدن. الفيديو يظهر كيف كانت الحياة اليومية البسيطة للفلسطينيين حيث تجد الأسواق في حالة نشاط والابتسامة على وجوه الجميع والأطفال يذهبون لمدارسهم وتشاهدهم وهم يلعبون أيضا "وللعلم وعن تجربة شخصية فإن التعليم في غزة أفضل حالا من عدد كبير من الـدول العربية والتلاميذ الفلسطينيون عادة في غاية الجدية والاجتهاد. وكانت الإولى على دفعتنا في كلية الاقتصاد بجامعة القاهرة بنت فلسطينية من عائلة ياسر عرفات ولازلت أتذكر أسمها عزة القدرة، وكانت عبقرية في الرياضيات ولا أدري أين هي الان". وبالإضافة إلى اللقطات الجميلة للفيديو والتي توضح كيف أن الحياة كانت آمنة ومستقرة، كان هناك آلاف العمال الذين يذهبون يوميا إلى إسرائيل للعمل والاسترزاق لدعم أسرهم، هذه هي حياة البسطاء في كل أنحاء العالم الذين لا يطمعون في أكثر من بيت وأسرة، وفرصة عمل ،وأمن واستقرار. وباختصار فإن كل شي كان يعمل في غزة مزارع ومصانع ومستشفيات ومدارس بالرغم من بعض الصعوبات والمضايقات التي كانت تأتي من الجانب الإسرائيلي من وقت لآخر. ولو أننا تأملنا واقع ما كان قبل الحرب بدقة لوجدنا أن وضع الدولة المستقلة التي يتحدثون عنها منذ زمن كان شبه قائما في غزة ما قبل الحرب عكس الحال في الضفة الغربية المليئة بالمستوطنات وقوات الأمن الإسرائيلية والمشاحنات التي لا تنتهي حول مسجد الأقصى.واعتقد أنه كان بمقدور غزة والضفة الحصول على المزيد من الحقوق من الإسرائيليين إيام مفاوضات كامب ديفيد تحت رعاية كلينتون الذي أراد إن يدخل التاريخ على آنّه الرئيس الإمريكي الذي حل هذا النزاع الإبدي وكان رئيس وزراء إسرائيل وقتها إيهود باراك الذي قدم وقتها تنازلات لا يمكن أن يفكر فيها أي سياسي في إسرائيل الآن، ولكن عرفات لم يكن مؤهلا لاقتناص الفرصة من خلال التفاوض لأنه لم يكن يفهم أن التفاوض هو فن تبادل التنازلات واقتناء ما هو ممكن قبل المطالبة بالمزيد، وفي النهاية فضل أن يعود للضفة لإطلاق إنتفاضة جديدة. أما عن اللقطات التي وردت في الفيديو عن الأوضاع في غزة ما بعد الحرب فإنها بالطبع مأساوية ومن الصعب على إي شخص ذو ضمير وحس إنساني في أي مكان في العالم وأيا كانت ملته أن يواصل مشاهدتها دون أن تمتلىء عيناه بالدموع خاصة أمام مشاهد الأطفال الموتى وآبائهم يبكون عليهم بحرقة ومشاهد جثث الضحايا الأبرياء تحت الأنقاض ومشاهد مئات الآلاف وهم ينامون في العراء ولا يجدون مياه نظيفة ولا ما يأكلونه في فصل الشتاء القارس. والسؤال الذي طرحته على أصدقائي هو أن كل الحروب عبر تاريخ الإنسانية كان لها هدف ومنفعة ترتجى من ورائها وإلا لما اندلعت، ولكن هناك أيضا تكلفة لهذه الحروب وكثيرا ما تكون باهظة. في حالتنا هذه نقول نعم نجحت حماس في إعادة القضية الفلسطينية إلى الساحة السياسية الدولية من جديد بعد أن طغت عليها الحرب الأوكرانية. ونعم حماس شنت هجومها على الكيان الصهيوني في الوقت المناسب لوقف تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل وبلا شك فإنها نجحت في هذا مقابل إخفاق تام لحكومة أبو مازن المصابة بالغيبوبة. ومن البديهي أن حماس كانت تتوقع أن ترد إسرائيل وبوحشية شديدة أكبر من المرات السابقة وهذا ما حدث ولكن على ما يبدو أن حماس أن الرهائن الإسرائيليين في حوزتها سوف يكونون رادعا لإسرائيل عن تحويل هجماتها المعتادة إلى حرب تدميرية شاملة لكل مقومات الحياة في غزة، وربما توقعت حماس أن الدول العربية والإسلامية خاصة تلك التي قامت بالتطبيع سوف تتدخل مهددة بوقف التطبيع وربما قطع العلاقات وفرض عقوبات ولكن هذا لم يحدث بالرغم من أن وحشية وبربرية الرد الإسرائيلي هذه المرة فاقت كل التوقعات وتجاوزت كل حدود الحياء والحذر حتى أن أمريكا نفسها تتخبط ولا تعرف ماذا تفعل. ومن البديهي أن حماس وكل الفلسطينيين في صدمة وخيبة أمل كبيرة وهم يرون الدول العربية وإيران وتركيا تلوذ بالصمت منذ اندلاع الحرب وتكتفي ببيانات الشجب والإدانة المعتادة. وحتى الشعوب العربية والإسلامية قامت ببعض المظاهرات الصغيرة ولكن نفسها كان قصيرا وما لبثت أن عادت إلى الانشغال بالسوشيال ميديا. والخلاصة فإن حماس نجحت في تحقيق أهم أهدافها من العملية التي قامت بها وهي إحياء القضية الفلسطينية وإذلال العدو الإسرائيلي ووقف التطبيع، أما عن تكلفة تحقيق هذه الأهداف فإن الإثنين ونصف المليون مواطن المقيمين في غزة والمشردين الان هم وحدهم من يستطيع وصفها وتحديد حجمها لأنهم هم من دفعوا الثمن من دمائهم واستقرارهم ومستقبل أولادهم وإحبتهم الذين لن يعيدهم إعمار غزة. ولكن حتى نتصور مدى فداحة ما تحمله هؤلاء الأبرياء من ثمن باهظ، دعونا نسأل أنفسنا هل نحن مستعدون لان نفقد أولادنا وإحباءنا وبيوتنا ومصادر رزقنا وأن نشرد وننام في العراء ونتحول إلى متسولين من أجل أي شيء في هذا العالم المتوحش؟ وهل هذا الخراب هو ما ننشده من وطن؟ دعونا من العنتريات ورفع الشعارات الجوفاء والوعود الكاذبة التي ضيعت الفلسطينيين، دعونا نعيش بواقعية في هذا العالم وأن نكف عن الأحلام التي لم نر منها إلا الكوابيس وأن الأوان أن نتعلم منها بعض العبر.
محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - أستاذ بكير بنضال مدني كان يمكن تجنب الدمار
د. لبيب سلطان
(
2023 / 12 / 29 - 00:21
)
تحية لللدكتور محمود
القضية الفلسطينية هي قضية انسانية وحلها يأتي بطرق مدنية وقانونية وهواقوى سلاح للشعب الفلسطيني ،،هو عدالة قضيته التي بها يستطيع تدمير وعزل اليمين الصهيوني المتطرف ممثلا بناتنياهو واعوانه ..لنقارن نتيجة عملية حماس مثل اعادة الحياة للقضية الفلسطينية قد تم بعد تدمير غزة وعشرات الاف الضحايا الابرياء ..كان لاضراب عن الطعام لمدة اسبوع في غزة مثلا ان يأتي بنفس النتائج بل واكثر او تسيير عشرة الاف طفل لخرق الحصار ( نتائج مثل انتفاضة الحجارة ) ....كل مايريده ناتنياهو قدمته له حماس ....استعراض وانفاق وسلاح من ايران ....حتى العملية نفسها اتت لانقاذ ناتنياهو من السقوط ...انهت مظاهرات شهور وصلت لتمرد في اعلى مراتب الجيش والسلطة ..ولو اخذت حماس رهائن دون قتل مدنيين لبادلت سراح الاسرى الفلسطينيين دون تدمير غزة ..عملية عشوائية لم يدفع ثمنها غير الشعب الفلسطيني واستفاد منها ناتنياهو واية الله ( اوقف صفقة تطبيع السعودية) وبوتين صرف انظار العالم عن اوكرانيا..انا لا اشك انهم حركوا حماس وتخلوا عن الشعب الفلسطيني بعد ان حققوا هدافهم...واكتفوا الشجب ولاستنكار .وكالعادة استخدام العرب
2 - خلاصة القول هي....
سمير أل طوق البحراني
(
2023 / 12 / 29 - 05:35
)
يقول الامام علي عليه السلام:
(من استبد برايه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها ). صحيح ان حركة حماس اعادت القضية الفلسطينية وايقضتها من سباتها ولكن الثمن الذي قدمته لا يبرر ذالك ولكن لا نستطيع ان نحكم حتى تنكشف الغمة وان الاعمال تقاس بنتآئجها. نتمى ما حدث هو بارقة امل الى قيام دولة فلسطينية مستقلة ولكن:
اعلل التفس بالآمال ارقبها ** ما اضيق العيش لولا فسحة الامل.
الرحمة والرضوان لشهداء عزة المظلومين واللعنة الدآئمة على الظالمين.
سلام عليكم
3 - د.لبيب سلطان
محمود يوسف بكير
(
2023 / 12 / 29 - 17:28
)
أشكرك د. لبيب على تعليقك الذي يتسم بالمنطق والصراحة التي يتردد الكثيرون في البوح بها ،و بالاضافة لما ذكرت من أساليب سلمية فاعلة فإننا نذكر الجميع بما فعله المهاتما غاندي ضد الاحتلال البريطاني في الهند ونيلسون مانديلا ضد نظام الفصل العنصري الحديدي الذي فرضه البيض ضد السود في جنوب أفريقيا ونجح هذان الزعيمان في تحرير شعوبهم بطرق سلميّة من أنظمة استعمارية لا تقل قسوة عن إسرائيل، وعلى سبيل المثال كان البيض في جنوب إفريقيا يضعون لافتات في أماكن كثيرة مكتوب عليها ممنوع دخول السود والكلاب، والخلاصة أن شعوبنا مبتلاه بزعماء غير مؤهلين للقيادة وحتى عندما خلصت من الاستعمار تولى أمرهم مستبدون لا يرحمون، مع كل الشكر والتقدير
4 - الأستاذ سمير البحراني
محمود يوسف بكير
(
2023 / 12 / 29 - 17:47
)
فعلا ما ذكره الأمام علي يبين بوضوح أن المشورة ببساطة هي إعمال لعدد من العقول بدلا من عقل واحد وما أحوج أمتنا لاتباع هذه النصيحة خاصة في عصرنا هذا المليء بالتعقيدات والصراعات بحيث أصبح من المستحيل أن ينجح عقل واحد في قيادتنا ولذلك ما إأن تنتهي شعوبنا من أزمة حتى تدخل في أزمة جديدة وقادتنا ذو الحكمة والحنكة لا يطيقون الرأي الآخر ، ، ندعوا بالرحمة والخلاص لكل الإخوة الفلسطينيين
5 - وقفه وتحليل
على سالم
(
2023 / 12 / 29 - 18:21
)
الاستاذ محمود بكير , حقيقه انا مستاء جدا من فعل حماس الكارثى على شعب غزه المسكين , المشكله فى التفكير البدوى العروبى الاستبدادى الاقصائى والذى اوصل بلادنا الغبراء الى الحضيض والانهيار والتخلف , ماذا جنت حماس من هذا الفعل المتهور الغبى الغير مدروس ؟ هل فكر هؤلاء المجرمون عن رد فعل اسرائيل الهمجى البربرى لاحقا وماذا هم فعلوا لكى يحموا المدنيين من قصف الطائرات المتوحش ؟ هل بنوا لهم مخابئ تحميهم من الغارات والقتل وهدم البنايات , لقد تم مسح غزه تماما وهام الناس فى الشوارع بدون مأوى او طعام او علاج او اغطيه تقيهم برد الشتاء القارص , اكثر من عشره الاف طفل تم قتلهم والاف اخرى لايزالوا تحت الانقاض ؟ الخوف من تفشى الامراض المعديه مثل الكوليرا والامراض الوبائيه ( شاهدت فيديو لكلب ينهش فى احدى الجثث ) عموما هذا الفكر الديكتاتورى العروبى الاجرامى من اكبر مصائبنا وكوارثنا
6 - الاستاذ علي سالم
محمود يوسف بكير
(
2023 / 12 / 29 - 19:46
)
فعلا ما يحدث يثبت ما أقوله دائما وهو أن أرخص شيء في بلادنا هو الإنسان وهو دائما آخر شيء يفكر فيه قادتنا المغامرون والسبب في هذا أنهم محصنين ولا يخضعون لأي مسألة والشعوب مغلوبة على أمرها وهي التي تدفع الثمن لكل مغامراتهم
.. فرنسا تترقب الإعلان عن الحكومة وآمال في تشكيلة تخرج البلاد م
.. الجيش الإسرائيلي يجند طالبي لجوء يتسللون من إفريقيا كمرتزقة
.. بيان أمريكي بريطاني: نشدد على تجنب أي تصعيد في الشرق الأوسط
.. تحقيق فيدرالي في حادث إطلاق النار في محيط ملعب ترمب للغولف ف
.. بشعارات منددة بالحرب الإسرائيلية.. مناصرو فلسطين يقتحمون مؤت