الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أوقع أمريكا في المستنقع العراقي ؟ هل هي إيران وحلفائها في العراق، أم المقاومة العراقية.؟

كهلان القيسي

2006 / 11 / 23
الارهاب, الحرب والسلام


- يبحثون عنه هنا وهناك وهو بين أيديهم- الحل!

لم يهان شعب في العالم كما أهين الشعب العراقي واستهزئ بقدراته وطاقاته الهائلة منذ 3 سنوات ونصف. لقد تصور الأمريكان ومن رسم لهم الصورة الوردية إن حكم العراق والسيطرة عليه سيكون بسهولة احتلاله التي لم تكلف الأمريكان سوى 100 جندي. كانوا محظوظين وكان عليهم القبول والتوقف واستشارة أهل الرأي، عاندوا وكابروا وتخبطوا وهدموا دولة لم يستطيعوا إعادة بناء طابوقة واحدة فيها، و أوقعوا أنفسهم في مأزق مهادنة طرف متواطئ ومعادة طرف قوي جدا، لم يقدروا قوته وإيمانه وكرهه للمحتل.
يقول الدكتور(ع- نتحفظ على اسمه) أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد،- كنا نعتقد إن أمريكا وتطورها العلمي وقوتها الاقتصادية ستجعل العراق ينموا ويتطور أكثر من دول المنطقة، كون طاقاته العلمية هائلة، وموارده الاقتصادية متعددة، ويمتلك خبرات وسياسيين عليمين ببلدهم، كل هذا تم تنحية جانبا وأوقعوا أنفسهم في مأزق ، بعلم أم بغباء إذا كان بعلم فلأهداف ابعد من العراق، وإذا بدون علم فهم كمثل حيوان ضخم جبار يحكم كل شي بقديمة لكنه لا يمتلك عقلا.
نشبت المقاومة العراقية بمجموعات صغيرة ، لم يدرس مدى الذي سينتشر بسرعة، وتم التعامل معها بقوة جبارة ماحقة لكن هؤلاء أفراد يذوبون داخل المجتمع ويخرجون في الوقت الذي يردون أن يضربوا فيه.
يقول الدكتور( مستشار لإحدى وزارة الاحتلال) ، لقد قدمنا للأمريكان ألاف التقارير والخطط والمشاريع والنصائح، لكن للأسف تسلموا هذه التقارير ورميت جانبا حتى لم تقرأ عناوينها، السبب إنهم متعنتون طغاة، وهذا هو الذي أوقعهم في شر إعمالهم.
بعد أن أوجعتهم المقاومة العراقية بحسن تخطيطها وتنفيذها للعمليات العسكرية التي حطمت قدرات الجيش الذي لا يقهر،وكبدتهم الخسائر الكبيرة التي حاولوا بشتى الطرق إخفائها عن مواطنيهم، أصبحوا ألان يبحثون عن الحلول التي تبدوا غير منطقية فعلا، لأنهم يكررون نفس الأخطاء باختيار الجهة الخطأ والأشخاص الخطأ.
لا يهم الأمريكان ما يجري للشعب العراقي من قتل وتدمير وتحطيم كامل البني التحتية ومن علماء وأطباء وخبراء، وحتى الفنانين الذين ينفهون عن قليلا في هذا الجحيم.بل همهم الأول كيفية الحفاظ على ما تبقى من جنودهم وإبعادهم عن أيدي المقاومة العراقية، ليس إبعادهم عن أيدي الأحزاب المشاركة في السلطة والمتواطئة معهم، وليس إبعادهم عن يد إيران التي لم تؤذي جنديا واحد، بالعكس فإيران وحلفائها في العراق، استطاعوا التقليل من الخسائر الأمريكية وبشكل واضح من خلال ضرب المقاومة واعتقال العديد من إفرادها وزجهم في السجون، والمساهمة بنفس الوقت في زيادة الاحتقان بين فئتين هم من ضد الاحتلال ومن هم مع الاحتلال.
إذن إن الطرف الذي يهرولون إليه ، من اجل إيجاد الحل لورطتهم ، ليس هو الطرف الذي يمسك بزمام الوضع العراقي، وليس هو الطرف الذي قبر المشروع الأمريكي المعلن للشرق الأوسط، وليس الطرف الذي اخرج أكثر من 30 ألف جندي أمريكي من ساحة القتال ، بين قتيل وجريح ومعاق عقليا ، بل طرف ساهم وسهل الاحتلال ،وحيد جهات كان عليها أن تقف ضده مهما كانت الاختلافات مع الطرف الأخر.
مرة أخرى يخطئ الأمريكان في اختيار الطرف الأصح، الطرف الذي يحكم الشارع ، الطرف الذي دائما يحاولون تجاهله ، والذي يمكن أن يحل مشكلتهم في العراق وفي المنطقة، إذن لابد للأمريكان من أن يتفاوضوا أولا مع المقاومة العراقية المسلحة، والشخصيات الوطنية المعارضة للاحتلال، قبل أن يهرولوا الى حلفتهم إيران، نقول إيران لان هناك إطرافا في إدارة بوش لا تريد أي دور كبيرا لسوريا في العراق، وهذا واضح من التصريحات والبيانات التي رافقت زيارة وليد المعلم الحالية الى بغداد، فرئيس الحكومة وجه كلاما، سوف يندم عليه، لأنه لم يصدر منه بل أوحي له ليقوله، وهناك طرف منتفع أخر لا يرى في الدور السوري إلا المطالبة بعض الملايين من الدولارات الضائعة وتسليم بعد الأشخاص لغرض الانتقام منهم.
نعتقد أن على الأمريكان إن لا يتجاهلوا دور الوطنيين العراقيين من قادة عسكريين وسياسيين، وان لا يوهموا أنفسهم ويقعون بمأزق أخر وتقديم تنازلات جديدة لطهران، هذه المرة علنية وليست سرية، ويمنون أنفسهم بحلول لا تمتلكها الإطراف التي يسوقونها على إنها صاحبة الحل السحري. بل عليهم التفاوض والتفاوض فقط مع أصحاب الحل، وستكسف الأيام القليلة القادمة كم هم مخطئون إذا ساروا بعيدا في مخططهم هذا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من