الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يتقاسم المسلمون مع الألمان الشرقيون دور الضحية ؟!

الجندي وضاح

2023 / 12 / 30
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


اثار موقف الاتحاد الأوروبي من الحرب في غزة، استياء من الانحياز الجائر الى جانب إسرائيل و سياسة ازدواجية المعايير الواضحة في التعامل مع القضايا الدولية، كالازمة الأوكرانية، فلم نشهد عقوبات على إسرائيل، و لا حتى تنديد شديد اللهجة على خلفية سقوط آلاف الضحايا على يد الجيش الإسرائيلي.
و يبدو الأمر أكثر فجاجة في ألمانيا التي ما زالت عقدة الذنب اليهودية تمنعها من حتى التلميح بالمجازر التي يقوم بها الإسرائيليون، بل مضت السلطات الألمانية إلى منع التضامن مع فلسطين و إجبار اللاجئين و المواطنين بالاعتراف باسرائيل،
و تثير هذه السياسة المنحازة التساؤلات حول التمييز في المجتمع الالماني.
و اذا كانت الأصوات تعلو اليوم بشأن التمييز تجاه المسلمين، فأنها تذكر بوجود تمييز في المانيا و ليس تجاه المسلمين أو المهاجرين فقط.
فليس سرا انه بعد ثلاثين عاما من تحقيق الحلم الألماني بالوحدة، اكتشف الألمان انه ما يزال حلما، و ان القسم الأكبر من الألمان يعترف بوجود عدم مساواة بين الألمان الغربيين Wessi و الشرقيين Ossi.
و هذا ما اظهرته العديد من الدراسات و استطلاعات الرأي التي أجريت على مدى سنوات، و قد خرج معظمها بنتائج تتوافق إلى حد كبير مع يقال في الشارع الالماني
و ينتقل احيانا على شكل نكت حول اشكاليات تلاؤم الألمان الشرقيين -كما يعتقد قسم كبير من الألمان الغربيين-.
بينما يشعر القسم الأكبر من الألمان الشرقيون بالتمييز تجاههم بل صرح البعض بانهم يشعرون و كأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، و هذا ما يواجهونه في العديد من الحالات كالقبول في الوظائف مثلا، فعلى نحو متزايد، صاحب العمل أكثر استعدادًا لتوظيف Wessi على Ossi "من الشرق" مع اختلاف مستوى الأجور.
فقد ساد شعور ان الألمان الشرقيين جاءوا كبديل عن العمالة التركية و البولونية، و لكن مع تزايد المهاجرين و اللاجئين بدأ الألمان الشرقيون يشعرون أن المهاجرين منافسين لهم في سوق العمالة مما يخلق حساسيات و دوافع لكره اللاجئين و انتشار الفكر اليميني المتطرف ضد الاجانب و المسلمين.
و يعكس تعامل الإعلام محدودية الافق و عدم زوال الاطر التقليدية للتعامل مع الالمان الشرقيين و استمرار تناول تاريخ ألمانيا الديمقراطية كبلد دكتاتوري و الحديث عن تسلط الشيوعيين و جهاز الأمن شتازي، حتى في اهم البرامج التلفزيونية مثل (Tagesschau).
و قد اظهرت دراسة أجراها المركز الألماني لأبحاث الاندماج والهجرة (DeZIM) إلى أن الفئتين (الألمان الشرقيين والمسلمين) يعانون من تمييز مماثل مقارنة بالألمان الغربيين.
فقد نشرتها صحيفة "Die Welt"مقابلة لرئيس معهد الاجتماع فرانك كالتر شرح فيها نتائج دراسة حول التشابه بين المجموعتين، حيث يشعر أفراد المجموعتين بالتمييز و الحرمان، بينما يعتبر جزء كبير من الألمان الغربيين بأن (الاغلبية في اوساط المسلمون و الألمان الشرقيون لديهم فرصة أكبر للمشاركة في التطرف الديني أو السياسي، أو كما فسروه بانهم لا ينأون بأنفسهم عن التطرف بما فيه الكفاية)!.
و يعتبر الغربيون ان الكثير من المسلمين غير قادرين على التلاؤم و الاندماج "فلا يمكن أن تكون ألمانيا اذا كنت تعادي اليهود أو تعنف المرأة"!
و ربما ستدفع سياسة الحكومة الألمانية المنحازة سواء مع اسرائيل أو مع أوكرانيا إلى تغييرات في داخل المجتمع الألماني، و التقارب بين ممثلي المجموعتين المظلومتين، فالالمان الشرقيون بدأوا يتذمرون من زيادة اعداد اللاجئين الاوكران و الثمن الكبير الذي تدفعه ألمانيا لدعم السلطة في أوكرانيا و هذا ما ينعكس سلبيا على الاقتصاد الألماني و مستوى المعيشة لد أغلبية الألمان و ليس فقط على Ossi و المسلمين - الذي يحمل الملايين منهم الجنسية الألمانية.
و هذا التذمر يدفع الكثيرين إلى الأصوات للأحباب اليمينية و المتطرفة و هذا ينعكس بوضوح في ازدياد شعبة حزب AfD, و تراجع شعبية حزب شولتز في الانتخابات الاخيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة