الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصومال

بهاء الدين الصالحي

2024 / 1 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الصومال المنسي
جاء العرب من خلف التاريخ ليحاولوا إدارة التاريخ ،ولكنهم اداروا التاريخ بعقلية القبيلة ،حيث التحالف القبلي الأقرب بحكم الحرص علي اعراض النساء والذين هم معرة ، هنا الجغرافيا وليست المنطقة والموضوعية هما الحاكمين لمفهوم الاولوية، وبالتالي جاء تهميش مسألة اليمن في سياسة مجلس التعاون الخليجي، وكذلك تعظيم قيمة الثروة وليس الاقتصاد في إدارة الملف العربي وبالتالي جاءت الدول الفقيرة والدول المفقرة بفعل فاعل في الدرجة الاستراتيجية الثانية بالنسبة لإدارة ملف الجامعة العربية في مرحله الخليجية الحالية سواء علي المستوي الرسمي حيث تتولي السعودية رئاسة الجامعة حاليا ،أو التوجيه الخفي من خلال دبلوماسية صناديق الدول الخليجية وكذلك استراتيجية الودائع المليارية المتنقلة مابين البنوك المركزية الأم في أمريكا وأوروبا والانهار الظمأنة في دول العرب ممن افقروا او هم فقراء بحكم الجغرافيا وامثلتهم كثر ولكن مصر في المثال الاول وكذلك الصومال في المثال الثاني، ولكن درجة التطويع بديبلوماسية الودائع الدولار ية متفاوتة بحكم الوزن النسبي للجغرافيا والتاريخ مابين مصر والصومال، علي مستوي الواقع وليست الحالة الواقعية فمصر عصية علي الاحتواء بحكم اشياء عدة يدركها صنعوا دبلوماسية الودائع ،اما الصومال فلها عدة اعتبارات :
ترك الموضوع للبعد العسكري حيث يتم التعاون مع الصومال بصفته الابن الغير شرعي وإنما شرعنته اللغة والإسلام، علما بان العرب يؤمنون بالجغرافيا والمصلحة بعيدا عن المقولات النظرية ،وذلك بحكم ان التجارة والسمسرة القائمة علي فكرة الجغرافية هي المؤسس الحقيقي للمجتمع الذي استقبل الإسلام كمركب حضاري ولكنهم صبغوه في مرحلة مابعد الفتوحات بتابع القبيلة .
ومن هنا يكون السؤال ماهي المصالح التي يحققها الصومال بغض النظر ن مفهوم الدين واللغة لان الاول له اطاره في منظمة المؤتمر الإسلامي والتي تتنازعها ثلاث دول تقدم مفاهيم وتجارب مختلفة لمفهوم الإسلام كنظرية سياسية مدعومة بتراث تاريخي مؤيد وهي إيران وتركيا والسعودية وأن كان وجود مصر مستقلا من خلال الأزهر وهو مبحث اخر يتجاوز تلك المنظمة اصلا .
ويؤكد هامشية ملف الصومال طبيعة معالجة ملف الصومال المنقسم منذ سقوط محمد سياد بري علي يد المد الأمريكي الذي ادار الملف العربي والإسلامي بعد سقوط العقبة الوحيدة وقتذاك وهي مصر بالخط الاستراتيجي الخالد منذ السادات حتي الآن إن ٩٩% من اوراق اللعبة بيد أمريكا وبالتالي نجحت إسرائيل في إدارة الحياة العربية والإسلامية من الخفاء الذي قارب العلن لولا دماء ابناء فلسطين التي اثبتت عبث الاستسلام لتلك المقولة .
والأمر يحتاج لجردة حساب فيما يتعلق بالملف الصومالي ،وما هي دواعي الاهتمام الان ونحن نحسم ان الاتفاق الاخير مابين إثيوبيا وأرض الصومال ذلك الجيب الذي يسيطر علي جزء من أرض الصومال بما يسمح لأثيوبيا بامتلاك منفذ بحري هو المقلق لمصر فقط وليست السعودية علي الاطلاق لان السعودية والإمارات ليسا طرفي بل متعاونين، ولكن صراع مصر مع إثيوبيا التي كسبت بذلك الاتفاق ورقة تفاوضية في صراعها مع مصر وبذلك احتلت بعدا دوليا ،والأمر في ظاهره مكسب يتم تسويقه لصالح الدولة الإثيوبية لما يدره ذلك من مكاسب اقتصادية علي الشعب الإثيوبي والذي هو افريقي في النهاية وهو امر يسهل دق اسفين مابين الدول العربية والافريقية خاصة مصر .
بالتالي لماذا الحت قضية الوحدة الوطنية للصومال الان ،وقد اربكت تلك الاتفاقية الحسابات الخاصة بدول البحر الاحمر ومنظمته الوليدة وقدرتها علي فرض شخصية دولية من خلال ذلك الورم الخبيث المسمى مصالح العدو الاسرائيلي وضرورة تطويع الدول الواقعة عليه .
المأزق الاستراتيجي الذي تواجهه الدول العربية
١ القدرة علي تطويع إثيوبيا المسيحية ذات التراث اليهودي المشترك خاصة وانها مرشحة من باب البراجماتية في إدارة الملف لموازنة التأثير اليمني الجغرافي علي منطقة القرن الافريقي وباب المندب.
٢ التعاون مابين السعودية واثيوبيا وفق ديبلوماسية الودائع سيعطي بعدا علنيا في ظل الأجواء النفسية التي فرضتها دماء ابناء فلسطين الذكية فأجهضت طعنات التطبيع الخفية ،خاصة أن السعودية واثيوبيا كلاهما فاعلان في مركب الحاضنة الأمريكية
٣ مدي استغلال المركب الحوثي لملف التقارب المحتمل مابين إثيوبيا والسعودية بحكم الحاضنة المشتركة وكذلك سياسة الأمر الواقع والبعد عن الحروب ،بمنطق جحا .
تلك تحديات فرضها الاتفاق فماذا هم فاعلين ومبررون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس