الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطيبة والتسامح لم تات من فراغ

عبد الخالق الفلاح

2024 / 1 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


عرف الشعب العراقي بتمسكه بالأخلاق والقيم الإنسانية، وهي رصيده الذي يفتخر به بين الأمم، وعرف العراق بانه وطن التسامح والسلام. فالإنسان العراقي ذو سمعة طيبة بين شعوب العالم، أينما ذهب عرف بذلك، وهذه السمعة الطيبة لم تأتِ من فراغ، ولكنها وليدة موروثات القيم الأخلاقية، التي تركها لنا الآباء والأجداد، والتي نستمدها من ثقافتنا العربية والإسلامية وعوامل أخرى، ورغم ما يطفو على السطح أحياناً من ظواهر سلوكية غريبة على مجتمعنا، فذلك نعتبره ناتجاً من الغزو الثقافي الذي تتعرض له كل الدول في العالم، الذي نحن لسنا بمعزل عنه، نتيجة سرعة وتطور وسائل التواصل الاجتماعي والمتغيرات السوسيولوجية في بنية المجتمعات البشرية المعاصرة، ولكن كل ذلك لا يمنعنا من طرح اي ظاهرة غريبة في مجتمعنا أخذت لها حيزاً في السنوات العشرين الأخيرة رغم قلتها، وهي الجرائم والانحرافات السلوكية التي قد تحدث داخل الأسرة الواحدة أو في المجتمع بشكل عام . ولارتباطها بمكانة الأخلاق والقيم التاريخية النقية التي حملتها القرون في اعناق مجتمعنا ، لا بد من مراجعة البرامج والخطط التربوية والاجتماعية والثقافية وغيرها، التي وضعت لبناء شخصية الشباب من الجهات المختصة، خاصة أن القيم الأخلاقية تأتي في أولويات سلم القيم الاجتماعية، لما لها من دور بارز في تحديد معالم شخصية الشاب التي سوف تكون عليه في المستقبل، ان السلوكيات الشاذة تدق ناقوس الخطر مهما كانت أسبابها ودوافعها، وتضع مؤسسات المجتمع التربوية والخاصة بالشباب أمام مسؤولياتها. إن التربية الخلقية أهم ما يعنى المجتمع به لبناء جيل المستقبل لأنها ستنشئ المواطن الصالح لنفسه وبلده، فتجعل منه إنساناً مؤمناً بالله، محسناً في عبادته ومعاملاته، محباً للغير كمحبته لنفسه
و لعل الكثير من الجرائم المميزة التي اقترفتها عصابات البعث المجرمة راسخة في ذاكرة الوطن والمواطن لفترة زمنية لا بل ترسخت في تاريخهما لانها حكمت بالنار والحديد رقاب المجتمع العراقي ، وتختلف مثل هذه الجرائم عن الجرائم العادية التي لا تبقى قياسا مثل تلك الممارسات في ذاكرة الرأي العام إلا أياماً معدودة لانها كانت عرضية او مكررة، وينتهي كل شيء أو قد لا يعطيها المجتمع أية أهمية ونعلم أنه متى ما اهتزت الأخلاق والقيم الإنسانية في المجتمع فإنه يفقد الركن الأساس في تكوينه ويصبح معرضاً لكل المؤثرات الخارجية وفاقداً المناعة ضدها، خاصة في عالمنا المفتوح اليوم،
يقول الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
عبد الخالق الفلاح. باحث واعلامي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف