الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض تداعيات الحرب الاباده على الشعب الفلسطيني

غسان ابو نجم

2024 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


بعض تداعيات حرب الابادة على الشعب الفلسطيني
أعتقد انه من المبكر البحث في تداعيات الحرب النازية الصهيونية على شعبنا الفلسطيني في كافة ارجاء الوطن فالحرب لم تزل مستعرة ويسطر المقاومون الفلسطينيون آيات من البطولة والتصدي ستدرس في كافة المدارس العسكرية العالمية وسيكتب التاريخ وبحروف من ذهب القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية من حيث الإعداد والتدريب والتجهيز اللوجستي للمعركة والحنكة السياسية التي تدار بها المعركة ولكن يمكن لنا أن نؤشر الى محورين هامين ظهرا جليًا أبان المعركة
الأول سقوط منظومة القيم الاخلاقية والإنسانية للمجتمع الدولي الغربي الفرانكفوني
الثاني السقوط الفعلي لأسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر لم تكتفي دول ألعالم الغربي الفرانكفوني بالدعم السياسي للكيان منذ أنشأته وإنكار الحق الفلسطيني في ارضه وإحلال عصابات الارهاب المارقون بدل السكان الاصليين في فلسطين وإحباط اي قرار أممي يدين الكيان الصهيونى أو يحاول إنصاف ألشعب الفلسطيني وهذا بات معروفًا للقاصي والداني ولكن ما أود الاشارة له هنا سقوط منظومة القيم الانسانية والأخلاقية للدول الغربية الفرانكفونية والتي تشدق بها لمئات السنين. ويقف على رأس هذه الدول الولايات المتحدة الامريكية التي لم تكتفي بالدعم المطلق للكيان الصهيونى عسكريًا وماليًا وسياسيًا والتغطية الكاملة على الجرائم التي يقوم بها بحق المدنيين نساء وأطفال وشيوخ وتعطيل اي قرار لتقديم المساعدات لأهلنا في غزة وشيطنة اي منظمة حقوقية عالمية ترصد وتوثق حالات الاعدام اليومي وقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها وضرب المستشفيات وتدمير البنية الصحية للمجتمع الفلسطيني وتجريف البيوت والأحياء ودوس العزل بالجرافات واعتقال الشيوخ والرجال والشباب ووضعهم عراة في الساحات والملاعب وتقوم بتعذيبهم وتجويع شعب باكمله وتركه يبحث عن شربة ماء ولقمة خبز يسد بها رمق جوع اطفاله كل هذا يتم أمام أنظار المجتمع الدولي دون التحرك لوقفه أو التجرؤ على ادانته ليكشف بكل وضوح خضوع القيم الانسانية والأخلاقية للمنظومة السياسية للغرب الرأسمالي وان التشدق بحقوق الانسان والعدالة مجرد شعارات زائفة وإن المنظمات الانسانية والحقوقية التي يغص بها هذا ألعالم الرأسمالي هي واجهات ديكورية تخدم النظام السياسي لتلك الدول التي تتباكى على مقتل ثلاثة من الأسرى الصهاينه الذين قتلهم جيشهم بطريقة الخطأ بينما لم تهتز مشاعر عجوز البيت الابيض الخرف ورئيس الوزراء البريطاني وماكرون زعيم دولة القانون لمفتل عشرون الف فلسطيني وجرح سبعون الف فلسطيني
لقد أظهرت حرب الابادة البربرية التي يشنها الكيان الصهيونى هشاشة وكذب وزييف منظومة القيم والاخلاقية والانسانية التي يتغنى بها المجتمع الغربي الفرانكفوني وان هذه المجتمعات تعيش حالة من الفساد الأخلاقي والقيمي والانساني ويحكمها حالة من التمييز العرقي وعنصريه هوجاء تحكم مواقفها اما الاكذوبة الثانية التي تكشفت بعد الحرب النازية البربرية التي شنها الكيان الصهيونى على شعبنا في غزة والضفة حيث أسقطت المقاومة الفلسطينية مقولة الجيش الذي لا يقهر هذه الصفة ربما اكتسبها من خلال جملة الحروب الوهمية التي خاضها منذ عام 1947 منذ تأسيسه حيث لم يخض هذا الجيش حربا حقيقية لأن هزيمة الجيوش العربية التي واجهها عامي 67و48 كان بقرار سياسي من الانظمة العربية التي لم تكن تريد حربا بل تنفيذ اجندة سياسية خطتها الدوائر الامبريالية لاحلال العصابات الصهيونية بدل الشعب الفلسطيني وتوسيع رقعة التواجد الصهيونى لتصل الى حدود 67 اما حرب تشرين عام 73فكانت حربا تحريكية من اجل ترسيخ اتفاقات استسلامية فكانت اتفاقات كامب ديفيد وزيارة السادات للقدس وخروج مصر من دائرة الصراع العربي الصهيوني وربما الحرب الحقيقية المحدودة التي خاضها هذا الجيش الذي لا يقهر هي حرب تموز عام 2006 حيث اذاقته المقاومة اللبنانيه طعم الهزيمة ووضعت حدا لاعتداء قواته على لبنان ارضا وسماء الى ان دخل في حرب هي الاولى من نوعها لهذا الجيش عام 2023 على غزة التي اسقطت وبالكامل مقولة الجيش الذي لا يقهر واثبتت وستثبت انه جيش اضعف رغم كل الامكانيات العسكرية التي لديه من ان ينتصر على المقاومة الفلسطينية فكيف كان ذلك. عندما اتخذت القيادة السياسية للكيان الصهيونى قرارا باجتياح قطاع غزة واضعة اهداف لهذه المعركة القضاء على المقاومة الفلسطينية وتأمين مستوطنات قطاع غزة من الهجمات الصاروخية ودفع ابناء القطاع نحو الهرب والهجرة باتجاه سيناء وبعد انجاز هذه المهمات السيطرة الكلية على قطاع غزة ضمن رؤية سياسية يتم صياغتها مع النظام الامريكي شريكها في حرب الابادة
لقد تم وضع هذه الاهداف المعلنة التي تخفي في طياتها تطهير الارض الفلسطينية من سكانها وخاضت الحرب معتقدة بانها ستواجه مقاومة وستنتصر وتحقق كافة اهداف ومراحل المعركة ولكن وبعد مرور تسعون يوما على الاجتياح البربري النازي لغزة لم تحقق هذه القوات اي من اهدافها سوى حالات الدمار الكامل للمباني والمجمعات وهدم المستشفيات وقتل الاطفال والنساء والشيوخ العزل وقطع امدادات الماء والغذاء والدواء عن شعب غزة وهذا كان ضمن خطة مبرمجة لعزل المقاومة عن حاضنتها الشعبية بينما عسكريا واجهت مقاومة شرسة فاقت تقديرات كل المحللين العسكريين من حيث التدريب والتجهيز للمقاتلين وللمعركة لقد واجهوا مقاتلون مدربون على حرب المدن والشوارع يتحصنون بشبكة انفاق لم يستطع قادة جيشهم على حل عقدتها يصطادون الاليات والافراد بحرفية عالية ويوثقون عملياتهم ويخوضون المعركة بتناغم عسكري عالي الدقة والحرفية منعت قوات الاحتلال من التموضع بعد مرور تسعون يوما على المعركة وتضرب العمق الصهيوني برشقات صاروخية وصلت مغتصبات الشمال وتدمر وتقتل وتجرح قوات الاحتلال ضمن خطط عسكرية فاقت بدقتها وتقنيتها معارك عالمية شهد لها العالم كمعركة التيت التي خاضها الثوار الفيتناميون لتحرير سايغون عبر الانفاق وتكبدت قواتهم الغازية الالاف من القتلى والجرحى والمرضى النفسيين بل وصلت ارقاما يخجلون عن الافصاح عنها مما دفع بالعديد من قادة الكيان العسكريين والسياسيين الى التصريح علنا بالهزيمة وضرورة وقف الحرب لانها لم تحقق اي من اهدافها ومحاسبة المسؤولين عن الهزيمة والمطالبة بعزل نتنياهو وزمرته لان اي من الاهداف التي اعلنها لم تحقق فلا اطلاق الصواريخ توقف ولم يتم تدمير المقاومة وتحديدا حماس ولم يتم الافراج عن اي اسير لدى المقاومة ولم يهجر اي غزي بيته متجها نحو سيناء ولم يقف اي من اهالي الشهداء والجرحى والمهجرون ليصرخ سوى الموت للاحتلال والنصر للمقاومة بينما يشهد الكيان الصهيوني حالة من الانقسام والتفسخ وعجز في الموازنة والخسائر الاقتصادية ويواجه عراب الحرب الصهيوني نتنياهو مظاهرات ومسيرات تطالب بعزله ومحاكمته على تهم تتعلق بقرار استمراره بخوض الحرب الى جانب التهم الاخرى المتعلقة بالفساد والرشوة بل تعدت اثار هذه الهزيمة لتطال اليانكي الامريكي الشريك الرئيس للكيان الذي فرغت مستودعات ذخيرته التي زود بها قوات الاحتلال وباقي مجرمي الحرب في بريطانيا وفرنسا بل توسعت دائرة الحرب بعد دخول المقاومة اللبنانيه واليمنية على خط المواجهة مع الاحتلال وقرار المقاومة اليمنية بمنع دخول اي سفينة باتجاه الكيان قبل ايصال الغذاء والدواء لاهلنا في غزة اخيرا اننا نواجه قوى وانظمة تحكمها مصالحها الاقتصادية والسياسية وتصيغ منظوماتها الاخلاقية والانسانية بما يتناسب مع هذه المصالح ضمن دوائر ومؤسسات تضع يافطات حقوقية وانسانية لا تخرج عن هذه المصالح والسياسات وما حدث في غزة من دمار وتقتيل وتهجير يندى له جبين الانسانية لم يدفع اي من هذه المنظمات للمطالبة بمحاكمة او ادانة الكيان الصهيوني ولكن ما اذاقته المقاومة الفلسطينية لهذه القوى النازيه البربرية كان الرد القاسي على هذا الكيان وحلفائه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية