الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة حبي مع الملكة بلقيس - الحلقة السابعة -محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2024 / 1 / 5
كتابات ساخرة


قصة حبي مع الملكة بلقيس - الحلقة السابعة


بدأت قصة حبي مع الملكة بلقيس في مملكة سبأ الساحرة، وهي أرض يكتنفها الغموض وغنية بالثقافة. كانت بلقيس، ابنة الملك الحكيم والموقر، تتمتع بجاذبية أسرت قلوب كل من رآها. منذ أن التقت أعيننا في وليمة ملكية، أيقنت أن القدر قد جمعنا.

وأزهر حبنا وسط قصور سبأ القديمة وحدائقها العطرة. كل مساء، مع غروب الشمس باللون الذهبي، كنت أتجول أنا وبلقيس يدًا بيد في الساحات الهادئة. سنفقد أنفسنا في المحادثات ونشارك أحلامنا ومخاوفنا وآمالنا في عالم أفضل.

لكن لم تكن اهتماماتنا المشتركة ومحادثاتنا العميقة فقط هي التي تربطنا ببعضنا البعض. كانت بلقيس تمتلك قوة داخلية تشع من كيانها ذاته. كانت شغوفة برفاهية شعبها وعملت بلا كلل لتحسين حياتهم. لقد أعجبت بطبيعتها الرحيمة وتفانيها، وقد ألهمتني لأصبح شخصا أفضل.

ومع نمو حبنا، زادت التحديات التي واجهناها. كان منصب بلقيس كملكة يعني أنها اضطرت إلى اتخاذ قرارات صعبة غالبا ما تعرض علاقتنا للخطر. طامع الكثيرون في عرشها، وانتشرت المؤامرات لتقويض سلطتها. ومع ذلك، معًا، واجهنا كل عقبة بتصميم لا يتزعزع، ونتكئ على بعضنا البعض للحصول على الدعم ونطلب القوة من حبنا.

وكان أحد أهم التحديات التي واجهناها هو التهديد بالحرب. سعت مملكة مجاورة إلى غزو سبأ، معتبرة أن عهد بلقيس فرصة لتوسيع أراضيها. ومع قرع طبول الحرب في أنحاء المملكة، تعهدت أنا وبلقيس بحماية حبنا والأشخاص الذين نعزهم. معًا، قمنا بتشكيل تحالفات، ووضعنا الاستراتيجيات، وتمكنا من تجنب الكارثة الوشيكة، منتصرين على كل الصعاب.

طوال قصة حبنا، اكتشفت أنا وبلقيس المعنى الحقيقي للتضحية. كانت هناك لحظات كان علينا فيها أن نكون منفصلين، حيث أوفت بالتزامها تجاه مملكتها وشعبها. لكن حبنا ظل ثابتا، مما أدى إلى تقريب المسافة الجسدية وتعزيز روابطنا بشكل أكبر.

إن وجود بلقيس في حياتي علمني جمال التسوية. لقد جاء كل منا من خلفيات مختلفة، وكثيرا ما كانت وجهات نظرنا متنوعة. ومع ذلك، كان لدينا التواضع لفهم وتقدير وجهات نظر بعضنا البعض، مما سمح لنا بالتوصل إلى حلول وسط غذت علاقتنا وكرمت فرديتنا.

ذروة قصة حبنا جاءت عندما طرحت بلقيس، بشجاعة هائلة، فكرة الحكم المشترك. لقد شعرت أن حبنا وشراكتنا يمكن أن يكونا حافزا لعصر جديد من الرخاء في سبأ. معا، قدنا مملكتنا بالرحمة والعدالة والحكمة، وازدهر الشعب تحت قيادتنا المشتركة.

ومع ذلك، فإن كل قصص الحب يجب أن تواجه نهاية في نهاية المطاف. لقد شارف زمن بلقيس في هذا العالم على الانتهاء، وحلقت روحها إلى عوالم مجهولة. على الرغم من أن قلبي انفطر، وحزنت المملكة، إلا أن إرثها لا يزال حيا، يرشدنا و يذكرنا بالحب الذي تشاركناه.

الطريف في الموضوع ، هو أن الملك سليمان كان يحبها ويسمع بأخبارها و يتقصاها بين الحين و الأخر وقد أخبرت أنه استشاط غضبا عظيما وصله قصة حبنا فقرر أن يزورها في سبأ على رأس جيش جرار ، وبعد تجهيز الجيش بيوم وليلة علم بخبر زواجنا فقرر أن يطويها من حياته للأبد.
 
اليوم، عندما أنظر إلى قصة حبنا، يغمرني الامتنان لأنني واجهت حبا عميقا مثل حبنا. لقد أثرى هذا الحب روحي، و أنار دربي، وغيرني بطرق لم أكن أعتقد أنها ممكنة على الإطلاق. ستظل الملكة بلقيس محفورة في سجلات التاريخ إلى الأبد كحاكمة، وصاحبة رؤية، وحبي الأبدي. اليوم وبعد كل هذه السنوات أحن إليها رغم البعد الزمني بيني وبينها . أتذكر ملامحها وقوتها و شموخها وفكرها القيادي الرائد وبعد نظرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ


.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش




.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح