الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرسيى جميل عزيز

بهاء الدين الصالحي

2024 / 1 / 5
الادب والفن


مرسي جميل عزيز قول فصل في تاريخ الاغنيه المصريه حيث حول الاغنيه المصريه من تاوهات في غياب الحبيب الى معنى دقيق في اللغه والى بناء متكامل للقصيده الغنائيه فقد كان الامر قبل مرسي جميل عزيز تغزلا في الحبيب وفي اوصافه الحسيه وفيما تركه في نفس حبيبه ورغباته وشهواته لكن مرسي جميل عزيز حول الحب الى معنى متسامي ومركبا لغوي.
وهنا نستدعي راي الدكتور احمد هيكل وهو استاذ الادب العربي ووزير الثقافه الاسبق في مرسي جميل عزيز، انا مرسي جميل عزيز شاعر عمودي بارع في المقام الاول ينتسب الى مدارس الشعر الحديث العربي والاوروبي وينضم كونه شاعرا عموديا في المقام الاول وينضم الى شعراء مدرسه ابولو وله ايضا علاقه بشعراء المهجر من حيث العمق ولكنه اختار بذكاء الاغنيه في مجال اوسع للتلقي وقد تميز بثقافته الموسوعيه وتجربته في ذلك تشبه تجربه العقاد الى هنا تنتهي شهاده دكتور احمد هيكل في مرسي جميل عزيز.
ولكن ما هو الدليل على هذا؟
ياتي الدليل من كونه كتب الاناشيد الوطنيه اسوه بمصطفى صادق الرفعي الذي كتب نشيد الجهاد في عهد الوفد فمن اشهر اعمال مرسي جميل عزيز نشيد بلدي احببتك يا بلدي والتي غناها محمد فوزي في 23/1/1955 وكذلك اغنيته لما لا احيا وظل الورد يحيا في الشفاه وهو مزيد من اسلوب علي محمود طه وابن الفارض ثم قصيده ثالثه بعنوان يا ضنين الامس وهي اغنيه لكارم محمود ، وهي ابداعات تذكرنا بجبران خليل جبران في تجربه النبي ذلك الديوان الشعري الصوفي الرائع.
في عهده خفيفا مثل يا تكسي الغرام حبيبي شغل كايرو، ولكن مرسي جميل عزيز جاء بمفهوم القصيده الطويله الرومانسيه خاصه وهي القصيده التي تتمحور حول الذات والمشاعر الخاصه بالذات الانسانيه وعلاقتها بالاخر مثل قصيده سيره الحب حيث واما ما بين اللقطه الواحده والعمق والثراء اللغوي المشهد الرومانسي ينتمي الى ابولو علي محمود طه ينتمي الى مدرسه ابولو والدكتور علي الراعي رحمه الله عليه يرى ان علي محمود طه قد لجا الى مفهوم الاغنيه الرومانسيه والتعبير عن الذات خاصه بعد توقيع معاهده 1936 فصار الهم الوطني اقل من ما قبل بحكم الفخار الذي روجت له حكومة الوفد فيما يتعلق بتلك المعاهده، ولعل ذلك الخلاف الشهير الذي قام ما بين الاستاذ جليل البنداري وهو مؤلف الاغاني ايضا من اشهر اغانيه تكسي الغرام وشمعدان حارتنا لنجاح سلام وكان يعمل صحفيا في جريده الاخبار ولعل الاستاذ نبيل محمود في مجله الهلال يرد ذلك الخلاف الى الغيره المهنيه حيث اذاعه صيت مرسي جميل عزيز وكان سيط جليل البنداري خابيا في مجال الاغنيه المصريه، وتعود تلك المشكله الى 28/1/196١ كتب جليل البنداري مقالا بعنوان من هو قرصان الاغاني الذي سرق اجمل كلمات هذا الموسم وقد اورد البنداري ان القصه تتلخص في ان احمد شفيق كامل الف اغنيه انا شفت جمال وقدمها للموجي ليغنيها عبد الحليم حافظ وقدمها عبد الحليم لكمال الطويل وظلت عنده ثلاث سنوات ثم تقدم مرسي جميل عزيز باغنيه ايضا بعنوان انا شفت جمال فدفع بها الشجاعي للموجي لتلحينها فاخبره ان مطلع هذه الاغنيه ماخوذ من اغنيه احمد شفيق كامل قبل ثلاث سنوات، ثم طرح جليل البنداري تساؤلات حول سرقه مرسي وموقف جمعيه المؤلفين والملحنين وختم مقاله باخذ راي مامون الشناوي فالقى اللائمه على الموجي ومرسي معا فكان من مرسي ان رده في الاخبار بتاريخ 11/11/1961 ردا ناريا واتهم احمد شفيق كامل والبنداري والموجي ومامون كامل الشناوي باصطناع الحروب ضده بل اتهم الشناوي بسرقه مطلع اغنيه القلب ولا العين وشفت منام لليلى مراد، وكان عنوان مقال مرسي جميل عزيز اغاني الشعراء واغاني صبيان العوالم.
ثم رد مأمون الشناوي مقال بعنوان مرسي جميل عزيز اشاعه كاذبه في جو الأغنية منطق البطيخ ومنطق الادب والفن وهنا تعريض بمرسي جميل عزيز حيث كان مرسي جميل عزيز يعمل تاجرا في وكاله الخضار وارثا ذلك عن ابيه احد اعيان الزقازيق واستعرضها مأمون قائلا حتى لو كانت اغنيه احمد شفيق كامل مكسورة الوزن مهلهلة فهذا لا يبرئ مرسي من لطش راسها وضمه الى ممتلكاتها الخاصة ويكفي ان اغنيه كامل يمكن ترجمتها ولكن كيف يمكن ترجمه والنبي يامه ، ونحن هنا ليس لنا ردا الا ان ذلك الرد من مأمون الشناوي يعكس سطحيه في التناول وموقفا خاصا من مرسي جميل عزيز خاصه مع الغيرة المهنيه وان كلاهما مؤلفا للأغاني، ثم رد البنداري باستعراض نماذج الاغاني التي سرقها مرسي مستندا لقول الموجي ان مرسي كانت علاقته بالموج جيده فأطلع على الاغاني المرسلة اليه بدرج مكتبه وسرقها وضرب امثله لذلك بعده اغاني يما القمر على الباب وقد غنتها قبل ذلك المطربة توحيدة ، ثانيا حبك نار قدمها قبل عبد الحليم منولوجيست اسمها سميره عبده ب 17 عاما ثم بتلوموني ليه وهي مسروقه من اغنيه رجاء عبده وسجلتها في 19/1/1960 ثم استمر البنداري في جريدة اخبار اليوم في عدد 25/11 بعنوان انت وبس اللي حبيبي انت وبس اللي حرامي ثم عددها 12 اغنيه ادعى ان مرسي سرقها ، نلحظ هنا مساله التدني في اللغة من قبل جليل البنداري اذا هنا نؤيد راي الاستاذ نبيل محمود انه نوع من الغيرة المهنيه فما كان من مرسي جميل عزيز الا ان ارسل مبلغ 500 جنيه لأخبار اليوم وذلك لتعيين لجنه من كبار النقاد للبت في الاتهامات التي ساقها البنداري ضده وقد تم بالفعل تعيين عدد من كبار الادباء للحسم وهم دكتور لويس عوض ودكتور عبد القادر القط ودكتور محمد مندور والشاعر صلاح عبد الصبور وكانت اول اغنيه تخضع للتحكيم هي انت وبس اللي حبيبي وقد حسم الدكتور مندور ان الاغنيتين احمد شفيق كامل ومرسي مختلفتين حيث يقول احمد شفيق كامل انت وبس انت وبس روحي وقلبي عمري واملي وكل نصيبي ثم يقول مرسي انت وبس اللي حبيبي مهما يقولوا العزال .
ذلك على سبيل المثال.
ثم اصدرت اللجنه قرارها التالي:
يميل الراي العام للنقاد الى تبرئه مرسي جميل عزيز في 10 اغنيات وهناك راي واحد يميل لاقتباسه في اغنيتين فقط يما القمر على الباب ، ويا ابو رمش بيجرح.
ثانيا يجمع النقاد تكريما على ان موهبه مرسي جميل عزيز لا شك فيها.
ثالثا قاموس الاغاني عندنا محدود والكل يأخذ من التراث الشعبي وهذا سبب كبير في اسباب التشابه والالتقاء ما بين المؤلفين.
هنا سبب الخلاف والغيرة المهنيه ان مرسي جميل عزيز كان يتعامل مع اجواء الغناء واجواء التأليف الغنائي من باب الاستغناء خاصه وانه ينتمي الى عائله غنيه وانه كان يمتلك وكاله في شارع القديم وهو شارع كان يقع على ترعه العوجه في مقدمه الشارع الرئيسي عند بابور الشمسي وكان محطة لتوليد الكهرباء انشاها علي باشا الشمسي عضو الوفد المصري في المفاوضات 1919.
وهنا كان استشفاف مرسي جميل عزيز ليه اغانيه من افواه الباعة فقد ذكر في برنامج اذاعي اسمه بين جيلين والذي قدمه خميس النجار 1974 حول استفادته من نداءات الباعة فذكر له انه بشر واكد ان الأغنية توب الفرح ياتوب للمطربة احلام ما خوذه من رتم شعبي اسمه توم الخزين يا توم وهذا كان يباع في شوارع كفر الإشارة عن طريق القادمين من الريف.
استدرك على ذلك بان اغنيه يا عزيز عيني وانا بدي اروح بلدي استلهمها سيد درويش من صرخة ام على ابن لها اخذته الجهادية والجهادية هي الاسم القديم للجيش.
ومن غير يحيى حقي يشهد لمرسي جميل عزيز كشاعر مرهب الحس حيث يقول في كتابه خطوات في النقد تحت عنوان الأغنية جديرة بالدراسة الأدبية قوله من الظلم ان يدرس مرسي جميل عزيز كشاعر مرهف الحس بارع الاشارات حلو العبارات ويعني بوحده الأغنية وضرورة احتوائها على معنى جديد انه يعبر عن الحب ادق تعبير وعن الجنس بأجمل الكلمات وكان يحيى حقي يشير الى اغنيه يما القمر على الباب التي تعرضت للهجوم وقت ذاك بدعوى انها تدعو لخدش الحياء العام خطر على البنات وقد ايد العقاد رايه ان تلك الأغنية فيها من البلاغة اضعاف المئة من قصائد الشعر العربي .
فؤاد حداد : كتب مرسي جميل عزيزي في الفولكلور وما هو اجمل من الفلكلور .
هو على ذلك الاستغناء النابع من كون مرسي جميل عزيز ليس محتاجا للتسكع على ابواب الفنانين او الملحنين ليأخذوا منه اغنيه ، وقد كتب مرسي جميل عزيز لام كلثوم اغنيه فات الميعاد واخذ فيها 1000 جنيه وكان ذلك رقما قياسيا خاصه وان مرسي جميل عزيز كان معرضا عن الكتابة الاغاني لام كلثوم لمعرفته الشديدة بان ام كلثوم تغير من كلمات الاغاني وهو كان معتدا بإبداعه الخاص ، علما بأنه قد تقاضي ٣ جنيه في أول اغنية له عام ١٩٣٩ ،ولعل اعتداده أدي لإعادة تقدير مؤلف الاغاني حتي وصل سعر الأغنية في الفيلم والاسطوانة الي ٥٠٠ جنيه وبذلك تساوي سعر اللحن مع سعر الأغنية، وقد اقسم الا يكتب للموجي اي اغنية الت انه عاد واعتبره ملحنا عاديا وليس متفردا .
وقد كان يتهرب من التعامل مع محمد عبدالوهاب لعلمه ايضا برغبته الدائمة في تغيير كلمات الاغاني وماكان من عبدالوهاب الا ان غني الأغنية التي كانت معدة لعبدالحليم حافظ وهي من غير ليه ،وماكان من نصيب تلك الأغنية ان تعرضت للحسبة إذ رفع احد المحامين طالبي الشهرة دعوة بأن تلك الأغنية تعترض علي القدر وبها عدد من الألفاظ المؤدية للكفر .
وعلي الرغم من ذلك كان الفن خسارة لمرسي جميل عزيز فقد اعترف في آخر احاديثه للهلال ان الفن جعله يهجر تجارته التي فاقت العشرات من الالاف لان الأغنية كانت تستغرق في كتابتها اكثر من ٢٠ يوم ، ويكون المردود ان كله عند العرب صابون .
أبعاد المدرسة الفنية عند مرسي جميل عزيز :
تعدد استخدامات الكلمة الواحدة في أكثر من سياق لغوي وهو امر يشي بمهارة لغوية وقدرة علي تطويع السياق ، ففي قصيدة رمش عينه والتي غناها محرم فؤاد حيث جاءت العبارة المحورية والعتبة الرئيسية في الأغنية ثماني مرات لتصبح العلاقة مابين الرمش وهو نوع من التكثيف الشعوري حيث ،وذلك إعادة إنتاج للمعني الخالد ،تفاصيل الصورة ،والتلقي هنا كحاكم لمجمل تفاصيل الحياة اليومية واستكمال الصورة الشعرية نظرة فموعد فلقاء فغرام، ثم السؤال الذي يسمو باللحظة التي عبرت عنهاالاغنية فاللحظة كثيفة ولكن تعدد اللغة والمدخل المعبرة عنها يعتبر اثراء للحظة الغنائية وهو ما يتوافق مع طبيعة فهم الشاعر للشارع حيث يري مرسي ان الشارع المصري اكثر ثراءا من الشاعر ومن الطبيعي ان يبحث الشاعر عن اللغة البسيطة والتي تقدم أعمق المعاني، وهو هنا بعيدا عن فكرة التجسيد والوصف الحسي لجسد المرأة ، وهو ما يحقق المقولة الرئيسية التي ساقها د احمد هيكل ان شعر مرسي جميل عزيز ينتمي الي مدرسة ابو لو والتي عبر عنها ناجي ابرز تعبير في الاطلال .
هنا الموسيقي الشعرية قادرة علي البقاء حتي لو لم تغني حيث حروف القافية والروي التي بدأ بها القصيدة نون وهاء تتناسب مع تكثيف الاشارة المصحوبة بالعنوان ، فتكون البداية هو وتكون النهاية هو من حيث التساؤل : مين ياناس يحكم مابين قلبي وبينه، والقصيدة تطورت ملامحها الملموسة من الخاص الي العام لتجسد الوجه الانساني من الشفه والسنه كأدوات لتجسيد المعني الراقي وليس المدلول الجسدي المشتهي وبذلك يرتقي المحب ليجعل الاشياء المادية تتجاوز مباشرتها الي معانيها الخالدة .
وظيفة الفواصل الشعرية في القصيدة:
فالرمش في المقطع الثالث من القصيدة المغناة يؤدي الي التأثير المعنوي حيث تلألأ الشفة والسنه يوحي بالمكان حيث انعكاس الشمس وذلك يؤكد علي فكرة ان ذلك الحب مولود في النور ومن هنا كانت شرعيته ، ومع تكرار السؤال فب نهاية كل المقاطع يؤكد امتلاك ذلك المحب لروحه حتي يصبح السؤال نوعا من التمني المستحيل.
إيقاع البداية وايقاع النهاية لتكثيف الدلالة اللفظية والتي تجاوزت حدود التأثير فصار الرمش وهو المرادف المبسط لل لحظ وذلك المعني الذي قال فيه ابن الخطيب كل السيوف قواطع ان جردت وسهام لحظك قاطع في غمده والتي غنتها فيروز .
وهنا يقول خيري شلبي في كتابه مرسي جميل عزيز موسيقار الكلمات :
اما عند مرسي فأن الأغنية شعر خالص تعتبر وحدة لا يمكن اختصار كلمة واحدة منها ، فأول كلمة في المطلع موصول بل ملتحم بآخر كلمة في المقطع الأخير، ليس علي سبيل الترجيع التقليدي ،بل هو اتصال موضوعي والاغنية مجموعة من الصور الشعرية الفرعية منسلكة في خيط سياق واحد ؛ وهي في النهاية صورة شعرية واحدة ،تتحول فيها الصورة الفرعية من صور لها استقلالها الذاتي الي ملامح الوجه الإنساني لا يمكن الاستغناء عن ملمح واحد منها .
مرسي جميل عزيز واغاني الشغيلة في اغنية وعد حيث وحدة المشهد والتكرار المصحوب بفكرة تجدد الإيقاع مع بقاء فكرة المناجاة المصاحب لفكرة الخوف خاصة مع اجواء الليل ،ومن واقع ثمانية عشر بيتا وردت ثلاثة عشر مرة ،ومن هنا جاءت فرضية تأثر اشعار مرسي جميل عزيز بابن الفارض من خلال موسيقي التوشح حيث يصبح التكرار مع تغير الإيقاع اللفظي نوعا من تأكيد الرجاء وتبدي ذلك الاتجاه في قصيدة الملك لله .
ثم يصبح الاتجاه الوطني في اشعار مرسي جميل عزيز وقدرته علي توظيف الرموز الشعبية حيث ينطلق من مدلول الجغرافيا ليحولها لطاقة انسانية حتي تصبح الجغرافيا مقدمة طبيعية للتواصل الإنساني، ويظهر ذلك في قصيدة : م الموسكي لسوق الحميدية ، الألفاظ الدالة والنابعة من البيئة كنوع من التوافق مع المواطن البسيط الذي ابتغاه مرسي :
وح اجيب التوب اللي بقالي / احلم به ليالي وليالي / والتوب الحر محلاوي / مشغول بقطيفة دمشقية .
المجاز الذي استخدمه مرسي برشاقة لغوية حيث حلم الوحدة والتكامل الاقتصادي ، وليس ذلك بغريب عن ال مرسي العزايزي الذي استورد البرتقال اليافاوي حتي حرب ١٩٤٨، حيث تصبح الحاجات مرادف للقيم الإنسانية التي تجسدها الوحدة العربية والتي تم جزء منها عام ١٩٥٨ ولكن قوي الشر أبت الا تفصلها عام ١٩٦١ ، ومرادفات السوق الذي خبره مرسي بصفته تاجرا بالأصل حيث الكحل الذي يزيد العين بريقا ليصبح ذلك الاسمر القادم من نوي البلح حيث الأرض ليعلن وحدة الجسد الإنساني بالتراب الذي انبت ذلك الجسد ،الاستخدام المجازي لمفردات البيئة طابع عام للإبداع عند مرسي جميل عزيز حيث يكون الكحل دواء للعين وسحر للرائي لتلك العين المكتحلة سواء كان اكتحال بالعشق ام بالدلال.
البطل الرئيسي عند مرسي جميل عزيز هي الفتاة المصرية التي عشقها في صباه فكانت زادا لتغريبته الاولي للمنصورة في شارع العباسي حيث افتتح تجارته هناك لمدة عامين ،وهنا يتغزل في زينتها حيث المنديل ابو أويه والحناء الذي تزين الكعب كنوع من اكتمال روعة سمرة النيل التي تحكم منظومة الجمال المصري ،ولعل رائعته حول الحنة ( كعبه محني ) وكذلك ( جلاب الهوي ) وكذلك رشاقة التعبير عن مرحلة المراهقة والتغيرات الجسدية التي تصاحب الفتاة في اغنية رمان الجناين وكذلك اغنية حب الرمان ،وهنا التجنيس علي اعلي مستوياته، رمان الحبايب طاب .
لغة الشارع التي حولها مرسي جميل عزيز للغة فنية حيث يسرد رؤية الفتاة المصرية للواقع من حيث رؤيتها لم تحب في اغنية يابو الطاقية الشبيكة ، وكذلك الحلم الذي يراود كل فتاة وهي احلام الطيران مع الحبيب كنوع من احلام اليقظة وذلك في اغنية شباكنا ستايره حرير ، وجاء مرسي جميل عزيز ابن الأسرة المصرية في تفاصيلها ومشاعرها الشرعية حيث شعور العروس التي تغادر بين ابيها الي بيت زوجها :
يابيت ابويا رايحه دنيا جديدة / وبكره ييجي الدور علي اختي مفيدة / ف هيه هيه المندرة البحرية .
الشارع المصري بثقافته ومفرداته كانت المكون الرئيسي للإبداع لدي مرسي جميل عزيز
ومن الأغنية الشعبية الني تقال في الأفراح: ياليلة بيضا وعرش بيتنا نور ، فجاءت اغنية ياليلة بيضاء ،لتكون اللغة بضمير الأنا حيث تعلن العروس فرحها وتنشد حمامها انها ستغادره ولكن الي نصيبها الذي تحبه وتتمناه، من خلال فرحها بزوج ستعد له الطعام ،ولعل رحلة في عناوين الاغاني : شربات الفرح – زغروته حلوه – توب الفرح – الخ .
وبالتالي يمكن اعتبار مرسي جميل عزيز الابن البار للطبقة الوسطي في اجلي صورها التوافقية وفي كبرياءها وتوافقها مع النفس دون أزمة فعكس ثقافة الشارع المصري عبر الأغنية وهي وسيلة التواصل الأكثر فاعلية ليكون مكملا للدور السياسي للزجل الذي قاد مسيرته بيرم وفؤاد حداد وصلاح جاهين واحمد فؤاد نجم ،وبذلك جاء مرسي ليشكل جزء من رؤية مصر مابعد يوليو ٥٢ ،ولكن من خلال فكرة السهل الممتنع ، ليحول الكلام الي لغة من خلال الجمع مابين رسوخ فن الغناء مستعينا باللغة المبسطة .والفكرة الفلسفية العميقة والصدق في التعبير .
رحم الله مرسي جميل عزيز .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا