الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كي نعيد كتابة الهوامش

نداء يونس

2024 / 1 / 4
الادب والفن


وأنا انظر الى صورتك الأخيرة
جاءتني الإجابات:
غريبان نحن تبادلنا ملامحنا
والموسيقى الزرقاء في جسدينا
وحتى الشتائم والدموع
تبادلنا الرماد الذي اعتدنا أن نكنسه قبل أن نحترق
والحدوس؛ الظلال لأشياء لا ترى،
والقسوة التي لم تولِّد سوى العنف
والجروح التي تكفي كي تتصدع كأس واحدة
كي تتشقق دون أن تنكسر
وتبادلنا قدرتنا على أن نرتج مثل المياه
التي تستعيد ملامحها دون أن تشكو
ودون أن تطمئن.
وأنا أنظر إلى صورتك الأخيرة
تحضرني العزلة والمنفى
ضحكاتنا
طريقتنا في تناول الوحدة والغيب والغياب
والاحتراق
والحنين
والتسكع بلذة
حين تنهمر علينا القذائف والفتاوى،
وتحضرني طريقتنا في قول أسماء الشوارع التي يصعب ان نحفظها
واللكنة الغلط في اللغات التي نتعلمها
والغلط فيما تعلمنا
والبصاق السري على القادة
والفشل
وبرودة الأمكنة والقصائد
التي كنا قبل أن نتحول إلى البدائي والبدئي والأوليَّ
والأرضي فينا
نحشوها بالمجاز
وبالخوف
وبصور ليست لنا
وبالرغبة لكن ليس بالنار التي تفح منا
وبالكلام لا بالصدى
وبالصمغ
وطبقات الدهان
والمسامير
والمخالب التي خرجت من صالون التجميل قبل أن يجف طلاؤها
وبكلام الخطباء قبل أن يخف أثره
وبالكلمات
والزيف والأمل
وبالحديث الطويل عن كل شئ والملل.
وأنا أنظر إلى صورتك الأخيرة
ادركت انني احتاجك
كي اتجاهل وصفات السلالة وصفاتها
وتعليمات انتاج الكينونات
احتاجك
كي أعيد تعريف اللاشيء واللامبالاة
وطرائق المحو
والمسافة والعلو والمجهول
والعري والخطيئة والخطأ
واللهيب والهذيان
والعطش
كي أعيد كتابة الهوامش
وقدرتنا على أن نحتمل
وأنا أنظر إلى صورتك الأخيرة
أدركت أن أجمل ما في الحب
أن نظنه العادي
أن لا نفكر كل يوم كيف نشيخ معا
أن نشيخ معا
ثم ننظر إلى صورتنا الأخيرة
ونتذكر أننا لم نمتلك قائمة بالاستئنائي
ولا قائمة بما نريد
أو بما يجب.
يبدو لي أن القصائد ستظل الدليل الوحيد
على أنا كنا هنا
وأن ما فعلناه كان تبادل كل شئ
حتى خوفنا الوراثي من الكلاب التي تعودت أن تشم القصائد
والسراويل الداخلية
والأحلام
ثم تجلس في الصف الأول
وتحضر حفلة موسيقى
أعينها في فجوة الكمان
نباحها على أصابع العاشق.
وأنا أنظر إلى صورتك الأخيرة
تذكرت كم عوالمنا صغيرة
المصباح الوحيد الذي يختنق بحصتنا القليلة
التي تقرها الحكومات من الزيت
كما حصتنا من الحرية
والصوت
والمدى
يضئ أطراف العتمة
حتى مصابيح الشوارع
تترك خياما خجولة من الضوء لا تلامس الظلام
وتنبت مثل غلطة
وأنا أنظر إلى صورتك الأخيرة
تذكرت كم كان ثقيلا جسدي
قبل أن امتلئ
بالربيع
والتفاصيل الصغيرة
والغيم الذي يمطر أشجار الجاكراندا
وبالنار
والحطب.
#من_أشياء_تحدث_دائما
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??