الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حساب التفاضل والتكامل الإيراني في حرب غزة

خالد خليل

2024 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


شهد الصراع المستمر في غزة مشاركة مختلف الجهات الفاعلة الإقليمية، حيث يتنقل كل منها في توازن دقيق بين التضامن والاعتبارات الاستراتيجية. على الرغم من كونها زعيمة محور المقاومة، فإن دور إيران غير المباشر في النضال الحالي يثير تساؤلات لدى البعض حول درجة التزامها الفعلي بالقضية وصنع القرار الاستراتيجي.

الإحجام عن المشاركة المباشرة:

امتنعت إيران، كزعيم لمحور المقاومة، عن التدخل العسكري المباشر في صراع غزة. على عكس الموقف الحازم للولايات المتحدة، بدعمها اللامتناهي لإسرائيل ومن ضمن ذلك مشاركة مباشرة لوحدات اميركية في الحرب ، يشير تردد إيران إلى استراتيجية محسوبة، تختلف عن النهج الفوري والقوي الذي اعتمدته بعض الاطراف الأخرى مثل اليمن والمقاومة اللبنانية والعراقية.

منع التصعيد غير المقصود:

هناك رأي بأن قرار إيران بتجنب المشاركة المباشرة هو خطوة متعمدة تهدف إلى منع التصعيد غير المقصود. من خلال عدم الانخراط بشكل مباشر في الصراع، قد تسعى إيران إلى تجنب تزويد إسرائيل بذريعة لعمل عسكري أوسع أو إثارة صراع إقليمي أكبر.

الاعتبارات الاستراتيجية:

يمكن النظر إلى نهج إيران على أنه مظهر من مظاهر اعتباراتها الاستراتيجية. في حين أنها تدعم القضية الفلسطينية علنا، فإن المشاركة العسكرية المباشرة في غزة قد لا تتماشى مع أهدافها الإقليمية الأوسع. قد يسمح النهج الأكثر دقة وغير المباشر لإيران بمتابعة مصالحها دون تعريض أجندتها الاستراتيجية الأكبر للخطر. لكن ايران فقدت موخرا عددا من المستشارين الكبار في سوريا ولم ترد اي رد مباشر حتى الآن.

السيناريوهات المستقبلية المحتملة:

بالنظر إلى المستقبل، يمكن أن يتطور دور إيران في حرب غزة بناء على ديناميات المنطقة. قد يزداد احتمال مشاركة إيران المباشرة إذا تصاعد الصراع، أو إذا رأت ضرورة استراتيجية للتدخل. ومع ذلك، حتى الآن، يبدو أن إيران ملتزمة بالحفاظ على مسافة محسوبة.

الرقابة الاستراتيجية أم القرار الحكيم؟

يدور النقاش بين المحللين حول ما إذا كان عدم مشاركة إيران هو بسبب اعتبار استراتيجي أو قرار حكيم. يجادل النقاد بأن المشاركة المباشرة من شأنها أن تعزز نفوذ إيران وتقوي دورها والتزامها بمحور المقاومة. من ناحية أخرى، يشير أنصار النهج الحالي إلى أن التقييد الاستراتيجي يمنع العواقب غير المقصودة ويتوافق مع الأهداف الإقليمية الأوسع لإيران.

يؤكد دور إيران في حرب غزة على الديناميات المعقدة داخل محور المقاومة. في حين أن قرارها بالامتناع عن المشاركة المباشرة قد يشكك فيه البعض، إلا أنه يتماشى مع استراتيجية أوسع تعطي الأولوية للاستقرار الإقليمي طويل الأجل على المكاسب الفورية. مما لا شك فيه أن الوضع المتطور في غزة سيشكل حساب التفاضل والتكامل في إيران في المستقبل، وسيلاحظ المجتمع الدولي بشدة كيف يتنقل زعيم محور المقاومة في هذه التعقيدات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد يطالب عضو مجلس الحرب ب


.. عالم الزلزال الهولندي يثير الجدل بتصريحات جديدة عن بناء #أهر




.. واشنطن والرياض وتل أبيب.. أي فرص للصفقة الثلاثية؟


.. أكسيوس: إدارة بايدن تحمل السنوار مسؤولية توقف مفاوضات التهدئ




.. غانتس يضع خطة من 6 نقاط في غزة.. مهلة 20 يوما أو الاستقالة