الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الآفات تفتك بآلعراقيين :

عزيز الخزرجي

2024 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


عراق اليوم و بعد كل ذلك التراكم التأريخي و مضي عقدين من الفشل و الفوضى و التناحر على الكراسي قبل و بعد 2003م لسرقة أموال الفقراء و المستضعفين بآلتحاصص و خلق المؤسسات المُقنّعة و المجالس المهلّلة؛ بات اليوم و كأنّ هذا الوطن السليب مجموعة من الدّول ألمتداخلة بعضها مع البعض .. كل مؤسسة و وزارة و محافظة منها دولة مستقلة بذاتها و محكومة أيضا بمجموعة فوى و تيارات و حكومات .. و هكذا عمّت الفوضى بسبب الجهل (المُتفسّي - المتفشيّ) في أحزابه و "قادته" الذين إمتلأت بطونهم بآلمال الحرام لأنهم لم يتربوا و لم يتعلموا تعليماً سليماً و لا أخلاقياً و لا سياسياً و لا أجتماعياً .. ناهيك عن ثقافة كونيّة أو دين طاهر نظيف غير مؤدلج ؛ إنّما تحمل كل جهة و تيار و حزب بحسب ما أعرفم لأكثر من نصف قرن؛ مجموعة من المبادئ الإلتقاطية - الميكيافيللية - الشاذة على كلّ صعيد للوصول إلى الحكم لسرقة الناس و التسلط عليهم, مع أعضاء مرتزقة همّهم الرواتب و المال الحرام على نهج حزب البعث و الأحزاب العلمانية الأخرى و إن كانت بعضها أفضل منهم:

لذا الدّعوة لتشكيل الأقاليم في العراق باتت مسألة طبيعية و ربما مطلوبة .. نتيجة هذا الوضع و الجهل المركب و فقدان النظام و القوانين العادلة و نمو الطبقية و الفوارق الحقوقية بشكل بات مورد إنتقاد حتى من الدّول الدكتاتورية و الرأسمالية و الدّيمقراطية و الإشتراكية و الفدرالية و غيرها على حدٍّ سواء!؟

لذلك نراى يوماً بعد آخر إقتراب العراق من التفكك و التقسيم و التفتيت الى أقاليم و كيانات و أحزاب و عشائر مُتناحرة تتصارع مع بعضها البعض لتجعل من كلّ عشيرة أمارة(دولة مصغرة) على رأسها شيخ أو مسؤول .. و كما هو شأن الكثير من أمارات الدول في العالم و هي كثيرة كدول الخليج والجزيرة العربية و حتى لدى بعض الدول الأجنبية.

إن إقامة الأقاليم كإقليم كردستان كنتاج للديمقراطية (المستهدفة) لا (الهادفة) .. حيث من المستحيل مع وجود الأحزاب و الكيانات و العشائر إيجاد و خلق ديمقراطية (هادفة) لتحقيق ألعدالة و المساواة في الحقوق و الرواتب و الفرص و الأمكانات, لأن ذلك يحتاج إلى شعب يحكمه أناس صالحين و مؤمنين متّقين و الحال أن العراق خالٍ من أمثال هؤلاء ؛ فحل بدلهم قيادات فاسدة لأحزاب فاسدة لا تمتلك آيدلوجية إنسانية ناهيك عن علوية كحزب الأخوان المسلمين و حزب الدعوة و البعث و الوطنية و القومجية و الفرخجية و الليبرالية و الديمقراطية و غيرهم يجمعهم قاسم مشترك واحد : هو كيفية (السيطرة على الكراسي بكل الوسائل الممكنة و المتاحة من المؤآمرات و التحالفات و العمالة للقوى الكبرى) لسرقة الفقراء الذين باتوا يشكلون أكثرية الشعب العراقي, حيث يصل نسبتهم لأكثر من 95% من الشعب الذي تفشى فيه أنواع الأمراض و المحن و نقص الخدمات .

يضاف لما قدّمنا ؛ أنّ العراق يقترب يوماً بعد آخر لمواجهة أنواع جديدة من المحن و الأمراض و الدمار كإفرازات طبيعية لفساد و أخطاء و تأخر الأحزاب المتحاصصة من الناحية العلمية و الفكرية بحيث أثبتت أنها لا تفهم و لا تعي كما قلنا شيئا من الفكر و النظام و القانون - خصوصا دولة القانون - سوى كيفية التآمر على الشعب و أصحاب الشيبة البيضاء الذين بنوا العراق و تقاعدوا اليوم للأسف و لم يتم ألأستفادة من خبراتهم أو حتى تكريمهم ؛ بل العكس تمّ تحطيمهم و إذلالهم بسبب الأحقاد و الحقوق المتدنية و عدم توفر العلاج و الخدمات اللازمة لهم لكونهم عجزة و كبار السن و معاقين!

لهذا المخاطر زادت عليم و ستزداد عليهم أكثر و المليشيات لم تعد تهتم لما يجري داخل العراق من مآسي سوى التبجح بآلبطولات الشكلية و التأريخية المؤدلجة في مواجهة البعث و أمريكا و حلفاءَها, حيث وصل التضخم في حجم القوات العسكرية و الأمنية و الشرطة إلى أرقام كبيرة جدّاً لا تستوعبها المعسكرات و الثكنات و بلا حاجة لهم, وتجدر الأشارة إلى أن أمريكا هي نفسها التي أسقطت نظام البعث الضال الجاهل و لم تستطع الحركة الإسلامية من توجيه ضربة واحدة لنظام صدام سوى ثلاث عمليات مركزية محققة قام بهما أفراد إختارهم الله و لا يرتبطون بآلأحزاب الحاكمة اليوم و هم :
أولاً : الشهيد سمير غلام نور بطل شهداء العراق (كان عضوا في الحركة الاسلامية العراقية) بجامعة المستنصرية .
و الثانية : كانت للشهيد (إبن السيد الحيدري) الذي هجم بسيارة مفخخة وزارة التخطيط و المقر المركزي الذي كان مُعدّاً لإجتماع منظمة المؤتمر الأسلاميّ لدعم صدام وقتها عام 1981م!
و الثالثة : كانت عملية الدجيل قامت من قبل مجموعة من حركتنا الأسلامية العراقية بقيادة ألبطل (أبو حيدر الدجيلي), أما ما حدث سوى ذلك بآلنسبة للشهداء عموماً فقد تمّ إلقاء القبض عليهم في عقر دارهم و إقتيادهم كأسرى لدائرة الأمن و من ثم أعدامهم من دون أن يقدموا شيئا للعراق و العراقيين, و للأسف تذرعت بعض الأحزاب الجاهلية كحزب الدعوة و غيره بأنهم شهداءَها بغير حقّ .. بينما أكثرهم حتى لم يكن ينتمي لأي حزب و الله؟ و أسموا نفسهم ظلماً و كفراً بـ (حزب الشهداء) لإستغفال العراقيين و سرقة حقوقهم و كما فعلوا, و تأريخهم عندي أنا فقط!

لهذا ستتكاثر على العراق الأخطار و المآسي و المحن نتيجة إفرازات تلك العقول الزائفة الجاهلة المتحاصصة في الأطار الفاسد و غيره من الإئتلافات التي جمعت العملاء و البعثية و المرتزقة في الأقليم أو المنطقة الغربية, و هذا لم يعد شيئاً خافياً ؛ بل يتباهى بها أصحابها و أحزابها اليوم علناً و بلا حياء في السر و العلن.

كل ذلك الفساد و الأنحراف نتيجة طبيعية لفقدان كل تلك المدّعيات الباطلة و الكاذبة و كذلك النظام و القانون والمؤسسات الدستورية و القانونية و الحكومة التنفيذية إلى جانب وجود برلمان فاسد هدفه الأول و الأخير هو سرقة أموال الفقراء كل بحسب جهته و إنتمائه و فنونه في النهب .. بل أساساً مؤسسة البرلمان تشكّلت لتحاصص القوى بين التيارات من قبل المستعمر لتفريغ العراق من قوة حقيقية متوحدة و بآلتالي فقدان جميع الشعب العراقي للعدالة و المساواة في الحقوق والواجبات و إزدياد الطبقية و العنصرية و الفوارق الحقوقية التي يعرفها حتى الأميون الابجديون ناهيك عن ألأميون الفكريون .. حتى حلّ بدل العدالة و الأخلاق الأنسانية ؛ أخلاق الاستبداد والدكتاتورية و حكومة القنص و القتل و القيادات الفاسدة التي لا تجد بينهم واحداً لم يدخل بطنه لقمة الحرام أو بدلة الحرام أو حمايات الحرام و آلأليات الحرام التي تسعى و تتحرك بأموال المعذبين و الثكالى و اليتامى و عوائل الشهداء.

و تلك المعضلات و الحصص و التقسيمات الظالمة ؛ تسبّبت في غلق كل طرق الحياة و النجاة و الحرية و الأختيار و الأستقلال .. بحيث وصل الوضع أخيراً لأن يرفض أكثر العراقيين خروج الأمريكان من العراق, لفقدان ثقتهم بآلحكومة العراقية و بالمتحاصصون المشاركين في تقسيم الكعكة معها بإستثناء المرتزقة الذين يؤيدونهم لاجل الرواتب الحرام!

يعني معظم العراقيون يثّقون بآلأجانب أكثر ممّن يعتبرون أنفسهم عراقيين و مجاهدين و حكام في الداخل و هذا يدلّل على مدى الفواصل و الخلاف و الرفض بين الطرفين ؛ الحُكّام من جهة و الشعب بآلمقابل!!؟؟

و السبب بكل إختصار و وضوح هو :
-صدام الجّهل و العنف و الفساد و العار : كان يحكم العراق بآلأجهزة القمعية التي شكلها لسرقة الشعب ..
و الأحزاب المتحاصصة اليوم تحكم العراق بآلأجهزة القمعية المليشياوية التي تشكلت لسرقة الشعب أيضا!؟

و الحال لا فرق بين عمل الحكومتين سوى بآلأسم ...
لأن الأولى كانت تدعم لبعض الحدود مناطقها و عشائرها و مذاهبـها البدوية المنـافقة ..
و الثانية اليوم تدعم لبعض الحدود مناطقها و عشائرها و مرتزقتها المعدانية المنافقة.

و هكذا فعلوا مع سبق الأصرار .. و لتذهب العدالة و القيم و دماء الشهداء خصوصا نهج العليّ الأعلى و الصدر الأعلى للجحيم و معهم العراق لجيوب أهل الشرق و الغرب.

و هذا الفشل ألذريع للعملية السياسية أخيراً وانتشار الفساد والمحسوبية بشكلٍ مرعب وتراجع الخدمات منذ الفتح الأمريكي و قبله وإلى يومنا هذا إضافة الى ارتفاع الأسعار و انتشار البطالة والمخدرات و الفوضى السياسية و الأدارية ؛ هو بسبب الحُكّام و منهم حكومة إقليم الشمال بآلذات التي لم تُقصّر في فسادها و أضرارها على حال و مستقبل العراق الغامض المخيف .. نتيجة إيوائها لأعداء العراق من شيوخ و سياسيين و قتلة و عشائر و أجانب لتخريب الوضع في الداخل و التحالف مع سياسي الحكومة المركزية إضافة إلى القوى الخارجية الداعمة لتلك التوجهات التدميرية للعراق و بآلذا لفقراء العراق.

وهذا كله بسبب أخطاء .. بل جرائم القادة الذين تسلّموا الحكم في بغداد بعد 2003 م بعد تعهّدهم للأسياد بفعل كل ما يطلبونه, و إسنادهم و سعيهم في الداخل لإقامة إقليم الشمال ودفع الأموال الطائلة لهم سرّاً وعلانية لكسب تعاطف بعض الكورد و كل حزب يريد التسلط على العراق و حتى على شعبه في الوسط و الجنوب و بأي ثمن كان .. و هكذا تمّ تكوين دولة في كردستان تضاهي إن لم تكن أقوى من دولة المركز لمصالح العوائل الحاكمة بعيداً عن الشعب الكوردي المظلوم .. الذي تقوده مجموعة ليسوا حتى بمستوى الديمقراطية و لا الأنسانية - بل لا يمتّون للعراق بصلة سوى عند تقسيم الكعكة (الأموال)مع المتحاصصين .. فجعلوا من الإقليم مُجرّد ضيعة خاصة بهم وبعائلاتهم و أبناء قريتهم و كل فاسد هارب لهم .. وفعلوا ما كان يفعله صدام .. بل أصبحوا يتباهون بكلمة (انا لست عراقي) و (طز بالعراق) .

بل ينظرون للعراق كدولة محتلة و العلم العراقي علم احتلال و الجيش العراقي جيش احتلال حتى أصبحت مهمتهم عرقلة بناء العراق و تقدمه وجعلت من نفسها(بعض المتسلطين على الحكومة بكردستان - في خدمة أعداء العراق من آل -**ص**ه**ي**و**ن* و آل س..ع..و,,د و من تحالف معم ؛ ممّا دفع أبناء الشمال ان يطلبوا من الحكومة العراقية في بغداد و من العراقيين الأحرار التحرك لتحريرهم و إنقاذهم من قبضة صدام جديد بزي كردي!

لكن الحكومة المركزية لغبائها ؛ تجاهلت هذا المطلب لنصرة أؤلئك المظلومين بسبب العقليات الجاهلية التي تفتقد التفكير ألأستراتيجي .. فتخلت عن حماية العراقيين(الكورد) في شمال العراق الذين فرض عليهم (ألصدام الجديد) الذل والهوان والفقر والجوع و التشرد و حتى قطع رواتبهم التي كانت الحكومة الكوردية تستلمها من حكومة المركز في بغدد نيابة عنهم, لذلك تنمّرت حكومة الأقليم و بدأت تتعامل و كأنها هي حكومة المركز و المركز تابع لأقليمها!؟

لقد كانت فرصة ثمينة (طلب الأتحاد الوطني من الحكومة المركزية التدخل لأنقاذهم) لرفع المظلومية عنهم و لتغيير وضع الأقليم .. لكنهم لم يستوعبوا هذا الأمر .. يعني كان الواجب عليها (على الحكومة المركزية) ان تسرع لنجدتهم بإنقاذهم من هذا الوباء المُدمر الهالك الذي اذا تمكن من السيطرة على الشمال سيمتد الى كل العراق والمنطقة لتبدء مؤامرة جديدة و معقدة لتغيير ديمغرافية المنطقة كلها و ذبح أبنائها .

لذلك و كما قلنا و بسبب التحاصص و سرقة و هدر أكثر من ترليوني دولار أمريكي و نصف الترليون دولار بلا فائدة أساسية: و الأسوء من ذلك ؛ سيستمر ذبح العراق و العراقيين بآلقطن عبر (السياسة التحاصصية) التي مسخت أخلاق الناس بحيث مسخت أخلاق الناس و فككت العوائل و كل العراق و ها هو يركع لكل حكومات المنطقة والعالم و أصبح العراق أكثر حلوبة من كلّ ألآل ..لات و الدّول الغنية في العالم للأستكابريين صغيرهم و كبيرهم و المشتكى لله.
عزيز حميد مجيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة