الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رامبو وزمن القتلة

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2023 / 12 / 30
الادب والفن


قراءة في كتاب "رامبو وزمن القتلة" لهنري ميللر
"العالم الذي غادره رامبو هو عالم الموتى الأحياء، العالم المزيف للثقافة والحضارة . لقد نفض عن روحه كل الزخارف التي يتحلى بها الانسان الحديث. نادى : " يجب أن نكون مطلقي الحداثة !" ، " الاطلاق" مهم. ويضيف رامبو " معركة الروح وحشية كمعركة الرجال، لكن رؤيا العدالة هي بهجة الله وحده".
ورطتنا اننا نمارس حداثة زائفة . وليس فينا صراع حاد ووحشي، و لا معركة بطولية كالتي شنّها قدّيسو الماضي. كانت حياة رامبو كلها بحثا عن المبدأ الصحيح ، المبدأ الذي يستطيع أن يمنحه الحرية، اكيدا. أين رامبونا من رامبو الولد الغرّ الذي هزّ العالم من أذنيه؟ أينه من هذه المعجزة ؟ هذا النور الذي لا يشحب.؟؟؟ "
اقتباس من كتاب "رامبو وزمن القتلة" لهنري ميللر
في كتابه "رامبو وزمن القتلة"، يصف هنري ميللر عالم رامبو بأنه عالم الموتى الأحياء، عالم الثقافة والحضارة المزيف. لقد كان رامبو فنانًا ثوريًا، لم يقبل بالوضع القائم، بل سعى إلى الحرية المطلقة في التعبير عن نفسه ورؤيته للعالم.
يقول ميللر إن رامبو نفض عن روحه كل الزخارف التي يتحلى بها الإنسان الحديث، مثل الخوف من المجتمع، والرغبة في الامتثال، والخوف من التغيير. لقد نادى رامبو بأن نكون "مطلقي الحداثة"، أي أن نكون أحرارًا من القيود الاجتماعية والأخلاقية التي تفرضها علينا الحضارة الحديثة.
ويضيف ميللر أن معركة الروح وحشية كمعركة الرجال، لكن رؤيا العدالة هي بهجة الله وحده. وهذا يعني أن الصراع من أجل الحرية هو صراع صعب ومؤلم، لكنه صراع مقدس، لأن هدفه هو تحقيق العدالة والحرية للجميع.
ويشير ميللر إلى أن حداثتنا هي حداثة زائفة، لأننا نمارسها دون أن نبذل الجهد المطلوب لتحقيقها. نحن نريد أن نكون أحرارًا، لكننا لا نريد أن نتحمل مسؤولية الحرية. نحن نريد أن نعيش في عالم مثالي، لكننا لا نريد أن نبذل الجهد لتغيير العالم الحقيقي.
كانت حياة رامبو كلها بحثًا عن المبدأ الصحيح، المبدأ الذي يستطيع أن يمنحه الحرية. لقد جرب العديد من المبادئ، مثل التمرد، والحب، والمخدرات، والسفر، لكنه لم يجد المبدأ الذي كان يبحث عنه.
وينتهي ميللر بسؤال: أين رامبونا من رامبو الولد الغرّ الذي هزّ العالم من أذنيه؟ أينه من هذه المعجزة؟ هذا النور الذي لا يشحب؟
هذا سؤال يطرحه ميللر على كل فرد منا. أين نحن من رامبو؟ هل نحن مستعدون لبذل الجهد المطلوب لتحقيق الحرية؟ هل نحن مستعدون لخوض معركة الروح؟
أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال تكمن في أنفسنا. كل منا لديه القدرة على أن يكون رامبو، أن يكون فنانًا ثوريًا، يسعى إلى الحرية المطلقة. لكن هذا يتطلب منا أن نكون مستعدين للتخلي عن كل شيء، أن نكون مستعدين للمواجهة والصعوبات. إذا كنا مستعدين لذلك، فسنجد في داخلنا نور رامبو الذي لا يشحب.
في مقطع "المستحيل" من "فصل في الجحيم"، يصف رامبو لحظة سقوطه من الجنة. لقد كان شابًا موهوبًا، لكنه كان أيضًا متمردًا. لم يقبل بالوضع الراهن، بل سعى إلى الحرية المطلقة. ويقارن رامبو نفسه بإبليس. لقد طُرد إبليس من الجنة لأنه رفض الخضوع لله. وبالمثل، طُرد رامبو من عالم الطفولة البريئة لأنه رفض الخضوع للسلطة.
في حالة رامبو، كانت السلطة هي والدته. كانت أمه امرأة قوية وصارمة، وكانت تسعى إلى السيطرة على حياة ابنها. ولم يتمكن من تحمل ذلك، فهرب من المنزل في سن الثامنة عشرة.
يمثل مقطع "المستحيل" نقطة تحول في حياة رامبو. فبعد ذلك، لم يعد أبدًا نفس الشخص. أصبح متمردًا أكثر فأكثر، وبدأ يبحث عن الإثارة والتجارب الجديدة.
يعتقد ميللر أن هذا المقطع يشكل مفتاحًا لفهم المأساة الكاسحة التي تصف حياة رامبو. لقد كان رامبو فنانًا عظيمًا، لكنه كان أيضًا شخصًا مضطربًا. لم يتمكن أبدًا من التصالح مع العالم الذي ولد فيه، وعاش حياته في حالة من الاغتراب والوحدة.
يقول ميللر: "لقد نجح رامبو، مثل إبليس، في أن يجعل نفسه يُطرد من السماء، سماء الشباب. لم يهزمه ملاك، لكن هزمته أمه، التي تمثل له ، السلطة. وهو قدر استسلم له منذ البداية."
يعتقد ميللر أن رامبو كان مقدرًا له أن يكون فنانًا ثوريًا. لقد كان يسعى إلى الحرية المطلقة، وكان مستعدًا للتضحية بكل شيء لتحقيقها. لكن هذا السعي قاده إلى الاغتراب والوحدة، وإلى نهاية مأساوية.
يشير هنري ميللر إلى أن كلمات رامبو المتكررة تكشف عن شخصيته ورؤيته للعالم.
تشمل هذه الكلمات ما يلي:
• الأبدية واللامنتهي: يسعى رامبو إلى الحرية المطلقة، ويحلم بعالم لا حدود له.
• الإحسان: يؤمن رامبو بالحب والرحمة، ويسعى إلى خلق عالم أكثر تعاطفًا.
• الوحدة الضيق: يشعر رامبو بالوحدة والضيق في العالم الحديث، ويبحث عن مكان يشعر فيه بالانتماء.
• النور الفجر الشمس: يرمز النور والفجر والشمس إلى الأمل والتفاؤل، ويمثلون ما يسعى رامبو إلى تحقيقه.
• الحب الجمال الخفي: يبحث رامبو عن الحب والجمال في العالم، ويؤمن بأنهما موجودان في كل مكان، حتى في الأماكن الخفية.
• الشفقة الشيطان الملاك: يمزج رامبو بين الخير والشر، ويعتقد أن كل إنسان لديه القدرة على فعل الخير أو الشر.
• الثمل الفردوس الجحيم: يسعى رامبو إلى تجربة كل جوانب الحياة، ويبحث عن الفرح والسعادة في كل مكان.
• السأم: يشعر رامبو بالسأم من العالم الحديث، ويبحث عن شيء جديد ومثير.
يعتقد ميللر أن هذه الكلمات تكشف عن براءة رامبو وجوعه وقلقه وتعصبه وعدم تسامحه واستبداده.
براءته: يؤمن رامبو بالخير والجمال، ويسعى إلى خلق عالم أكثر مثالية.
جوعه: يشعر رامبو بالرغبة في تجربة كل شيء، ويسعى إلى الإثارة والتجديد.
قلقه: يشعر رامبو بالوحدة والضيق في العالم الحديث، ويبحث عن مكان يشعر فيه بالراحة.
تعصبه وعدم تسامحه: يؤمن رامبو بأفكاره وآرائه، ولا يقبل الاختلاف.
استبداده: يسعى رامبو إلى السيطرة على العالم من حوله، ويريد أن يفرض رؤيته الخاصة عليه.
كان رامبو فنانًا ثوريًا، وكان يسعى إلى تغيير العالم. لقد كان شخصًا معقدًا ومضطربًا، لكن كلماته تكشف عن رؤيته المميزة للعالم.
قال رامبو: "يجب أن نكون مطلقي الحداثة". يعني بهذا أنه قد ولّى زمان السعالي، والخرافات، والأصنام، والمذاهب، و"الدوغمات" وكل الثرثرة والتفاهة العزيزتين اللتين تتكون منهما حضارتنا المتبجحة. علينا أن ،اتي بالنور، لا بالإنارة الاصطناعية.
نعم، كان رامبو فنانًا ثوريًا، وكان يسعى إلى تغيير العالم. لقد كان يؤمن بأن العالم الحديث كان فاسدًا ومصطنعًا، وكان يسعى إلى خلق عالم جديد أكثر حرية وإبداعًا.
وعندما قال : "يجب أن نكون مطلقي الحداثة"، كان يعني أنه يجب علينا أن نتخلى عن التقاليد القديمة والأفكار المتحجرة. يجب أن نكون مستعدين لتجربة أشياء جديدة، وخلق أشياء جديدة، وبناء عالم جديد.
كان رامبو مهتمًا بشكل خاص بالحرية. لقد كان يؤمن بأن كل شخص يجب أن يكون حرًا في التفكير والشعور والتصرف كما يشاء. لقد كان يؤمن بأن الحرية هي الشرط الأساسي للإبداع. وكان أيضًا مهتمًا بالجمال. لقد كان يؤمن بأن الجمال هو جوهر الحياة. لقد كان يبحث عن الجمال في كل مكان، حتى في الأماكن الأكثر ظلمة.
كان رامبو فنانًا معقدًا ومثيرًا للجدل، لكن كلماته لا تزال تلهم الناس اليوم. رسالته هي أن نكون أحرارًا ومبدعين، وأن نسعى إلى خلق عالم أكثر جمالًا وحرية. ويمكن أن يكون "النور" الذي يتحدث عنه هو النور الروحي أو النور العقلي أو النور الفني. يمكن أن يكون أيضًا النور الذي ينبثق من حبنا للآخرين أو من التزامنا بالعدالة الاجتماعية.
أيًا كان معنى النور بالنسبة لنا، فإن دعوة رامبو لنا هي دعوة إلى اليقظة والوعي. إنها دعوة إلى أن نكون أكثر وعياً بالعالم من حولنا، وأكثر وعياً بأنفسنا، وأكثر وعياً بإمكانياتنا.
يدعو رامبو في تلك الجملة إلى التخلص من كل ما هو قديم ورجعي، والسعي إلى حداثة جديدة، حداثة خالية من القيود والدوغمات. ويعتقد أن العالم الحديث قد بلغ مرحلة من الجمود والركود، وأن عليه أن ينطلق في رحلة جديدة نحو الحرية والتقدم. ولكي يحدث ذلك، يجب أن نكون "مطلقي الحداثة"، أي أن نكون مستعدين للتخلي عن كل ما هو مألوف وتقليدي، وفتح أنفسنا لأفكار جديدة وتجارب جديدة.
يقول رامبو: "يجب أن نكون ثوريين في كل شيء، في الفن وفي السياسة وفي الحياة اليومية. يجب أن نكسر القيود التي تكبلنا، وننطلق في رحلة جديدة نحو الحرية والكمال."
ويشبه حضارتنا المتبجحة ب "إنارة اصطناعية". إنارة اصطناعية لا تكشف عن الحقيقة، بل تخلق وهمًا. ويقول : "يجب أن نأتي بالنور، لا بالإنارة الاصطناعية. يجب أن نبحث عن الحقيقة، حتى لو كانت مؤلمة." ولكي نأتي بالنور، علينا أن نكون مستعدين للتضحية بكل شيء، حتى أنفسنا.
كما يقول: "يجب أن نكون مستعدين للموت من أجل الحقيقة." وإن دعوة رامبو إلى "الحداثة المطلقة" دعوة صعبة، لكنها ضرورية. إذا أردنا أن نخلق عالمًا أفضل، فعلينا أن نكون مستعدين لتغييره.
يمكننا أن نرى هذه الأفكار في أعماله الأدبية. في قصائده، كان يمزج بين الواقع والخيال، ويسعى إلى خلق رؤية جديدة للعالم. كان يبحث عن الجمال والحب والحرية، وكان يرفض المعايير الاجتماعية التقليدية.
وكان فنانًا مثيرًا للجدل، وكان عمله مؤثرًا في العديد من الفنانين والكتاب الآخرين. لقد كان شخصية مهمة في تطور الأدب الحديث، وكان عمله يستمر في إلهام الناس حتى يومنا هذا.
فيما يلي بعض الأمثلة على أعمال رامبو التي تعكس أفكاره عن الحداثة:
• قصيدة "المستحيل"، التي تتحدث عن رحلة روحية بحثًا عن الحرية.
• قصيدة "الأشباح"، التي تتحدث عن الاغتراب والوحدة في العالم الحديث.
• رواية "التجربة"، التي تروي قصة شاب ثوري يبحث عن الحرية والمعنى في الحياة.


كانت هذه الأعمال مؤثرة لأنها قدمت رؤى جديدة للعالم، وشجعت الناس على التفكير خارج الصندوق. لقد ساعدت في كسر القواعد التقليدية للأدب، وفتحت الطريق لأشكال جديدة من التعبير الفني. لم يصور أحد، مثل رامبو، حقيقة أن حرية الفرد المعزول هي سراب. الفرد المنعتق فقط، هو الذي يعرف الحرية. هذه الحرية منتزعة. إنها تحرير تدريجي، نضال بطيء، شاق تطرد فيه السعالي. السعالي لا تذبح، البتة، فالأشباح حقيقة بمقدار المخاوف التي تستدعيها. أشار رامبو مرة في "رسالة الرائي" الشهيرة، أنه لكي يعرف المرء نفسه، عليه التخلص من العفاريت التي تسكنه
"لم يصور أحد، مثل رامبو، حقيقة أن حرية الفرد المعزول هي سراب. الفرد المنعتق فقط، هو الذي يعرف الحرية. هذه الحرية منتزعة. إنها تحرير تدريجي، نضال بطيء، شاق تطرد فيه السعالي. السعالي لا تذبح، البتة، فالأشباح حقيقة بمقدار المخاوف التي تستدعيها. أشار رامبو مرة في "رسالة الرائي" الشهيرة، أنه لكي يعرف المرء نفسه، عليه التخلص من العفاريت التي تسكنه."
أتفق مع ميللر تمامًا. لقد صور رامبو حقيقة أن حرية الفرد المعزول هي سراب بشكل رائع. لقد أدرك أن الحرية ليست شيئًا يمكن تحقيقه بين عشية وضحاها، بل هي عملية تدريجية وصعبة. وكان يعتقد أن الفرد المنعتق هو الشخص الذي يتخلص من القيود الاجتماعية والأخلاقية التي تفرضها عليه الحضارة الحديثة. هذا التحرير لا يأتي بسهولة، بل يتطلب نضالًا مستمرًا ضد السعالي، أي الأفكار والمشاعر السلبية التي تعيقنا من تحقيق الحرية الحقيقية.
يقول رامبو في "رسالة الرائي" الشهيرة: "يجب أن نقتل كل ما هو فينا من نجس، حتى نفهم أنفسنا". وهذا يعني أنه يجب علينا أن نواجه مخاوفنا وشكوكنا وغرائزنا السلبية، وأن نتخلص منها حتى نتمكن من رؤية أنفسنا بوضوح.
إن أفكار رامبو عن الحرية والتحرير لها أهمية دائمة. فهي تذكرنا بأن الحرية ليست شيئًا يمكن الاستمتاع به بسهولة، بل هي عملية مستمرة تتطلب منا النضال من أجلها.
في هذه الأعمال، يصور رامبو الحرية على أنها رحلة طويلة وصعبة، ولكنها رحلة ضرورية لتحقيق الذات.
فقد كان فنانًا ثوريًا، وكان يؤمن بأن الحرية هي حق أساسي لكل إنسان. لكن كان يعتقد أيضًا أن الحرية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الوحدة مع الآخرين. و يعتقد أن الفرد المعزول لا يمكنه أن يكون حرًا حقًا. فالفرد المعزول يكون خاضعًا للمجتمع والدولة والسلطة. أما الفرد المنعتق فهو الفرد الذي يتحرر من هذه القيود، ويعيش حياته وفقًا لرؤيته الخاصة.
يصف رامبو هذا التحرير بأنه عملية تدريجية وصعبة. فالفرد لا يمكنه أن يصبح منطلقًا بين عشية وضحاها. بل عليه أن يخوض صراعًا طويلًا وشاقًا، يطرد فيه السعالي، أي القيود الاجتماعية والنفسية التي تمنع حريته. ويعتقد أن هذه القيود ليست مجرد أفكار أو معتقدات، بل هي واقع ملموس. فالأشباح حقيقة بمقدار المخاوف التي تستدعيها. فعندما يخاف الإنسان من شيء ما، فإنه يصبح واقعًا بالنسبة له.
يشير رامبو في "رسالة الرائي" الشهيرة إلى أن المعرفة الذاتية هي خطوة مهمة في طريق الحرية. فالفرد لا يمكنه أن يتحرر من القيود التي تمنع حريته إلا إذا عرف نفسه حقًا. ولكي يعرف المرء نفسه، عليه أن يواجه العفاريت التي تسكنه. هذه العفاريت هي مخاوفه وآلامه ورغباته المكبوتة. عندما يواجه الفرد هذه العفاريت، فإنه يحررها، ويتحرر هو نفسه.
إن أفكار رامبو عن الحرية والوحدة والتحرير الذاتي لها أهمية كبيرة حتى يومنا هذا. فهي تدعو إلى ثورة في الفكر والسلوك، وإلى خلق عالم جديد قائم على الحرية والعدالة والمساواة. كان فنانًا ثوريًا، وكان يؤمن بأن الحرية هي حق أساسي لكل إنسان. لكنه كان أيضًا واقعيًا، وكان يدرك أن الحرية لا تُمنح، بل تُكسب.
يعتقد رامبو أن الحرية هي حالة ذهنية، وأنها لا يمكن تحقيقها إلا من خلال التحرير من القيود الداخلية والخارجية. فالحصار الداخلي هو مخاوفنا وشكوكنا، والحصار الخارجي هو القيود الاجتماعية والثقافية. ويشير إلى أن حرية الفرد المعزول هي سراب. فعندما ينعزل الفرد عن المجتمع، فإنه يفقد قدرته على النمو والتطور. فالمجتمع هو مصدر المعرفة والخبرات، وهو يوفر لنا الشعور بالانتماء والدعم. لذلك، فإن الحرية الحقيقية هي الحرية التي نعيشها في مجتمع حر ومساوي. وهي حرية تسمح لنا بالتعبير عن أنفسنا بحرية، وتحقيق إمكاناتنا الكاملة.
يمكننا أن نرى هذه الأفكار في أعمال رامبو الأدبية. في قصائده، كان يمزج بين الواقع والخيال، ويسعى إلى خلق رؤية جديدة للعالم. كان يبحث عن الجمال والحب والحرية، وكان يرفض المعايير الاجتماعية التقليدية.
كانت هذه الأعمال مؤثرة لأنها قدمت رؤى جديدة للعالم، وشجعت الناس على التفكير خارج الصندوق. لقد ساعدت في كسر القواعد التقليدية للأدب، وفتحت الطريق لأشكال جديدة من التعبير الفني.
يعد هذا تحدًا صعبًا، ولكنه ضروري للتحرر. فعندما نتخلص من مخاوفنا وشكوكنا، نصبح قادرين على رؤية العالم بوضوح أكبر، واتخاذ قرارات بناءة.
من خلال النضال البطيء والشاق لتحرير أنفسنا من القيود الداخلية والخارجية، يمكننا أن نحقق الحرية الحقيقية. وهي حرية تسمح لنا بالعيش حياة كاملة ومُرضية.
"لم تكن رغبة رامبو أن يعيش بمنأى عن العالم. لقد أحب العالم، حبا نادراً. حيثما اتجه، سبقه خياله، فاتحا مشاهد مجيدة، تتحول إلى سراب دائما. كان لا يهتم إلا بالمجهول. ولم تكن الأرض بالنسبة إليه، موضعاً محجوزاً للنفوس التائبة الاسفة التي تخلت عن الروح، بل الأرض كوكب حي، نابض، غامض، حيث لو أدرك الناس هذا، فقط، لعاشوا ملوكاً."

نعم، هذا صحيح. كان رامبو فنانًا شغوفًا بالحياة، وكان يسعى إلى تجربة كل ما يمكن تجربته. كان يحب العالم بكل ما فيه، من الجمال إلى القبح، من النور إلى الظلام. وكان يؤمن بأن العالم مكان غامض ومثير، وكان يسعى إلى اكتشاف أسراره. كان يحلم بعالم جديد، عالم قائم على الحرية والعدالة والمساواة.
يمكننا أن نرى هذه الأفكار في أعماله الأدبية إذ كان يمزج في قصائده بين الواقع والخيال، ويسعى إلى خلق رؤية جديدة للعالم. كان يبحث عن الجمال والحب والحرية، وكان يرفض المعايير الاجتماعية التقليدية.
يقول في إحدى قصائده:
"أريد أن أعيش، أن أعيش، أن أعيش، وأن أتعلم كل شيء، وأن أعرف كل شيء، وأن أرى كل شيء، وأن أفهم كل شيء، وأن أشعر بكل شيء."
يعكس هذا المقطع رغبته في تجربة كل ما يمكن تجربته في الحياة. كان يسعى إلى معرفة أسرار العالم، وفهم ما يعنيه أن يكون إنسانًا.
وكان فنانًا فريدًا له تأثير عميق على الأدب والفكر الحديث. لقد ساعد في فتح أذهان الناس لإمكانيات جديدة، وشجعهم على التفكير خارج الصندوق.
وكان فنانًا شغوفًا بالحياة يسعى إلى تجربة كل ما يمكنه تجربته. كان يحب العالم و يؤمن بإمكانياته. كان شابًا متمردًا، ولم يكن يقبل بالوضع الراهن. كان يبحث عن شيء جديد ومثير، و يسعى إلى تغيير العالم.
كان فنانًا مبدعًا، و يعبر عن رؤيته للعالم من خلال فنه. يمزج في قصائده بين الواقع والخيال، ويسعى إلى خلق رؤية جديدة للعالم ويبحث عن الجمال والحب والحرية، ويرفض المعايير الاجتماعية التقليدية.
فيما يتعلق بقوله "لم تكن الأرض بالنسبة إليه، موضعاً محجوزاً للنفوس التائبة الاسفة التي تخلت عن الروح، بل الأرض كوكب حي، نابض، غامض، حيث لو أدرك الناس هذا، فقط، لعاشوا ملوكاً"، فإن هذا يعكس إيمان رامبو بالإمكانيات الكامنة في العالم. كان يعتقد أن العالم مكان رائع وغامض، وأن الناس يمكنهم أن يعيشوا حياة مليئة بالفرح والسعادة إذا أدركوا ذلك.
كان رامبو فنانًا متفائلًا، وكان يؤمن بإمكانية تغيير العالم. لقد ترك لنا إرثًا من الفن والأدب الذي يدعو الناس إلى التفكير خارج الصندوق، والسعي لتحقيق أحلامهم.
كان رامبو فنانًا ثوريًا، وكان يؤمن بالجمال والحب والحرية. لقد كان يبحث عن العالم الحقيقي، العالم الذي لم يُفسده الإنسان. ولم يكن يريد أن يعيش بمنأى عن العالم. لقد أحب العالم، لكنه لم يحبه كما يحبه الآخرون. لقد أحب العالم كما هو، مع كل جماله ووحشيته وغموضه. كما كان رامبو يؤمن بالمجهول. كان يعتقد أن العالم مليء بالأسرار والإمكانيات، وأن علينا أن نكون مستعدين لاستكشافها. ولم تكن الأرض بالنسبة إليه، موضعاً محجوزاً للنفوس التائبة الاسفة التي تخلت عن الروح. بل كانت الأرض كوكب حي، نابض، غامض، حيث لو أدرك الناس هذا، فقط، لعاشوا ملوكاً.
وقد أكد رامبو على أنه يجب على الشاعر أن يكون رائيا وأن يتمتع برؤية جديدة للعالم. يجب أن يكون قادرًا على رؤية الأشياء بطريقة جديدة، وتقديم رؤى جديدة للناس.
يمكن للشاعر أن يكون رائياً من خلال العديد من الطرق. يمكنه استخدام اللغة بطرق غير تقليدية، ومزج الواقع بالخيال، وتقديم صور جديدة وغنية. يمكنه أيضًا استكشاف أفكار جديدة وجريئة، وتقديم وجهة نظر جديدة للعالم.
فيما يلي بعض الأمثلة على كيف يمكن للشاعر أن يكون رائياً:
• استخدام اللغة بطرق غير تقليدية: يمكن للشاعر استخدام اللغة لإنشاء صور جديدة وغنية، أو لكسر القواعد النحوية التقليدية. على سبيل المثال، يمكن للشاعر استخدام الصور الحسية لإنشاء صورة قوية للعالم، أو يمكنه استخدام التورية أو الاستعارات لخلق معنى جديد.
• مزج الواقع بالخيال: يمكن للشاعر مزج الواقع بالخيال لخلق رؤى جديدة للعالم. على سبيل المثال، يمكن للشاعر أن يروي قصة خيالية تستند إلى أحداث حقيقية، أو يمكنه مزج الصور الواقعية مع الصور الخيالية.
• تقديم صور جديدة وغنية: يمكن للشاعر تقديم صور جديدة وغنية للعالم. على سبيل المثال، يمكن للشاعر أن يصف مكانًا أو شخصًا بطريقة جديدة وخلاقة، أو يمكنه استخدام الصور الرمزية لإنشاء معنى أعمق.
• استكشاف أفكار جديدة وجريئة: يمكن للشاعر استكشاف أفكار جديدة وجريئة حول العالم. على سبيل المثال، يمكن للشاعر أن يطرح أسئلة صعبة، أو يمكنه تقديم حلول جديدة للمشاكل.
عندما يكون الشاعر رائياً، فإنه يفتح عقول الناس لإمكانيات جديدة. إنه يساعدهم على رؤية العالم بطريقة جديدة، ويشجعهم على التفكير خارج الصندوق.
يمكن للشاعر أن يكون رائياً من خلال:
• استخدام اللغة بشكل إبداعي: يمكن للشاعر استخدام اللغة لخلق صور وأصوات جديدة، وإثارة المشاعر والعواطف. يمكنه استخدام الاستعارات والتشبيهات والمجازات لخلق صور جديدة للعالم.
• طرح أسئلة جديدة: يمكن للشاعر أن يطرح أسئلة جديدة حول العالم، ويشجعه على التفكير خارج الصندوق. يمكنه تحدي المفاهيم المقبولة، وتقديم رؤى جديدة للواقع.
• التعاطف مع الآخرين: يمكن للشاعر أن يتعاطف مع الآخرين، ويقدم أصواتًا لمن لا صوت لهم. يمكنه استخدام شعره للتعبير عن وجهات نظر المهمشين والمضطهدين.
• السعي وراء الجمال: يمكن للشاعر أن يسعى وراء الجمال، ويخلق أعمالًا فنية تلهم وتسعد الآخرين. يمكنه استخدام شعره لخلق شعور بالعجائب والفرح.
عندما يكون الشاعر رائياً، فإنه يساهم في فهمنا للعالم. إنه يجعلنا نرى العالم بطريقة جديدة، ويشجعنا على التفكير والشعور بطريقة مختلفة. إنه يساعدنا على النمو كأفراد، وبناء عالم أفضل.


مالمو
2023-12-30








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - 1تكملة
حميد كشكولي ( 2023 / 12 / 30 - 20:05 )
صرخ رامبو: ”لا يوهمني شيء... أبداً!- . لكن حياته كلها لم تكن سوى وهم كبير. وهو لم يكتشف أبداً واقع كينونته، ولم يتعرف، عليه. كان الواقع، القناع الذي جاهد بمخالب وحشية من أجل تمزيقه. كان عطشه لا يروى. -لا الأساطير، ولا الشخوص تشفي غليلي-. لا شيء يروي ظمأه.
-اقتباس من - رامبو وزمن القتلة-

هذا تصريح قوي من رامبو يعكس صراعه الداخلي المستمر مع الواقع. من ناحية، كان يسعى إلى رؤية العالم بعيون جديدة، ورفض الأفكار المسبقة والمعايير الاجتماعية التقليدية. من ناحية أخرى، كان يشعر بالارتباك والضياع، ولم يتمكن من العثور على مكانه في العالم.
يمكن تفسير تصريحات رامبو على أنها تعبير عن رفضه للواقع الذي يحيط به. كان يشعر أن العالم كان مكانًا مزيفًا ومضللًا، وأن الناس كانوا يخدعون أنفسهم بشأن طبيعته الحقيقية. كان يسعى إلى رؤية العالم بعيون جديدة، وكشف الحقيقة الكامنة وراء الوهم.


2 - تكملة 2
حميد كشكولي ( 2023 / 12 / 30 - 20:06 )
في هذا السياق، يمكن أن يُفهم تصريح رامبو -لا الأساطير، ولا الشخوص تشفي غليلي- على أنه تعبير عن رفضه للأفكار والأشخاص الذين حاولوا إغراءه بالعودة إلى العالم الزائف. كان يشعر أن هذه الأفكار والأشخاص كانوا مجرد أوهام أخرى، وأنهم لن يتمكنوا أبدًا من مساعدته في العثور على الحقيقة التي كان يبحث عنها.
كان عطش رامبو لا يروى لأنه كان يسعى إلى شيء لا يمكنه العثور عليه. كان يبحث عن الحقيقة المطلقة، والمعنى النهائي للحياة، وكان يعلم أنه لن يجد ذلك أبدًا. كان هذا السعي وراء الحقيقة هو الذي دفعه إلى كتابة بعض أعظم أعماله الأدبية، لكنه كان أيضًا السبب في أنه عانى من الكثير من الاضطرابات والألم في حياته.
كان رامبو فنانًا فريدًا ومثيرًا للجدل، وكان له تأثير عميق على الأدب والفكر الحديث. لقد ساعد في فتح أذهان الناس لإمكانيات جديدة، وشجعهم على التفكير خارج الصندوق.

اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي