الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب واحدة أم حربان

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 12 / 30
القضية الفلسطينية


تكمل الحرب في أوكرانيا في ش .باط فبراير القادم ، عامها الثاني في حين أن الحرب على قطاع غزة تقترب من شهرها الثالث . أما الدافع لذكرهما معا في هذه المقالة فمرده لاستشفاف رابط فيما بينهما من خلال انخراط دول أوروبا الغربية المنضوية تحت لواء الولايات المتحدة الأميركية في كليهما. لا جدال في منظورنا ، ان هذه الأخيرة تقود دول الحلف الأطلسي في حرب ضد الروس و أن الحلف نفسه يحارب في الراهن في قطاع غزة الذي يمثل في أغلب الظن ، جبهة في خط مواجهة يبدأ في باب المندب و البحر الأحمر و يصل شرقا إلى الخليج الفارسي و مضيق هرمز . و على الأرجح أنه يفترق في البحر المتوسط ، شمالا نحو البحر الأسود حيث جبهة المواجهة مع روسيا.
توحي الأحداث العسكرية حتى الآن ، أن طريق العبور بين البحر الأحمر و البحر المتوسط لا تمر في قناة السويس و لكن في إيلات و في قطاع غزة ، مما يتيح للسلطة في مصر في ظاهر الأمر ، أن تبقى محايدة خارج منطقة العمليات ، إن هي شاءت أو اضطرت لذلك . هذا من ناحية اما من ناحية ثانية فلا نجازف في القول أن الجبهات الشرقية المشتعلة و المرشحة للاشتعال ، ستكون في بلاد الشام و العراق و إيران و من المحتمل أن تتمدد شرقا لتطال دولا في آسيا الصغرى و بحر قزوين في محاذاة روسيا . و من الملاحظ في هذا الصدد ، أن الدول النفطية الخليجية ، التي ائتلفت في و قت من الأوقات في مجلس التعاون الخليجي ، تستطيع بدورها أن تلتزم الحياد بعيدا عن خط الجبهات الشرقية ، اللهم إلا إذا تولت منع اليمنيين من القيام بما يقع على عاتقهم القيام به على جبهة البحر الأحمر .
و بما اننا هنا في معرض التذكير بما جرى فعلا ، و ليس في صدد الإبلاغ عن نبوءات أو الاستغراق في نظرية المؤامرة ، يحسن بنا أن نشير إلى الدور الكبير الذي أدته الدول النفطية في تمويل حروب الوهابيين و الإخوان المسلمين ، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية و الدول التابعة لها على طول خط الجبهات الشرقية و اليمن ضمنا . من البديهي أن هذا الأمر لا يبرئ سلطات الحكم في بلدان مثل لبنان و سورية و العراق من مسؤولية التقصير و الجهل و الانحراف . و لا بد في هذا السياق أيضا من أن نلفت النظر إلى قضية جزيرتي صنافير و تيران الواقعتين على مدخل خليج العقبة اللتين تخلت عنهما الحكومة المصرية في سنة 2016 لصالح السعودية في إطار ترسيم الحدود البحرية بين البلدين ،متنصلة من أي دور في هذا الخليج .
من الطبيعي القول ان أسئلة كثيرة و فرضيات متعددة تصادف المرء خلال مقاربته لهاتين الحربين ، لا سيما إذا أقتنع بانهما حرب واحدة ، يخوضها حلف من الدول الغربية تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية ، الغاية منها السيطرة على الشرق بحسب محورين ، أحدهما انطلاقا من أوروبا و الثاني من البحر المتوسط ، من بلاد الشام ، تحديدا من قطاع غزة .
من البديهي أننا لا نمتلك بعد الإجابات المبنية على معطيات مثبته ، و بالتالي لا نستطيع تقييم الفرضيات و فرزها . فكان لا بد من أن نقتصر على وصف الواقع كما يبدو لنا ، و لكن العلاقة التي نظن أنها تربط بين الحرب على روسيا انطلاقا من أوكرانيا و الحرب على بلاد الشام و العراق و إيران ، حتى بحر قزوين ،انطلاقا من إسرائيل ، تجعلنا أكثر حذرا في توقعاتنا كوننا حيال حرب تتواجه فيها قوى كبرى هي الولايات المتحدة الأميركية و روسيا و الصين ، و بالتالي فإن انتصار إحداها أو انهزامها مستحيل ، ينبني عليه أن المحاربين على هذه الجبهة أو تلك أنما هم في الواقع ، محاربون في هذا المعسكر أو ذاك ، فويل للمحاربين المتقلبين المتقلقلين الذين يقاتلون مقابل أجر
" على القطعة "، فهؤلاء سيهزمون لا محالة ، قبل أن تتوقف الحرب عندما تتوافق الدول العظمى فيما بينها على عدم الإطاحة بالوجود البشري على سطح الأرض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر