الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبحرو ولا تتوانوا فهو رهن إشارتكم أينما حللتم وارتحلتم

حياة البدري

2006 / 11 / 23
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر


كتبنا ومازلنا نكتب عن هذا المولود الفريد منذ ظهوره إلى حيز الوجود إلى جانب العديد من المواليد... هذا المولود الذي اختلف في شانه المتحمسون، المحبون له حتى الهوس ، والرافضون له ،الناكرون لفوائده المحملين له كل النتائج السلبية التي لحقت بالبشرية وما تزال، معتبرينه علامة من علامات الساعة و فتنة كبيرة لفلذات الأكباد و للعقول الصغيرة... !!

في حين يعترف محبو هذا المولود والمدافعون عنه على أنه جزء لايتجزء من حيواتنا وضرورة من ضروريات الوجود لكل فرد منا سواء كان شيخا أو شابا أو طفلا...

وهو في واقع الأمر علامة من علامات الساعة كما يصفه المنتقدون له ، لكن في منافعه المتنوعة والسريعة لحياتنا اليومية ولكل مرافقنا العمومية والخصوصية ...

انه مكتبة شاملة وجامعة تساهم في نشر الثقافة والمثاقفة وتقرب المسافات وتسهل علينا عناء البحث في كل الأمور كيفما كانت وكيفما عظمت... وهو وسيلة فعالة للتخفيف من عبادة التلفاز وهيمنته على العقل البشري...وهو حارس أمين على الأبناء إذ يمكننا من مراقبتهم وتتبعهم ونحن بعيدون عنهم ... ويجمع بين الأحبة ويصالح بين الأزواج ويوصل الرحم في العالم بأسره في رمشة عين وكأنك تستعمل بساط الريح أو قوة خارقة أو ملك من ملوك الجن ...

ولا تقف عبقريته هنا بل هو وسيلة ناجعة للحوار بين الأجيال والأديان وموصل المعلومة إليك إلى عقر دارك ومعلم جيد وناجح في جميع كل ما يريد المرء أن يتلقنه ويتعلمه من لغات وكيفية التعامل مع الأطفال والأزواج و حتى فن الديكور والطبخ بالعالم أسره و كل ماهو تقني وميكانيكي أيضا ...

إنه يسهل علينا البحث في كل شيء بما فيه علم الفلك والفلسفة و حتى علم الأديان مع إمكانية البحث فيها والمقارنة بينها ... و يمكننا من زيارة العالم بأسره بسهولة وفي ساعة زمن ...ومعرفة كل الدول والمدن بدون حاجة لمصاريف مرهقة لا تقدر عليها إلا الفئة الأولى من مجتمعاتنا....إنه يوصلك حتى مكة إن أردت ويمكنك من متابعة كل الشعائر و أن تصبح حاجا عبره إن لم تكن تتوفر على تكاليف الحج والعمرة... إنه الشاشة الصغرى التي تمكننا من معرفة كل ما يدور بالعالم أسره و بأقصى سرعة ممكنة ونحن بمنازلنا قاعدون...فقط علينا الإبحار فيه ويقول لنا أنا رهن إشارتكم وكأنه جني المصباح السحري الذي قرانا عنه في الحكايات ونحن أطفال ...
ومهما حاولت ذكر محاسن هذا المولود العظيم لن استوفي حقه... ، هذه المنافع التي تغطي بعض مساوئه التي مهما تعددت وعظمت لن تساوي شيئا أمام خدماته الجليلة التي لن يحس بها إلا المنتفع بها والمتبحر فيه ...

إنه يعلمنا التحاور مع جميع الشرائح ومع جميع الأجناس ويمكننا التعبير من خلاله بكل حرية ودون رقيب ودون مقص ، اللهم إلا مقص الفتاوى الدينية... ويعلمنا الدفاع عن آرائنا ومحاولة إقناع الآخر بها أو العكس ... انه في واقع الأمر منبع ترسيخ ثقافة الحوار والاختلاف واحترام وجهات النظر المختلفة بين جميع المكونات السياسية والفكرية والاجتماعية المتصارعة ... التي تعد في واقع الأمر الركيزة الأساسية لتواجد مجتمعات متحضرة قائمة على التسامح الاجتماعي واحترام الآراء المغايرة وحقوق الإنسان والأقليات الدينية والقومية ...

إن الانترنت لعمري المخلوق والابتكار الأكثر إسهاما في خدمة البشرية والأكثر تسهيلا في البحث عن المعلومة... أينما كانت، والذي يجب الاحتفاء به والعمل على انتشاره لدى الكل، بالمدن والقرى ولدى الأطفال والشباب والشيوخ ولدى الغني والفقير وفي المدارس الخاصة والعمومية... والتمتع بكل منافعه وسبر أغواره ...

فلا تتوانوا وأبحروا في شعابه وبحاره واكتشفوا أسراره ومكنوناته ... وأزيحوا عنكم الأمية الانترنيتية في أسرع وقت ممكن...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل العربية ينقل اللحظات الأولى لاقتحام الشرطة الفرنسية مع


.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الصحة العالمية: استشهاد 25 طفلا ف




.. فرنسا: الشرطة تفض تجمعا لناشطين مؤيدين للفلسطينيين بمعهد الع


.. من يحدد أسعار الأدوية؟




.. الشرطة تدخل معهد العلوم السياسية في باريس لفض اعتصام طلاب مت