الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية -السيدة الغريبة-

رياض ممدوح جمال

2023 / 12 / 30
الادب والفن


تأليف: مايبل كونستادوروس وهوارد أجج
ترجمة : رياض ممدوح جمال

الشخصيات:
ولموت فرايزر: الأب
جانيت: الزوجة
لندا: الابنة
بيتر: الابن
ماريا بولتون: العمة
السيدة فورتون: شقيقة السيدة الغريبة
السيدة الأجنبية

المكان: غرفة الجلوس في منزل فريزر، في مدينة صغيرة جنوب انكلترا.
الزمان: صباح يوم صيفي.

المشهد: غرفة جلوس في منزل فريزر. في وسط الجدار على اليمين شبابيك فرنسية تطل على بستان وحديقة المنزل. الشبابيك مفتوحة كاملا تدخل خلالها أشعة الشمس إلى الغرفة. في مقدمة جدار اليسار يوجد باب، وفي الوسط يوجد موقد النار. في الزاوية يوجد مسجل اسطوانات، وبجانبه بوفيه. يوجد كرسيين بسيطين متشابهين وطبلة اعتيادية، موقع الكراسي والطبلة وأي قطعة أثاث متروك للمخرج. زهور الصيف موزعة هنا وهناك، تزين وتلون الغرفة. وكل ما موجود يدل على الذوق السليم.
عندما ترتفع الستارة: الوقت عند الضحى. بيتر تلميذ مدرسة، يرتدي بنطلون من قماش فنيله رصاصي اللون وسترة رياضية، جالس على البوفيه، واضعاً ذقنه على كفيه، محدقاً إلى مسجل الاسطوانات وكأنه يربط بين المعاني وإحساسه بإنشاد وتنغيم راعي البقر من قبل مغني أمريكي مشهور. وفي الكرسي المجاور لموقد النار تجلس العمة ماريا تقرأ –أو تحاول أن تقرأ– جرائد الصباح. إنها لطيفة وبسيطة، لديها حس ذكي بالدعابة تفوح منها كرائحة طيبة تهب منعشة ما حولها. من الواضح إن الموسيقى تزعجها، وتنظر نظرات شديدة مرة إلى مسجل الاسطوانات ومرة إلى بيتر. وأخيرا تكلمت.

العمة ماريا: بيتر، هل يجب أن تعيد تشغيلها مرة أخرى؟
بيتر: لماذا، ألا تعجبك؟
العمة ماريا: ليس كثيراً، يا عزيزي.
بيتر: أوه، اعتقد إنها رائعة.
العمة ماريا: بعد أن سمعتها لأثني عشرة مرة وعلى مدى يومين، لم أتحمس لها. هل يزعجك لو إننا لم نسمعها الآن فقط؟
بيتر: حسناً. (يوقف تشغيل المسجل) شيء مدهش، يا عمة ماريا، انه أمر جيد انك لم تكوني معنا أنا وزميلي بنك: انه لا يكف عن سماعها أبدا فهو معتاد على تشغيلها حالما يدخل بيته.
العمة ماريا: إذن، يا عزيزي، أنا اشك أن كنت سأهتم ببنك. لماذا لا تذهب إلى الخارج في مثل هذا الجو الجميل؟ لا تبقَ في الداخل طوال الصباح لتشغيل مسجل الاسطوانات.
بيتر: (ينزل من فوق البوفيه، يديه في جيوبه). اعتقد أني سأذهب إلى المدينة مع لندا وروجر.
العمة ماريا: هل طلبوا منك ذلك؟
بيتر: كلا. لماذا؟
العمة ماريا: إذن، يا عزيزي، لا يمكنك ذلك. إنها مناسبة خاصة، إنهما يريدان أن يكونا وحدهما.
بيتر: إنها ذاهبة لتجرب ثوبها، أليس كذلك؟
العمة ماريا: انه ثوب زفافها.
بيتر: (يتجه نحو الشباك) أتمنى لو أن زواجهم الكارثي هذا قد حصل قبل أن آتي أنا إلى هذا البيت. إن زواجهم هذا سيفسد علي كل شيء. انه من الصعوبة أن أتحرك في غرفتي أو أن افعل أي شيء فيها من كثرة صناديق أغراض زواجها، أبي قال انه لن يتحمل بعد، فقد صرف الشيء الكثير على لندا. اعتقد أن ذلك ليس عدلا.
العمة ماريا: يا بيتر، إن أي فتاة يجب أن تحصل على جهاز العرس. انه نصف فرحة الزواج، وأحيانا هو الفرحة كلها.
بيتر: أنا افترضها شيء من المؤاساة.
العمة ماريا: انك تريد أن تنظر زوجتك إلى يوم زفافها كأروع ما يكون، أليس كذلك؟
بيتر: (ظهره إليها، ينظر إلى الخارج) سوف لا يهمني ما تحب هي، سوف لن أكون هناك إذن، هل تعتقدين انه يجب أن لا أطلب من روجر ولندا أن يأخذاني معهم؟
العمة ماريا: أنا متأكدة انه لا يجوز لك أن تطلب منهم ذلك.
بيتر: (يرفس الأرض بقدمه) أوه، اللعنة! إذن علي الذهاب إلى تلك الرحلة القذرة مع فتيات دوهزتي. سيجعلونني أسير خمسة أميال عبر المنحدرات حاملا السلة، وهن واثقات من أنهن سيأكلن السندويجات المنتفخة باللحم، وأنا أشمئز منها.
العمة ماريا: حقاً، إن كلامك غير صحيح! أنت تعلم انك تحب هذه السندويجات.
بيتر: أنا لا أريدها مع ابنة دوهرتي. إنها تتعمد التأخير لتطلب مني أن أكون صديقها.
العمة ماريا: يتضح إنها فتاة صغيرة عزيزة.
بيتر: عزيزة؟ إنها مثل كاحل قدم سحقته عجلة.
السيدة فرايزر: (تنادي من داخل المنزل) بيتر! أين أنت؟
العمة ماريا: إن أمك تناديك.
بيتر: (يجيب) أنا هنا، يا أمي.
السيدة فرايزر: (تدخل) أوه، يا بيتر، اركض حالاً إلى المحطة، يا عزيزي، وانظر فيما إذا يوجد بضائع إلى لندا؟
(السيدة فرايزر نحيلة، غزا شعرها الشيب، ملابسها منسقة، زينتها جيدة. إنها نموذج الزوجة القروية المدبرة، كفوءة جداً، مهتمة بزوجها وأولادها. والآن هي منشغلة ومتشوقة جدا لزفاف ابنتها. تحمل مزهرية زهور، وترتدي قفازي الحديقة. تضع المزهرية فوق الطبلة وتنظم الزهور)
بيتر: وماذا، أيضاً!
السيدة فرايزر: الآن، الآن، يا عزيزي، لا تصعب الأمور. ليس كل أسبوع لديك أخت تتزوج.
بيتر: شيء مدهش! أنا لا ارغب بهذه الدعابة. هل يمكن تأجيل ذهابي للمحطة إلى ما بعد الظهر؟
السيدة فرايزر: كلا. لا يمكن. هناك ثوب ازرق جديد وهي تريد أن تأخذه معها إلى المدينة هذا الصباح لتتزوج به.
بيتر: هل يمكنني أن آخذ السيارة؟
السيدة فرايزر: بالتأكيد لا يمكنك، يا عزيزي. سائق والدك في الأسفل بالمكتب منذ خمسة دقائق.
بيتر: حسناً، هل يمكنني أن اذهب معهم إلى عند مفترق الطرق؟
السيدة فرايزر: أوه، يا بيتر، لا تناقش. حينما أقول لك شيئاً أذهب فوراً.
بيتر: (يذهب خارجاً عبر الباب، يصفق الباب وراءه بقوة).
السيدة فرايزر: (تخلع قفازيها) هل تعتقدين انه يجب علي أن اذهب معهما إلى المدينة، يا ماريا؟ لندا عواطفها تسيطر عليها جدا، تريد أن ترى فيما إذا كان الثوب سيكون مناسبا لها أم لا. إنها سوف تقول فقط "نعم، ذلك محبوب" إلى كل شيء.
العمة ماريا: أوه، يجب أن اترك الأمر لها، يا عزيزتي. انك قد أديت ما عليك نحو يوم زواجها الذي سيتم بعد الغد.
السيدة فرايزر: نعم... عندما تفكرين... بأنه مضى شهرين لم نرَ روجر أبداً...
العمة ماريا: أنا اعتقد أنها، حالة حب من طرف واحد.
السيدة فرايزر: نعم، يا عزيزتي... انه أتانا خارجا عن إرادته. كما قلت إلى ولموت، إننا لم نفكر بما فيه الكفاية، وقلت، إننا سنرى صهرنا في الزواج بعد الظهر ويقدم نفسه على انه من أبناء سميث، حينها سنكون قد رأينا صهرنا.
العمة ماريا: من أي مكان يكون قد أتى، يا جانيت؟ من أوغندا أو أي مكان؟
السيدة فرايزر: نيروبي، يا عزيزتي. نيروبي. (تغلق غطاء مسجل الكرام وتتجول في الغرفة ترتب وتربت على الوسائد).
العمة ماريا: أنا أنسى دائماً. كل شيء عندي سواء: إن شرقت أم غربت: المحلي الخالص الأكل بالبهار التملق و... كل هذه الأشياء. اعتقد انه عليك أن تستعلمي كل شيء عنه؟ أعني...
السيدة فرايزر: إذن، يا ماريا، انه كان قد قدم إلينا من أبناء سميث في نيروبي. لقد تكلموا عنه كلاما طيباً. واعتقد انه من عائلة جيدة.
العمة ماريا: في الحقيقة، من أصل انكليزي جيد. لكن، أعني، يا عزيزتي، كما حصل مع ادكار– واضح.
السيدة فرايزر: أوه، يا ماريا، لا يمكنك المقارنة بين روجر وادكار. لو لم تكوني قد أعجبت به لكنت قد رأيت ما كان يبدو على الخادمة من الحزن والتعب مع ادكار.
العمة ماريا: ياه! من يكترث إلى نظرة ارتياح عابرة في عيني خادمة؟ نعطي انتباهنا للغبار الناتج عن نقرة أصبع ولا تنتبهي انك تحصلين على رجل كزوج، من بلد لا يناسب حتى الطيور. (تنظر نظرة ذات مغزى إلى السيدة فرايزر عندما تقول عبارتها الأخيرة).
السيدة فرايزر: (بأسى). شيء رائع انك تخلصت منه، يا ماريا، لأنه كان حظك سيئا معه، سوف أقولها دائما انك لا تستحقين ذلك.
العمة ماريا: يا عزيزتي، أنت تعلمين تماما إذن لو أن ادكار كان قد سألك أنت بدلاً مني لكنت قد قلت نعم بالسرعة نفسها التي أنا قلت فيها نعم، فقط لأهرب من والدي.
السيدة فرايزر: لم يحصل لي ذلك أبداً. أنا كنت قد وقعت في حب ولموت.
العمة ماريا: أوه، يا عزيزتي، الحب مع المسن المسكين ولموت!
السيدة فرايزر: لا أعرف ماذا تقصدين بكلمة "مسكين". فهو أفضل من يمارس المحاماة في هذه البلدة، على أية حال.
العمة ماريا: نعم، يا عزيزتي، لكن انظري إلى البلدة. دائماً أفكر انه من المحزن عندما الفتاة يتم زواجها بهذه السرعة: انه يبدو شيئاً مضحكاً.
السيدة فرايزر: حسناً، الكل يعلم لماذا يتم الزواج بهذه السرعة.
العمة ماريا: نعم، لكنك تعرفين كيف هم الناس. تذكرين، أني كنت قد أخبرت الجميع وبأعلى ما أمكنني من صوت بأن روجر قد أرسلته شركته التجارية لمدة شهرين فقط إلى بومباي. ألم يأتنا الخراب من ذلك الحين؟
السيدة فرايزر: (بشيء من الهدوء) إني اعترف بأني اشعر بالسعادة لو أنهم خففوا من اندفاعهم واستعجالهم. اقصد، أن يعطى لهم الوقت الكافي ليعرف كل منهما الآخر.
العمة: لكن، ألست مثلهم؟
السيدة فرايزر: أوه، جداً. يقول ولموت انه لم يسبق له أن قابل شاباً مثل روجر موزون جداً و زاهد في عاداته. تعرفين انه لم يشرب شيئا أبداً، لا يحب التبذير، أو أي شيء من هذا القبيل، وخاصة بما يخصه هو بالذات، يا عزيزتي. إذن، تعرفين الشيء القليل جداً عنه، بقدر رأس الدبوس، تلك هي كل الحكاية، ألا تعتقدين ذلك؟
العمة ماريا: إنها طريقته في إسكات الآخرين عن قول الحقيقة، أليس كذلك؟
السيدة فرايزر: (بطيبة) كلا، يا عزيزتي، هذا فقط لأنك لم تكوني محظوظة في زواجك، ذلك لا يحتاج إلى دليل.
(تدخل لندا. إنها في حوالي العشرين من العمر، تبدو جميلة جداً وعديمة الخبرة. ترتدي ثوب صيفي ومعطف الذي يبدو من الواضح انه جزء من جهاز عرسها).
لندا: أقول، يا أمي، هل يبدو هذا المعطف جيد؟ أعتقد انه فضفاض.
السيدة فرايزر: انك قد أصبحت أنحف كثيراً خلال الشهرين الأخيرين، يا عزيزتي، لا أعرف السبب.
العمة ماريا: (بقصد). أنا أعلم!
السيدة فرايزر: متى قلت انه سيأتي؟
لندا: قال، حوالي الحادية عشر، هل سيكون بيتر في استقباله في المحطة؟
السيدة فرايزر: لقد أرسلته تواً. لن يتأخر كثيراً. هل والدك لا يزال في الحديقة، يا عزيزتي؟ أتمنى لو انه لم يذهب بعد، لا أستطيع أن أبدا أي شيء ما دام هو غير موجود. أذهبي ونادي عليه.
لندا: (تذهب إلى الشباك، وتنادي) أبي! انه يتحدث إلى امرأة، يا أمي، من هي هذه المرأة؟
السيدة فرايزر: أين، يا عزيزتي؟ (تأتي إلى جانب لندا، وتقف معها، وتنظر خارجاً) أوه، نعم، أراها. إني لا اعرفها.
العمة ماريا: (تنهض وتنظر عبر الشباك) لا أرى أي داع للقلق. إنها مرعوبة محترمة، تشبه بعض مدبرات المنازل.
لندا: ربما إنها زبونة.
العمة ماريا: كم هو محبوب! عندما يقف ويصغي إليها وقد ثبت الزهور في عروة سترته
لندا: إنهما قادمان. أنا سأذهب، يا أمي. أنا في الطابق العلوي إذا جاء روجر.
(تخرج عبر الباب)
السيدة فرايزر: (تسرع وتستدير عبر الكرسي وتهم بإخفاء بعض الملابس المستعملة) الآن، لماذا يريد أن يدخل أيا كان إلى الداخل؟ وهو يعلم إن لديه موعداً في المكتب عند الحادية عشر والنصف.
العمة ماريا: ربما لم يتمكن من التخلص منها كما أردت أنت.
السيدة فرايزر: (تناولها الملابس) هل لك أن تضعي هذه الأشياء تحت وسادة الكنبة، يا ماريا؟ جلبت لك هذه الملابس لتدفيها، لو تلطفتي بذلك.
العمة ماريا: بالتأكيد، يا عزيزتي. (تخفي الملابس تحت إحدى الوسائد) إن أكثر ما أكره هو اصلاح الملابس المستعملة، لكن سيسعدني القيام بذلك الآن.
(يأتي ولموت ويظهر من خلال الشباك. انه في حوالي الخمسين من العمر، بدين نوعاً ما وضيق الخيال، وميال أن يكون مزعجا تماما في الأسلوب والكلام. يرتدي بدلة من النسيج الصوفي الخشن فيها زهرة في عروة الصدر.
تتبعه امرأة صغيرة تصل إلى كوعه مرتعشة، ترتدي ملابس رثة نوعا ما، لكن فيها شيء من السحر الجميل. يمكنك أن تلاحظ على الفور بأنها كانت جميلة، وحتى الآن بالرغم من ملابسها غير جديدة، يبدو من الواضح إنها اختارت هذه الملابس أولا لأنها قادمة إلى هنا. فعلى سبيل المثال، إنها ترتدي ربطة رقبة على شكل فراشة مصنوع من ألتول لون بنفسجي الذي يلائم شعرها ذا اللون الرمادي. لديها مظلة معلقة على ذراعها).
ولموت: أوه، يا عزيزتي... لقد أحضرت الآنسة أر، أر، أوه، هذه هي زوجتي وشقيقتي، السيدة بولتون.
السيدة فرايزر: كيف الحال؟
العمة ماريا: كيف الحال؟
المرأة: جيد، وكيف حالكم؟ أتمنى أن تعذروني على عدم إتباع الرسميات في مجيئي. انتم تعلمون، أني من خارج البلاد.
(مواقعهم هي: السيدة في الوسط، ولموت على يمينها. السيدة فرايزر والعمة ماريا ظهرهن نحو موقد النار).
السيدة فرايزر: أوه، صحيح.
المرأة: نعم. كما كنت أقول تواً إلى زوجك، شعرت أني يجب أن آتي إليكم.
ولموت: الآنسة، يبدو أنها صديقة روجر، يا عزيزي.
المرأة: (بسرعة). أوه، كلا، كلا، لست صديقة. مجرد أني اعرفه.
السيدة فرايزر: أوه، انه أمر مهم. هل تعرفينه في نيروبي، أذن؟
المرأة: (بسرعة). نيروبي! نعم. نعم. نيروبي.
السيدة فرايزر: حسناً، تفضلي بالجلوس. (تتجه إلى كرسي في
الوسط).
المرأة: (تجلس). شكراً لك.
(يجلسن السيدة فرايزر والعمة ماريا: واحدة قبل موقد النار والأخرى بعده. ولموت واقف منفعلا في الخلف).
ولموت: (يخرج ساعته). وربما ستعذرينني إذا غادرت، زوجتي ستهتم بك. لدي موعد في مكتبي.
المرأة: (تحرك يدها بانفعال). أوه، كلا، كلا، رجاء، لا تذهب! لدي شيء مهم جدا يجب أن أخبرك به. شيء صعب وغريب بالكامل. أنا، أوه، يا عزيزي...
ولموت: لو تجلبين للآنسة قدح من العصير، يا عزيزتي.
السيدة فرايزر: (تنهض) نعم، بالطبع.
المرأة: كلا، كلا، حقيقة لا أريد. الدكتور منعني عن كل هذه المشروبات.
العمة ماريا: أوه، شيء جميل.
السيدة فرايزر: (تجلس ثانية) أنت قلت انه لديك شيئا ما تخبرينا به؟
المرأة: نعم. نعم. شيء يجب عليكم أن تعرفوه. انه شيء مرعب ومهم كان يجب عليكم أن تعرفوه من قبل، قبل اليوم، غداً سيكون قد فات الأوان.
السيدة فرايزر: غداً سيكون قد فات الأوان؟
العمة ماريا: هل تقصدين قبل الزواج؟
المرأة: ذلك صحيح. قبل الزواج.
ولموت: أين هي لندا يا عزيزتي؟
السيدة فرايزر: في الطابق العلوي.
ولموت: من الأفضل لنا أن نغلق الباب. (وبينما هو واقف يغلق الباب). الآن، سيدتي ما الذي تريدين أن تقوليه؟
المرأة: يجب أن لا تسمح لها بالزواج منه. لا يمكنك أن تدع فتاة تتزوج رجلا مثل هذا، أنت تعرف!
العمة ماريا: من؟ روجر؟
السيدة فرايزر: حقيقة، إذن!
ولموت: اهدئي، رجاءً، يا عزيزتي. هل يمكن أن تشرحي بلطف على أي أساس تلمحين بمثل هذه التلميحات العجيبة؟
المرأة: انه رجل غير جيد، أنت تعرف، لم يحصل شيء بعد.
ولموت: ماذا تقصدين بقولك "غير جيد"؟
المرأة: أخشى انك ستستاء مما سأقوله. أوه، يا عزيزتي، وأنا اعتقد أن جهاز العروس قد أنجز وكذلك الكيك وكل شيء كما حدث تماما من قبل.
ولموت: من قبل؟
العمة ماريا: أنت تقصدين انه سوف لن يتزوج الآن؟
المرأة: أوه، كلا، انه لن يأتي أبداً من اجل الزواج. أبداً لن يفعل. سترى.
ولموت: إلى ماذا تلمحين بالضبط، يا آنسة؟ انه صهري في المستقبل ومن المتفق عليه انه سيأتي ويتزوج شابة ثم يأخذها ويغادران، هل ذلك كله خدعة؟
المرأة: إذن، سيأتي، وأنت تعلم. انه سيحطم قلبها تقريباً. وسوف لن تعود إلى وضعها النفسي الطبيعي ثانية. يقولون انه أثر على عقلها، وهي شاردة الذهن بعض الأحيان، وأنت تعلم.
السيدة فرايزر: أنا لا اصدق ذلك، يا ولموت!
المرأة: نعم، أخشى عليها من أن تصدم. إنها، كما تعلمون، عندما تثق أنت بأحد ما، وهو غير أهل للثقة. لكنه كان من واجبي أن أخبركم. لم يهدأ لي بال وأنا في منامي أشعر بأنها ستذهب بعيداً معه وأنا لم أقوم بأفضل ما لدي لمنع ذلك.
السيدة فرايزر: لكن، يا ولموت، أولاد سميث: لا يمكن أبدا أن يكتبوا مثل تلك الرسالة إن لم...
المرأة: أولاد سميث؟
ولموت: نعم. أصدقائنا في نيروبي.
المرأة: أولاد سميث في نيروبي؟
ولموت: هل يحتمل انك تعرفينهم؟
المرأة: نعم. نعم. أعرفهم.
ولموت: لقد أرسلوا لنا رسالة دعوة تعارف لنا. لن يفعلوا ذلك لو كان من صنف الرجال الذين تفكرين فيهم. يمكن فقط أن اعتقد بأنك على خطأ.
المرأة: لكن أولاد سميث هم من طلب مني أن اتصل بك حالما أصل انكلترا وأحذرك منه.
ولموت: لكنهم لا يعلمون شيئاً عن موضوع الزواج، هل يعلمون، يا عزيزتي؟
السيدة فرايزر: كلا. عندما كتبت وأخبرتهم كان حينها روجر عندنا جاء ليرانا ولم يكن يفكر في الزواج أصلاً.
ولموت: أنا لا أفهم شيئاً. اقصد كيف يطلبون منك تحذيرنا من رجل في حقيقة الأمر هم من أرسلوا معه رسالة دعوة تعارف؟ لا يمكن أن يكرهونه كل هذا الكره. لا يمكن ذلك...
السيدة فرايزر: نعم، لا يمكن.
المرأة: لكن، ألا تعتقدون، أنهم لم يكتبوا تلك الرسالة أبداً.
السيدة فرايزر: لم يكتبوا أبدا؟
المرأة: كلا، أولاد سميث لم يكتبوا أبداً. لا يمكن. كما ترون، إنهم يعرفونه. عندما استلموا رسالتكم كانوا خائفين من أن يحدث مثل هذا فطلبوا مني أن آتي واشرح لكم، ولهذا أنا هنا.
ولموت: إذا أولاد سميث لم يكتبوا تلك الرسالة فمن الذي كتبها؟ هل تعتقدين أنها كانت مزورة؟
المرأة: نعم. نعم. أنا اعتقد ذلك. كما ترى انه من ذلك النوع الذي يمكنه القيام بمثل هكذا عمل. غادر نيروبي.
العمة ماريا: لكن يا إلهي، هذا مستحيل!
ولموت: الآن، انتظري لحظة. انتظري لحظة. يجب أن تقولي بهدوء كل ما قلتهِ، يا سيدتي. ربما لا تعلمين أن ذلك جعلني كئيباً. هل يمكنك أن تقولي تصريحاتك هذه، بشكل متماسك، عن روجر، الرجل الذي ستتزوجه ابنتي عن قريب، هل انه مزيف؟
العمة ماريا: وعن تهتكه، يا ولموت، لا تنسى ذلك.
المرأة: نعم. نعم، سأتحدث. أوه، أعلم أن الأمر كله مرعب، وأنا أتعاطف معكم بصدق. يجب أن تصدقوا ذلك. لكن لا يمكنني أن ادع الزواج يتم، أتعلمون ما الذي افعله؟
السيدة فرايزر: أوه، يا ولموت، لا يمكن أن يكون هذا صحيحاً، هل يمكن؟ روجر مثل كل الناس...
العمة ماريا: هم من لم تعرفوه إلا منذ شهرين، تذكروا.
السيدة فرايزر: أوه، يا ماريا، لم نعطِ الوقت الكافي لنعرف فيما إذا كان شاباً مؤدباً أم لا.
العمة ماريا: يا عزيزتي جانيت، لقد أمضيت سنتين لمعرفة أعماق ادكار. (السيدة فرايزر تنتبه إليها).
ولموت: انتظري لحظة، يا سيدتي. لقد قلت هذه الاتهامات الخطيرة، أخشى انه يعوزك الدليل على ذلك. لقد ذهبت بعيداً وأعطيت تأكيدات عشوائية: نحن نحتاج إلى دلائل أكثر لإثبات أقوالك. رجاءاً، نريد أن تكوني أكثر وضوحاً.
المرأة: (بجدية كبيرة). حسناً، هو كان قد أوقع الفتاة في حبه، أترى، هو صديق أولاد سميث: وهي قد وقعت في حبه بدرجة كبيرة، وعندما يحين يوم الزواج ستنتظر في الكنيسة مع جميع مرافقاتها، وهن مرتديات الفساتين الزرقاء، ووالدها معها، وهو سيتأخر وسيتأخر وهو لن يأتي. وهي لن تعرف ما الذي حصل له. وهي ستعتقد انه تعرض لحادث ما: ستفكر انه ربما يكون قد قتل، وأنهم سيرسلون من يبحث عنه حيث يعيش والأماكن المحتمل ذهابه إليها. ولن يجدوه في أي من هذه الأماكن. أوه، انه أمر مرعب، أمر مرعب بالنسبة لها... أترى، لقد أحبته بعنف، انه كل شيء في العالم بالنسبة لها.
السيدة فرايزر: لكن ما الذي سيكون قد حدث له؟
المرأة: انه كان مطلوبا من قبل الشرطة. وانه قد زور أسم صاحب العمل على صك، اعتقد انه الصك كان بمبلغ ألف باوند. وهو كان يعيش عيشة بذخ كبيرة: كان سيئاً في أمور الدين. ترى، هو مدمن على الخمر.
السيدة فرايزر: روجر؟ انه لم يلمس الخمر أبداً.
المرأة: كلا، ذلك هو الجزء الغريب منه. انه في بعض الأحيان يمضي عليه ستة أشهر دون خمر، وبعدها، أوه، انه شيء مرعب، وفي ليلة واحدة يقوم بشرب الخمر بلا شعور.
السيدة فرايزر: أوه، ولموت، هذا شيء رهيب! (تنهض وتمسك رف الموقد).
العمة ماريا: علي أن أقول أني مندهشة. وأتمنى أن لا يكون هو حفار قبر جانيت كما يقال، أما أنا فكنت أتوقع ذلك تقريباً.
المرأة: كلا، هكذا فعل مع ماري بلاسيت. حتى بعد أن وقع الحدث لا تستطيع تصديقه، لا يمكنها أن تستوعب الأمر، الفتاة المسكينة.
ولموت: أكان اسمها، ماري بلاسيت؟
المرأة: نعم. نعم.
ولموت: وما كان اسم مسئوله في العمل؟
المرأة: جون كارتورايت. كان مقاول بناء كبير في نيروبي. كان لديه عمل رائع.
السيدة فرايزر: (تتدفق دموعها، تضع رأسها على يدها المسندة على رف الموقد). أوه، يا ولموت، ماذا سنفعل؟
ولموت: كلا، لا تنهاري، يا عزيزتي. لا تنهاري.
السيدة فرايزر: (دامعة العينين) هذا أمر رهيب جداً.
العمة ماريا: انه أمر سيئ.
السيدة فرايزر: (تلتفت نحو ماريا). أوه، يا ماريا، كيف يمكن أن يكون ذلك؟ قبل يومين من زواج لندا...
العمة ماريا: قبل يومين لا بأس.
المرأة: أنا آسفة جدا لقد أحبطتكم بهذا الشكل، لكن، كما تعلمين، انه سبق لي أن أخبرتكم، أليس كذلك؟
السيدة فرايزر: اعتقد انه كان من الأفضل لو انك لم تقولي شيئاً.
ولموت: أعطي لزوجتي العذر، أليس كذلك؟ إنها محبطة قليلاً.
المرأة: نعم. نعم. أنا افهم موقفها تماماً. انه إحباط كبير. أتمنى أن تتجاوز ابنتك هذا الموقف. إنها صدمة لفتاة شابة. حسناً... اعتقد أني قد أطلت البقاء كثيراً أرجوا المعذرة. (تنهض، وهي لا تزال قابضة على رف الموقد).
ولموت: أوه، لحظة فقط، رجاءاً. لم اعرف اسمك. يا آنسة؟
المرأة: فورتون. الآنسة فورتون.
ولموت: والعنوان؟ أين أستطيع أن أجدك؟
المرأة: أوه، ما اسم الفندق... شارع رئيسي مقابل البنك؟ تعرف...
ولموت: التاج والميناء؟
المرأة: نعم. نعم. هذا هو أسمه. غباء كبير مني، أنسى الاسم، لكن، ترى، وصلت لندن حديثاً ليلة أمس. حسناً، اعذرني... (تتجه نحو الشباك).
ولموت: هل ستسلكين هذا الطريق؟
المرأة: أوه، كلا، لا تنزعج رجاءاً. سوف أذهب من طريق الحديقة، إذا لا تمانع، نفس الطريق الذي جئت منه. انه الطريق الذي أحبذه. مع السلامة. أنا آسفة جداً بالتأكيد. حظ سيئ جداً... أمر مؤلم... (تذهب).
ولموت: (بشكل ميكانيكي) لا تهتمي لشيء. مع السلامة!
العمة ماريا: نعم، وأي سلامة!
السيدة فرايزر: (تذهب إليه باكية). ماذا سنفعل، يا ولموت؟ ماذا سنفعل؟
ولموت: (يتنهد) حسناً، الشيء الأول الذي نفعله هو التوقف عن البكاء، يا عزيزتي، وأنا اعتقد بأني اعرف كيف أتعامل مع روجر.
السيدة فرايزر: (بشكل عاطفي) لكن، يا ولموت، لا يمكنك التعامل معه.
ولموت: لم لا؟ بالتأكيد وضحت صورته الآن.
العمة ماريا: ماذا؟ أتخبره عن الامرأة الغريبة، وملابسها الرديئة، يمكن القول أنها، بمجرد ما دخلت علينا أخبرتنا انه كان مزيفاً؟ أليس صعب عليك القيام بذلك؟
السيدة فرايزر: أوه، كلا، يا ولموت. إنها اهانة كبيرة. وفكر في لندا.
ولموت: ذلك ما سأقوم به بالضبط، التفكير بلندا. ألم تقولي بأنه يجب علينا أن نسمح للزواج أن يتم بعد الذي سمعناه؟
السيدة فرايزر: كلا، اعتقد انه لا يمكننا القيام بذلك. لكن ألا يمكنك التحري عنه؟ ليس لنا معلومات، سوى ما قالته الآنسة المجهولة عنه.
ولموت: بالطبع سوف أقوم بالتحري عنه، لكن ذلك سيستغرق وقتاً. حتى لو أني قمت التحريات بالهاتف فسيستغرق ذلك إلى ما بعد يوم الغد.
السيدة فرايزر: (فجأة تدرك صعوبة الحالة). يا ولموت أتقصد أن الزواج لن يتم؟
ولموت: أنا أخشى ذلك أيضاً.
السيدة فرايزر: لكن ماذا سنقول للجميع؟ ما الذي سنخبر لندا به؟ وما الذي سنخبر روجر به.
ولموت: ذلك ما يجب أن نفكر به.
العمة ماريا: تقصد أن نجد عذراً لتأجيل الزواج؟
ولموت: بالضبط. أعني أي عذر غير مألوف. سوف نخبر لندا و روجر الحقيقة، بالطبع.
السيدة فرايزر: أوه، لا يمكننا فعل ذلك، يا ولموت. فكركم سيحبط الخبر لندا.
ولموت: سيكون إحباطها أكبر لو عرفت انه شرير وتركنا الزواج يتم.
السيدة فرايزر: لكن أفترض انه لم يكن شريراً؟ سيعتقد إنها خيانة كبيرة من قبلنا حتى لو علم أننا أصغينا للمرأة الغريبة.
ولموت: حسناً، حقيقة أنا لم أرَ أي سبب أن تأتي المرأة هنا وتخبرنا بهذا إذا لم يكن صحيحاً ما قالته. اقصد، ما هو الهدف؟ بالإضافة لذلك، أخبرتها بأني سأتحرى الموضوع. وتعلم بأنها ستكون تحت طائلة القانون بدعوة تشهير لو كانت كاذبة.
العمة ماريا: وبالطبع، أنها قالت بان أولاد سميث كانوا قد أرسلوها، وإنها تعلم كل شيء عنهم وبأنها قادمة من نيروبي. أنا اتفق مع ولموت، أخشى من أن تكون أنت قد اقتنعت بأن كلام المرأة صحيح.
السيدة فرايزر: لا يهمني قول أي شخص. أنا لا أصدق بأن روجر سكير.
العمة ماريا: طبقاً لكلام المرأة الغريبة تبدو هذه أقل شروره.
ولموت: لم أكن أريد أن أصدقها. إنها أرادت أن تجعل الأشياء هوجاء تماما لي ولغيري، على أنها حقيقة. لكن المهم لدينا هو إننا لا نريد المجازفة بمستقبل لندا، أردنا أن نتأكد. تفهمين، يا عزيزتي، أليس كذلك؟
السيدة فرايزر: (بحيرة). رتبنا أحزمة الأغراض، وهم قادمون لنصب الخيام غداً، و لا أعلم إن كان بإمكاننا آن نلغي المرطبات في هذه الساعات الأخيرة. لم أمر بهكذا إحباط في حياتي.
العمة ماريا: ألم نضخم الأمور بأنفسنا؟ أقصد، فرضا لو أن لندا أصرت على الزواج من روجر، ومهما يكن هو؟ فرضا أنها أرادت أن تنتظر حتى تنتهي من تحرياتك، يا ولموت؟ إنها من ذلك الصنف من الفتيات، أنت تعرف.
ولموت: يا عزيزتي ماريا، عندما يعلم الشاب بأننا قد عرفنا كل شيء عنه، سرعان ما سيختفي، تماماً كما يبدو انه قد فعل في نيروبي. أنا متأكد انه سيكون خارج المدينة الليلة.
العمة ماريا: نعم، ذلك صحيح طالما هي لم تذهب معه. اعتقد انه يجب أن تتأنى في إخبار لندا أو روجر.
السيدة فرايزر: نعم، وأنا اعتقد ذلك أيضاً. فإذا حصلنا على أجوبة شافية لتحرياتنا فلا داعي أبداً أن تعرف لندا بأي شيء.
ولموت: وفرضاً لم نحصل على أجوبة شافية؟
السيدة فرايزر: إذن نستمر بعدم إخبارها. وهي ستستنتج بطريقة ما.
ولموت: وكيف في رأيك يتم ذلك؟
العمة ماريا: سيبذل ولموت كل ما في وسعه لإيجاد دليل على واحدة من التهم الموجهة إلى روجر! ثم يتمكن ولموت في إقامة دعوة عليه وإيداعه السجن.
السيدة فرايزر: ألا ترون انه من الأفضل لها أن لا تعرف أبداً؟ لماذا نقلقها قبل أن نتأكد؟
ولموت: (بانفعال) يجب أن نقول لها شيئاً ما، أليس كذلك؟ لا يمكننا تأجيل الزواج دون أن نجد سبباً لذلك التأجيل.
العمة ماريا: لِمَ لا نقول أي شيء لها إذن، المهم أن لا نجرح شعورها بخصوص الزواج، طالما لا يوجد دليل على ما يمنع أن نثق بهما، أو...
ولموت: إن كنت ترين أن الموضوع كنكتة سخيفة، يا ماريا، فانا لا أراه هكذا.
ماريا: إذن، ليس من الصحيح أن نفقد اتزاننا وهدوءنا.
ولموت: أنا لم افقد هدوئي.
العمة ماريا: كلا؟
ولموت: (بحدة). كلا!
العمة ماريا: أعرف.
ولموت: أنا أحاول أن أتعامل بهدوء وحكمة مع حالة صعبة، ولم أحصل على دعم كبير.
السيدة فرايزر: أتمنى أن توقفوا هذه المناقشات. روجر سيكون هنا في أية لحظة ونحن لم نقرر شيئاً.
العمة ماريا: نعم، ولموت سيتعامل مع الحالة بهدوء وحكمة، لكنه لم يقل لنا كيف.
(هناك أصوات جرس دراجة).
السيدة فرايزر: (تنظر خلال الشباك). أوه، يا عزيزي، ها هو بيتر قد عاد من المحطة. ما الذي سنقوله له؟ وها هم الخدم، والوكيل، لقد نسيته. أوه، يا عزيزي، فكر في الأمر أكثر، فان الأمور تزداد سوءاً...
العمة ماريا: (تنهض فجأة). بيتر! لدي فكرة.
ولموت: حقاً؟ أكاد لا أصدق ذلك.
العمة ماريا: طبعاً إذا أنت ستكون صلفاً فسأحتفظ بالفكرة لنفسي.
ولموت: إلى متى؟
السيدة فرايزر: أوه، أوقف الجدال، يا ولموت. يا ماريا، إن كانت لديك فكرة للخروج من هذا المأزق بسلام فقوليها.
العمة ماريا: حسناً، لماذا لا يصاب بيتر فجأة بالحصبة؟ من الممكن أن يكون ذلك وببساطة تامة. ويمكنه أن يذهب إلى سريره فوراً، ويمكننا أن نقنع الدكتور اندراوس، وأنا متأكدة من انه سيساعدنا. وممكن أن تذهب لندا للحجر الصحي لثلاثة أسابيع، وخلال هذه الفترة، إذن، سيثبت أن كان روجر شريراً أم يبقى شاب جانيت الانكليزي النقي.
السيدة فرايزر: ماذا تقول، يا ولموت؟
ولموت: حسناً، إنها فكرة عبقرية.
العمة ماريا: عبقرية ملعونة، إنها براقة! (تجلس ثانية). إنها واحدة من الاقتراحات العملية المستخدمة قديماً.
السيدة فرايزر: (تجتر أفكارها) نعم... نعم... ويمكن إضافة أي شيء إلى فكرة المرض لكي لا تثير أي اشتباه، ألا يمكن ذلك؟ كيف، يا ماريا، إنها فكرة عظيمة.
العمة ماريا: حسناً، أنا أيضاً اعتقد ذلك.
(يُدفع الباب وينفتح ويدخل بيتر. حاملاً صندوق معدات خياطة).
بيتر: هذه هي الرزم، يا أمي. ولا تبدئي بملامتي على تشوهها، فقد كانت هكذا عندما أخذتها.
السيدة فرايزر: شكراً، يا عزيزي. فقط ضعها في الداخل، في أي مكان.
بيتر: (يتفحصها وهي على الكنبة) وأنا سوف لن أكون هنا على الغداء، يا أمي. أنا ذاهب في نزهة.
السيدة فرايزر: (بطيبة وبسرعة). كلا، لا يمكنك ذلك، يا عزيزي. أريدك أن تذهب مباشرة إلى الطابق العلوي وتنام في سريرك.
بيتر: سرير! لأي سبب؟
العمة ماريا: ربما لا تعلم أنت، يا عزيزي، لكنك قد أصبت بالحصبة.
بيتر: حصبة؟ أنا؟
العمة ماريا: نعم، يا عزيزي. حصبة قوية جداً، أيضاً، ستبقى في السرير بعض الوقت، وليس الأمر غريبا.
بيتر: (يشير إلى الرزم التي على الكنبة) انظرا هنا، فما هذا كله؟ هل تريدون تحطيم ساقاي؟
السيدة فرايزر: كلا، يا عزيزي. لا يمكنني الآن شرح ذلك. أنا سأنقل هذه الرزم فيما بعد، لكن، بالأحرى علمنا بإصابتك بالحصبة بعد أن خرجت.
بيتر: لكن سبق لي وأن أصبت بالحصبة ذات مرة.
ولموت: لا تناقش. هناك عدد غير محدود من تلامذة المدارس يلزمون بيوتهم عدة مرات لأصابتهم بالحصبة.
بيتر: لماذا أنا؟ فالطابق العلوي مليء بالبراغيث.
العمة ماريا: إن فعلت ما نقوله لك ستكون قد فعلت أفضل عمل لنا، يا بيتر.
بيتر: لماذا لم تصب لندا بالحصبة؟ إنها أكبر مني ولم تصب به أبداً.
السيدة فرايزر: إنها فكرة جيدة، يا ماريا.
العمة ماريا: لا تكوني غبية، إنها لن تفعل ذلك أبداً.
بيتر: لماذا كل شخص يصاب بالحصبة؟
العمة ماريا: يا بيتر، ألم أسمعك تقول بأنك أردت دراجة نارية؟
بيتر: طبعاً أنا قلت. لكن أبي قال انه لا يتمكن من شرائها لي بسبب مصاريف الزواج.
العمة ماريا: اعتقد انه يتمكن من شرائها الآن إذا طلبت منه ذلك. أليس كذلك، يا ولموت؟
بيتر: يا الهي! هل يمكنك، يا أبي؟
ولموت: (ينظف حنجرته) حسناً... يمكنني.
العمة ماريا: نعم، اشتريها له، يا ولموت... انه يستحقها. وان الولد المسكين سيقضي أسبوعين من عطلته في السرير.
بيتر: أسبوعين؟ يا للجحيم!
العمة ماريا: ألا يستحق الأمر دراجة نارية؟
بيتر: (بعد لحظة من حيرته، بغير حماس على أية حال) نعم. حسناً.
(يذهب إلى الباب، ويلتفت) لكني اعتقد إنكم تلفون وتدورون علي.
(يخرج. يبدو عليه الاكتئاب).
السيدة فرايزر: (بجانب الباب، تنادي وراءه). اذهب مباشرة إلى السرير، يا عزيزي، أليس كذلك؟ ولا تقل أي كلمة إلى أن أصعد إليك.
العمة ماريا: وسأجلب لك قصص جرائم مرعبة رائعة.
السيدة فرايزر: (تغلق الباب، مع تنهيدة). أوه، يا عزيزتي، قبل لحظة لم أكن أتوقع انه سيفعل ذلك.
ولموت: وأنت بفكرتك الرائعة عن الدراجة النارية... كم تكلف الدراجة النارية، طبعا؟
العمة ماريا: لا تهتم لذلك. دعنا نفكر ما الخطوة التالية التي علينا القيام بها.
السيدة فرايزر: أول شيء أن نتصل هاتفياً بالدكتور أندراوس.
العمة ماريا: (تنهض) نعم، وبينما تقومين بذلك من الأفضل أن التقي بالوكيل والمجهزين، بينما يذهب ولموت إلى المكتب ويتصل هاتفيا بنيروبي.
ولموت: شبكة رائعة من الخدع تلك التي ننقاد إليها. حسناً... إنها لم تكن هي فكرتي، وكذلك لا تأتي تنتحبين إلي للمساعدة إذا حدث خطأ ما.
(تدخل لندا)
لندا: لا أعلم لماذا لم يأتي روجر. هو قال في الحادية عشر والربع تقريباً، وهو دائماً يحافظ على مواعيده. أتمنى أن لا يكون قد حدث له شيء.
السيدة فرايزر: أوه، يا عزيزتي، أتمنى أن لا يحدث شيء.
ولموت: (بجرأة) انه بخير، يا لندا. ما الذي يمكن أن يحدث له؟
العمة ماريا: (مسترسلة) نعم ما الذي يمكن أن يحدث؟
السيدة فرايزر: ربما توقف في الطريق في مكان ما.
العمة ماريا: نعم، ربما.
السيدة فرايزر: أو انه يتبضع.
العمة ماريا: (بابتهاج). نعم. حمالات بناطير أو شيء ما. هناك أشياء مفاجئة كثيرة على الرجال أن يشترونها في شهر العسل.
السيدة فرايزر: (ببداهة أكثر) نعم، أ ليس كذلك؟
(يدق جرس البيت).
لندا: هذا هو! سأركض وأفتح الباب. (تركض خارجة).
ولموت: حسناً، يا عزيزتي، اعتقد أني سأخرج. (يهم باللحاق بلندا).
السيدة فرايزر: كلا، يا ولموت، يجب أن لا تذهب.
ولموت: لكن عندي موعد في المكتب، موعد جداً مهم.
السيدة فرايزر: لا يهمني الموعد. ولن أكون في المشكلة وحدي.
ولموت: لن تكوني وحدك: لديك ماريا. إنها صاحبة الفكرة.
السيدة فرايزر: كلا. أنت الرئيس في هذا البيت، إنها مسؤوليتك أن تخبر روجر بتأجيل الزواج.
ولموت: كيف يمكنني ذلك؟ أنا حتى لم أعرف بإصابة بيتر بالحصبة إلى أن يحضر الدكتور. (تسمع أصوات في الخارج).
السيدة فرايزر: أش! إنهم قادمون هنا.
لندا: (عند الباب). إنها الآنسة فورتون لتراكم، يا أمي.
السيدة فرايزر: الآنسة فورتون؟ أوه، أوه، دعيها تدخل، يا عزيزتي. (بصوت عال). يا ولموت، إنها عادت ثانية!
العمة ماريا: إنها نسيت أن تقول لنا بأنه كان قاتلاً، فعادت لتخبرنا بذلك. أنا أشعر بهذا.
لندا: (عند الباب مرة ثانية). ها هي الآنسة فورتون، يا أمي. تفضلي بالدخول، أهلاً بك...
(تدخل الآنسة فورتون. إنها بسيطة، ممتلئة حيوية، امرأة شابة كفوءة، واضحة جداً، عنيدة تقريباً، ترتدي زى أسود. شعرها مرتب، ترتدي حذاء معتدل).
أنا ذاهبة إلى الحديقة لانتظار روجر، يا أمي. (تخرج من خلالها الشبابيك الفرنسية).
الآنسة فورتون: ارجوا أن تعذروني لإزعاجكم هكذا.
السيدة فرايزر: أوه، لكن، ابنتي قالت بأن الآنسة فورتون تريد أن تراني.
الآنسة فورتون: هذا صحيح. أنا الآنسة فورتون.
السيدة فرايزر: لكن سبق أن كانت هنا الآنسة فورتون ليس من فترة طويلة. هل أنت أختها؟
الآنسة فورتون: (بلهفة) أوه، هل كانت هنا عندكم أذن؟
ولموت: كانت عندنا.
الآنسة فورتون: أكانت صغيرة وشعرها أشقر وبملابس
سوداء؟
ولموت: نعم، هكذا هي.
الآنسة فورتون: أوه، ألا تعلمون في أي طريق ذهبت؟
السيدة فرايزر: نعم، ذهبت عبر حديقتنا وخرجت من الباب إلى الزقاق.
الآنسة فورتون: كم مضى على ذلك؟
السيدة فرايزر: أوه، قبل حوالي عشرة دقائق، على ما أعتقد. أليس كذلك، يا ولموت؟
ولموت: تقريباً.
الآنسة فورتون: وقالت أن اسمها هو فورتون؟
ولموت: نعم، هي قالت ذلك.
الآنسة فورتون: نعم، سبق لها وان فعلت مثل هذا العمل.
السيدة فرايزر: لكن ألم يكن هذا هو أسمها؟
الآنسة فورتون: كلا. انه أسمي أنا. اسمها هو ماري
بلاسيت.
السيدة فرايزر: ماري بلاسيت؟ يا ولموت! ألم يكن ذلك هو أسم الفتاة التي تركت عند باب الكنيسة؟
الآنسة فورتون: أوه، هل تعرفين قصتها أذن؟ كانت قصة حزينة جداً، أ ليس كذلك؟ طبعا، إن ذلك ما جعلها بهذا الشكل.
العمة ماريا: أي شكل؟
الآنسة فورتون: حسناً، أنت أدركت أنها كانت غير طبيعية تماماً.
(وقفة ذهول)
السيدة فرايزر: (متقطعة الأنفاس) غير– طبيعية؟
الآنسة فورتون: في هذا الموضوع فقط. وفي الأمور الأخرى هي طبيعية تماماً. الشيء الوحيد هو، أينما يوجد مراسيم زواج في المدينة نقوم نحن بمراقبتها، بالأحرى إنها تصغي وتقرأ إعلانات الزواج فتذهب وتخبر العروس الأشياء الأكثر هولاً عن زوج المستقبل. فيصبح الرجل كان قد تزوج ويكون مزيف ويهجرها في يوم الزفاف. بمجرد ما تركتها للحظات هذا الصباح لأجلب لها الحليب الحار، تسللت خارجة. إنها مثل ثعابين الماء. هل قلت إنها ذهبت خارجة من هذا الطريق؟ هل لديكم مانع أن اذهب وراءها؟ شكراً جزيلا لكم... (تتوارى عبر الشبابيك الفرنسية)
السيدة فرايزر: (تمسك الكرسي، منهارة) اعتقد، يا ولموت، انه سيغمى علي.
العمة ماريا: هل تعتقدوا أن كلتاهما غريبتان، أم الأولى فقط؟
ولموت: سأكون شاكراً لك لو انك لم تذكري أية منهن أمامي ثانية. والآن أنا ذاهب إلى المكتب.
(يتجه مباشرة إلى الباب، لكن قبل أن يصل يدخل بيتر).
بيتر: (عند الباب) أقول، يا أمي، لم أجد بجامتي.
السيدة فرايزر: لا تهتم، يا عزيزي: لن تحتاج إليها الآن. لقد وجدنا انك لم تصب بالحصبة.
بيتر: لم أصب بالحصبة. بماذا أنا مصاب أذن؟
العمة ماريا: دراجة نارية، يا حبيبي. أليس كذلك يا ولموت؟
ولموت: (على مضض، يحملق بالعمة ماريا) أظن ذلك.

ستار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا