الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوف الارضوية: الوجود، الزمن،الارتقاء؟ !!/ ملحق ب

عبدالامير الركابي

2023 / 12 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


2 ـ عتبة العمرية والحاجاتيه/ تكمله
بقي الانقلاب الالي محكوما وخاضعا للمروية الارضوية، مع كل مايتصل بها من تضليل يخضع الظاهرة المستجده للاغراض الخاصة، ولاجمالي المنطق والمفهوم السابق ماقبل الالي خصوصا في مجال الغلبه، وطلب السيطرة والنفوذ ارتكازا على ماقد توفر من اسباب استثنائية، ضاعفت من الديناميات المجتمعية في المواضع التي عرفت الانقلاب الالي قبل غيرها، ماقد وضع الكائن البشري على مدى بضعه قرون، تحت طائلة اسوأ ماعرفه في تاريخه من ايهاميه مرفقه بشتى اشكال التازم والاحتدام شديد القسوة، عدا الاصطراع الافنائي، والتصادمات والحروب المدمرة، بظل تعاظم القدرات ووسائل التدمير المتبادل، وقدبلغت حد وامكانية الابادة غير المواكبه بما يلزم من وعي وانقلابيه ادراكية مناسبه.
ومما اسهم بقوة في تكريس الحال التناقضي الايهامي، كون الالة لاتنوجد ابتداء بالصيغة التي يمكن ان تشجع على نوع اخر من الادراكية، فكانت صيغتها الابتدائية المصنعية هي المرتكز والاشتراط المؤسس لما يمكن ان يحايثها من تصورات وتقديرات، علما بانها لحظة وحالة ابتداء ضمن سيرورة ذاهبة الى اللاارضوية العقلية على مستوى وسيلة الانتاج، تاتي بعد الحقبة الثانيه التكنولوجية الانتاجية، وهو مالم يكن واردا ادراكه في حينه، فاعتمد مبدا التعاقبية والاستبدال، بين وسيلة انتاج يدوية واخرى تتبعها، آلية راهنه، ماقد حصرالتصورات واسس النظر، ومن ثم التعامل مع العنصر الانقلابي المستجد، ضمن ذات الاسس السابقه عليه، مع الاعتبار التغييري الشكلي بين محطتين، بغض النظر عن اختلافاتهما الكبرى النوعية.
هكذا يكون الانقلاب الالي قد وقع في موضع، ادنى من ان يرتقي لمستواه ادراكا وفعلا، بانتظار مروره بالمحطات التغيرية التحوليه اللازمه، ووقتها نصبح امام لحظة تاريخيه انقلابيه عظمى، هي بالاحرى اللحظة المنتظرة، والتي وجدت الاله لكي تبلغها ارتكازا لحضور نمطية مجتمعية متناسبة ومطابقه للغاية النهائية الاليه، حيث اكتمال اشتراطات التحول الاكبر، ومغادرة متبقيات الارضوية الجسدية الحاجاتيه، مع بدء الانشغال بمهمة الانتقال من الكوكب الارضي الى الاكوان العيا، ومايرافق ذلك من ضرورات البحث في العمرية والحاجاتيه، كبداية طريق ممهد للاستقلال العقلي.
خلاف ذلك، يتركز الاهتمام الغربي الالي الابتدائي في تعظيم الانتاجية، واسغلال الالة في مضاعفة القدرات الاتصالية والبنائية المشاريعية، وفي التسلح بصيغته الابادية، يحايثها نموذج التنظيم المجتمعي في الدول والكيانات، واشكال الممارسة المتناسبه معها، مثل الديمقراطية، وشتى اشكال التنظيم، مع متواليات الاختراع في المجالات الارضوية، وفي سد النقص، او تعظيم بعض الممارسات السابقه، بلا اي افق متعد للارضوية، او منتبه لاحتمالية انقضاء الدور الكوكبي الحالي، وهو مايشمل الفكر والفلسفة والعلوم المتصلة بالزمن والارتقائية، وحقيقة الوجود، واذا ماكانت واحده ام مراحلية متعدده، الوجود على الارض من بينها، محطة لها انقضاء، مع لزومها، كارضوية جسدية مجتمعية و"انسايوانيه"، ماقد ابقى الافكار والفلسفة ضمن البوتقة الارضوية.
المنظور الالي العقلي المتخلص من الارضوية يتركز اهتمامه في:
ـ العمرية، بالتفريق بين عمرية جسدية غالبة وطاغية ارضويا، واخرى عقلية حان الاوان لكي تصبح حاضره ومتغلبه، وصولا الى مايتعدى قدرة الجسد على فرض اشتراطه، بما يطابق الحقيقة الوجودية بصيغتها مابعد الارضوية.
ـ الحاجاتيه وهي الجسدية الاساسية، بتضاؤلها وتراجع فعلها، بناء على تعاظم الفعالية العقلية، وارجخية حضور العقل، مطردا.
ـ والجانبان اعلاه ضروريان ضمن التهيئه العملية الابتدائية لتحول الوجود الى الهيمنه العقلية، الضرورية لتامين موجبات التحرر العقلي، وصولا لاستقلاله.
ـ نقض مفهوم الزمنيه الحالي الارضوي الدودي، لصالح الاحتمالية الزمنيه الاكوانيه العقلية المتعدية للضوئية بملايين الاضعاف، بحكم تحررها من"الكتله الانشتاينيه"، ودخولها عتبه نظام تسارعي اخر، اعلى نوعا، ومباين كليا.
ـ بدء البحث عن الاليات التفاعلية الكونية الناظمه لعلاقة العقل بالكون، وهي المهمة البدئية الاعظم التي تذكر ببدايات التعرف على الوجود الارضي، ومنطلق كشف النقاب عن مغلقاته الاولى، مع تبلور المجتمعية الاولى.
ـ وضع متبقيات الوجود، وتسخيرها الكلي لما يمكن ان يحقق الانتقالية العظمى التحولية، وجعل الوجود البشري الراهن بكليته، وبماله من قدرات وطاقات متاحه، تحت طائلة المهمة الاستراتيجية التحولية الاعظم، تنظيما ووعيا.
ـ الارتكاز كاساس الى الوسيلة الانتاجية العقلية ومفعولها، باستخدامها لاجل احداث اللازم من القفزه العقلية المطردة، بانتظار ماتسببه هي ذاتها، ومايتولد عنها من قفزات كبرى انقلابيه متوالية. وهنا يكمن فرق اساس، بين البدئية اليدويه الاولى، وبين الكونية الحالية، حين كان العقل قاصرا عند الابتداء، بينما هو سائر قدما راهنا، بما يغير جملة، كل مفاهيمنا ومانعرفه ونقيس استنادا اليه، مختلف شؤون الحياة والوجود، بما اننا سنكون وقتها "خلقا اخر".
وسط الانغلاق التازمي الايهامي، وتهاوي اسس التوهميات الاشتراكية والليبراليه بظل انتهاء الكيانويه والانتاجية المحلية البرجوازية/الراسمالية، بعدما صارت العولمه متعدية للسيادات " الوطنية"، تبحث عن "طبقة خارقة"، و"اسياد جدد للعالم" غير معرفين واقعا واسنادا مجتمعيا، في حين يغلب المعاش المبهم، والمتعدي للوعي وللادراكية، واشكال التنظيميه البالية، مع غلبة فعل مجتمعية غير نمطية، مفقسه خارج الرحم المجتمعي التاريخي، وجودها بالصيغة التي هي عليها، دالة بارزة على انتهاءعمل النمطية المجتمعية الارضوية المعاشة، وفعلها المتجاوز آليا، مع التحور الالي التكنولوجي، وان بصيغته الانتاجية الوسطيه.
ويتعاظم المازق الكوني، مع العجز الامريكي عن الارتقاء لمستوى وسيلة الانتاج مابعد التكنولوجية الارضوية، اي الاله بصيغتها الارضوية الاخيره، ليحل على العالم طور من التيه الاعظم، والتصادميه الذاتيه، ومع البيئة، اساسه التفارق بين وسيلة الانتاج التحولية الانقلابيه العظمى التي صارت لازمه، ولابقاء للمجتمعات من دونها، ونوع مجتمعية منتهية الصلاحية، ماتزال متبقياتها مهيمنه على الوعي المتهالك المجتر، وعلى اليومي المعاش السائر نحو دروب الفناء.
ـ يتبع ـ ملحق تطبيقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة