الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة حبي مع السيدة جوديفا- الحلقة الثامنة- محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2024 / 1 / 4
كتابات ساخرة


قصة حبي مع السيدة جوديفا- الحلقة الثامنة


الحب هو عاطفة عميقة وغامضة يمكن أن تسيطر على قلوبنا عندما لا نتوقع ذلك. كان هذا هو الحال عندما وقعت عيناي للمرة الأولى على السيدة جوديفا الساحرة. منذ اللحظة التي رأيتها فيها، وهي تركب حصانها المذهل ولا ترتدي سوى شعرها الطويل المنسدل، خفق قلبي، وأدركت أنني كنت في رحلة غير عادية.

بدأ كل شيء خلال مهرجان مصيري في مدينة كوفنتري. كان الهواء مليئا بالبهجة والإثارة، حيث تجمع الجميع ليشهدوا عرض السيدة جوديفا للشجاعة التي لا تتزعزع. إن قيامها بركوب حصان عبر المدينة عارية لم يكن رمزا لإخلاصها للناس فحسب، بل أسر أيضا قلوب كل من شهدها، بما في ذلك قلبي.

لم أكن سوى كاتب متواضع، معروف بتجسيد جوهر الجمال الحقيقي من خلال كتاباتي. لم أكن أعلم أنه في ذلك اليوم، سأجد ملهمتي، مصدر إلهامي الأكبر في صورة هذه السيدة الشجاعة. في اللحظة التي رأيتها فيها، علمت أنه كان عليّ أن أخلّد إشعاعها على الورق. لقد كرست ساعات لا تحصى لالتقاط جمالها ورشاقتها الأثيرية، وأسكب قلبي وروحي في كل همسة من قلمي بصريره على الورق.

مع مرور الوقت، وجدت نفسي أزور ساحة البلدة بشكل متكرر لإلقاء نظرة على السيدة جوديفا. تلتقي أعيننا، وفي تلك اللحظة، شعرت وكأن الزمن توقف. لقد انجذبت إلى هالتها الغامضة وشجاعتها وتعاطفها. لم تكن امرأة ذات جمال جسدي مذهل فحسب، بل كانت تمتلك أيضا قلبا نقيا جدا، بدا ثابتا في لطفه.

في أحد الأيام، جمعنا القدر، وأتيحت لنا الفرصة للتحاور. كان صوتها اللطيف وضحكتها الدافئة يترددان في داخلي، مما جعلني مفتونا بكل كلمة تقولها. امتلكت السيدة جوديفا ذكاء وعمقا يتناسبان مع سحرها الخارجي. لقد اكتشفنا شغفا مشتركا بالفن والأدب، وهو أساس العلاقة التي تزداد قوة مع مرور كل يوم.

ازدهر حبنا وسط حدائق قلعة كوفنتري الجميلة وأحاديثنا تحت سماء مقمرة. ضحكنا، وتبادلنا الأسرار، واستمتعنا بمباهج الحياة البسيطة. احتضنتني السيدة جوديفا كما كنت، واعترفت بالفنان بداخلي وشجعتني على تحقيق أحلامي. لقد آمنت بي، ودعمها الذي لا يتزعزع غذى إبداعي كما لم يحدث من قبل.

ومع ذلك، لم تكن قصة حبنا خالية من التحديات. كانت السيدة جوديفا ملزمة بالواجب ومتزوجة من سيد قوي. لم أكن سوى كاتب متواضع، اعتبر غير جدير بمعايير المجتمع. وعلى الرغم من هذه العقبات، استمر حبنا. معا، تحدينا التقاليد، ووجدنا العزاء في الاجتماعات السرية والقبلات المسروقة. كان حبنا شعلة مشتعلة حتى في أحلك الليالي.

لسوء الحظ، لا توجد قصة حب كاملة دون تطورها المأساوي. بدأت المسافة والضغط المجتمعي يؤثران سلبا. بعد أن أدركنا استحالة وضعنا، اتخذنا قرارا مفجعا بالانفصال. يبدو أن واجب السيدة جوديفا تجاه سيدها وشغفي بالفن لا يمكن التوفيق بينهما. نودّع بعضنا بعضا بالدموع، مدركين أن حبنا سيبقى محفورا في أرواحنا إلى الأبد.

على الرغم من أن مساراتنا قد تباعدت، إلا أن الحب الذي اختبرته مع السيدة جوديفا سيظل محفورا إلى الأبد في أعمق أركان قلبي. لا تزال شجاعتها وذكائها ولطفها تلهمني، وتحثني على متابعة أحلامي وعيش حياة صادقة مع نفسي. علمتني قصة حبنا قوة العاطفة، والرغبة في المخاطرة، والجمال الموجود في الاتصال الحقيقي.

وفي السنوات التي تلت ذلك، واصلت الكتابة، و سكب مشاعري على الورق، حيث لا تزال روحها تسكن. كانت كل تمريرة من القلم و صريره مشبعة بجزء من السيدة جوديفا، التي تم تخليد جوهرها من خلال فني الابداعي. وهكذا، تستمر قصة حبنا، وهي شهادة على قوة الحب وروح السيدة جوديفا التي لا تقهر والتي غيرت حياتي إلى الأبد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ