الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لِمَاذَا اِنْهِيَّار إِسْرَائِيل حَتْمِيٌّ

عبد الرحمان النوضة
(Rahman Nouda)

2023 / 12 / 29
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


[ هذا المقال هو فصل حديث مُقتطف مِن كتاب : رحمان النوضة، "نـقد الصّهيونية"، نشر 2017، الصفحات 180، الصيغة 17 ].

هَل يُمكن حَـقًّا أن تَنْهَار إسرائيل ؟ هل اِنْهِيَّار إسرائيل هو مُجرّد رغبة ذاتية، أم أنه تُوجد عَوَامِل تُؤَدِّي مَوضوعيّا إلى هذه النـتيجة ؟

1) لـماذا سَتَنْهَار إِسْراِئيل حَتْمِيًّا
1- لِتَسْهِيل فَـهم اِحْتِمَال حُدُوث اِنهيّار إسرائيل في المُستـقبل، يُستحسن إعادة التـفـكير في نَمُوذَج اِنهيّار الاتحاد السّوفياتي سابـقًا. لأن الانهيّأر المُحتمل لإسرائيل سيكون، ليس بالضّرورة على شكل اِنْهِزَام عسكري، وإنما على شكل اِنْحِلَال مُجْتَمَـعِـي، مُشابه نِسبيًّا لِانْهِيَّار الاتحاد السُّوفياتي.
مَنْ مِنَّا، قبل سنة 1989، كان يَتَنَبَّأُ بانهيّار الاتحاد السُّوفياتي ؟ لا أحد في العالم كلّه. كنّا لا نُـفـكّـر في إِمْـكانيّة انهيّار الاتحاد السوفياتي، ولم نكن نـتصوّره، ولم نكن نحتمل وُقوعه. وَلَوْ سُئِلْنَا، قبل سنة 1989، عن اِحْتِمَال وُقـوع هذا الانهيّار لَسَخَرْنَا مِن الشّخص الذي يَطرح هذا السُؤال. بل قد نـعتبر من طرح هذا السُّؤَال شبه أحمق. ثُمَّ إِنْهَارَ فِعْلًا الاتحاد السُّوفياتي بشكل مُفاجئ في قُرابة سنة 1990. وتحوّل ما كنّأ نظنّه مُستحيلًا، إلى واقع ثابت. نَـفس الشّيء، أو شَيْء مُشابه، سيحدث لإسرائيل.
واليوم، مُعظم العالم لا يتصوّر، ولو لحظة واحدة، أنّ إِنْهِيّار إسرائيل مُمكن. ولا أحد يقـول اليوم في العالم أنه بالإمكان أن تـنهار كُلِيًّا إسرائيل، وأن تَزُولَ نهائيًّا. لكن غدًا، في مُستـقبل غير بعيد، سيصبح إنهيّار إسرائيل حدثًا مُسَلَّمًا به.
2- لَا يُمكن لأيّة قـوّة في العالم أن تَمْنَـع، بِلَا نِهاية، حُدُوث اِنْهِيَّار إسرائيل. ولماذا ؟ لِـعِدَّة اِعْتِبَارت. أَوَّلًا، لأن إسرائيل تُجَسِّد أكبر ظُلْم مُمَوَّه في تاريخنا الحديث (ضِدّ شعب فلسطين، وضدّ الشعوب المجاورة). وَثَانِيًّا، لأنها تُناقض المَنطق البَشري. وَثَالِثًا، لأنها اِسْتِـعْمَارِيَة، وعُنصريّة، وإِمْبِرْيَالِيَة، وعُدوانية، وَتَوَسُّـعِيَة. وهذه اِلْاِعْتِبارات هي كلّها أساسية، ولا يجوز الاستهانة بها. وذاك هو ما سَنُوَضِّحُه في هذا المقال.
3- حَسب قراءة مُوجَزَة لِتَطوّر الأحداث الأخيرة في العالم، فإن اِنهيّار إسرائيل، لَمْ يَـعُد فـقط تطوّرًا مُمكنا، بل أصبح أمرًا حتميًّا، في مُستـقبل غير بعيد. وَكَمْ سَيتطلّب ذلك من الوقت ؟ قد يحتاج إلى عام، أو خمسة أعوام، أو عشرة. لا أَدْرِي. لكن، دَعْم الدُّول الغربية لإسرائيل، لَنْ يستطيع إنـقاذها من مَصير الانهيّار؛ مثلما أن دَعْم الدّول الغربية لِجَنُوب إفريقـيا العُنصرية لم يستطع إنـقاذها من الانهيّأر؛ ومثلما أن دَعم الدّول الغربية لِحَركات النَّازِيِّين في أُوكْرَانْيَا لم يـقدر على إنـقاذها من الإنهيّار؛ ومثلما أنّ تَآمُر الولايات المُتّحدة الأمريكية والدّول الغربية بِهَدف إسقاط الحُـكُومات التَـقَدُّمية أو اليسارية في بلدان أمريكا الجنوبية، أو بِهَدق تَـعويضها بِحُـكُومات دُمْيَات، لم يَنْجَح طَوِيلًا. إلى آخره.
4- تُوجد عوامل أُخرى كثيرة تُساهم في إِنْضَاج حُدُوث اِنْهِيّار إسرائيل. ومنها خُصوصًا تَصاعد المُـقاومات الـفلسطينية، على مُختلـف المُستويات والجَبهات والمَحاور. ومنها أيضًا التَرَابُط الـقائم فيما بين التـناقُضات البَيْنِيَة التي تُحرّك مُجمل بلدان المنطقة. ومنها أيضًا تطوّر مَوَازِين الـقِوَى فيما بين دوّل الشّرق الأوسط التَـقَـدُّمِيَة وَدُوَلِه المُحافظة، أو الرِّجْـعـية، أو المُـفْـرِطَة في التَبَـعيَّة لِلْإِمْبِرْيَالِيَّات الغربية. وَتُساهم هذه العناصر كلّها في صيرورة إِنْضَاج شُروط اِنهيّار إسرائيل.
5- في الماضي، كانـت الحُروب بين إسرائيل والدّول العربية المجاورة تـدوم خلال بضعة أيّام. لأن «التَـفَـوُّق العسكري الاستـراتيجي المُطلق» الذي وَفَّرته، وضمنـته، الإمبرياليات الغربية لإسرائيل، كان يَسمح لها بحسم هذه المعارك العسكرية بِسُرعة لصاحها. لكن المُقاومات المحلّية المناهضة لإسرائيل تـعدّدت، وتنوّعت، وتـنامت، وتطوّرت، إلى درجة أن إسرائيل (والإمبرياليات الغربية) أصبحت اليوم عاجزة على حسم هذه الحروب في وقت وجيز. بل تَحوّل طُول الحرب إلى نُـقطة ضُعف قاتلة لدى إسرائيل. وَكُلَّمَا فَتحت إسرائيل اليومَ حربًا في جبهة مُعَيَّنَة (مثل غَزَّة في سنة 2023)، تَشْتَـعِـلُ فَوْرًا الحرب ضدّ إسرائيل على جبهات أُخريات (مثل جنوب لُبـنان، والضِـفَّة الغربية، والعراق، وسوريا، واليمن). وتحوّلت خُرافة «الجيش الإسرائيلي الذي لا يُـقـهر» إلى جيش مُهَدَّد بِالانهيّار، إذا لم تتـدخّل بِسُرعة جُيوش الدّول الغربية الإِمْبِرْيَالِية لِدَعْمِه بشكل مُباشر.
6- إذا كانـت المُقاومات الـفلسطينية، واللبـنانية، والسورية، والعراقية، واليمنية، وغيرها، قادرة (أو مُجبرة) على تحمّل ضَرَبَات إسرائيل المُدَمِّرَة، وَالمُتَـكَرِّرَة، والفَظيـعة، فإن مِيزة إسرائيل هي أنها لا تـقدر على تحمل ضَربات مُوجعة، أو مُتَوَاصِلَة، خلال أَمَد طَويل. وإذا ما تـكاثرت وتواصلت الضربات المُوجعة المُوَجَّهَة إلى إسرائيل، فإن الكيّان الإسرائيلي يَتَآكَل من داخله، وَيَنْحَل، ثمّ يتهاوى، وقد ينهار كُلّيًا إذا طالت الحرب. وتجربة الحرب الحديثة بين "حِلْـف شَمال الأطلسي" (NATO) ورُوسيا في أُُوكْرَانْيَا (Ukraine)، تُبَيِّن بِوُضُوح أن دَعم الدّول الغربية الغربية لِأُكْرَانْيَا (وكذلك دَعم الدّول الغربية لإسرائيل) يَتْـعَبُ بِسُرْعَة نِسبية، وَيَتَضَائَل، وَيَنْضُبُ، ثمّ يتوقّف، مهما كانـت النـتائج كارثيّة بسبب تَوقّـف هذا الدّعم.
7- مثلا في حرب سنة 2023 الحالية في غَزَّة، وبعدما دخلت هذه الحرب في شَهرها الثّالث (أثناء كتابة هذا المقال)، ظَهَرَت تطوّرات مُتـعدّدة، وَغَيْر مُتَوَقَّـعَـة، بَل مُدَمِّرَة، داخل إسرائيل. منها مثلًا : الهِجْرَة المُضادّة (إلى خارج إسرائيل)، حيث تجاوزت أعداد هؤلاء المُهاجرين الإسرائيليّين (خلال بضعة أيّام) نِصْف مليون شخص إسرائيلي؛ وَمنها تَوَسُّـع عُجُوزَات (déficites) مِيزانيات مُختلـف مُؤسّـسات دولة إسرائيل؛ ومنها تَهَاوِي العُملة الإسرائيلية الشِيكَل؛ ومنها تَصَاعُد التَضَخُّم؛ ومنها أنّ عددًا مُتـزايدًا من الأنشطة الاقتصادية الإسرائيلية تَتَـعَرْقَل، أو تُصبح شِبه مَشْلُولة (مثلًا الـفلاحة، والصناعة، والخدمات، والتِكْنُولُوجِيَات، والتصدير، الخ)؛ ومنها بُرُوز وَتَـفَـاقُـم تَـنَـاقُضَات حَادَّة فيما بين مُختلـف الـفِئَات المُجتمـعية المُـكَوِّنَة لِلمُجتمع الإسرائيلي؛ ومنها فِرَار عدد مِن المُستوطنين (أكثر من 850 ألـف شخص) الذين تَـقـع مُستوطناتهم بالـقرب من مناطق الاشتباكات الحربية السّاخنة؛ ومنها اِنـتشار مُظاهرات مُساندة لِلشّـعب الفَلسطيني في العَدِيد من دُوّل العالم؛ ومنها تَـهَـاوِي أو زَوَال مَشْرُوعيّة وُجود إسرائيل لَدى سُـكَّان مناطق واسعة من العالم؛ ومنها أنّ الثِـقَـة القَدِيمة في الـقِيَم المُؤَسِّـسَة لإسرائيل تُصبح عُرْضَة لِلشَـكِّ، أو للمُراجعة، أو لِلرَّفْض؛ ومنها تَضَاءُل استـعداد العساكر الإسرائيليّين للتضحية بحياتهم دفاعًا عن المشروع الصهيوني؛ ومنها تَصَاعُد غَضَب عائلات الجُنُود الإسرائيليّين المقتولين، وعائلات الجرحى، والمعطوبين، والأسرى، والمُختـفين؛ ومنها ظُهُور وانـتشار أَزَمَات نَـفْـسِيَّة شَدِيدَة لدى جُزء هامّ من الإسرائيليِّين: ومنها ظاهرة الاِسْتِهْلَاك المُـفْـرط لِلْمُخَدِّرَات؛ إلى آخره. وهذه التطوّرات تُؤَثِّر على بعضها بعضًا، وَيُمـكنها أن تَتَـفَاقَم بسرعة غير مُتوقّـعة.
8- رَغم أن الطائرات الإسرائيلية تُهَيْمِنُ وحدها في سَماء الحرب على غَزَّة، وتـطلق بسهولة مُتَـفَـجِّرات ثَـقِيلة وَمُدمّرة (نحو أَلْفَ طُنٍّ من المُتَـفَجِّرَات في اليوم) على المنازل، والمساكن، والعمارات، وعلى البُنَـى التَحْتِيَة؛ وَرَغم أن إسرائيل تُدمّر المساجد، والكنائس، والمدارس، والمُسْتَشْـفَِيَات، وَمُوَلِّدَات الكَهْرَبَاء، والأوراش، وكلّ شيء؛ وَرَغم أن الـفلسطينيّين يتـعرّضون لحرب تَهْجِيرِ وَإِبَادَة، في غَزّة، وفي الضِـفّـة الغربية؛ وَرَغم أن عدد الـقتلى الـفلسطينيّين تجاوز 20 ألـف قتيل، و 55 ألـف جريح، بعد مُرور قرابة 75 يومًا على بداية الهُجوم الإسرائيلي المُضاد؛ وَرَغم أن إسرائيل اِعتـقلت بِسُرعة (وبدون مُبرّر) في الضِـفَّة الغربية المُحتلّة أكثر من 5 ألـف أَسِير فلسطيني جديد؛ وَرَغْم أن إسرائيل قَتَلَت بالرّصاص أكثر من 300 فلسطيني مَدَنِي في الضِـفَّـة خلال هذه الـفَتْرَة الوَجِيزَة (75 يومًا)؛ وَرَغم أن إسرائيل لا تَـعْتَرِف سوى بِـ 153 قتيل وقرابة 5000 جريح من بين عساكرها؛ فإن أعدادًا مُتـزايدة من المُراقبين (من داخل إسرائيل، ومن خارجها) يُحِسُّون أن إسرائيل تظهر قريبة من الانهيّار الشّامل، بينما يَزْداد الـفلسطينيّون إصرارًا على المقاومة، وعلى التضحية، من أجل تَحرّرهم الوطني.
9- لَوْ لَمْ تَـكن إسرائيل قد شَـعُـرت (بعد هُجوم يوم 7 أكتوبر 2023) بِأَنّها بَدأت تَنْهار، لَمَا طَلبت نَجْدَةً مُستـعـجلة من حُلـفائها الدّول الغربية الإِمْبِرْيَالِية؛ وَلَمَا هَرَعَت بِسُرعة أقوى السُّـفُـن الحربية المتـنوّعة، الأمريكية، والإنجليزية، والـفرنسية، والألمانية، والإيطالية، إلى شرق البَحر الأبيض المتوسّط؛ وَلَمَا نظّمت بِسُرعة الدّول الغربية قَنَاطِرَ جَوِّيَة ضَخمة وعاجلة لنـقل المُـقاتلين، والخُبراء، والكَوَادِر، وَمُختلـف مُستلزمات الحرب، من الدّول الغربية إلى إسرائيل.
10- عندما يُـفـكّـر بعض الأشخاص في احتمال حُدوث اِنهيّار إسرائيل، فإنهم لا يـقدرون على تصوّر هذا الانهيّار سِوَى على شكل هَزِيمة عسكرية، في معركة حربية كبرى. وهذا التصوّر تـنـقصه الرُّؤْيَة الجدلية. لأن اِنهيّار إسرائيل لَا يَنْتُج فـقط عن معارك حَربية، وإنما ينـتج أيضا عن أشياء أخرى غير مَرْئِيَة، أو غير مُـعـتادة، أو غير مُتَوَقَّـعَـة. ولأن إنهيّار إسرائيل ليس مشروطا بِـتَـفَـوُّق عسكري لدى المُقاومات الـفلسطينية. كما أنه ليس مشروطًا بِـقُـدْرَة هذه المقاومات الـفلسطينية على هَزْم إسرائيل عَسـكريًّا، في ميدان معركة حَربيّة كلاسيكية ضخمة. ولماذا ؟
أوّلًا، لأنّ حرب الـفلسطينيّين أو العرب ضدّ إسرائيل هي دائما حرب ضدّ تَحَالف الدّول الغربية الْإِمْبِرْيَالِيّة. ولأنّ كـفاح المقاومات الـفلسطينية، هو في عُمـقـه، كـفـاح ضدّ مُجمل مُـعَـسْـكر الدّول الغربية الإمبريالية.
وثانيًّا، لأن إسرائيل هي عَمَلِيًّا مُستـعمرة مُشتـركة لِمُجمل الدّول الغربية الإمبريالية.
وثالثًا، يُستحسن أن نَتصوّر اِنهيّار إسرائيل على شكل صَيْرُورَة مُجتمعية (سيّاسية، واقتصادية، وفـكـرية، وعسكرية، وثـقافية، وعالمية). وَيُستحسن أن نَتَخَيَّل اِنهيّار إسرائيل على شكل صَيْرُورَة مُشَابِهَة لذلك الانهيّار الذي حدث في الاتحاد السوفياتي. حيث أن إِنْهِيَّار الاتحاد السُّوفياتي، لم يَنْتُج عن مَـعركة عسكرية كُبرى مع الولايات المُتّحدة الأمريكية. وإنّما اِنْهَار الاتحاد السُّوفياتي بِهُدُوء، نَتِيجةً لِاخْتِمَار تَنَاقُضَات دَاخِليّة. أيْ أنّ اِنْهِيَّار إسرائيل سيكون هو أيضًا على شكل اِنْحِلَال مُجتمعي عَمِيـق، وَمُتواصل، على اِمْتِدَاد أَجَل مُتوسّط المَدَى. وبعبارة أخرى، فإن هذا الانهيّار، سيحدث داخل الكِيَّان الإسرائيلي على شكل صَيْرُورَة اِنْحِلَال داخلي، وَعلى شكل تَآكُل عَميـق، وَتَـفَـسّـخ مُتَسَارِع، في جميع الميادين، وعلى جميع الأصعدة. وَمَـآل هذه الصّيرورة، حينما سَتُصبح ناضجة، هو أن كلّ شيء داخل إسرائيل سَيَتَوَقَّـف عن العمل، أو أنّ اِشْتِـغَـاله سَيَـغْدُو مُتَـعَـذِّرًا، بالمُقارنة مع ما كان عليه في الماضي. بل اِشْتِـغَال بعض المَرافِـق داخل إسرائيل سَيُصْبِـح من شِبه المُستحيل. وفي النهاية، أي أثناء نُضْجِ عَمليّة الانهيّار، سَيَحدث تَسارع في هذه الظّواهر المُجتمعية. وَسَيَهْرُب من الكيّان الإسرائيلي الأشخاص الذين يُـكَـوِّنُونَه، وذلك مثلما تهرب الـفِئْرَان من سـفـينة في حالة الغَرَق. وهكذا سَنَرَى أفواجًا من جماعات مُتوالية، وهي تهرب من إسرائيل، مثل جماعات الجُنود، والضُبّاط، والاستخباراتِيِّين، والسيّاسيّين، والكَوَادِر، والتِـقْـنِـيِّين، والمُسْتَثْمِرِين، والعاملين في المؤسّـسات البنكية، والباحثين، والمُستوطنين، والمُنـتجين، والإداريّين، والبوليس، والسَجَّانِين، والمُعَذِّبِين، والمُرْتَزِقَة، والانتهازيّين، وغيرهم. وكلّ إسرائيلي هَارِب سَتـكون له مُبرّراته الخاصّة به. وَسَتُصبح جوازات السّـفـر الأجنـبية (أي غير الإسرائيلية)، هي وَرَقَة النَجَاة من جَهَنَّم الصهيونية. وَسَيَتَسَابَـقُ قُدماء الإسرائيليّين على اكتساب حقـوق المُواطنة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وأوستـراليا، وَنْيُو زِيلَنْدَا، وفي بعض بلدان أوروبّا الغربية، أو حتّى في روسيا، الخ. وسيغدو كثيرون من قُدماء الإسرائيليّين سَعِيدين بالعَودة إلى ما بَـقِـيَ من عائلاتهم، وإلى مُمتلكاتهم العقارية الـعَـتيـقـة، في بُلدان المَلجأ، وسيرجعون إلى حساباتهم البـنكية الـقديمة، وإلى أنشطتهم الاقتصادية الماضية، في البلدان الغربية (أو في روسيا).
ولن يبـقى في فلسطين سوى تلك الأقلية (من قُدماء الإسرائيليّين) التي اِكْتَشَـفَت زَيْـفَ الأَيْدِيُّولُوجِيَّة الصَّهْيُونية، وَقَبِلَت طَوْعِيًّا التَخَلُّص منها، وَقَبِلَت التَـعَايُشَ مع «أعدائهم» القُدامى الذين هم الفلسطينيّون. ولن تَبْـقَـى في فلسطين سوى تلك الأقلّية (من الإسرائيليّين) التي رَضِيَت بأن تكون حُقوق المُواطنة في فلسطين الجديدة المُحَرَّرَة (من البحر إلى النهر) مُتَساويّة بين كل المُواطنين، بغضّ النظر عن دِينهم، أو تَـعَـبّـدِهم، أو عِرْقِهِم، إو إِثْنِيَتِهِم، أو طائـفـتهم، أو لُـغَتهم، أو لَوْن بَشَرَتهم، أو مُعتـقداتهم.
11- ما دَام اليَهود المُتَصَهْيِنُون يَستـعملون مَناهج التَحايُل، والتَضْلِيل، والكَذب، والخِداع، تُجاه شعب فلسطين الضحية، وَتُجاه المُجتمع الدُولي العام، فإنهم سَيستـعملون بِالضّرورة نـفس المَناهج فيما بينهم. ونـتيجةً لِـذالك، سَتـكبر، وَسَتَتَـفَاقم، التَناقُضات فيما بينهم. بَل إن تلك الصِّـفات الخُلُـقِـيَة السَّلْبِيَة المَنْبُوذَة، التي كانـت في الماضي تُـغَدِّي كَرَاهِيَة اليهود، أو التي كانـت تُبَرِّر اِضطهادهم، سَتصبح من جديد مَلحوظة، أو مُؤكَّدة، في سُلوكيّات كل فرد أو جماعة مُـكَـوِّنَـة لهذا الكيّان الإسرائيلي الصّهيوني. خاصّة وأنّ أفراد الجماعات اليَهودية يَمِيلون إلى التَصَرُّف بِـعَـقـلية الـقَـبِيلة، وَبِـعَـقْـلِيَة الْأَقَلِّيَة المُضطهدة أو المَنبوذة. وَيَتَصَرَّفُون كَحِزب سيّاسي سِرِّي. وَسَيزداد نُـفـور بعض الناس من اليهود المُتصهينين، بسبب إِفْرَاطِهِم في استـعمال مَناهج التَحايُل، أو التَضْلِيل، أو الكَذب، أو الخِداع. وَسَتـنـغـلق الدّائرة على نـفسها في مجال السُولوكيّات المَنبوذة. وكما قال المثل الشّـعـبي: «بَاشْ تَـقْتُل، بَاشْ تْـمُوت» (بِمَـعنى: «الوَسائل التي تستـعملها لِـقَـتل خُصومك، هي نـفس الوسائل التي سَتُـقْـتَـل بها أنـتَ بِنَـفْـسك»).
12- سنلاحظ أن اِنْهِيَّار إسرائيل من جهة أُولى، ومن جهة ثانية اِنْهيّار هيمنة الولايات المُتّحدة الأمريكية على العالم، هما شيئان مُترابطان. لأن التَسَارُع في نُضُوج كلّ واحد منهما يُسهّل نُضُوج الآخر. وقد يَكون اِنهزام أمريكا، والدّول الغربية الإمبريالية، في صراع فلسطين، مُدَوِّيًا، وَمُؤَثِّرًا، أكثر من انهزامهم في الحرب الجارية في أُوكْرَانْيَا (Ukraine)، بين "حِلْف شَمال الأطلسي" (Nato) وَرُوسْيَا. وفي الماضي، أَيْ في قُرابة سنوات 1950، لم يُؤَثِّر كثيرا أُفُول الْإِمْبْرَاطُورِيَة الْإِنْجْلِيزِية على حَليفها إسرائيل، لأن هُبوط هذه الإمبراطورية الْإِنْجْلِيزِية الحليـفة، كان يُوازِيه تَنَامِي الحَلِيـف الجديد الذي هو الإمبراطورية الأمريكية الصَّاعِدَة. أمّا اليوم (في سنة 2023)، فإن اِضْمِحْلَال هَيْمَنَة الولايات المُتّحدة الأَمْرِيكِيَة على العالم، لا يُمكن أن يُـعَوِّضَه سوى تَـعَاظُم قِيّادة نَـقِـضِهَا، أَيْ رُوسْيَا، والصِّين، ومجموعة «البْرِيكْسْ» (BRICS). الشيء الذي يَـفتح آفاقًا لِتَطوّرات غير مُتَوَقَّـعَـة.
13- كلّما اِنْهَزَمَت إسرائيل، في أيّة معركة مُـعَـيَّـنَـة، فإن هزيمتها هته ستـكون، في نـفس الوقت، هزيمة للولايات المُتّحدة الأمريكية (ولحلـف شمال الأطلسي NATO). كما أن أيّة هزيمة للولايات المُتّحدة الأَمْرِيكِيَة (أو لِحِلْـف النَاطُو) ستـكون، في نـفس الوقت، هزيمة لإسرائيل. كما أنّ اِنْهِيَّار إسرائيل، حينما سيحدث في المُستـقبل، سيكون كارثة كبيرة على الولايات المُتّحدة الأمريكية (وعلى حِلْف النَّاطُو). لكن حينما ستـنهار إسرائيل في المُستـقبل، ستكون الولايات المُتّحدة الأمريكية قد تَـقَـهْـقَـرَت نِسْبِيًّا في مجال هَيمنـتها على العالم.
14- مِن بين مَظاهر الجَدَلية الأخرى في الصّراع بين فلسطين وإسرائيل، ما يَلِـي : لكي تُنـقد إسرائيل نـفسها من الضّرر، ومن التآكل، ومن الانهيّار، ليس لها من خيّار سوى سحق المقاومات الفلسطينية. لكن المقاومات الـفلسطينية مُنـغرسة داخل الشعب الـفلسطيني، وَمُتَطَابِـقَـة معه. إلى درجة أنه لا يُمكن سحق المقاومات الـفلسطينية دُون سحق الشّعب الـفلسطيني، أو تهجيره، أو إبادته. وكلّما حاولت إسرائيل سحق الشعب الـفلسطيني، كلّما تَنامى إصرار الـفلسطينيّين على المُقاومة. وكلّما أجهزت إسرائيل على الفلسطينيّين، تصاعدت مَوْجات عارمة من الاستـنكار عبر العالم، تُندّد بِإِجْرَام إسرائيل، وبالصّهيونية، وبجرائمها ضدّ الإنسانية، وتطالب بِمُـقَاطَـعَـتِـهَا، أو بِطَردها من المُنـتظم العالمي. فَتَتَـكَاثَرُ مُبَرِّرَات تَجْرِيم إسرائيل، وَتَتَـعَاظم عَوَامِل اِنْهِيّار إسرائيل. وَسَتُدَعِّم قِوَى مُتـزايدة عبر العالم المُقاومات الـفلسطينية. وَسَتَـكْبُر قِـوَى هذه المُقاومات الـفلسطينية، وستتـزايد فعاليّات كـفاحها. فتحصل إسرائيل على عكس ما تطمح إليه. وفي هذه الجَدَلِيَّة، كل ما تَـفـعله إسرائيل، يُسَرِّع اِنْهِيَّارَهَا. وحتّى إذا لم تـفـعـل إسرائيل شيئًا، فإن عدم فـعـلها يُسَرِّع هو أيضًا اِنْهِيّارَهَا. وَلِكُلّ هذه الأسباب، سيكون المصير الحتمي لإسرائيل، ومهما طال الزمان، هو الإنهيّار والزوال.
15- لِإِدْرَاك كَيْف ظلّت تَـعمل دِعَايَة وَسائل إعلام الدّول الغربية، تخيّل الآن أنك مُواطن في بلد مُـعَـيَّـن (في "العالم الثالث"). وتخيّل أن بلادك تَـعَرَّضَت لِلـغزو أو للاستـعمار من طرف قِوَى أجنـبية تَتَوَفَّر على أسلحة عسكرية فَتَّاكَة. وتخيّل أنك اِخْتَرْتَ أن تُشارك في مُـقاومة الهَيْمَنَة الخارجيّة، أو الاستـعمار الأجنبي. وتخيّل أنك قُمْتَ بأفعال مُـقَاوِمَة لِلْاِسْتِـعْمار. وتخيّل أنك اِستـعملتَ العُنْـف، أو السِّلاح، أو المُتـفـجِّرَات، أو ما شابه ذلك. في هذه الحالة، ماذا ستـقـول عنك وسائل إعلام الدّولة المُسْتَـعْمِرَة، وَوَسائل إعلام عامّة الدّول الغربية الإمبريالية ؟ سيـقـولون عنك أنك «إِرْهَابِيًّا»، وأنك «فَاشِيًّا»، وأنّك «هَمَجِيًّا». وَسَيُبِيحُون قَتْلَك أنـتَ وَأَهَالِيك وشعبك. هذا ما قِيل، وهذا ما سَيُـقَال دائمًا، عن المُـقَاوِمِين في فلسطين المُحتلّة، وفي العراق، وفي سُورية، وفي لُبـنان، وفي ليبيا، وفي كلّ مكان آخر. وَيَلْجَأُ دائمًا الْإِمْبِرْيَالِيُّون إلى اِضْطهاد شُـعوب "العالم الثّالث". وَيَلْجَأُ دائمًا المُسْتَـعْمِرُون إلى الحُـكْم على المُسْتَـعْمَر بِالتَهْجِير، أو القَتْل، أو الْإِبَادَة. هذا ما جرى في كلّ المناطق المُسْتَـعْمَرَة، بما فيها فلسطين المُحتلّة. وَمُجمل المَـفَاهِيم التي تستـعملها الـقِـوَى الإمبريالية في لُـغَتِها، تَصِـف ضَحاياها بِكَونهم هم المُجرمون. وَتُحَوِّل المَظلوم إلى ظَالِم.
16- اعتبارًا لِمُجمل تلك الـعَوَامِل التي سبق ذكرها، أُأَكِّـدُ أنّ العناصر التي ستؤدّي إلى انهيّار إسرائيل هي نوعان. نوع أوّل هو ذو طبيعة عسكرية، ويجري في ميادين المعارك الحربية المُباشرة، والمَرئية. ونوع ثان هو ذو طبيعة مُجتمعية عميـقة، ويجري على مُستويات غير مرئية، أو غير مَحسوسة، أو غير مُعتادة، أو غير مُتَوَقَّـعَـة. وتلك هي أهمّ أسباب الْاِنْهِيَّار الحَتْمِي لِإِسْرائيل.

2) بُطْلَان مُبَرِّرَات إِنْشَاء إِسْرَائِيل
مُجمل المُبَرِّرات التي عَـلَّـلَ بها الصَّهَايِنَة إنشاء إسرائيل، هي مَـغلوطة، وَمُضَلِّلَة. وَلِـفَـهم ذلك، يكـفي أن نَـفْـحَصَ، وَلَوْ بِشَـكل مُوجَز، وَمِن مِنْظَار تاريخي، ومن زَاوِيَة عَـقْـلَانِيَة، كيـف بَـرَّرَت الحَرَكَة الصّهيونية (وكذلك الدّول الغربية) إِنْشَاء إسرائيل.
كان بعض مُواطني دُوّل أوروبّا مُـعْتَنِـقِـين لِلدِيَانَة اليَهُودية. ومنذ الـقُرُون الوُسطى وَحُرُوبها الدِّينية (بين الكَنِيسَة والدّولة)، كان هؤلاء المُواطنون اليهود يَتَـعَرَّضُون إلى درجة أو أُخْرَى من الاضطهاد، المُوجّه ضِدّهم كَـيَـهُود.
ولمّا وصلت الحركة النَازِيَة إلى السُّلطة السياسية في ألمانيا في سنة 1933، دَفَـعَهَا حماسها المُفرط في كلّ شيء إلى تحويل ذلك الاضطهاد الـقديم، المُعادي لليهود، إلى عَمَلِيَّة مُمَنْهَجَة لِلتَخَلّص من اليهود. ودخلت السُّلطة السيّاسية النَازِيَة في أَلْمَانْيَا في مُحاولة إبادة اليَهود. فَنَظَّم النازيّون الألمان مَحْرَقَة لِليَهود، (ولكن ليس مَحْرَقَة لليهود وَحْدَهُم، مثلما يَدَّعِي الصَهَايِنَة، بل مَحْرَقَة لكلّ أنواع الأشخاص الذين كان النَازِيُّون الْأَلْمَان يَنْبُذُونَهُم، بما فيهم الشِيُّوعِيِّين، والاشتراكيّين، والغَجَرِيِّين، والمِثْلِيِّين، الخ).
وكان الأوروبيّون يُسَمُّون اِضطهاد اليَهود بِـعبارة «مُعاداة السَّامِيَة» (anti-sémitisme). وَسَمَّوْا مُحاولة إبادة جزء من اليهود من طَرَف النَازِيِّين الألمان بِـعبارة «المِحْرَقَة»، أو «الهُلُوكُوسْت» holocauste)، أو «الشُّووَا» (shoah).
وبعدما اِنهزم النازيّون في «الحرب العالمية الثانية» في سنة 1945، قَامت حركة يَهودية صهيونية، وزَعَمَت أن «الحَلّ لِتَلَافِي اِضطهاد اليهود في المُستـقـبل، هو خَلـق وَطَن خاص باليهود في مُسْتَـعْـمَـرَة مُـعَـيَّـنَة» (فلسطين) من بين المُستَـعمرات التي كانت موجودة آنذاك في العالم. وساندت فورًا الْإِمْبِرْيَالِيّة المُهَيْمِنَة آنذاك على العَالَم (وهي الْإمْبْرَاطُورِيَة الْإِنْجْلِيزِية المُسْتَـعْمِرَة) هذا الحَلّ الصّهيوني.
لكن، لِنَتَسَاءَل الآن : مِن وُجْهَة نظر المَنطق العَـقْـلَانِـي، هل حقـيقةً «الحَلّ لِوَقْـف اضطهاد المُواطنين اليَهود في دُوّل أوروبّا هو خَلـق وَطَن خاص باليهود وحدهم في مُسْتَـعْـمرة مُـعَـيَّـنَة» ؟ لَا، هذا التَـفكير (المُبَرِّر لِخَلـق إسرائيل) كان خَاطِئًا في أَصْلِه، وَمُـعْـتَـلًّا في أُسُـسِه، وَمُذْنِبًا في مَضْمُونِه، وَفَاسِدًا في مَنْطِـقِـه. إنه تَـفْـكِير مَـغْـلُوط، بَل هو مُضَلِّل. ولماذا ؟ لأنّ العَـقْـل (والعَدْل) كان يستوجب أن يكون الحلّ (لِمُشكل اِضطهاد اليهود)، هو نِـضال هؤلاء اليهود، ونضال كلّ المُواطنين الآخرين غير اليهود، بهدف وَضْع وَتَنْـفِيذ قَـوانين تَضمن «الدِّيموقراطية»، وَتُحَـقِّـق «حُـقُوق الإنسان»، لِـفَائِدة كلّ المُواطينين، بِـغَـضِّ النَظَر عن دِينِهِم، أو إِثْنِيَّتِهِم، أو طَائِـفَتِهِم، أو مُـعْتَـقَـدَاتِهِم، أو لُـغَتِهم، أو لون بَشَرَتِهِم، الخ. لأن وُجود مَظاهِر «اِضْطِهَاد اليَهُود»، أو «مُعاداة السَّامِيَة»، في بلدان أوروبّا، كان حَلُّـهُ المَنطقي، هو إقامة واحتـرام قـوانين تضمن «حُـقـوق الإنسان»، و«المساواة فيما بين كل المُواطنين»، دون أيّ تَمْيِيز على أساس الدِّين. ولم يكن بتاتًا الحَلّ لِمُشـكل اِضْطهاد اليَهود هو «خلـق وَطَن جديد خاص باليهود في مُسْتَـعْـمَـرَة إِنْجْلِيزِيَة مُـعَـيَّـنَـة» (فلسطين). مثلما أن الحَلّ لضمان حقـوق الغَجَر (gitans) في أوروبّا، أو الحَلّ لضمان حُقـوق السُّود في أمريكا، أو مَن شَابَهَهُم، لم يكن هو «خَلْق وطن خاصّ بهم في إحدى المُسْتَـعْمَرَات». خاصّةً وأنّه، إذا كانـت الدّول الغربية قد وَعَتْ حَقِيـقَةً أَخْطَاءَهَا السّابـقة، المُتجلّية في اِضطهاد اليهود، وإذا ما اِلْتَزَمَت فِـعْـلِيًّا باحتـرام «حقـوق الإنسان»، فإن الْلُّجُوء إلى «خَلْق وَطَن جديد خاص باليَهُود وحدهم» يُصْبِح غَير مُبَرَّر.
هذا على مُستوى الدّول الأوروبّية. أمّا على مُستوى يَهُود دُول أوروبّا، فإن الحلّ المَنْطِـقِـي (الذي كان ينـبـغي أن يبرز في أدمغتهم) هو البَـقَـاء في أوطانهم الأوروبية الأصلية، وخوض النضالات السياسية، والدِّيموقراطية، بهدف فرض إقامة قـوانين تضمن «حقـوق الإنسان»، و«الدِيمُوقْرَاطية»، وإلـغاء التَمْيِيز فيما بين المُواطنين على أساس الدِّين.
وعليه، إذا اختار يَهُود دُوّل أوروبّا، وإذا اِختارت كذلك دول أوروبّا، حَلَّ «خَلْـقِ وَطَن جديد خاص باليهود»، فهذا الاختيّار يعني أَوَّلًا، أن يَهود دول أوروبّا لم يَـكُونوا يَثِـقُـون في إمكانية «دَمَـقْـرَطَة» (démocratisation) دول أوروبّا. وَلَم يَـكونوا يَـثِـقُـون في إمكانية اِلْتِزَام الدّول الغربية بعدم اِضطهاد اليهود في المُستـقبل. ويـعـنـي ثَانِيًّا ذلك الإختيّأر، أن دُول أوروبّا هي نـفسها لم تـكن تَتِـق في إمكانية اِلْتِزَامِهَا باحتـرام قـوانين «الديموقراطية»، و«حقـوق الإنسان»، تُجاه مُواطنيها اليهود. وَيَـعْـنِـي ثَالِثًا هذا الاختيّار، أنّ الدّول الغربية كانـت هي أيضًا تُرِيد سِرًّا أن تَتَخَلَّص كُلِّيًا، أو نِهَائِيًّا، من اليهود المُتَوَاجِدِين داخل حُدودها، عَبْرَ جَمْعِهِم في «وَطَن خاصّ بهم»، بَـعِيدًا عن أَوْرُوبَّا. وَيَـعْـنِـي رَابِـعًـا هذا الإختيّار أنّه، ما دامت الدّول الغربية تُوافِـقُ على وُجُود «وَطَن خاصّ باليهود»، فهذه المُوافـقة هي حُجَّة على اِسْتِمْرَارِيَة كَرَاهِيَة هذه الدُّول الغربية لِلْيَهُود. وَلَوْ كانـت الدّول الغربية تُحِبُّ فِـعْـلًا، أو تَلْتَزِم فِـعْـلًا، بِالمُساواة بين كلّ مُواطنيها، دون اِعْتِبَار لِدِيَّانَاتهم، أو لِإِثْنِيَّاتِهِم، أو لِطَوَائِـفِهِم، الخ، لَمَا قَبِلَت هذه الدول الغربية التَخَلُّص من مُواطنيها المُعْـتَـنِـقِين لِلدِِّيَانَة اليَهودية.
إنّ الحلّ الذي قَبله اليَهود المُتَصَهْيِنُون، وكذلك الدّول الغربية، يَدفـعـنـا إلى طَرح التَسَاؤُل التّالي : مَا عَلَاقة الـفَلسطينيّين بِاضطهاد اليهود في دُول أوروبّا ؟ إن كانـت الدّول الغربية تضطهد مُواطنيها اليهود، لماذا الحَلّ هو الانـتـقام من الـفلسطينيّين، واستـعمار وَطَنِهِم، وَتَهْجِيرِهِم، أو إِبَادَتِهِم ؟ ومن كان يجب عليه أن يُؤَدِّيَ ثَمَن اضطهاد اليهود في دُوّل أَوْرُوبّا، هل الـفلسطينيّون أم الدّول الأوروبية ؟ أَلَيْسَ هؤلاء اليَهود المُتَصَهْيِنِين جُبَنَاء، وانـتهازيّين، وَمُسْتَلَبِين (aliénés) ؟ حيث كان يجب عليهم أن يُوَاجِهُوا أشخاص الدُول الأوروبية الذين كانـوا يَضْطَهِدُونهم. وكان يجب عليهم أن يُناضلوا من أجل إِقَامَة وَتَنْـفِيذ قَوَانِين «دِيمُواقْرَاطِيَة»، ومن أجل فرض احتـرام «حقـوق الإنسان» كاملة، وَلِـفَائِدَة كل المُواطنين، وَدُون تَمْيِيز. أمّا الهُجوم على الشعب الـفلسطيني البَـعِيد، وَالضَّعِيـف، والبريء من اضطهاد اليهود في أوروبّا، فهو عَمل جَبَان، وَمُخَادِع، وخارج عن الموضوع المَـعْـنِـي. ومثلما يقـول المَثَل الشّـعبي: «اِنْهَارَت صَوْمَـعَةُ المَسْجِد، فَشَنَـقُوا الحَلَّاق». بِمَـعْنَى : لَا علاقة بين هذا وذاك.
وَاخْتِيّار «خَلْـق وَطَن جديد خاص باليهود»، في مُستـعمرة إِنْجْلِيزِيَة مُعَيَّنَة (فلسطين)، قد تَـكون له مُبَرِّرَات أخرى سِرِّيَة، وغير مُـعْلَنَة، ومُخالِـفة تمامًا لِلْمُبَرِّرَات التي قُدِّمَت رَسميًّا، أو عَلَنِيَّةً. وقد تـكون ضِمْنَ هذه الأهداف السِرِّيَة وَغَيْر المُـعْـلَنَة، خَلْق قَاعِدة عسكرية مُتَـقَدِّمَة في الشّرق الأوسط، وَمُزَاحَمَة العرب في اِسْتِـغْـلَال آبَار النَـفْط والغَاز المَوجودة في منطقة الشّرق الأوسط، وَرُبَّما إِزَاحَة بعضهم، وَتَـعْـوِيضهم. وقد يَتَأَكَّـد هذا الهدف السِرِّي مِن خلال إِقْدَام إسرائيل (وأنصارها) مُؤَخَّرًا على مُحاولة اِسْتِـغْلَال حُـقُـول غَاز وَنَـفْـط موجودة في شَوَاطِئ فلسطين المُحتلّة. ويـقـول البعض أنّ مخزون هذه الحُـقُـول هَائِل.
ما معنى العناصر المَـعروضة سابـقًـا ؟ معناها أن كلّ مُبَرِّرَات وُجود إسرائيل، هي مَـغْـلُوطَة، وَمُضَلِّلَة. وكل ما هو مَبْنِـي على أساس بَاطِل، فهو أيضًا بَاطل.

3) بُـطْلَان أُسُـس الأيْدِيُّولُوجِيَة الصَّهْيُونِيَة
الأَساس الـفـكـري الذي بُـنِـيَّ عليه مَشروع إنشاء إسرائيل، هو الْأَيْدِيُولُوجِيَّة الصّهيونية. وَأُسُـس هذه الْأَيْدِيُولُوجِيَّة هي كلّها مَـغْلُوطَة. ولا تُوجد وَلَوْ ذُرَّة عَـقْـلَانِية واحدة في هذه الْأَيْدِيُولُوجِيَّة الصَّهْيُونِيَة. وتـتـكـوّن هذه الأيديّولوجية الصّهيونية من مُـعتـقـدات سَاذَجَة (naïves)، أبرزها ما يلي :
- أُطْرُوحَة «الشّعب اليهودي» : وهذا «الشّعب اليَهودي» المَزْعُوم لَا يُوجد، وَلَا يُمكن أن يُوجد. مثلما أنه لَا يُوجد «الشّعب المَسيحي»، أو «الشعب المُسلم». وكلّ من يستـعمل عبارة «الشّعب اليَهودي»، فهو ضحيّة لِلدّعاية الصهيونية. وما يُوجد في بعض بلدان العالم، هُم «مُواطنون يهود»، و«مُواطنون مَسيحيّون»، و«مُواطنون مُسلمون»، وَمُواطنون غير مُتَدَيِّنِين، وهذه الأصناف من المُواطنين، تُوجد وهي مُختلطة في العَشَرات من بُلدان العالم.
- أطروحة «الدولة اليهودية» : بَيْنما تَختلـف «الدّولة» جَذْرِيًّا عن «الدِّين» (سواءً كان هذا الدِّين هو اليَهودية، أم المَسيحية، أم الإسلام). بَلْ تَتَنَاقَـضُ «الدّولة» مع «الدِّين». و«الدّولة» هي مجرّد أجهزة، ومؤسّـسات، وعلاقات مُجتمعية، وعلاقات سِيَّادَة وَخُضُوع، الخ. أمّا «الدِّين» فهو مُـعتـقدات، وَمُقَدَّسَات، وَعبادات، وَطُـقُوس، وعادات، الخ. حيث لا يُمكن لِـ «الدّولة» أن تـكون «دولة يَهودية»، أو «دولة مسيحية»، أو «دولة مُسلمة». والإِصْرَار على عكس ذلك، هو مُحاولة لِتَحْوِيل «الدّولة» إلى نَوْع من «الكَنِيسَة» الإجبارية على كلّ المواطنين. وَتُريد إسرائيل أن تَـكون هي «المُمثّل الشّرعي والوحيد لكلّ يهود العالم»، وهذا اِفْتِرَاء جَائِر، ومرفوض. وأعداد مُتـزايدة من اليهود في العالم يرفضون أن تَتَصَرَّف «دولة إسرائيل» باسمهم.
- وأطروحة «الشعب اليهودي المُختار» أو «المُـفَـضَّـل» : أي الشّعب الذي «يُفضّله» اَلْإِلَـهُ على كلّ شُعوب العالم. وهذه الأطروحة هي اِفْـتِـراء وَكَذِب على الإله، وعلى البَشر. لأنه لا يُـعْـقَـل أن يَنْحَطَّ الإله إلى مُستوى المُناورة بِمَجموعة بَشَرِيَة ضدّ مجموعات أخرى. ولأنه لا يُوجد أيّ مُبرّر عَـقْـلَانِي لِتَـفْـضِيل جماعة بشرية على أخرى، باستـثناء أَنَانِيَة، أو غُرُور، الأشخاص الذين يزعمون أنهم «مُـفَـضَّلِين» لدى الإلـه.
- أطروحة «الأرض المَوْعُودة من طرف الإله» : وهذا أيضا اِفْتِرَاء، وَكَذِب، على الإله، وعلى البشر. حيث أن الإله لا يتـدخّل في شُؤون البَشَر. ولا يُوجد ما يُثبت أنّ الإله يُمَيِّزُ فيما بين الجماعات البشرية. ولا يُوَزِّع الإله الهَدَايَا على جماعات بشرية دُون أخرى. فَبِالْأَحْرَى أن يَتَدَخَّل الإلـه في مجال تَدبير المِلْكِيَّات العَـقَـارَات المُتـنازع عليها فيما بين البَشَر.
- أُطروحة «أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض» : وهي أيضا كذب وَقِـح. وهدفه هو تَبرير اِستـعمار فلسطين. حيث يزعم الصّهاينة أن الشعب الفلسطيني غير مَوجود، ويدّعون أن أرض فلسطين كانـت فارغة حينما اِحتلّها واستـعمرها اليهود الصّهاينة في سنوات 1948. ويـنـفـون التاريخ، وينـكُرون المُـقاومات الـفلسطينية التي اِصطدموا بها. وكأنّ هذا الشّعب الـفلسطيني سَقط فيما بعد من السّماء. وهذا كذب مُعتاد لدى المُستَـعْـمِرِين.
- أطروحة «الهُولُوكُسْت هي أكبر جريمة في تاريخ البشرية» : وهي كذبة لَا تُبرّرها سوى الْأَنَانِيَّة المُـفْرِطَة لليهود الصهاينة. حيث أن الجرائم الـفَظِيعَة المُرتـكبة في تاريخ البشرية كثيرة. ولا يـقدر أيّ بَشر على أن يُحدّد بشكل عَـقْـلَانِيّ مَن هي الجريمة الأكثر إِيلَامًا أو فَظَاعَةً في تاريخ البَشرية. لأن كلّ ضحية تـزعم أن الجريمة التي تَـعرّضت لها هي «أكبر جريمة في تاريخ الشرية». بينما الاضطهاد الذي فرضه الصّهاينة على الـفلسطينيّين هو أكبر من «الهُولُوكُسْت».
- إلى آخره.
وهذه الأَيْدِيُولُوجِيَّة الصَّهْيُونِيَة، هي مَنْظُومة فكرية اِستـعمارية، وَعُنصرية، وَإِمْبِرْيَالِيَة، وَبَسِيطَة، وَسَاذَجَة، بَلْ مُـفْرِطَة في الأنانية، وفي الانتهازية، وفي الغُرُور، إلى درجة أن الوَصْف الوحيد، الصّريح، والمُلائم لِنَـعْـتِـهَا، هو كَوْنُهَا «بَلِيدَة». وهذا النَّـعْـتُ ليس شَتْمًا، وإنما هو وَصْف سياسي موضوعي. وعلى عَـكس الخُرَافَة التي تَدَّعِـي أن «الشَّـعب اليهودي» هو «شَـعْبُ عَبَاقرَة»، وعلى عَـكس ما يَظُنُّه غَالِبِيَّة اليَهُود المُتَصَهْيِنِين حَوْل أنـفسهم، نَرَى أنّ هذه الْأَيْدِيُولُوجِيَّة الصَّهْيُونية هي سَخِيـفَة، وَمُضَلِّلَة، بَل غَبِيَة. ولا يَتَبَنَّاهَا سوى مَن هو مُفْرِط في الغَبَاء السياسي، أو في الأنانية، أو في الغُرُور، أو في الانتهازية.
وكلّ إنسان سَلِيم في عَـقْلِه، إذا إِطَّلَع على مضمون هذه الأَيْدِيُولَوجِيَة الصّهيونية، سيقـول لك تِلـقائيّا أن المَآل المَحتوم لِلْأَشخاص الذين يَحْمِلِون هذه الأَيْدِيُولَوجِيَة سيكون هو الـفشل، والإفلاس. وإذا أَجَبْتَ هذا الشّخص بأن إسرائيل هي واقع فعلي، وَمُسْتَـقِـر، وَمُسَيْطِر، وَقَاهِر، وَمَوْجُود على الأرض، قد يُجيبك هذا الشخص العاقل أنه، مَهما كانـت قُوَّة إسرائيل العَابِرَة، ومهما طال الزّمان، فإنّ مَآل هذا الكيّان الإسرائيلي المَحتوم، سيكون هو الانهيّار الشّامل. لأن ما بُنِيَ على بَاطِل، فَهُوَ بَاطِل.

4) السِرُّ في سَيْطَرَة إسرائيل على الدّوَل الغربية
رغم تخلّف الْأَيْدِيُولُوجِيَّة الصَّهيونية، ورغم غَبَائِهَا السياسي، نُلاحظ بِانْدهاش أنّ الحركة الصَّهيونية اِستطاعت أن تُؤثِّر بِقُوّة، إلى حُدُود سَيْطَرة نِسبيّة، في وَسائل الإعلام، وفي الثـقافة، وفي المؤسّـسات المَالية، وفي الحُكومات، في كلّ مِن الوِلَايَات المُتّحدة الأَمْرِيكِيَة، وفي مُعظم دُوّل أوربّا، وفي المملكة المُتّحدة، وَبَلْجِيكَا، وَاسْوِيسْرًا، وكندا، وأستـراليا، الخ.
وقد تَـقَـوَّى تَأثير المُخابرات الإسرائيلية إلى درجة أن أيّ مُشتـغل في وسائل الإعلام في الدول الغربية، إذا ما اِنْتَـقَد إسرائيل، أو اِسْتَهْجَنَ الأطروحات الصَّهيونية، يَتـعـرّض حَتْمًا لِلتَّهْمِيش، أو العَزْل، أو الـفَصْل، أو الإبـعاد، أو الطّرد. بل أصبح من شِبْه المُستحيل على أيّ شخص مُرَشَّح لِرِئَاسَة الحُكومة، أو لِمَنصب وزاري، أو لِـقِيّادة أيّة مؤسّـسة مهمّة، أن يَنْجَح في تَرَشُّحِه إذا لم يَـكن مُناصرًا لإسرائيل، أو مُوافـقـا على الأطروحات الصَّهيونية.
وفي فرنسا مثلًا، أصبحت حالة المُمَثِّل الـفُـكَـاهِـي دْيُو دُونِـي امْبَالَا (Dieudonné M bala) رَمْزًا مُـعـبّـرا عن قُوّة تَأْثِير الْلُّوبِي (lobby) الصَّهيوني. حيث حاربته الحَركة الصَّهيونية إلى أن صدرت قرارات قَضَائِيَة وَحُـكُومية تَمْنَعُه كُلِّيًا وَنِهَائِيًّا من الظهور في وسائل الإعلام، وفي المَسَارِح، والأفلام، وما شَابَهَهَا. والسّبب هو أن الفُـكَـاهِي دْيُو دُونِي اِنـتـقد إسرائيل والصَّهْيُونِيَة. وفي عدّة بلدان غربية، مثل فرنسا، واسْوِيسْرا، وبَلْجِيكَا، وكَنَدَا، أدانته مَحاكم مُتَصَهْيِنَة بِتُهم مثل : «التحريض على التمييز، أو على كراهية اليهود، أو التَحريض على العنف العنصري، أو الديني، أو الإهانة العنصرية، أو إِنْـكَار الهُولُوكُوسْتْ، أو الدّعوة إلى الإرهاب» !
وفي الولايات المُتّحدة الأمريكية، غَدَت العادة المُـقَـزِّزَة وَالمُتـكرّرة، هي أن كل مرشّح للرئاسة يُصبح مُجبرا على الإفصاح عن وَلَائِـه لإسرائيل، وعن مُساندته للصَّهيونية، وإلَّا فإنّ دعايات وسائل الإعلام الـقَوِيَّة تَتَـكَـفَّـل بِمُحاربته، وَبِِـإِفْشَالِه في الانتخابات.
فَـكَيْف اِستطاعت الحركة الصهيونية أن تُلَوِّثَ عُـقُول العديد من مُواطِنِي العالم، وأن تُؤثّر في العالم كلّه، وبهذه الـقُوّة ؟
السِـرُّ المُـفَـسِّر لهذه السّيطرة المُدهشة هو ما شرحه المناضل اليهودي المُناهض لِلصّهيونية جَاكُوب كُوهِين (Jacob Cohen) في بعض كُتبه ومُحاضراته. حيث أوضح أن قُوّة المُخابرات الإسرائيلية مَبْنِيّة على أساس جيش واسع من «الصَيَانِيم». وفي اللّـغة العِبْرِيَة، كلمة «صَيَانِيم» هي جمع كلمة «صَيَان». والشّخص «الصَيَان» هو المُـسَاعِـد. وشرح جَاكُوب كُوهِين أن كلّ شخص يَهودي في العالم، ومهما كان البلد الذي يتواجد داخله، ومهما كانـت المُؤَسَّـسَة التي يَشتـغـل فيها، يَتحوّل تِلْـقَـائِيًّا وَطَوعيّا إلى «صَيَان»، أيْ إلى مُسَاعِد، أو عَمِيل سِرِّي، مُجنّد لخدمة إسرائيل، وَمُنْضَبِط لِتَنْـفِـذ أَوامر مُؤسّـساتها المُخابراتية. وَمُجمل الحركة الصَّهيونية تَخضع، وَتَنْضَبِط، لِتَوجيهات الأجهزة المُخابراتية الإسرائيلية (المُوسَاد، والشِّينْبِيت، والشَّبَاك، الخ). وكل مؤسّـسة في العالم يَتَوَاجَد فيها يَهُود مُتـعـاطفين مع إسرائيل، تُصبح المُخابرات الإسرائيلية قادرة على التَسَرُّب داخلها، وعلى التَأْثِير فيها، وعلى توظيـفها لِخدمة أهداف إسرائيل. وهكذا اِسْتَـطَاعَت إسرائيل ومُخابراتها أن تُحَوِّل أيّة مُؤسّـسة، أو أيّ شخص، إلى خَادِم مُنْضَبِط لِتَنْـفِـيـذ أوامر إسرائيل.

5) هَلْ تَحتاج حَـقًّا الدّول الإمبريالية إلى وُجُود إسرائيل ؟
أثناء تحليل وَنَـقد الْأَيْدِيُولُوجِيَّة الصَّهيونية، يَبْرُز فورًا في الذّهن السؤال التالي : إذا كان المشروع الصّهيوني إجراميًّا (أيْ فيه ظُلم ضدّ الشّعب الـفلسطيني المُسْتَـعْمَر)، وإذا كانـت الأَيْدِيُولَوجِيَة الصَّهيونية فعلًا أيديولوجية حَمقاء، فَـكَيْـف أَمْـكَن تَبَنّيها، والدِّفاع عنها، والإنـفـاق عليها بلا حساب، على امتـداد أكثر من 75 سنة، من طرف أقـوى الدّول الإِمْبِرْيَالِية في العالم ؟ ولماذا سقطت كلّ هذه الدّول الغَربيّة المُدَعِّمَة لإسرائيل في فَخّ المُشاركة في دَعْم مشروع إجرامي، وأحمق، ومحكوم عليه بالإفلاس ؟ هذا سُؤال بَالِـغ الأهمِّية.
والسِرّ في الجواب على هذا السؤال الجوهري، هو ما علّمه لنا كَارْل مَارْكَس، وَافْرِيدْريش إِنْجَلْس. وهو أن الحماقات التي يرتـكبها الرَّأْسَماليّون، والإمبرياليّون، لَا حُدود لها. بل من المُمكن أن يَـقُـود الإمبرياليّون، والرّأسماليون، العالمَ كلّه إلى مَجَازِر، وإلى كَوارِث شاملة، دون أن يستـفيق ضميرهم الإنساني.
لكن الغريب أيضا، وعلى عـكـس ما يُشَاع، هو أن الإمبرياليِّين، والرّأسماليِّين، لا يحتاجون إلى وُجود إسرائيل لِخِدْمَة مصالحهم المادّية الأساسية في الشّرق الأوسط، أو في مختلـف مناطق العالم. حيث أنّ تَصْدِير مَنْتُوجاتهم الصناعية والخدماتية والمالية، وَاسْتِـثْمَار رَسَامِيلهم في مختلـف بُلدان العالم، وَتَأْسِيس فُروع لِشَرِكَاتِهم فيها، وَاسْتِرْجَاع أرباحهم إلى أوطانهم الأصلية، لا تحتاج هي أيضًا إلى وُجود إسرائيل. كما أن هَيمنة الدّول الغربية الإمبريالية على الدُّوَيْلَات العربية النَـفطية في الشّرق الأوسط، والتَلَاعب بِبَعض حُكّامها، وَنَهْب ثرواتها، كان وما زال مُمكنا، بَل سَهْلًا، ولا يَحتاج بَتَاتًا إلى وُجود إسرائيل في الشّرق الأوسط.
بل قد يكون العكس هو الصحيح. أيْ أنّ اليَهُود الرَّأْسَماليِّين المُتَصَهْيِنِين، هم الذين يحتاجون إلى تَوْرِيط مُجمل الدّول الرَّأْسَماليِّة والْإِمْبِرْيَالِيّة الغَربيّة، في دَعْم شَامِل، وَلَا مَحْدُود، لمشروع تَأْسِيس هذا الكِيَّان الإسرائيلي. خاصّة وأنّ المُبَرِّر الأساسي لخلـق إسرائيل، كان في البداية هو «خلـق وَطَن خاص بِاليَهود، لِكَيْ لَا يَتَـعَرَّضُوا مرّةً أخرى لاضطهاد مُشابه لِلْاْضْطِهاد الدي عَانَوْا منه في بلدان أوروبّا».

وما هي نـتائج وُجود إسرائيل اليوم ؟ من بين نـتائجها، أنّ اليهود المُتَصَهْيِنِين الإسرائيليّين، يُمارسون على الـفلسطينيّين اِضْطِهَادًا أَكبر، وَأَعْنَـف، من ذلك الاضطهاد الذي كان اليهود في الدّول الأوروبية يُعانون منه. أيْ أن اليَهُود تَحَوَّلُوا إلى ضِدِّهم. وهكذا تَحوّلت الضَحِيَّة إلى مُجرم. وَيُسَمِّي الماركسيّون هذه الظّاهرة في الجَدَليّة بِـ «قانون تحوّل الشَّيء إلى نَـقِـيضه». حيث تحوّل اليهود المُتَصَهْيِنُون إلى شبه نَازِيِّين. وأصبح الـفلسطينيّون مُـعَـذَّبِين أكثر مِمَّا كان اليهود مُضْطَهَدِين في ألمانيا النَّازِيَة. ومن بين نـتائجها أيضًا، أن إسرائيل، والصهاينة، وأنصارهم، يُحَاوِلُون إِبَـادَة الـفلسطينيّين، مِثلما كان النَازِيُّون الألمان يحاولون إِبَادَة اليَهُود بواسطة المَحرقة. وإذا كانـت مُحاولة إبادة اليهود في أوروبّا، من طرف النازيّين الألمان، تُـعتبر جريمة مرفوضة من طرف الدّول الغربية، فَـكَيْفَ يُـعْـقَـل أن تُصبح اليوم إِبَادة الـفلسطينيّين (وَتَهْجِير البَـقِيَّة منهم) مَـقْـبُـولَة تَمَامًا من طرف الدّول الغربية، بهدف تَحـقـيق المشروع الصَّهْيُونِي الاستـعماري في فلسطين المُحتلّة ؟ هل كانـت الدّول الغربية تَـكْـذِب في تَبَاكِيهَا على مُحاولة إبادة اليَهود ؟ هل الدّول الغربية الْإِمْبِرْيَالِيّة مُسْتَـلَـبَة (aliénés)، وَمُتَخَلِّـفَـة، أو مُتَهَاوِيَة، إلى درجة أنها لَا تَرَى، وَلَا تَـعِـي، وَلَا تُـدْرِك، ما يَجْرِي مِن مُحاولة إِبَادة لِلـفَلسطينيّين ؟ هل يَلزم أن يَمُوت الـفلسطينيّون بِالمَلَايِين، وليس بِـعَـشَـرَات الآلاف، لِـكَـيْ تَسْتَـفِـيـقَ ضَمَائِر المَسْئُولِين في الدّول الغربية ؟ وما الخُلاصة من ذلك ؟
الحَدّ الأدنـى في الخُلاصات، هو أن الحَلّ الذي جاءت به الحركة الصّهيونية، هو مُجرّد غَبَاء سيّاسِي، وظُلم، وانحراف عُنْصُرِي، وَمَـفْـتُون بِِامْتِيَّازَات أو غَنَائِم الْإِسْتِـعْـمَار. وكلّ مَن يُساند مشروعًا ظَالِمًا، وَغَبِيًّا، فَهُو نَـفْـسُـه ظَالِمٌ، وَغَـبِـيٌّ.
وهكذا، تُوجد العديد من التَنَاقُضَات، والمَظالم، في الْأَيْدِيُولُوجِيَّة الصَّهيونية، وفي مَشروع إنشاء إسرائيل. وعليه، سيكون مَـآلُـهُـمَـا الحَتْمِي، هو الـفَشَل، والْاِنْهِيَّار، والإفْـلَاس.

رحمان النوضة، الجمعة 29 ديسمبر 2023.
[ هذا المقال هو فصل حديث مُقتطف مِن كتاب : رحمان النوضة، "نـقد الصّهيونية"، نشر 2017، الصفحات 180، الصيغة 17. وَيُمكن تَنْزِيل هذا الكتاب من مُدَوَّنَة الكاتب. ورابطه هو : https://livreschauds.wordpress.com/2017/08/07/نقد-الصهيونية/].








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أطروحة دكتوراه
موفق حدادين ( 2023 / 12 / 29 - 20:58 )
تحية آكبار للأستاذ النوضة
يصلح مقالك هذا لأن يكون أطروحة دكتواره
كل ما فيها من طروحات منطقية يسهل الدفاع عنها أمام لجة أساتذة في حقل السياسة والإجتماع
موفق حدادين
الاردن


2 - شُـكـر
عبد الرحمان النوضة ( 2023 / 12 / 29 - 22:04 )
شكرا للسيد موفق حدادين على تشجيعـك. مع تحياتي وتقديري. رحمان النوضة.


3 - القومية الاسرائيلية تتميز عن الصهيونية واليهودية
منير كريم ( 2023 / 12 / 29 - 23:11 )
الاستاذ الكاتب المحترم
اسمح لي بان اقول ان تفكيرك امنياتي فنحن نسمع مثل هذا الكلام منذ زمن بعيد
في الحقيقة نحن ننهار ونتقهقر واسرائيل تقوى وتزدهر , وقد ان الاوان ان نفهم الواقع فهما علميا موضوعيا لا ذاتيا
الصهيونية كما عرفها مؤسسوها بانها حركة تحرير اليهود واليهودية هي ديانة بني اسرائيل التوراتية , لكن منذ تاسيس اسرائبل كدولة بدات تنمو مايعرف بالقومية الاسرائيلية وهي تختلف بخصائصها عن الصهيوتية واليهودية
وهذه القومية تشمل الشعب المتكون من اليهود والمسلمين والمسيحيين - الارمن والشركس والدروز وبقية العرب
الم تلاحظ ان الاحداث الاخيرة لم تؤد الى انشقاقات في النسيج الداخلي الاسرائيلي
لانه يستند الى القومية الاسرائيلية
شكرا لك


4 - فرضياتكم بانهيار اسرائيل تنطبق علينا وليس عليها
د. لبيب سلطان ( 2023 / 12 / 30 - 08:12 )
السيد الكاتب
عندما تأتون بفرضية عليكم اثباتها كحقيقة قبل ان تبنون عليها نتائج..هذا مايطلبه العلم والمنطق
وفرضياتكم هي عكس الواقع الاسرائيلي. فلاهزيمة عسكرية حلت بها ولامجتمع سيتحلل ويهرب ملايين الى اوربا واميركا بجوازات اصلية او مزورة ..الواقع انها حالنا ماتصفونه اليوم وليس واقع اسرائيل ، انهم 5 ملايين عراقي هربوا و 12 مليون سوري لاجئين من مجتمعات دولنا تتحلل امام اعيننا وانتم تقارنون انهيار اسرائيل بنموذج الانهيار السوفيتي ولاشيئ يجمعهما ..الاتحاد السوفياتي انهار اقتصاديا وبسبب ملل الناس من الديكتاتورية ..اسرائيل اقوى اقتصاد في المنطقة ونظامها ديمقراطي متين ..ارى جميع فرضياتكم ليست الا قائمة تمنيات لا علاقة لها بواقع الامر
قبل رمي 8 مليون يهودي الى المجهول علينا ارجاع 12 مليون سوري وخمسة عراقي..متى ماحلت نظما ديمقراطية واقتصاد ناجح كما عند اليهود ..وقتها سنجد حلا سلميا بالتعان والمنفعة المتبادلة وتقوم دولة فلسطينية مسالمة تكون مثالا للتعايش الانساتي بين الشعوب بدل لغة الانتقام والابادة ..فهذه طبائع بدوية تجاوزها العالم وانتم ترددون انشاء لطالب في مدرسة ريفية


5 - لا إستثناء ولا هم يحزنون
حميد فكري ( 2023 / 12 / 30 - 15:57 )
تحياتي أستاذ عبد الرحمان النوضة

مقالكم غني بالحجج الدامغة ,لتحليل نشوء وواقع دولة إسرائيل,كدولة يجري عليها منطق التاريخ كأي دولة أو ظاهرة تاريخية آخرى .فلا إستثناء ولا هم يحزنون

ما يجد البعض صعوبة في هضمه ,هو أن التاريخ لايعترف بالإستثناء ,مهما بدى رائعا من حيث الشكل .
وقد قدمت تحليلا موضوعيا قويا ,للعلاقة الجدلية الرابطة بين قوة إسرائيل اليوم ,وبين هيمنة داعميها الرأسماليين الإمبرياليين. هذه العلاقة هي الأساس في إستمرار إسرائيل حتى يومنا هذا .
لذلك فبقاء إسرائيل - كدولة إستعمارية - رهين ببقاء تلك العلاقة وهيمنتها.
اليوم ,ظهرت بوادر جنينية لانهيار هيمنة الغرب الرأسمالي الإمبريالي, مع صعود قوى دولية جديدة ,روسيا الصين أساسا.
من يرفض هذه الحقيقة هو صاحب الأمنيات ,الذي يعز عليه أن يرى غير ما يشتهيه.


6 - أضيف
حميد فكري ( 2023 / 12 / 30 - 16:28 )
أضيف ,أن إنهيار إسرائيل ,سيكون بأحد الشكلين :
إما بالشكل الذي أوضحتموه. أو بالشكل الذي إنهارت به دولة الأبارتايد في جنوب أفريقيا.
الشكل الثاني ,يعني أن تتفكك دولة إسرائيل بما هي دولة إستعمارية عنصرية , فتتحول الى دولة ديموقراطية يتعايش فيها كل الأطراف ,بسلام على قاعدة المساواة في الحقوق .


7 - جواب على منير كريم (1/3)
عبد الرحمان النوضة ( 2023 / 12 / 31 - 11:50 )
1) مقالي «لماذا انهيّار إسرائيل حتميّ» واضح. ومشكلك أيها السيد «منير كريم»، ليس هو أن مقالي لم يستطع إقناعك، وإنما مشكلك هو أنك مُحافظ، أو يميني، وأنك تُدافع على الـقَبُول بوجود إسرائيل، والتَـعَايُش معها. إذهب عند الـفلسطينيين في الضفة، وفي غزة، وأقنـعهم بالتـعايش مع إسرائيل! أنـت لا تـفهم عن ماذا تتكلم.
2) يدافع «منير كريم» عن «القـومية الإسرائيلية»، وكان أَوْلَى به، إِِنْ كان مُنِيرًا وَكَرِيمًا، أن يُدافع عن «القـومية الـفلسطينية»، وعن «القـومية العربية». أمّا «القـومية الإسرائيلية» فهي مجرد خُرافة من صُنـع الحركة الصهيونية الاستعمارية.


8 - جواب على منير كريم (2/3)
عبد الرحمان النوضة ( 2023 / 12 / 31 - 11:51 )
3) كتب «منير كريم»: «نحن [العرب] ننهار ونتقهقر، واسرائيل تقوى وتزدهر». وإذا كان العرب «يَنْهارون ويتـقهقرون»، فلأن مُعظم الحُكّام العرب هم مُحَافِظُون، وَيَمِينِيّون، وَرَأْسَمَالِيُّون، وَخَاضِعُون للإمبرياليّات الغربية، أو عُملاء لها. أما إسرائيل، فإنها لا «تتـقـوّى»، ولا «تـزدهر»، سوى في تَصَوّرات الأشخاص الذين تتلاعب الدعاية الصّهيونية بِـعُـقولهم. كل التلـفزات الإسرائيلية تقـول في كل يوم أن إسرائيل «ضعيـفة بـنيويّا»، و«منير كريم» يزعم عكس ذلك. وإسرائيل هي مُستـعمرة تَابِـعة للدول الإميريالية الغربية، وغير مُستـقلّة، وغير قادرة على العيش بوحدها، ولا تستمر إسرائيل في الحياة، سوى عبر استجداء المساعدات، والغزو، والاستيطان، والـقتل، والإبادة. فهل هذا «اِزدهار»؟
4) كتب «منير كريم»، يجب «ان نفهم الواقع فهما علميا موضوعيا لا ذاتيا». وما هي هذه «الواقعية.. العلمية.. الموضوعية»؟ يجيب «منير كريم»: «الصهيونية كما عرفها مؤسسوها بانها حركة تحرير اليهود». تحرير اليهود مِن مَن؟ أَفِقْ يا «منير كريم» من ضلالك، لـقد أصبحت مُتَصَهِيِنًا، رغم أنك لست يهوديا.


9 - جواب على منير كريم (3/3)
عبد الرحمان النوضة ( 2023 / 12 / 31 - 11:54 )
5) كتب «منير كريم»: «الاحداث الاخيرة لم تؤد الى انشقاقات في النسيج الداخلي الاسرائيلي»، بدعوى أنه «شعب»، أو «قـومية إسرائيلية». هل يوجد كذب وتضليل أكثر من هذا؟ كل تلـفزات العالم تقـول في كل يوم أنه لم يسبق أبدا أن كانـت التـناقضات الداخلية في إسرائيل حادّة، وعدائية، مثلما هي الآن. و«منير كريم» يزعم أن «الانشقاقات» في إسرائيل لم تحدث.
6) التـفاهم مع أشخاص متصلّبين في يمينيّتهم، ومتـعجرفين في غرورهم، مستحيل. والحوار معهم لا يفيد.


10 - رد النوضة على لبيب سلطان (1/3)
عبد الرحمان النوضة ( 2023 / 12 / 31 - 13:15 )
1) كتب «لبيب سلطان»: «عليكم إثبات فرضيتكم كحقيقة قبل أن تبنون عليها نتائج». بمعنى أن «لبيب سلطان» يُريد مني أن أثبت بشكل علمي أن إسرائيل ستنهار. ومقالي قدم أطروحة فيها المئات من الحجج. لكن من المستحيل أن يقتـنع «لبيب سلطان» وأمثاله، ولو جئناهم بالملايين من الحجج العلمية. ولماذا؟ لأن الـقناعات السياسية لدى «لبيب سلطان» وأمثاله، هي محافظة، أو يمينية، أو رجعية، ومناصرة لإسرائيل. فيبقى إقناعه بأفكار ثورية مستحيلا.
2) لا يدرك «لبيب سلطان» وأمثاله أن السياسة ليست علما. ويستحيل أن يقدم الثوريون حججا علمية كافية لإقناع اليمينيين، والإمبرياليين، والرّأسماليّين. كما أن اليمينيين لا يـقدرون على إقناع الثوريين. لأن السياسية هي صراع طبقـي قاس، وليست تـرفا فكريا. والسياسة لدى الـفلسطينيين هي كفاح تحرر وطني، وليست تمرينا منطقيا. ولا يمكن أن يوجد منطق مشتـرك بين الثوريين واليمينيين، أو بين الرأسماليين والاشتـراكيين، أو بين المستـعمِرين المستعمَرين.


11 - رد النوضة على لبيب سلطان (2/3)
عبد الرحمان النوضة ( 2023 / 12 / 31 - 13:18 )
3) كتب «لبيب سلطان»، مثلما كتب قبله «منير كريم»، عكس ما يوجد في الواقع، وعكس ما تـعترف به الـقنوات التلـفزية الإسرائيلية الـ 13، وقال: «لا هزيمة عسكرية حلت بإسرائيل»، بينما العالم كله يرى أن إسرائيل لم تحقق أهدافها العسكرية المتجلية في -إبادة حماس-، و -تحرير الأسرى الإسرائيليين-، و-تهجير الفلسطينيين-. وكتب: «لا مجتمع إسرائيلي يتحلل، ويهرب منه ملايين إلى أوزبا وأميركا». بينما العكس هو الصحيح. وعليه، ما الـفائدة من نـقاش مع أشخاص ينكرون ما هو قائم وجلي في الواقع؟
4) كتب «لبيب سلطان»: «إسرائيل اقوى اقتصاد في المنطقة، ونظامها ديمقراطي متين». بينما الواقع المعروف، هو أن الكيان الإسرائيلي، في كل يوم، ومنذ أكثر من 75 سنة، يعتـقل، ويعذّب، ويـقتل، ويدمّر، ويهجّر، الفلسطينيين. كيـف يتجرّأ «لبيب سلطان» على كتابة أن «نظام إسرائيل ديمقراطي متين»؟ هذه هي قمّة الكذب، والتضليل، والدعاية الصهيونية الوقحة. ولا يدرك «لبيب سلطان» أنه إذا كانت جماعة من المجرمين «ديموقراطية» فيما بين أعضائها، وقاتلة تجاه ضحاياها، فهذا لا يكفي لكي نصفها بأنها «ديموقراطية».


12 - رد النوضة على لبيب سلطان (3/4)
عبد الرحمان النوضة ( 2023 / 12 / 31 - 13:25 )
5) دعانا «لبيب سلطان» إلى ضرورة «إيجاد حل سلمي، بالتعاون والمنفعة المتبادلة، وتقوم دولة فلسطينية مسالمة، تكون مثالا للتعايش» مع إسرائيل. وكل من يدعو الـفلسطينيين إلى «التـعايش السلمي» مع كيان إسرائيلي، هدفه الأول والأخير، هو استـعمار فلسطين، وتهجير أو إبادة الشعب الـفلسطيني، كل من يدعو إلى هذا «التـعايش» هو مُضلّل، ومخادع، أو عميل.


13 - رد النوضة على لبيب سلطان (4/4)
عبد الرحمان النوضة ( 2023 / 12 / 31 - 13:28 )
6) موقع -الحوار المتمدن- هو ملتـقى مشتـرك للتحاور فيما بين كل التـقدميين، والمناضلين، والديموقراطيين، والعلمانيين، والاشتـراكيين، الناطقـين بالعربية. وأعتبر شخصيا أن أشخاصا مثل «لبيب سلطان»، و«منير كريم»، وأمثالهم الذين يحاربون الأفكار الثورية، ويدافعون على مشروعية المشروع الإسرائيلي الاستـعماري الصهيوني، هم أشخاص مشكوك فيهم. ولم ينشئ الرفيـق ريزكار عقراوي وأصدقاءه، موقع -الحوار المتمدن-، ولم يضحّوا بمجهوداتهم، لكي يأتي هذا الجيش من العناصر المشكوك في نضاليتها، ولكي يشتموا الكتاب المناضلين، ويسفهوا أعمالهم، ويحقّروا أفكارهم الثورية، ولكي يدافعوا عن الأنظمة العربية المحافظة، وعن الرأسمالية، وعن الإمبرياليات، وعن الصهيونية، وعن الاستعمار. ولا يمكن أن توجد أية فائدة في الحوار مع هؤلاء الأشخاص المشكوك في نضاليتهم.


14 - عقلية محدودة الافق
منير كريم ( 2023 / 12 / 31 - 13:48 )
ياليتك لم ترد لانك كشفت نفسك من خلال ردود موتورة متاخرة
لاتملك غير التهجم والاتهام
لاتختلف عن حماس الارهابية التي دمرت الشعب الفلسطيني
والاسوء قادم وانت تنظر حسب امنياتك
نحن العرب مللنا منكم ماعليكم الا الذهاب الى ايران وتركيا
لقد افاق العرب من الوهم فلم يرسلوا لكم الجيوش كالسابق وانما اعطوكم كلمات ليس سوى كلمات
وهذا يكفي جدا


15 - رد رحمان النوضة على السيد حميد فكري
عبد الرحمان النوضة ( 2023 / 12 / 31 - 14:06 )
شكرا للسيد حميد على دعمه وتشجيعه.


16 - ارسلوا الجيوش وأعطوا الكلمات لمن ، للمغاربة!!؟
حميد فكري ( 2023 / 12 / 31 - 17:08 )
صاحب التعليق 15 كتب (لقد افاق العرب من الوهم فلم يرسلوا [لكم] الجيوش كالسابق وانما اعطوكم كلمات ليس سوى كلمات وهذا يكفي جدا)

أرسلوا الجيوش وأعطوا الكلمات ،لمن ، للمغاربة!!؟

لعلمك ، السيد عبد الرحمان النوضة مغربي وليس فلسطيني ، كما تحاول أن تسخر منه .


17 - الرد الثانية لرحمان النوضة على منير كريم
عبد الرحمان النوضة ( 2023 / 12 / 31 - 19:25 )
أنظر ما جرى: نشرتُ دراسة توضّح أن إسرائيل ستـنهار في مستـقبل غير بعيد. فاغتاظ بعض الأشخاص، مثل «منير كريم»، و«لبيب سلطان»، لأنهم لا يـقبلون انهيار إسرائيل، ولأنهم لا يهتمون بإزالة عذاب الإبادة المسلّط على الفلسطينيين.
وأذكّر هنا بظاهرة سياسية غريبة. وهي أن اليمينيّين، والرجعيّين، غالبا ما يـقلبون الأشياء على رأسها. إنهم يعتبرون الأصدقاء أعداء (مثل لبـنان، واليمن، وإيران، وروسيا، والصين). ويعتبرون الأعداء أصدقاء (حيث يعتبرون أمريكا، وإسرائيل أصدقاء، ويشتـرون حمايتها، ويطالبون بالتـعايش مع إسرائيل الاستعمارية).
وقد كتب «منير كريم»: أن حركة المقاومة الفلسطينية «حماس إرهابية»، وأنها «دمرت الشعب الفلسطيني». بينما الحقـيقة هي عكس ذلك. أي أن إسرائيل هي الإرهابية، وأن مدمّر الشعب الـفلسطيني هو إسرائيل. بينما حماس والمقاومات الأخرى تكافح، وتضحّي، من أجل التحرر الوطني للشعب الفلسطيني. هذه هي الحقيقة.


18 - ماذ يعني هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ماجدة منصور ( 2023 / 12 / 31 - 20:56 )
ماذا يعني رد كاتب المقال في التسلسل 14؟؟؟؟؟؟
ببساطة شديدة إن ردود كاتب المقال عل الأستاذين منير كريم و د لبيب سلطان لا ترقى لمستوى الحوار المتمدن بل أنه من الأفضل أن نسميه ( الخوار )!!!!!0
اذا مجرد زيارة هذه الصفحة مضيعة للوقت لأن رحمان النوضة يريد أساتذة يصفقون له و ( لأفكاره ) العبقرية و هؤلاء المصفقون لن يجدهم الرحمان على موقع الحوار المتمدن0
خسارة تلك الدقيقة المهدورة من عمري التي قضيتها بالرد على كاتب المقال لأني وجدت أنك شتُام و إقصائي لدرجة أنك طلبت من هيئة الحوار بمنع أساتذة نعتز بهم من حتى مجرد التعليق على مقال يفيض بالهراء...وما شابه0


19 - الى الكاتب الحالم رحمان النوضة
nasha ( 2024 / 1 / 1 - 00:05 )
انت تحلم يا عزيزي ، ما هكذا تورد الابل!!
المسألة ليست مسألة تعاطف وشعارات وتوزيع اتهامات لكل من يعترض على امنياتك اللامعقولة.

الموضوع كبير جداً اكبر من الصراع بين المسلمين الفلسطينيين واليهود الاسرائيلين!!

افتح عقلك المنغلق المتعصب العاطفي يا حضرة الكاتب.

الصراع الحقيقي هوصراع طبقي سلطوي عالمي ، بين طرفي المعادلة السياسية الابدية (الصراع على السلطة)
الصراع الجاري هو صراع عالمي بين سلطة العقل الحر والكرامة الانسانية ، وبين سلطة القوة .الغاشمة الاستبدادية القمعية
ما اسرائيل سوى خط المواجهة الاول ضد الاستبداد والقمع السياسي الذي مارسه الانسان ضد اخوه الانسان في كل مكان .
انتبه يا حضرة الكاتب .
اكبر مستبد استخدم القوة والبطش والاذلال للكرامة الانسانية هي العقيدة الاسلامية الاممية.
وثاني اكبر مستبد مُذل للكرامة الانسانية هو العقيدة الماركسية الشمولية الاممية.

لن يسمح العالم (سكان المعمورة بكل اطيفها) ان تنتصر الاممية الاسلامية
لن يسمح العالم للاتراك والفرس السيطرة عليه مهما كلفه الامر ، هذه استحالة.
ولن يسمح العالم بعودة الشيوعية الاستبدادية الاممية.
الحرية هي اغلى ما يملكه الانسان.


20 - ألاستاذ عبد الرحمن النوضة
د. لبيب سلطان ( 2024 / 1 / 1 - 03:17 )
استاذنا العزيز
ان مبادئ الديمقراطية والعلمانية والتقدمية وحتى الاشتراكية كبرنامج لاقامة العدالة الاجتماعية هي مايجمعنا كيساريين عرب ولكن هناك فرقا بيننا وبينكم انكم تعتبرون الماركسية هي اليسار الوحيد ونحن نراها انها ليست كذلك خصوصا وان مقولاتها الاقتصادية اضحت واضحة غير علمية وفشلت في التطبيق في مختلف المحتمعات..فهناك طرقا اكثر ديمقراطية واكثر كفاءة مما طرحه ماركس لأقامة الاشتراكية
اني اجيب على تعليقكم اعلاه الذي اجده انتقص الحجة و قوة المنطق فتحولتم الى تسميتنا اننا امبرياليين ورجعيين ومحافظين وانتم ثوريين واشتراكيين وتقدميين ..وهو ماعتبره عجزا يؤدي الى الشخصنة والاتهام كما هم دوما نجده من اخواننا الماركسيين ربما لتأثرهم بالمدرسة السوفياتية الستالينية التي تخون كل من يختلف معهم ..كونهم جميعا قادة وفطاحل كما يظنون وبه انهار نظامهم القمعي
اني احترم جدا انكم مناضلا ضحية 18 سنة حبسا على يد النظام المغربي وموقفك الانساني من القضية الفلسطينية هو نفس موقفي والفرق انني انظرمن زاوية الحل السلمي كونها قضية حقوقية وليست تجارية للايديولوجيات العربية والصهيونية والاسلامية
راجيا الخير


21 - رد النوضة على السادة المعارضين: سلطان، وكريم، و..
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 1 / 1 - 11:31 )
بعيدًا عن القـيل والـقال، ما هو جوهر الصراع السياسي الحالي فيما بيننا؟ أنا نشرتُ دراسة توضّح أن «إسرائيل ستـنهار حتميًّا». فَرَدّ عليّ بعض السادة أمثال «لبيب سلطان»، و«منير كريم»، وغيرهما، بأساليب تحتوي على الانزعاج، والغضب، والعنـف، والتحقير. ومعنى ردود أفعالهم المُتَشَنِّجَة، يَدُلّ على أنهم يُؤمنون بِـفكرة مضادّة. وبدلا من إثارة مواضيع أخرى خارجة عن موضوع «حتميّة اِنهيّار إسرائيل»، أطلب من السّادة الذين يعارضون أطروحتي، أن يكتبوا، وأن ينشروا، على -الحوار المتمدن-، دراسة بديلة، توضّح عكس أطروحتي، وأن يشرحوا لنا فيها أن: «إسرائيل لن تـنهار»، وأن «إسرائيل ستبقى إلى الأبد»، وأن «إسرائيل جميلة، وصديـقة»، وأنه «مهما كانـت التطورات، يجب، الـقَبُول بإسرائيل، والتـعايش معها»، وأنه «من مصلحة الفلسطينيّين، والعرب، والمسلمين، أن يخضعوا إلى نزوات وأطماع إسرائيل». وأثبتوا في دراستـكم أن مصلحة الـفلسطينيين لا تَكمن في المقاومة والثورة، وإنما في الاستسلام، والانبطاح. الخ. هذا هو التَحَدِّي الذي أطرحه عليكم، إن كنـتم تثقـون في أنفسكم. هيا، أفيدونا بعلومكم.


22 - ولماذا يجب ان تزال دولة او يزال شعب و تحرم حقوقه
د. لبيب سلطان ( 2024 / 1 / 1 - 13:47 )
الاخ عبد الرحمن
ان وجود نظام ابارتاهيد يميني متطرف كناتنياهو لا يعني ان تبيد او تهجر شعبا من 8 ملايين يهودي بل بالعمل تغيير هذا النظام واجباره على الرحيل كما حصل في جنوب افريقيا مثلا والشعب الفلسطيني له نفس القضية واثبت انه بنضاله المدني استطاع اقامة سلطة له والخطوة القادمة دولة له ...القضية هنا الفرق بين مانديلا وحماس، والقضية التي نختلف عليها ان لا ناتنياهو ولاهنية يؤمنان بهذا الحل ومن مصلحة ناتنياهو هو جعل القضية الفلسطينية بيد حماس
كي يظهر للعالم استحالة اقامة دولة مجاورة بحجة ابادة وتهدد حياة سكانه هذا هو جوهر القضية والفرق في الموقف بيننا
انكم تناقضون حتى ماتدعوه كماركسي بحق الشعوب في تقرير المصير ..فكلا الشعبان لهم هذا الحق في اقامة كيانهم ودولهم ..وعليه امر غريب ان تدعوا شيئا و ترفعوا نقيضه مثل انهيار كيان وهجرة شعب في دولة تدعى اسرائيل ..هم والشعب الفلسطيني لهم هذا الحق
مشكلتكم انكم تعتقدون ان السياسة هي موقف ايديولوجي طبقي وشعارات رنانة ..اليسار يعتبرها علم وحقوق وقوانين انسانية ومدنية وعداها تكون تجارة ايديولوجية متناقضة كما اعلاه
أهم حججك تم الاجابة عليها وهذه اعادة


23 - فضح ليبراليي آخر الزمان بخصوص موقفهم من القضية الف
حميد فكري ( 2024 / 1 / 1 - 14:41 )
خويا عبد الرحمان
كاع ماتصدعش راسك مع هاذ القومان.
قرا هاذ التعليق ديال صحابنا ( منير كريم :ليبرالي آخر الزمان) مكتوب على صفحة صاحبو
د !!! لبيب سلطان ,أش كا يقول على القضية الفلسطينية : شعار قديم مضحك ساقط؟
رابط المقال

.https://m.ahewar.org/s.asp?aid=795638&r=0&cid=0&u=&i=13523&q=

تحية للدكتور لبيب والدكتور صادق
متى يدرك هؤلاء ان الشعارات القديمة
العداء للامبريالية والاشتراكية الماركسية والوحدة العربية والقضية الفلسطينية
قد سقطت جميعها واصبحت مضحكة
الناس الان تريد العلمانية والحرية وحقوق الانسان وتحقيق النمو الاقتصادي والاندماج اللامشروط بالحضارة العالمية
وهذا مايجب ان يعبر عنه المثقفون الليبراليون.)

القضية الفلسطينية ،عندهم قد سقطت وأصبحت مضحكة .


24 - السيدة ماجدة منصور
حميد فكري ( 2024 / 1 / 1 - 15:00 )
السيدة ماجدة منصور
تقييمنا لمقال السيد عبد الرحمان النوضة ,مبني على قناعة بما طرحه من أدلة واقعية منطقية وليس تصفيقا.

لكنك للأسف كغيرك , لم تناقشي ولو دليلا واحدا, تفندين فيه أطروحته . وبدلا من ذلك سارعت لإصدار أحكاما جاهزة ضده.
أنت للإسف إنحز ت للآخرين هكذا وبالمجان ,رغم أنهم لم يقدموا شيئا يستحق الإشادة .


25 - الى حميد فكري
منير كريم ( 2024 / 1 / 1 - 22:53 )
ماذا تفضح ؟ انا لاانكر ماقلته
انا اخبرتك سابقا اكثر من مرة باني لا اود محاورتك وانت لاتحس ولاتشعر
ارجو ان تحس هذه المرة


26 - غريب أمرك يامنير!!
حميد فكري ( 2024 / 1 / 2 - 00:25 )
يا عزيزي ،أنا لا أحاورك . هذا أمر محسوم، إنتهى.
وإذا كنت لاتنكر ما قلته ،فما الذي يزعجك حين ،أعيد نشره !! أليس الأجدى بك أن تشكرني ،بدل أن تلومني عليه!!
غريب أمرك!!!


27 - الاستاذ العزيز حميد فكري
Raad Mosses ( 2024 / 1 / 2 - 02:07 )
الاستاذ العزيز حميد فكري

تحية لك ولقلمك الذي لا يكل في الرد على الهرطقات الليبرالية وعلى كل التعليقات والمقالات التي تُصنف كباندق مستأجرة.
إليك هذا الرابطhttps://serjoonn.com/2023/12/25/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%a8%d9%82%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%b1%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d9%87%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9%d8%9f-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%b1%d9%82%d8%a9/


28 - رائع جدا
حميد فكري ( 2024 / 1 / 2 - 14:13 )
السيد المحترم Raad Mosses

رائع جدا .
(قدر هؤلاء القوم انهم لايعرفون كيف يتغلبون على أهواء نفوسهم .. ولايتعلمون من تاريخهم .. وكأنهم يحبون الشتات .. ويتلذذون بمضغ الكراهية .. وتكرار النهايات …)



29 - رد النوضة على الذين يرفضون أطروحة اِهيّار إسرائيل
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 1 / 5 - 10:17 )
أقـول للسادة الذين يناصرون الصهيونية أو إسرائيل، والذين يحرصون على إعطائي 0 على 10 في التـنقـيط لِتَبْخِيس أطروحتي، أقـول لهم لا تـنسوا أنه لم يسبق لأيّ بشر أن نجح في الـقضاء على الأفكار الثورية، وأنه لا يمكنكم تَلَافِي اِنْهِيَّار إسرائيل، لأن قـوانين تطور المُجتمعات سَتؤدّي حتمًا إلى ذلك. فأنصحكم بالاستـعداد لذلك الانهيّار بدلًا من تجاهله، أو نُكرانه.


30 - سيصدقون زوال الصين ولن يصدقوا زوال إسرائيل
حميد فكري ( 2024 / 1 / 5 - 14:27 )
السي عبد الرحمان
لو أنك قلت بأن كوكب الأرض سيزول بعد 5 مليار سنة ،أو أن الصين ،ستزول بعد ،50 سنة ،لصدقك هؤلاء ،وصوتوا لمقالك بالإيجاب 10 على 10.لكن أن تخبرهم بزوال وموت أمهم الحنون إسرائيل ،فتلك بالنسبة لهم من سابع المستحيلات .
المصيبة ،أنك قد تجد من بين الإسرائيليين أنفسهم ،من سيقتنع بأطروحتك ،لكن هؤلاء هيهات أن يقتنعوا.
تحياتي


31 - رَدّ النوضة على نجيب مارتي المنشور على فايسبوك:
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 1 / 20 - 12:57 )
رد النوضة على تعليق نجيب مارتي المنشور على موقع فَايْسْبُوك : ء
الجَوْهَر في قضية الصراع بين إسرائيل وفلسطين، هو صِرَاع وُجُودِي بين مُسْتَـعْـمِـرِين وَمُسْتَـعْـمَـرِين. ومن غير المعقول تحريف النقاش إلى صراع آخر مُـفْـتَـعَـل ضد -الأممية الإسلامية-، أو صراع ضد -سيطرة الأتراك والفرس-، أو صراع ضدّ -الأممية الشيوعية الاستبدادية-، أو صراع ضدّ -العقيدة الماركسية الشمولية-.ء


32 - مفكّرون غربيّون يتبنّون أطروحة اِنْهِيَّار إسرائيل
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 2 / 6 - 12:22 )
بعدما نشرتُ وثيقة -لماذا ستنهار إسرائيل حَتْمِيًّا-، اِكْتَشَفْتُ وُجُود مُـفَكِّرِين غَرْبِيِّين يَتَبَنَّوْن أُطْرُوحَة مُمَاثِلَة لِـأُطروحة -حَتْمِيَة اِنْهِيَّار إسرائيل-. ومنهم المُفَكِّر فراسنوا بُوركا، (مُدير الدراسات العلمية في -المركز الوطني للبحوث العلمية- في فرنسا)، في الفيديو التالي بالفرنسية : ء
https://www.youtube.com/watch?v=e8i1X4V-OLQ
ومنهم أيضا المفكّر-كْرِيسْ هِيدْج-، في المقال التالي بالفرنسية : ء
https://investigaction.net/la-mort-disrael/
فهل كل هؤلاء المُفَكِّرِين كلهم حُمْقٌ ؟


33 - تحية أستاذ عبد الرحمان النوضة
حميد فكري ( 2024 / 2 / 6 - 17:12 )
تحية أستاذ عبد الرحمان النوضة
بخصوص الفيديو , بحثت عنه على اليوتوب ولم أجده. nest plus disponible.

أما المقال فهو موجود بالفرنسية وكذلك بالإنجليزية لمن يتقنها. بعنوان The Death of Israel.
يكفي الضغط على Source: Chris Hedges في نهاية الموضوع.


34 - تصحيح كتابة رابط فيديو المفكر فراسوا بوركا
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 2 / 7 - 22:40 )
اِسمح لي أيها الأستاذ المحترم حميد فكري. لقد ارتكبت خطأ في كتابة رابط فيديو المفكر الفرنسي فرانسوا بوركا (François Burgat)
حيث يقع عادة خلط بين حرف -صفر-، وحرف -أُو- بالحروف الـلاتينية. وكتابة الرَّابط الصحيحة هي التالية:
https://www.youtube.com/watch?v=e8i1X4V-0LQ
مع تحياتي وتقديري.


35 - شكرا لك
حميد فكري ( 2024 / 2 / 8 - 01:13 )
أستاذ عبد الرحمان المحترم , شكرا لك .


36 - مُفكِّرُون أوروبيّون يُدافعون عن أطروحات مُشابهة
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 2 / 25 - 15:26 )
على خلاف بعض المُـعَـلِّـقين الذين اِغتاضوا من أطروحة -حتمية انهيّار إسرائيل-، صدر مُؤخّرًا في فرنسا كتاب للمفكّر والمؤرّخ إمانويل طود، تحت عنوان -انهزام الغرب-. ولا يتناول هذا الكتاب انهيّار إسرائيل، وإنما يُوضّح اِنهيّار مُجمل الدول الغربية. وأثار هذا الكتاب ضجة إعلامية وسياسية في فرنسا. وهذا الكتاب في طور الترجمة إلى عدة لغات. ويوضّح هذا الكتاب، بالحجج، وبالتفاصيل، وبالإحصائيات الرسمية، أن مُجمل مُعسكر الدول الغربية في حالة تراجع، أو إنحدار، أو أُفُول عام. ونظمت مُعظم قنوات التلفزة حوارات حول هذا الكتاب.ء
Emmanuel Todd, La défaite de lOccident, Gallimard, Paris, 2024.


37 - مُفكِّرُون أوروبيّون يُدافعون عن أطروحات مُشابهة
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 2 / 25 - 16:25 )
على خلاف بعض المُـعَـلِّـقين الذين اِغتاضوا من أطروحة -حتمية انهيّار إسرائيل-، صدر مُؤخّرًا في فرنسا كتاب للمفكّر والمؤرّخ إمانويل طود، تحت عنوان -انهزام الغرب-. ولا يتناول هذا الكتاب انهيّار إسرائيل، وإنما يُوضّح اِنهيّار مُجمل الدول الغربية. وأثار هذا الكتاب ضجة إعلامية وسياسية في فرنسا. وهذا الكتاب في طور الترجمة إلى عدة لغات. ويوضّح هذا الكتاب، بالحجج، وبالتفاصيل، وبالإحصائيات الرسمية، أن مُجمل مُعسكر الدول الغربية في حالة تراجع، أو إنحدار، أو أُفُول عام. ونظمت مُعظم قنوات التلفزة حوارات حول هذا الكتاب.ء
Emmanuel Todd, La défaite de lOccident, Gallimard, Paris, 2024.


38 - المؤرخ إيمانويل طود وهزيمة الغرب
حميد فكري ( 2024 / 2 / 25 - 21:43 )
تحياتي أستاذ عبد الرحمان النوضة
إيمانويل طود هو ذات المفكر المؤرخ صاحب الكتاب الشهير -السقوط النهائي- الصادر عام 1976 والذي تنبأ فيه بالسقوط النهائي لـ “الاتحاد السوفيتي”.

الجميل أنك قد أشرت في مقالك , الى نموذج سقوط الإتحاد السوفييتي .بقولك :
لِتَسْهِيل فَـهم اِحْتِمَال حُدُوث اِنهيّار إسرائيل في المُستـقبل، يُستحسن إعادة التـفـكير في نَمُوذَج اِنهيّار الاتحاد السّوفياتي سابـقًا. لأن الانهيّأر المُحتمل لإسرائيل سيكون، ليس بالضّرورة على شكل اِنْهِزَام عسكري، وإنما على شكل اِنْحِلَال مُجْتَمَـعِـي، مُشابه نِسبيًّا لِانْهِيَّار الاتحاد السُّوفياتي.

نفس منطق هذا المؤرخ ,هزيمة الغرب ليست بالضرورة إنهزام عسكري وإنما على شكل اِنْحِلَال مُجْتَمَـعِـي، مُشابه نِسبيًّا لِانْهِيَّار الاتحاد السُّوفياتي.

تحياتي لك


39 - حُجَّة أِضَافِيَة تُدَعِّم أُطْروحة إنهيار إسرائيل
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 3 / 22 - 23:37 )
على خلاف كلّ المُشَكِّكِين، هذه حُجّة إضافية تُدَعِّم أُطْرُوحتِي حول حَتْمِيَة إنهيّار إسرائيل : الكاتب آرْتْيُومْ كَبِيرْنِيتْشُوك، والذي كان إسرائيليا من أصل رُوسِي، وعاش خلال عُقُود داخل إسرائيل، ثمّ هاجر نهائيا آرْتْيُومْ كَبِيرْنِيتْشُوك إلى روسيا، واستقرّ في مدينة بِيطَرْسْبُورغ، ونشر مُؤخّرًا (في مارس 2024) كتابا جديدا يحمل العُنوان : -إسرائيل... الطريق نَحو الكارثة-. وَيَتَوَافَق مع العديد مِن العناصر التي طرحتها شخصيًّا في مقالي (المُعنون بِ: -لماذا سَتَنْهَار إسرائيل حَتْمِيًّا-). ويطرح آرْتْيُومْ كَبِيرْنِيتْشُوك في كتابه أنه، رغم كل مساعدات الدول الغرب، فإن إسرائيل ذاهبة نحو إِنْهِيَّارِهَا. وقد أَذَاعَت قناة -رُوسيا اليوم- استجوابًا معه حول كتابه، في يوم الخميس 21 مارس 2024. ء


40 - لا أحد يقدر على إِيـقَاف اِنهيار إسرائيل
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 3 / 23 - 09:09 )
كَمْ مِن البَشر هم غَرِيبِون في أفكارهم، أو في سُلُوكِيّاتهم ! إسرائيل هي استـعمار عنيف، وهي ظُلم كبير، أو مُطلـق، ضدّ شعب فلسطين. ولحسن الحَظّ، وبفضل مُقاومة شعب فلسطين، تُشِير الكثير من المُعطيات إلى أنّ كِيَّان إسرائيل يتطوّر نحو الْاِنْهِيَّار، والزّوال. لكن بعض الأشخاص المُعلِّقـين، أمثال لبيب سلطان، منير كريم، ماجدة منصور، وَنَجِيب مَاطِي، يَحْتَجّون، وَيَسْتَنْكِرون هذه الأُطروحة الـقائلة أن إسرائيل ستـنهار، وستـزول حتميًّا. كأنهم يُحاولون إيقاف اتْسُونَامِي اِنهيّار إسرائيل بصيحاتهم المَبْحُوحَة ! لكن لا أحد يستطيع إيقاف التسونامي ! ومهما فعل الصهاينة وأنصارهم، فإن كلّ أفعالهم تُساهم حَتْمِيًّا في التَعجيل بانهيّار إسرائيل.


41 - حُجج إضافية على حَتْمِيَة إِنْهِيّار إسرائيل
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 3 / 30 - 13:23 )
للقراء الذين يهتمّون بِموضوع نقد الصهيونية، وبأطروحة حَتْمِيَة اِنْهِيَّار إسرائيل، أقدّم فيما يلي عَنَاصر إضافية، تصف الغَلَيَان الفكري الذي يَجري في عُقول بعض المفكرين الكبار المُتواجدين في الدول الكبرى الإمبريالية . وهذا رابط مقال مُفيد في هذا المجال : ء
https://lundi.am/La-Shoa-apres-gaza


42 - للأسف الصفحة غير موجودة
حميد فكري ( 2024 / 3 / 31 - 00:42 )
الأستاذ عبد الرحمان النوظة تحياتي
يبدو أن الرابط يؤدي الى صفحة غير موجودة ،ورقم 404 هو علامة على أن الصفحة بالفعل غير موجودة .ربما هناك خطأ وجب إصلاحه.
شكرا ،على إفادتنا باستمرار في هذا الموضوع الحيوي.


43 - رابط مقال La Shoa après Gaza
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 4 / 11 - 15:15 )
هذا هو رابط مقال الكاتب الجامعي من أصل هندي بَانْكَاجْ مِيشْرَا Pankaj Mishra :
وهو المقال الذي يٍُراجع، أو ينتقد، بعض المواقف الغربية من قضية الصهيونية، وإسرائيل : ء

Texte de luniversitaire indien Pankaj Mishra, sous le titre : LA SHOAH APRÈ-;-S GAZA,

https://lundi.am/La-Shoah-apres-gaza ,

paru dans lundimatin#421, le 25 mars 2024,

يجب الإصرار في البحث، عبر جوجل، للعثور على هذا المقال.ء


44 - حُجج إضافية على حَتْمِيَة إِنْهِيّار إسرائيل 1/5
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 4 / 15 - 18:41 )
إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية، بتاريخ 9 أكتوبر 2023، مقالاً للكاتب الصهيوني الشهير آري شافيت (Ari Shavit)، قال فيه:
يبدو أننا نواجه أصعب شعب في التاريخ، ولا حل لهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال...
يبدو أننا تجاوزنا نقطة اللاعودة، ومن الممكن أن «إسرائيل» لم تعد قادرة على إنهاء الاحتلال ووقف الاستعمار وتحقيق السلام. ويبدو أنه لم يعد من الممكن إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الناس في هذا البلد…
إذا كان الوضع هكذا فلا طعم للعيش في هذا البلد. لا طعم للكتابة في -هآرتس-. لا طعم لقراءة «هآرتس». وعلينا أن نفعل ما اقترحه روجيل ألفر قبل عامين، وهو مغادرة البلاد...
إذا لم تكن -الإسرائيلية- واليهودية عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان كل -مواطن إسرائيلي لديه جواز سفر أجنبي-، فهذا ليس فقط بالمعنى التقني، بل أيضاً بالمعنى النفسي، فقد انتهى الأمر. عليك أن تقول وداعًا لأصدقائك وتنتقل إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس.


45 - حُجج إضافية على حَتْمِيَة إِنْهِيّار إسرائيل 2/5
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 4 / 15 - 18:44 )
ومن هناك، من أراضي القومية الألمانية المتطرفة الجديدة، أو من أراضي القومية الأمريكية المتطرفة الجديدة، لا بد من النظر بهدوء ومراقبة -دولة إسرائيل- وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.
يجب علينا أن نرجع ثلاث خطوات إلى الوراء ونشاهد سقوط الدولة اليهودية الديمقراطية.
ومن الممكن، ربما، أن المشكلة لم يتم حلها بعد.
وربما أننا لم نتجاوز بعد نقطة اللاعودة.
وربما لا يزال من الممكن إنهاء الاحتلال، ووقف الاستعمار، وإصلاح الصهيونية، وإنقاذ الديمقراطية، وتقسيم البلاد.
أضع إصبعي في عين نتنياهو وليبرمان والنازيين الجدد، لإيقاظهم من هذيانهم الصهيوني.
ترامب وكوشنر وبايدن وباراك أوباما وهيلاري كلينتون ليسوا هم الذين سينهون الاحتلال.
وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هي التي ستوقف المستعمرات.
إن القوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل من نفسها هي الإسرائيليون أنفسهم، من خلال خلق لغة سياسية جديدة تعترف بواقع وحقيقة أن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض.
أحثكم على البحث عن الطريق الثالث، من أجل البقاء هنا، وعدم الموت.


46 - حُجج إضافية على حَتْمِيَة إِنْهِيّار إسرائيل 3/5
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 4 / 15 - 18:46 )
ومنذ وصول -الإسرائيليين- إلى فلسطين، أدركوا أنهم نتيجة كذبة اختلقتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل الخداع حول الشخصية اليهودية عبر التاريخ.
ومن خلال استغلال ما أسماه هتلر بالمحرقة والمبالغة فيه، تمكنت الحركة من إقناع العالم بأن فلسطين هي -أرض الميعاد-، وأن ما يسمى بالمعبد يقع أسفل المسجد الأقصى. وهكذا تحول الذئب إلى خروف رضعته أموال دافعي الضرائب الأميركيين والأوروبيين، حتى تحول إلى وحش نووي.
واستعان الكاتب بعلماء آثار غربيين ويهود، وأشهرهم “إسرائيل فلينشتاين” من جامعة تل أبيب، الذين أكدوا أن “المعبد أيضا كذبة، وقصة خيالية، وهي غير موجودة، وكل الحفريات وقد ثبت. وقد ثبت اختفائه تماما منذ آلاف السنين، وهو ما جاء صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية، وأكده العديد من علماء الآثار الغربيين.
وكان آخرها عام 1968م. عالمة الآثار البريطانية الدكتورة كيتلين كابينوس عندما كانت مديرة الحفريات في المدرسة البريطانية للآثار في القدس. قامت بالحفريات في القدس، وطُردت من فلسطين بسبب كشفها عن -أساطير إسرائيلية عن وجود آثار لهيكل سليمان تحت المسجد الأقصى-.


47 - حُجج إضافية على حَتْمِيَة إِنْهِيّار إسرائيل 4/5
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 4 / 15 - 18:47 )
وقررت أنه لا يوجد أي أثر لهيكل سليمان، واكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون -بناء إسطبلات سليمان- لا علاقة له بسليمان أو بالإسطبلات، بل هو نموذج معماري لقصر، شائع البناء في عدة مناطق من فلسطين. رغم أن -كاثلين كينيون- جاءت من جمعية صندوق استكشاف فلسطين، وذلك لتوضيح ما جاء في قصص الكتاب المقدس. لأنه أظهر نشاطا كبيرا في بريطانيا العظمى في منتصف القرن التاسع عشر فيما يتعلق بتاريخ -الشرق الأوسط-.
لعنة الكذب هي ما يؤرق -الإسرائيليين-، ويوما بعد يوم يضربهم على وجوههم على شكل سكين بيد مقدسي، أو خليلي، أو نابلسي، أو بحجر، أو دا باص سائق من يافا أو حيفا أو عكا.
-الإسرائيليون- يدركون أنه ليس لديهم مستقبل في فلسطين. ليست أرضا بلا ناس كما كذبوا. وها هو كاتب آخر يعترف، لا بوجود الشعب الفلسطيني، بل بتفوقه على «الإسرائيليين». وهذا هو جدعون ليفي، الصهيوني اليساري، حين يقول:
-يبدو أن للفلسطينيين طبيعة مختلفة عن بقية البشرية.. لقد احتلنا أرضهم، وأطلقنا على شبابهم اسم العاهرات، ومدمني المخدرات، وقلنا إنه ستمر سنوات قليلة، وأنهم سوف ينسون وطنهم وأرضهم، وحينها سوف تفجر انتفاضة 1987 جيلهم الشاب.


48 - حُجج إضافية على حَتْمِيَة إِنْهِيّار إسرائيل 5/5
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 4 / 15 - 18:51 )
وأدخلناهم السجن.
قلنا: سنربيهم في السجن. وبعد سنوات، وبعد أن ظنوا أنهم تعلموا الدرس، عادوا إلينا بانتفاضة مسلحة عام 2000، التهمت كل ما هو أخضر ويابس.
وقلنا أننا سنهدم منازلهم.
حاصرناهم سنوات طويلة، ثم استخرجوا صواريخ كان من المستحيل استخدامها لمهاجمتنا، رغم الحصار والدمار.
فبدأنا بمحاصرتهم بالجدار العازل، والأسلاك الشائكة... وها هم يتقدمون نحونا من القبو، ومن خلال الأنفاق، حتى ألحقوا بنا خسائر فادحة.
خلال الحرب الأخيرة حاربناهم بعقولنا، ثم استولوا على القمر الصناعي الإسرائيلي (عاموس Amos)؟ إنهم يزرعون الرّعب في كل بيت «إسرائيلي»، ويبثون التهديدات، كما حدث عندما تمكن شبابهم من السيطرة على القناة الثانية «الإسرائيلية».
ويبدو أننا نواجه أصعب شعب في التاريخ، ولا حل لهم سوى الاعتراف بحقوقهم، وإنهاء الاحتلال.
الكاتب: آري شيبت Ari Shavit
المصدر: صحيفة هآرتس (Haaretz) العبرية، 9 أكتوبر 2023؟.
http://www.vista.sahafi.jo/art.php?id=3dc42bc870098c905e866464293c5c1f72123267


49 - حُجج إضافية على حَتْمِيَة إِنْهِيّار إسرائيل 5/5
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 4 / 15 - 21:05 )
وأدخلناهم السجن. وقلنا: سنربيهم في السجن. وبعد سنوات، وبعد أن ظنوا أنهم تعلموا الدرس، عادوا إلينا بانتفاضة مسلحة عام 2000، التهمت كل ما هو أخضر ويابس.
وقلنا أننا سنهدم منازلهم. حاصرناهم سنوات طويلة، ثم استخرجوا صواريخ كان من المستحيل استخدامها لمهاجمتنا، رغم الحصار والدمار. فبدأنا بمحاصرتهم بالجدار العازل، والأسلاك الشائكة... وها هم يتقدمون نحونا من القبو، ومن خلال الأنفاق، حتى ألحقوا بنا خسائر فادحة.
خلال الحرب الأخيرة حاربناهم بعقولنا، ثم استولوا على القمر الصناعي الإسرائيلي (عاموس Amos). إنهم يزرعون الرّعب في كل بيت «إسرائيلي»، ويبثون التهديدات، كما حدث عندما تمكن شبابهم من السيطرة على القناة الثانية «الإسرائيلية».
ويبدو أننا نواجه أصعب شعب في التاريخ، ولا حل لهم سوى الاعتراف بحقوقهم، وإنهاء الاحتلال.
الكاتب: آري شيبت Ari Shavit
المصدر: صحيفة هآرتس (Haaretz) العبرية، 9 أكتوبر 2023.
http://www.vista.sahafi.jo/art.php?id=3dc42bc870098c905e866464293c5c1f72123267


50 - حُجج إضافية على حَتْمِيَة إِنْهِيّار إسرائيل
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 4 / 19 - 11:53 )
هذا رَابِط مقال صوتي (مُسَجَّل بدون صُوَر) للمُفكّر فريدريك لُورْدُن، ينتقد فيه نفاق الدول الغَربية أمام جريمة الإبادة التي تجري حاليا في قطاع غَزَّة، والذي يُعَزِّز أطروحة كون إسرائيل ذاهبة إلى اِنْهِيَّارها : ء
https://youtu.be/h_NSzUMFXNg?si=U2wLz8FxGTVCCHkz


51 - حُجة إضافية تُدعِّم أطروحة اِنْهِيّار إسرائيل
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 5 / 1 - 15:57 )
»أنا يهودي، وأقول إن الإنسانية لم تعد موجودة عندما ولدت إسرائيل» (داستن هوفمان).

« Je suis juif, et je dis que l’humanité a cessé d’exister à la naissance d’Israël » (Dustin Hoffman)

اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب