الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغالطة الأخلاق عند التيارات التاغنانتية العدمية

عبد الحق سرار
مفكر جزائري مهتم بالواقع السياسي و الاجتماعي

(Abdelhak Serrar)

2023 / 12 / 29
كتابات ساخرة


إن موضوع الأخلاق من أبرز ما يتم تناوله في النقاشات الفكرية المتعلقة بالمجتمع و تعامل أفراده ، فبين مختلف المدارس و التوجهات الفكرية ،يدلي كل بدلوه بين من يرى في الأخلاق كونها أمرا لابد منه لبقاء المجتمعات، و من يراها قانونا اتفق عليه بنو البشر منذ آلاف السنين لحفظ الجماعات الأولى من قبائل و أسر و تجمعات بشرية مختلفة ،ولكن الخلاف مع التيارات العدمية و السفسطائية و الإلحاد المادي هو حول أهمية الأخلاق و هنا نريد التحدث عن تيار فكري في الجزائر هو التيار اللاديني و العدمية التاغنانتية المعادية لكل شيء أو الخالف تعرف
هؤلاء لا تفهم لهم رأي في هذا الموضوع، فعندما تحدثهم عن الأخلاق في معرض التحدث عن الدين يقولون لك أنهم لا يحتاجون لدين أو أيديولوجية كي يعرفوا الأخلاق وأن الإنسان يعرف بطبيعته ما هو الخير وما هو الشر وأنه لا يحتاج لأنبياء وحكماء ليعرفونه معنى الأخلاق.
رأي محترم ولكن المشكل هو عندما يتحدثون عن الأخلاق دون أن يكون حديثهم متعلق بالإسلام والدين، فيقولون لك أن الأخلاق نسبية ولا وجود لها تماما وأنه لا يوجد خير ولا شر وأن الإنسان هو من وضع هذه المفاهيم وليس لها أي وجود وأن ما هو خير اليوم قد يصبح شرا غدا وأن ما هو خير عند مجتمع ما شرا عند مجتمع آخر
لست هنا لمناقشة موضوع الأخلاق لكن ما يهمني في هذا الموضوع هو التناقض، فكيف يمكن لنفس الشخص أن يقول الفكرة ونقيضها في نفس الوقت ؟ فإن كان الموضوع هو الأخلاق فقط فلا وجود لها ولا يمكن التفريق بين الخير والشر، ولكن إذا كان الموضوع هو الأخلاق في سياق له علاقة بالدين فتصبح الأخلاق واضحة والخير والشر يمكن بسهولة التفرقة بينهما.

كما يقال فإن عرف السبب بطل العجب، هذا التيار العدمي صنيعة الاستخبارات المعادية للأوطان الشمال افريقية ،هدفه ليس البحث عن الحقيقة ،بل هدفه تحطيم كل ما يمكنه جمع الناس، و نجد كلا من الأخلاق والدين من أهم الأشياء التي يجب تحطيمها، لهذا تصر الحملة على مهاجمة الدين و فكرة الأخلاق.
ألم تلاحظ أن أكثر الناس محاربة للأخلاق و فكرة الإلتزام هم اللادينيون ؟ ألم تجرب ولو مرة أن تذكر كلمة أخلاق في حضرة ملحد شمال افريقي ؟حاول ذلك

إن هذا التيار العدمي ليس باحثا عن الحقيقة ولا يريد اصلاح المجتمع، فهو لا يؤمن بالمجتمع أصلا، بل هدفه الذي صنع من أجله هو تدمير الأوطان وتقسيم المقسم، وجعل دول شمال افريقيا دويلات تنشب فيها الإحترابات الأهلية .

إن الباحث عن الحق سواءا كان مؤمنا أو ملحدا فإنه يثبت على رأي واحد توصل إليه ولا يغيره إلا إذا ثبت له بطلانه، لكن ان وجدت شخصا يقول الفكرة ونقيضها في الوقت نفسه ،فإعلم يقينا أنه عدمي هدفه هو الفوضى والضبابية واللايقين وهو صنيعة بروباغندا جهات متحكمة قد
يكون على علم بها أو يتبعها دون علم وهو في كلتا الحالتين محقق لما ترمي اليه تلك البروباغندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد


.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد




.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد


.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا




.. رحيل -مهندس الكلمة-.. الشاعر السعودي الأمير بدر بن عبد المحس