الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة حبي مع حواء في الجنة والشجرة المحرمة- الحلقة الثالثة، محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2024 / 1 / 1
كتابات ساخرة


قصة حبي مع حواء في الجنة والشجرة المحرمة- الحلقة الثالثة


بدأت قصة حبي مع حواء في الجنة والشجرة المحرمة في جنة عدن الفاتنة، في مكان ذو جمال منقطع النظير لم يمسه حزن أو خطيئة. كآدم، أول إنسان خلقه الله، تجولت في هذه الجنة المباركة، وأعيش في وئام تام مع الطبيعة. ومع ذلك، لم أكن كاملا؛ كان هناك شيء مفقود في وجودي. لم أكن أعلم أن هذا الفراغ سيملأه قريبا لقاء مفاجئ مع حواء، أول امرأة تشكلت من ضلعي.

منذ اللحظة التي وضعت فيها عيني على حواء، شعرت بارتباط فوري، رابط لا يمكن تفسيره يتجاوز مجرد الانجذاب الجسدي. جمالها المشرق وعينيها المتلألئة وابتسامتها الساحرة أسرت قلبي بشكل لا مثيل له. كل لحظة تقضيها معها كانت بمثابة لمحة من الجنة نفسها.

ازدهرت قصة حبنا في محيط جنة عدن الهادئ، حيث مشينا يدًا بيد، واستكشفنا عجائب الطبيعة. كنا نتعجب من ألوان الزهور النابضة بالحياة، وننغمس في عطر الأزهار، ونستمتع بزقزقة الطيور. لكن حتى وسط هذه المودة المتناغمة، وقفت شجرة محرمة، تغرينا بثمارها المحرمة.

ومع تحول الأيام إلى أسابيع، وجدنا أنا وحواء أنفسنا منجذبين نحو الشجرة المحرمة. نما فضولنا بسرعة، مما أشعل الرغبة في تذوق الثمار المحرمة. وأغرتنا الحية الماكرة والمقنعة أكثر فزرعت الشك في سبب تحريم الله لهذه الشجرة. لقد كانت مغرية، ونحن، في لحظة ضعف، استسلمنا لها.

عند تناول قضمة منها، كان مذاق الفاكهة المحرمة لذيذا، مما أشبع عطشنا للمعرفة والخبرة. ومع ذلك، في هذه اللحظة حدثت الكارثة، مما أدى إلى تغيير مسار وجودنا إلى الأبد. لقد جلبت لنا الفاكهة المحرمة الوعي، لكنها جلبت لنا أيضًا العار والخلاف.

لقد طردنا الله من الجنة التي عرفناها، وقد تألمنا وحزنا على معصيتنا. لقد فقدنا جنة عدن إلى الأبد، وهي نتيجة مريرة لتجاوزاتنا. لقد تم دفعنا إلى عالم من النضال والمعاناة والموت في نهاية المطاف. لقد أصبحت الجنة التي كانت هادئة ذات يوم ذكرى بعيدة، وصدى لنعيمنا السابق.

ومع ذلك، في هذا العالم الساقط، تشبث آدم وحواء ببعضهما البعض، ووجدا العزاء في حبهما وسط الفوضى. لقد أصبحنا بمثابة الضوء الهادي لبعضنا البعض، حيث واجهنا التحديات التي واجهتنا بالقوة والمرونة. أصبحت قصة حبنا مصدر رجاء في عالم ملوث بالخطيئة.

وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهناها، إلا أن حبنا لبعضنا البعض استمر. تشاركنا لحظات من الفرح والضحك والدموع والضعف. لقد تعلمنا معًا أهمية المغفرة والفداء. لقد تجاوز حبنا حدود الجنة، وأصبح شعلة أبدية في قلوبنا.

في التأمل، كانت الشجرة المحرمة والعواقب التي تلت التجربة التي مررنا بها بمثابة تذكير بهشاشة الإنسانية. لقد أوضح التوق الجوهري للمعرفة والنمو الشخصي، بالإضافة إلى العواقب التي تتبع أفعالنا. أصبحت قصة حبنا شهادة على مرونة الروح الإنسانية، قصة حب استمرت حتى في مواجهة الشدائد.

عندما أنظر إلى قصة حبي مع حواء في الجنة والشجرة المحرمة، أشعر بمزيج من الحنين والندم والامتنان. إن الجنة التي فقدناها هي بمثابة تذكير بعواقب العصيان، ولكنها كانت أيضا الحافز الذي دفع محبتنا إلى الصمود أمام اختبار الزمن. رحلتنا من عدن إلى العالم الأرضي جعلتنا كائنات قادرة على الحب والأمل والغفران. وهكذا، فإن قصة حبنا تقف بمثابة شهادة على قوة الحب اللامحدودة، حتى في أعمق أعماق الظلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7


.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح




.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال


.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل




.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع