الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقعية في العلاقات الدولية. الكسندر دوغين 1/5

نورالدين علاك الاسفي

2024 / 1 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


الواقعية في العلاقات الدولية. الكسندر دوغين 1/5

الكسندر دوغين
Alexander Dugin

ترجمة : نورالدين علاك الأسفي
[email protected]

يناقش ألكسندر دوجين العالم الناشئ المتعدد الأقطاب، ويسلط الضوء على المسارات الأيديولوجية والحضارية المميزة لمختلف المناطق العالمية في مواجهة النموذج الليبرالي الغربي.

يعتقد الواقعيون أن الطبيعة البشرية معيبة بطبيعتها ولا يمكن بشكل أساس تصحيحها؛ (إرث تشاؤم هوبز/ Hobbes الأنثروبولوجي، وحتى أصداء أعمق للمفاهيم المسيحية عن السقوط the fall from grace / ، باللاتينية؛ لابسوس/ lapsus). لذا، فالأنانية والافتراس والعنف لا يمكن القضاء عليها. من هذا، تم استنتاج أن الدولة القوية فقط؛ التي في مكنها كبح وتنظيم البشر (الذين، وفقا هوبز، هم ذئاب لبعضهم البعض). الدولة أمر لا مفر منه و تنهض بالسيادة العليا. علاوة، الدولة تظهر الطبيعة المفترسة والأنانية للإنسان، وبالتالي؛ الدولة القومية لها مصالحها؛ التي هي اعتباراتها الوحيدة. إن إرادة العنف والجشع تجعل الحرب دائما ممكنة. الواقعيون يعتقدون أن هذا كان دائما و كذلكسيظل. لذا، فالعلاقات الدولية مبنية فقط على توازن القوى بين الكيانات ذات السيادة الكاملة. و لا يمكن أن يوجد نظام عالمي لأجل طويل؛ لا توجد سوى الفوضى، التي تتغير مع إضعاف بعض الدول وتقوية البعض الآخر. في هذه النظرية، مصطلح الفوضى ليس سلبيا، إنه مجرد بيان للحالة الواقعية الناتجة عن النهج الأكثر جدية لمفهوم السيادة. إذا كانت هناك عدة دول ذات سيادة حقيقية، فلا يمكن إنشاء نظام فوق وطني/ supranational يطيعه الجميع. إذا كان مثل هذا النظام موجودا، فلن تكون السيادة كاملة، واقعا، لن يكون هناك شيء، وسيكون الكيان فوق الوطني نفسه هو صاحب السيادة الوحيد.

تقليديا؛ المدرسة الواقعية قوية جدا في الولايات المتحدة الأمريكية، بدءا من مؤسسيها الأوائل: الأمريكيان هانز مورجنثاو/ Hans Morgenthau و جورج كينان/ George Kenna، والإنجليزي إدوارد كار/ Edward Carr.

الليبرالية في العلاقات الدولية

الليبراليون، في العلاقات الدولية؛ يعارضون المدرسة الواقعية. و لا يعتمدون على هوبز في تشاؤمه الأنثروبولوجي ولكن على لوك/ Locke بمفاهيمه عن الإنسان كلوح فارغ/ (tabula rasa) و جزئيا على كانط/ Kant في سلميته، النابعة من أخلاق العقل العملي وعالميتها. يعتقد الليبراليون في العلاقات الدولية أنه يمكن تغيير الناس بإعادة التعليم والتنوير. هذا هو مشروع التنوير: تحويل الأناني المفترس إلى عقلاني متسامح مع الآخرين، وعلى استعداد لاحترام الآخرين ومعاملتهم بالعقل والتسامح. ومن هنا جاءت نظرية التقدم. إذا كان الواقعيون يعتقدون أن الطبيعة البشرية ليس في الإمكان تغييرها، فإن الليبراليين مقتنعون بأنها يمكن ويجب أن تكون كذلك. لكن كلاهما يعتقد أن البشر قردة سابقة. يقبل الواقعيون هذا على أنه حقيقة لا مفر منها (الإنسان كذئب)، في حين أن الليبراليين واثقون من أن المجتمع يمكنه تغيير طبيعة الوحش السابق وكتابة أي شيء يريدونه على " صفحته الفارغة" /‘blank slate’.

ولكن؛ إذا كان الأمر كذلك، فإن الدولة مطلوبة فقط للتنوير. و وظائفها ثمة تنتهي، وعندما يغدو المجتمع ليبراليا ومدنيا كفاية، يمكن حل الدولة. لذا، فالسيادة لا تنهض بأي شيء على الإطلاق، إنها إجراء مؤقت. و الدولة إذا كانت غير هادفة إلى جعل رعاياها ليبراليين، فإنها تصبح شريرة. الدولة الليبرالية فقط بإمكانها التواجد، لأن " الديمقراطيات لا تقاتل بعضها البعض".

لكن هذه الدول الليبرالية يجب أن تموت تدريجيا، مما يفسح لحكومة عالمية المجال. فبعد إعداد المجتمع المدني، تلغي أنفسها. مثل هذا الإلغاء التدريجي للدول هو تقدم غير مشروط. في الاتحاد الأوروبي الحديث، نرى بالضبط هذا المنطق. و العولميون الأمريكان، بايدن/ Biden، و أوباما / Obama من بينهم ، أو جورج سوروس/ George Soros المروج للمجتمع المفتوح ، يحددون أنه خلال التقدم، سيتم تشكيل الحكومة العالمية على أساس الولايات المتحدة و من والاها مباشرة، وهذا هو مشروع عصبة الديمقراطيات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير