الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمهات عمال الجنوب/ إشبيليا الجبوري - ت: عن الفرنسية أكد الجبوري

أكد الجبوري

2023 / 12 / 30
الادب والفن


العمال الفقراء وفرة نجوم. تزخرف سماء عالية.
ملاك الأمهات نهر رقراق طيب. طوبى… الجنوب
آواه. أي ملاك ينجيك من الحزن "أبي الخصيب".
وسوف يوقظك الطين يوما جميلا
لا تتذكر ما أصابك. أنت يقويك الحزن
يغنيك على الشط, والقوارب الخشبية النحيفة
فيقول في أذنك: اسمع وكف
صرخاتك. بين ذراعي ظل الحناء. لا تشعر بالثقل
موج ماء الشط المخضوضر "بصري"
يمرر ضفائري الشيب
بطء الزمن ولا الفخار
انفصال السعف للنخل. أنت لي،
أنت لم تعد أسيرًا. ولا مشردا فقط
بل البطل المفقود من هذا العالم الباطل.
تحديق النورس في هذه النافذة الشاحبة للمقهى النهري.
لنعيمك المزين على الضفة الترابية. حقول. شط. أنهر. بالفعل الألم
أمهات العمال الفقراء وفرة السعف الأجمل للنخيل
الملاك الأمهات خبز حار طيب
الملاك الأمهات..
ذبلت مثل زهرة البنفسج
وهنت مثل زهرة القصب الطويلة
الذي حكمته يشفيك في النهاية من الياسة
ليذوب ضفائرك المسترخية
وعيونك الفاترة الجفون
ليدخل السرور الفاتر في النهاية لأنه يصبح
الحزن الثقيل
مغبر في الوهم في حظ آخر. بالشفاء.
أمهات عمال الجنوب…
لم يسقطوا بسبب الرصاص
لقد انحنوا للنهر فقط. تخضب حنائن على الأرض

الأمهات الجنوبيات المراهقات طيبات جدا،
والجدات المعمرات نعيمات بالحب،
نساء خشنات الشقاء، أمهات ناعمات كورق الرمان، حناء ميلها ماء النهر.
معاناة الأم من خزف الحجر البشري
قشرة طفيفة من الجرة الفخارية الخضراء
محنية الماء لواها.

أمهات عمال الجنوب
عند رصيف الميناء،
فلاحو الجنوب خزف كحلي
عمال الميناء محروقون,
طوابير هزيلة من الطين النهري
حال الامهات والبرق على أكتافهم
والليل في الضفائر ينفذه الماء؛
أمهات عمال الجنوب على الأرصفة
بعيون يرتديها الخبز والنخيل
صلصال مع خشب الميناء
يرحل السهر نواحا بعيدا
بعيدا جدا برماد العظام.

انتظارات المحبة سحقت مثل الذرة،
الأطفال مثل مياه النهر،
الفلاحون ينفثون شوي الحكايات بخيط الليل
من جوهره المطبوخ،
"شط البصرة" الصباح
المرأة الرعوية تخبز الفجر من الطين المشوي،
زوجات، بنات، صديقات دمثات،
وكذلك البنات بلا آباء،
أمهات الشهداء بلا أطفال...

حزن يلج الخزف العظمي في الكل، بل في الكل
استيقظ الجنوب بدوائر النهر. عميقة تحت عينيها.

الطين أحرق في بطنها النار،
خبز الأرض حفر بطنها. يمشي رافعا يديها. للماهر. رافع السماء.
للألم والجوع وما شاء الشواء.
بطنها. أمهات النخيل، نحلة الربيع الشجاعة،
تصنع شهد الدم من العسل، تحترف شواء الحياة من لبنها الطاهر،
إرادة حب عسلها المطلق.
إرادة مريرة وقاسية،
شكيمة على ضوء شمعة النفط أو الشحم،
على حصيرة سرير فقير في الوعد والحسن والوقوع،
أنظر أنضج الحزن إلى سقف من أوراق الشجر والسعف،
الليل الجنوبي المشوي، السماء الحزينة
أمهات عمال الجنوب حزونة. لبس فيها النواح ثياب السواد.
من الحب والنقاء. من غياب الجمع والموت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2023
المكان والتاريخ: أوكسفورد ـ 12/29/23
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمرو الفقي: التعاون مع مهرجان الرياض لرعاية بعض المسرحيات وا


.. ثقافة البرلمان تشيد بتفاصيل الموسم الثاني لمهرجان العلمين وت




.. اللهم كما علمت آدم الأسماء كلها علم طلاب الثانوية من فضلك


.. كلمة الفنان أحمد أمين للحديث عن مهرجان -نبتة لمحتوى الطفل وا




.. فيلم عن نجاحات الدورة الأولى لمهرجان العلمين الجديدة