الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة حبي مع سافو- الحلقة الخامسة، محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2023 / 12 / 31
كتابات ساخرة


قصة حبي مع سافو- الحلقة الخامسة


بدأت قصة حبي مع سافو منذ سنوات، عندما عثرت على أبياتها الشعرية في مكتبة مغبرة. كان الأمر كما لو أن كلماتها امتدت ولمست أعمق أركان روحي، وأيقظت شغفا لم أكن أعلم بوجوده من قبل. لقد خاطبت كلمات سافو قلبي مباشرة، وأثارت مشاعر وأحاسيس بدت وكأنها تتجاوز الزمان والمكان.

منذ اللحظة التي قرأت فيها سطرها الأول، "يبدو لي مساويا للآلهة،" أسرني الجمال المطلق وشدة حبها. كانت كلمات سافو فظة وغير اعتذارية، معبرة بلا خجل عن رغباتها وعشقها لحبيبها. في الوقت الذي كانت فيه هذه المشاعر مخفية أو إسكات في كثير من الأحيان، احتضنت سافو حبها ورغبتها بلا خوف، وجسدت روح الحرية والأصالة التي تردد صداها بعمق بداخلي.

عندما تعمقت في شعر سافو، اكتشفت قدرتها الفريدة على التقاط جوهر الحب والرغبة بهذه البساطة والوضوح. عبارات مثل "أنا أحبك ليس بسبب هويتك، ولكن بسبب هويتي عندما أكون معك"، تظل محفورة في ذاكرتي، وتذكرني بقوة الحب في التغيير والإلهام.

كشفت كلمات سافو أيضًا عن ارتباط عميق بالطبيعة، مستحضرة جمال العالم الطبيعي كاستعارة للحب. إن وصفها للزهور المتفتحة وغناء الطيور يعكس ازدهار شغفها والنشوة التي تعيشها في حضور حبيبها. من خلال شعرها، جمعت سافو بشكل جميل بين الأثيري والأرضي، مما يذكرني بالترابط بين كل الأشياء.

أحد جوانب عمل سافو الذي أذهلني بشكل خاص هو استكشافها لتعقيدات الحب. لقد أبحرت بين الفروق الدقيقة في الرغبة والغيرة والشوق بفهم عميق أن الحب ليس دائمًا بسيطا أو مباشرا. علمتني قصائد سافو أن أحتضن العديد من المشاعر التي يجلبها الحب وأن أنظر إليها كجزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية.

بالإضافة إلى موهبتها الشعرية، أذهلتني قصة سافو الشخصية. عاشت في اليونان القديمة، وتجرأت على تحدي الأعراف المجتمعية وتحدي الأدوار التقليدية المخصصة للمرأة. أنشأت سافو مدرسة للشابات، مما أدى إلى تهيئة بيئة للتعبير الفكري والفني. كانت شجاعتها وتصميمها بمثابة مصدر إلهام، وأشعلت النار بداخلي لأقول الحقيقة وأشق طريقي الخاص.

في السنوات التي تلت التعرف على أعمال سافو لأول مرة، أصبحت كلماتها رفيقًا دائمًا، يرشدني خلال رحلة الحب المضطربة. لقد علموني قوة الحب المتسامية، وأهمية الأصالة، وجمال الضعف. لقد أصبح شعر سافو ملاذًا، مكانًا يمكنني فيه الانغماس في أعماق المشاعر والعثور على العزاء في شدة الحب.

قصة حبي مع سافو لا تقتصر على صفحات الكتاب. إنها قصة تتجاوز الزمان والمكان، وتتجاوز حدود حياتنا الفردية. لقد نسجت كلمات سافو نفسها في نسيج كياني، وأصبحت جزءا من روايتي الشخصية. لقد أصبح شعرها منارة للضوء، ترشدني خلال الظلام و تذكرني باحتضان جمال الحب بجميع أشكاله.

لقد أعجبت بها و بشعرها كثيرا. وترجمت لها العديد من القصائد التي تمس شغاف القلب . صحيح أن قصة حبنا حدثت قبل ألفي عام في بلاد الاغريق ثم انتقلنا إلى انطاكية وصور لكن كلمات قصائدها تأسر قلوب العاشقين والمحبين حتى العصر الحالي عصر الانترنت . اتذكر حواف الغابات التي كنا نجلس بجوارها و ضفاف الينابيع تشهد وقائع كتابة سطورها و جذوة نار حبنا الذي لم ينضب يوما وكلما رأيت عاشقا أتذكر أجيال عمري السابقة و ابتسم لأنني لو شرحت لأحد قصة حبيبتي لما فهم ما أعنيه.

في الختام، قصة حبي مع سافو هي قصة إلهام وتحرر وارتباط عميق. لقد علمتني من خلال كلماتها أن أحب بلا خوف، وأن أتقبل تعقيدات الحب، وأن أحترم حقيقتي. لقد أصبح شعر سافو جزءا لا يتجزأ من هويتي، و يذكرني بقوة الحب اللامحدودة في التغيير والشفاء والإلهام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??