الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر فلسفة اللاعنف. فلسفة واقعية

حسن كرمش الزيدي
مؤرخ ودبلوماسي سابق

(Al Zaidi Hassan Karmash)

2023 / 12 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


فلسفة الحقوقي غاندي. .واقعية اقتضتها ظروف بلاده الجغرافية والسياسية والاجتماعية

-لقبه قومه (مها تما اي الاب الكبير).ولد عام 1869 واغتيل في 30 كانون الثاني 1948 ليس من قبل انكليزي ولا من قبل مسلم ولا من قبل سيخي بل من قبل متعصب هندوسي يدعى ( ناهورام غوتس) بعد ان شهد استقلال بلاده التي ناضل من اجلها وحكمها خمسة اشهر وخمسة عشر يوما مخلفا اربعة ابناء ووطنا عظيما كان يحكمه الانكليز قبل ولادته ب 11عاما حكما شاملا اقتصاديا وعسكريا ولغويا وكان يعتبر (درة التاج البريطاني مثلما كما كانت الجزائر بالنسبة الى فرنسا ).فشبه القارة الهندية بلاد غنيه في كل شي يحتاجه البشر وواسعة حيث كانت تظم النيبال الذي استقل عام 1768 كما انفصلت عنها جغرافيا ولغويا في عام 1948 كل من سريلانكا وبوتان وبورمانيا (مينمار) وباكستان ولم يبق منها عند استقلالها في 15 اب عام 1947 غير 303 مليون كم بعد ان كانت مساحة شبه القارة الهندية 405 مليون كم .كما ان نفوس الهند الحاليين هم 10450 مليار وفيها اديان متعددة اهمها الهندوس والإسلام / 15 والسيخ /2 والبوذية /1 بالإضافة للزرادشتية واليهودية وفيها 30 لغة ولهجة معترف ب 23 منها بما فيها الانكليزية التي لا زالت اللغة الثانية في البلاد .

-درس غاندي في مدارس بريطانية في الهند وتعلم الانكليزية ثم درس الحقوق في بريطانيا نفسها ولاحظ الحياة الديمقراطية ) (البرلمانية) والحزبية والصحافة والحريات الواسعة للنساء فيها بما يتناقض مع تصرفات الانكليز المحتلين في بلاده التي يعاملون شعبها عبيدا لهم فصار يفكر في هذه المعضلة ويتسأل كأي مثقف وسياسي ووطني كيف يكون الانسان عادلا وديمقراطيا في بيته وطاغية مع جيرانه والدول التي يستعمرها ؟ اذا لا بد من ادانة هذه الازدواجية اللاانسانية ومقاومتها .ولكن كيف ؟ وبأية وسيلة ؟ والشعوب الهندية تنتشر الامية بينها بنسبة /80 والبطالة واسعة والتدين السطحي هو الطاغي والهنود الذين يعملون مع المؤسسات البريطانية في الهند كثيرين وشبه خانعين؟ ..فاقتنع مع من يحيطون به عائليا ودينيا وحزبيا من زملائه في حزب المؤتمر الهندي الذي اسسه عام 1885 الانكليزي (ألان اوكتفيان هيوم) ليكون ملتقى ومنتدى مع بعض المثقفين الهنود الذين قبلوا بالاستعمار البريطاني وكأنه قدر سماوي بأن (المقاومة العسكرية صعبة جدا ) وخاسرة لأنها غير متكافئة .فتبنى اساليبا سلمية معروفة التي منها (المهادنة الحذرة والمجاراة والمؤالفة والمعايشة الاضطرارية ) ودعا الناس الى اتباع اساليب (المقاطعة والتمرد والعصيان السلبي ) مقاطعة السلع المصنعة ونصف المصنعة البريطانية (وهي المصنوعة من القطن والشاي والبهارات والتوابل والأخشاب والجلود الهندية التي تشتريها شركات بريطانية بأسعار متدنية جدا وتصنعها ثم تبيعها للهنود بأسعار غالية .والدعوة للاعتماد على الذات في المأكل والمشرب والملبس والمسكن (الحياكة والخياطة والتصنيع المحلي) .فخلق ازمة للعديد من الشركات البريطانية التي تعتمد على السلع والمنتجات الهندية .كذلك دعا الهنود العاملين مع الانكليز وإداراتهم ومؤسساتهم الى (التمرد والعصيان ومقاطعة ساداتهم ) في الخدمات والإدارات والمدارس والمزارع وحتى في الجيش فخلق ارتباكا وارباكا فيها .كما قاد (مسيرات شعبية كالتي قام بها قادة الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماوتسيتونغ ) لنشر افكاره الاستقلالية لحث الناس على ادانة وانتقاد ورفض السياسات البريطانية .فخلق تيارا شعبيا واسعا بين القيادات الروحية والسياسية ومنهم المسلم (علي جناح) والهندوسي (جواهر لال نهرو).فصار(التيارالسياسي الغاندي ) يمثل سياسية واقعية لا عنفيه ويشبه فكرة (من ضربك على خدك الايمن فأعطه الايسر) و(اذا جنحوا للسلم فاجنح لها ) الامر الذي تعرض مع مأتا من مسانديه لملاحقة القوات البريطانية التي سجنته و قتلت ألافا منهم. في تشرين الثاني عام 1931 اضطرت السلطات البريطانية لان تستدعيه مع (وفد هندوسي اسلامي وفيه بعض النساء المبدعات في الفكر والجمال والهندام ) للتفاوض معهم من اجل الاستقلال الذي بذل الانكليز مساعيا كبيرة لتأجيله غيران سياسة غاندي للمقاطعة السلمية استمرت فيما استمرالانكليز بدهائهم في استعمال (سياسة فرق تسد) واستعملوا ورقة الدين للتفرقة بين الهندوس والمسلمين الذين تجاهلوا بأن اجدادهم المغول حكموا الهند بين 1526/1857 ومع ذلك طالبوا بالانفصال الذي حاول غاندي رفضه حيث كان يقول (انا لست هندوسيا فقط بل مسلما وبوذيا ويهوديا وهنديا اولا )مما اقلق الرجعيين والمتطرفين الهندوس الذين تجرأ احدهم وأطلق عليه رصاصات قاتلة ليبقى غاندي الاب الروحي للهند المعاصر .

خلف غاندي في عام 1948 تلميذه الفيلسوف( نهرو) الذي صاررئيسا للوزراء وابتدع (نظرية الحياد الايجابي وعدم الانحياز) بين القوى الدولية الكبرى وهي خاصة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين وجمع حوله قادة من اسيا وافريقيا واوربا حتى وفاته في مايس 1964 حيث حصل بعده تراجع في سياسة الهند وفي حزب المؤتمر الهندي حيث تقدم عليه (حزب قومي عنصري وديني متطرف ) تأسس عام 1980 ويقوده منذ عام 2014 رئيس الوزراء (نارندرا مودي) الذي يعمل على تصفية ما بقي من 175 مليون مسلما ومظاهر اسلامية عديدة في بلاده وتسانده رئيسة الجمهورية الجديدة ( دروبادي مورمو) وهي من حزبه منذ عام 2022 حيث الغيا معا في تشرين ثاني 2023 الاتفاق المعقود مع باكستان بشأن مقاطعتي (جومو وكشمير ) بهدف ضمها للهند مما قد يشعل حربا جديدة بين البلدين.

حسن الزيدي..2023012030








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها