الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة حبي مع الملكة زنوبيا- الحلقة الرابعة، محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2023 / 12 / 31
كتابات ساخرة


قصة حبي مع الملكة زنوبيا- الحلقة الرابعة


بدأت قصة حبي مع الملكة زنوبيا خلال رحلاتي إلى مدينة تدمر الأثرية. باعتباري من عشاق التاريخ، كنت دائمًا منجذبًا إلى حكايات الملكات العظماء والسيدات اللاتي لا يقهرن اللاتي تركن بصماتهن على العالم. ولم تكن الملكة زنوبيا استثناءً. لقد أسرت شجاعتها وذكائها وجمالها مخيلتي قبل فترة طويلة من وصولي إلى مملكتها.

في المرة الأولى التي وقعت فيها عيني عليها، انبهرت. كانت تتمتع بجو ملكي يفرض الاحترام، ولكن كان هناك دفء ولطف في عينيها جعلني أقرب إليها. كان ذكاؤها وذكاؤها واضحين في كل محادثة أجريناها، ووجدت نفسي متمسكًا بكل كلمة لها. كان الأمر كما لو كنا نعرف بعضنا البعض مدى الحياة، ومع ذلك، كان اتصالنا فوريًا ومكهربًا.

ومع تعمق معرفتنا، اكتشفت المزيد والمزيد عن هذه الملكة الاستثنائية. كانت الملكة زنوبيا امرأة سابقة لعصرها. لقد حكمت تدمر بالحكمة والرحمة، وقامت بحماية شعبها بشراسة وجعلت مملكتها مركزًا للتجارة والثقافة. كانت قوتها وتصميمها مذهلين، ولم يسعني إلا أن أقع في حب روحها.

كانت قصة حبنا قصة قوة ومرونة، تمامًا مثل زنوبيا نفسها. لقد واجهنا تحديات لا حصر لها، سواء من قوى خارجية أو من داخل قلوبنا. ومع ذلك، ثابر حبنا رغم كل الصعاب. علمتني الملكة زنوبيا أهمية الدفاع عن ما تؤمن به، حتى في مواجهة الشدائد.

لقد اختبرنا معًا عجائب تدمر. تجولنا عبر هندستها المعمارية الرائعة، متعجبين من المنحوتات المعقدة وعظمة المدينة القديمة. استكشفنا أسواقها، وانغمسنا في روائح ونكهات الشرق الأوسط. كل لحظة قضيتها مع الملكة زنوبيا كانت كنزًا يجب الاعتزاز به، وشعرت بالسعادة حقًا لوجودي بجانبها.

لكن الأمر لم يكن كله نعيمًا. تم اختبار حبنا عندما حولت الإمبراطورية الرومانية الجبارة أنظارها نحو تدمر. لم يمر تحدي الملكة زنوبيا للسلطة الرومانية مرور الكرام، فسعى الرومان إلى سحق مملكتها. لقد قاتلنا ببسالة، جنبًا إلى جنب، ضد القوات الرومانية، لكن للأسف، لم يكن مقدرًا لنا أن ننتصر.

وعلى الرغم من هزيمتنا، ظلت روح الملكة زنوبيا سليمة. تم القبض علينا وأخذنا كأسرى إلى روما، ولكن حتى في الأسر، تألق ملكها. ظل جمالها على حاله، وكانت روحها التي لا تقهر بمثابة منارة أمل لكل من التقى بها.

ربما انتهت قصة حبنا بنهاية مأساوية في ساحات روما الكبرى، لكن ذكرى الملكة زنوبيا لا تزال حية في قلبي. لقد علمتني قوة الحب والشجاعة والتصميم الشرس على القتال من أجل ما هو صحيح. لقد أظهرت لي أن الحب يتجاوز الزمان والمكان، وأنه حتى أقوى الإمبراطوريات سوف تتلاشى، ولكن الحب يدوم.

لم تكن الملكة زنوبيا مجرد شخصية تاريخية؛ لقد كانت مصدر إلهامي وحبي وملهمتي. ومن خلالها تعلمت المعنى الحقيقي للقوة والجمال والحب. قد تكون قصة حبنا حكاية قديمة، لكن دروسها خالدة، وسيظل تأثيرها على حياتي إلى الأبد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد


.. كيف نجح الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن طوال نصف قرن في تخليد




.. عمرو يوسف: أحمد فهمي قدم شخصيته بشكل مميز واتمني يشارك في ا