الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاجة إلى تجاوز فرانتز فانون نحو ثورة شيوعيّة شاملة

شادي الشماوي

2024 / 1 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


مقال وقع تحيينه في 2 جانفي 2024
جريدة " الثورة " عدد 834 ، 2 جانفي 2024
https://revcomus/en/need-go-beyond-frantz-fanon-all-way-communist-revolution

ملاحظة الناشر : النقاش التالي نُشر في الأصل قبل سنتين كملحق لتغطيتنا لنقاش أندى زى مع كورنال واست بمناسبة طبعة جديدة لعمل من أعمال فانون ، " المعذّبون في الأرض " . و نعتقد أنّه مناسب للغاية اليوم في وقت تبنى فيه قوى ذات دلالة في الحركة ضد حرب الولايات المتّحدة – غسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ، على فانون على أنّه مرشدها و ترتئى ما نحتاجه في إطار " التحرّر من الإستعمار " . و يناقش المقال مساهمات و حدود و نقائص هامة جدّا لدي فانون ، على ضوء " ما تمّ تعلّمه طوال عقود مذّاك ، و بالأخصّ من خلال تطوير بوب أفاكيان للشيوعيّة الجديدة " . و ندعو جميع الناشطين و الناشطات في الحركة ضد الحرب أو جميع المعنيّين بالحرب أن يتعمّقوا في هذا المقال .
-----------------
يوفّر كتاب " المعذّبون في الأرض " بعض الرؤى الثاقبة الهامة حول العقليّة الإستعماريّة و أهمّية تخطّيها ، في صفوف المستعمرين في ما يسمّى بالعالم الثالث و كذلك الإدانة الشديدة للإستعمار الغربيّ و النقد اللاذع للبرجوازيّة في بلدان العالم الثالث و عدم قدرتها على قيادة النضال من أجل التحرير الحقيقي . و على هذا النحو، ساهم " المعذّبون في الأرض " في النهوض الكبيرالأخير لنضالات التحرّر الوطني في ستّينات القرن العشرين ، وهو ذو أهمّية في فهم تلك الفترة التاريخيّة.
و في الوقت نفسه ، عند التفكير بما حدث سابقا ، - و إنطلاقا من ما وقع تعلّمه طوال العقود مذّاك ، و بالأخصّ من خلال تطوير بوب أفاكيان للشيوعيّة الجديدة – من الممكن ( و الضروريّ ) أن نستخلص أنّ هناك بعض النقائص الهامة التي يمكن أن تُفضي إلى مشاكل حقيقيّة .
لذكر مظهر هام واحد من هذا ، يحاجج فانون أنّ العنف ضد المضطهِد الإستعماري ضروريّ لأجل أن يُخلّص المستعمَرون أنفسهم من العقليّة الإستعماريّة المفروضة عليهم . لا نقول إنّ فكرة الخوضالفعلي للنضال بما فيه النضال المسلّح ضد المضطهِد لا يمكن ، إن كان جزءا من مقاربة صحيحة عامة ، أن يساهم في التخلّص من " رهبة التطيّر " تجاه القوّة المضطهِدة التي تحكّمت في المضطهَدين و أهانتهم . لكنّ العنف ضد المضطهَدين ليس ، أو لا يجب أن يكون ، هدفا ( أو غاية في حدّ ذاته ) من خوض النضال الثوريّ .
الغاية ، الهدف ، هي – لا بدّ أن تكون -شيئا أرقى و أعمق : وضع نهاية للنظم الإضطهادي ، وضع نهاية لكافة الإضطهاد و الإستغلال ، و تحرير كافة المضطهَدن و في نهاية المطافالإنسانيّة جمعاء . و العنف الذى تبيّن التجربة التاريخيّة و تطبيق المنهج العلميّ أنّه ضروريّ لبلوغ هذا الهدف و الغاية الجوهريّين ، يجب أن يُخاض على نحو منسجم مع و كتعبير عن هذا الهدف و هذه الغاية . و ليس في تناقض و نزاع معهما ، و ليس كهدف في حدّ ذاته .
و إلى جانب هذا ، و على عكس ما يذهب إليه فانون ، ( و كذلك ما يوجدفى المقدّمة الجديدة لكورنال واست ) ، الغاية لا ينبغي أن تكون " الأخير يجب أن يكون الأوّل " ، بل ، كما شدّد على ذلك بوب أفاكيان بصفة متكرّرة : بلوغ نقطة حيث عبر العالن يكفّ عن الوجود من هم في الأوّل و من هم في ألخير – بلوغ عالم شيوعيّ ، مع تحقيق " الكلّ الأربعة " عبر العالم . و تحيل صيغة " الكلّ الأربعة " على تجاوز كلّ الطبقات و الإنقسامات الطبقيّة في المجتمع ... كلّ علاقات الإنتاج الإستعباديّة الناتجة عن نمط الإنتاج الرأسمالي – الإمبريالي ... كلّ العلاقات الإجتماعية المتناسبة مع علاقات الإنتاج هذه... و كلّ الأفكار التي تعكس و تعيد فرض هذه العلاقات الإستغلاليّة و الإضطهاديّة عبر العالم .
و في إرتباط بهذا ، مقاربة فانون للصلة بين الوطيّة و الأمميّة مزيج إنتقائي " إثنان في واحد " ، وهو في تعارض مع الفهم الصحيح – تطوير و مساهمة هامّين جدّا آخرين للشيوعيّة الجديدة لبوب أفاكيان – أنّه قبل كلّ شيء ماديّا ، بالمعنى العام و الجوهريّ البُعد الأمميّ هو الرئيسي و الحاسم ، و يجب أن ينعكس هذا في توجّه إيديولوجي و عملي أمميّ : وضع تقدّم الثورة العالميّة أوّلا و قبل كلّ شيء ، بينما يتمّ خوض النضال الثوريّ في بلد معيّن ( أو أمّة معيّنة ) كسيرورة تكون من جهة ( و كمظهر ثانويّ عامة ) سيرورة منفصلة نسبيّا ، لكن جوهريّا – و في مظهرها الرئيسيّ – تحصل كجزء من السيرورة الأوسع على الصعيد العالمي .
و تؤكّد مقدذمة كورنال واست بعض النقاط الصحيحة و الهامة بما فيها دور فانون في ستّينات القرن العشرين في وقوفه إلى جانب النضالات الثوريّة ضد الإضطهاد الإستعماري و القوميّ ، و من أجل التحرّر الوطني . و في الوقت نفسه ، هناك بعض الإختلافات القويّة و الحيويّة بوجه خاص تتعيّن إثارتها .
بداية ، هناك الجملتين الأولتين في تلك المقدّمة :
" فرانتز فانون أعظم مثقّف ثوريّ لأواسط القرن العشرين . وهو أيضا الكثر مناسبة للقرن الواحد و العشرين ."
و ثمّة الموقف الختامي :
" فرانتز فانون واحد من ثلّة من المثقّفين الثوريين الكبار الذين ربطوا على الدوام ما هو نفسي بما هو سياسي ، ما هو وجودي بما هو إقتصادي ، و ما هو روحي بما هو إجتماعي " .
و في واقع يومنا الحاضر من الإنحطاط الإمبراطوري و التداعي الرأسمالي ( سواء في الولايات المتّحدة أم في الصين أم في الصين أو روسيا ) – بما في ذلك الوضع الإستعجالي البيئي ، و تصاعد الفاشيّة الجديدة ، و رهاب الأجانب الواسع الإنتشار ( ضد المسلمين و العرب و اليهود و المثليّين و المتحوّلين و المزدوجين جنسيّا ) و كذلك تفوّق البيض العميق- روح فانون تتمظهر أكثر في الإطار الإمبريالي الأمريكي في أجنحة أمميّة ثوريّة من حركة حياة السود مهمّة و حركة حياة الفلسطينيّين مهمّة المصطفّة مع مع جهود مقاطعة مبيعات و فرض عقوبات . مع ذلك ، التحرّر التام من الإستعمار و الدمقرَطَة بالجملة بخيارات إشتراكيّة حقيقيّة تظلّ غير تامة . علينا أن لا نخون مهمّتنا – بالضبط كما لم يبع فرانتز فانون أبدا روحه و لم يخُن ميوله التنبّئيّة !
مع الجملة الأولى ، في بداية مقدّمة كورنال واست ، ينبغي بإحترام – لكن بقوّة – أن نعبّر عن إختلافنا معها . فالمثقّف الثوريّ الأعظم في أواسط القرن العشرين ( و إلى وفاته سنة 1976 ) هو ماو تسى تونغ – و أجل ، كان ماو مثقّفا ثوريّا و قائدا ثوريّا نظريّا و عمليّا أيضا . ماو هو الذى ، في أواسط القرن العشرين ، ( سنة 1949 ) ، قاد السيرورة المديدة من الثورة الصينيّ إلى النصر ، محرّرا مئات الملايين من الشعب الصينيّ من قرون من الإضطهاد و الإستغلال الفظيعين اللاإنسانيّين على يد المستغِلّين و المضطهدِين الإبرياليّين و " المحلّيين " و تاليا قاد مواصلة هذه الثورة بينما كان يُلهم مليارات البشر من المضطهَدين عبر العالم بمن فيهم السود في الولايات المتّحدة الذين ساند ماو بقوّة كبيرة نضالهم ضد إضطهادهم .
و في مسار ذلك ، طوّر ماو الخطوط النظريّة و السياسيّة و الإستراتيجيّة و كذلك الإيديولوجية التي فضحت علميّا مظاهر الإضطهاد الإستعماري و علاقته بالنظام العام للرأسماليّة – الإمبرياليّة ، ليس في الصين فحسب بل أيضا في البلدان المستعمَرَة ( و المستعمرات الجديدة ) بشكل عام ، و وفّر توجّها و قيادة هامين للنضال الثوري في هذه البلدان ، ما عاد بالفائدة العظيمة على النضال الثوري في العالم ككلّ ، بما في ذلك في البلدان الإمبرياليّة كالولايات المتّحدة .( و أجل، تحدّث ماو كذلك عن شكل " العقليّة الإستعماريّة " ضمن المضطهَدين في بلدان العالم الثالث – مثلا ، هناك تعليق ترابيّ نموذجي له بأنّه " حالما يضرط أجنبيّ هنا ، هناك دائما صينيّ ما يقول إنّه يشمّ رائحة جيّدة ! " )
و إثر الإنتصار الأوّلي للثورة الصينيّة ، و مع التقدّم على طريق البناء و التحويل الإشتراكيّين لعقود عديدة عقب هذا النصر الأوليّ ، واصل ماو التقدّم بالنظريّة العلميّة للثورة بما فيها مساهمته الحيويّة و مفادها أنّه في المجتمع الإشتراكي ، حتّى عندما تكون قد وقعت مشركة وسائل الإنتاج ( في ألساس ) ، تظلّ هناك تناقضات هامة في العلاقات الإقتصاديّة ، و العلاقات الإجتماعيّة ( مثلا ، بين المدن و الأرياف ، و بين مختلف القوميّات داخل البلاد ، و بين الرجال و النساء ، و بين العمل الفكريّ و العمل اليدويّ ) و أيضا التناقضات في مجال السياسة و الثقافة – و كلّ هذا ، إضافة إلى الحصار الإمبريالي و التهديدات الإمبرياليّة ضد البلد الإشتراكي ، يوفّر القاعدة الماديّة لظهور قوى داخل المجتمع الإشتراكي تبحث عن إعادة تركيز الرأسماليّة . و نظرا للدور القيادي للحزب الشيوعي فىهذا المجتمع ، التعبير المكثّف أكثر و التهديد الأكبر لهذا يكمن في صفوف الحزب الشيوعي نفسه ، بالخصوص في مستوياته القياديّة ، ضمن الذين كما وضع ذلك ماو " الماسكين بالسلطة أتباع الطريق الرأسمالي " – فهم لسوء الحظّ الشديد و بتبعات رهيبة قد تجسّد إثر وفاة ماو بإفتكاك " أتباع الطريق الرأسمالي " السلطة بقيادة دنك سياو بينغ .
و قدّم ماو كلّ هذه القيادة و هذا الإرشاد بينما في الوقت نفسه ، كان يقود الصين برسم التوجّه اعمليّ و افيديولوجي و الدعم و الملموس للمناضلين ضد الإمبرياليّة عبر العالم ، خاصة في العالم الثالث ، بمثال بارز لهذا هو الدعم المضحّى بالنفس الذى قدّمته الصين للشعب الفيتنامي في حربه في سبيل التحرّر من الإمبرياليّة الأمريكيّة ، ما كلّف حياة مليونين أو ثلاثة ملايين من الفيتناميّين .
و مرّة أخرى ، لم يكن ماو مجرّد قائد ثوريّ عملّ من العيار الثقيل ، بل كان كذلك أكبر منظّرللثورة تقدّما في زمنه – و مثقّف حقيقيّ بالمعنى الأكثر دلالة ، لم يهتمّ ببساطة بالسياسة و الثورة فحسب بل إهتمذ أيضا بالعلم و الفنّ و غيرها من المجالات ، فيما كان راسخا في المنهج و المقاربة العلميّين للشيوعيّة . ماو هو الذى صاغ الموقف الهام بأنّ الماركسيّة تشمل و لا تعوّض الفيزياء و المجالات الأخرى من العلم و الثقافة – بالفعل ، كلّ الوجود و النشاطات الإنسانيّين .
أمّا بالنسبة إلى الجملة الثانية من الجملتين من مقدّمة كرنال واست – تأكيد أنّ فانون هو المثقّف الثوريّ الأكثر مناسبة للقرن الواحد و العشرين – هنا أيضا يجب بإحترام لكن بقوّة أن نعبّر عن إختلافنا مع ذلك . و فعلا ، مقال على موقعنا على الأنترنت revcom.us يؤكّد ببساطة و بوضوح ، على أساس علميّ : بوب أفاكيان هو المفكّر السياسيّ و القائد الأهمّ في العالم اليوم .
و أجل ، بوب أفاكيان مثقّف ثوريّ من مستوى عالي طوّر أكثر الشيوعيّة بخلاصة جديدة معروفة شعبيّا بالشيوعيّة الجديدة. و في تطويره للشيوعيّة الجديدة بمقاربةعلمية نقديّة ، نهل بوب أفاكيان أساسا من التجربة الإيجابيّة و تجربة النضال الثوريّ على نطاق واسع ( بما في ذلك ، قراءة مبكّرة لفانون ) و من مروحة عريضة من النشاطات الإنسانيّة . و ثمرة هذا هي الشيوعيّة الجديدة التي وضعت الشيوعيّة على أساس علمي أرسخ حتّى ، بمقاربة و منهج علميّين أكثر رسوخا حتّى و بتوجّه أمميّ أتمّ حتّى ( بما في ذلك نقد و تخطّى بعض النزعات الثانويّة لكن ذات الدلالة لدي ماو مضت ضد توجّهه و مقاربته الأمميّين عامة ).
و من أهمّ تعبيرات الشيوعيّة الجديدة النضال المصمّم الذى خاضه بوب أفاكيان ليجتثّ من الحركة الشيوعيّة المفهوم السام ل " الغاية تبرّر الوسيلة " ( أنّ أيّ وسائل مبرّرة إن كان الهدف أو يزعم أنّه ، شرعي و عادل ) . في خلاف مع هذا ، في النضال للإطاحة بالنظام الرأسمالي – الإمبريالي و إنشاء نظام إشتراكي تحريريّ ، على أساس مختلف تماما – يتطلّع إلى تحقيق الهدف الأسمى ، عالم شيوعيّ بإلغاء كلّ الإستغلال و الإضطهاد ، في أيّ مكان – يؤكّد بوب أفاكيان أنّ الوسائل المستعمَلَة في هذا النضال يجب أن تنسجم ، وهي تعبير عن ، هذا الهدف التحريريّ . و يتكثّف هذا في تشديد بوب أفاكيان المتكرّر على واقع أنّهدف هذه الثورة ليس الثأر ، و أنّ الهدف الجوهري ليس " يجب أن يكون الأخير الأوّل ، و الأوّل الأخير "، بل هو تحرير الإنسانيّة - إنشاء عالم فيه لن يظلّ هناك من هم " أوّلون " و يكون (عديد) الآخرين " الأخيرين ".
و هذا ليس كلّ شيء . لقد طوّر بوب أفاكيان أيضا – وهو يواصل مزيد تطوير – التوجّه و المقاربة الإستراتيجيّين لكيفيّة إنجاز ثورة فعليّة . أجل ، في هذه البلاد – إنشاء قوّة ثوريّة بالملايين الذين متى نضجت الظروف اللازمة ، يُقادون إلى خوض معركة شاملة للإطاحةبهذا النظام الوحشيّ الرأسمالي – الإمبريالي الذى بُنيت في أسسه كافة طرق الإضطهاد الرهيب ، هنا و عبر العالم . و قد تقدّم بوب أفاكيان بنظرة شاملة و خطّة ملموسة لمجتمع جديد راديكاليّا و تحريريّا ، بداية مباشرة إثر الإطاحة بهذا النظام و إفتكاك السلطة من طرف الجماهير الشعبيّة الثوريّة : " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " .
و كما وضعنا ذلك ، نحن الشيوعيّين الثوريّين ، في " بيان و نداء للتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة " :
" لم يوجد قط قائدا مثله في هذه البلاد و لا وجود لقائد مثله في عالم اليوم . و ليس بوسعنا ألاّ نتّبع هذه القيادة إذا أردنا أبدا التحرّر و وضع نهاية لهذا الجنون . "
و كنقطة أخيرة هنا ، تجدر بنا العودة إلى الموقف التالي في ختام مقدّمة كورنال واست :
" فرانتز فانون واحد من ثلّة من المثقّفين الثوريين الكبار الذين ربطوا على الدوام ما هو نفسي بما هو سياسي ، ما هو وجودي بما هو إقتصادي ، و ما هو روحي بما هو إجتماعي ".
و هنا مرّة أخرى ، كمثقّف و منظّر ثوريّ و قائد ثوريّ عمليّ ، أبعدمن أيّ شخص آخر اليوم ( و حتّى أبعد ممّا يصحّ عن القادة العظماء السابقين للحركة الشيوعيّة ) ، ربط بوب أفاكيان الاقتصادي بالسياسي و الاجتماعي و كذلك الثقافي ، و أجل الوجوديّ ، و ( بالمنى الصحيح ) الروحي و النفسيّ ، في خلاصة شاملة معتمدة على منهج و مقاربة ماديّين جدليّين علميّين تماما .
و يمكن رؤية هذا في الكثير من أعمالبوب أفاكيان المتوفرة بمكتبة " كتب ثوريّة "، هنا في مدينة نيويورك و في بركلى ، و في مجموعة أعمال بوب أفاكيان المتوفّرة بفضل موقع أنترنت revcom.us - خطابات و أشرطة فيديو و كتي و بحوث و مقالات منها " الأمل للإنسانيّة على أساس علميّ " ، لا سيما قسم : " رؤى مختلفة بصدد معنى الحياة و الموت : ما الذى يستحقّ أن نعيش و نموت من أجله ؟ " الذى يقتبس مطوّلا من نقاش هذا في عمل هام آخر لبوب أفاكيان ، " تأمّلات و جدالات " – و العنوان الكامل هو " تأمّلات و جدالات : حول أهمّية الماديّة الماركسيّة و الشيوعيّة كعلم و العمل الثوريّ ذي المغزى ، و حياة ذات مغزى " ، خاصة قسم " الحياة ذات مغزى : تجارب مختلفة ، وجهات نظر عفويّة مختلفة و نظرات إلى العالم مختلفة جوهريّا " .
لذا ، مجدّدا ، يجب بإحترام – لكن بقوّة – أن نؤكّد أنّه ، بصورة خاصة في ما يتعلّق بالحاجيات الإستعجاليّة في هذا الزمن، بينما هناك أشياء نتعلّمها ممّا هو إيجابيّ و ببعض الطرق ممّا هو سلبيّ من فانون ، و من أفضل ما يمثّله فنون و ما ساهم فيه – و أبعد من ذلك ، الأكثر تقدّما ، خلاصة التفكير الثوري عامة القائمة على العلم ، أهمّ مجموعة أعمال مثقّف و منظّر و عمليّ ثوريّ – هو ما طوّره حتّى الآن و يواصل تطويره بوب أفاكيان .
و إنّه لواقع أنّ عددا قليلا جدّا منالناس قد سمعوا عن بوب أفاكيان ، و حتّى أقلّ قد تفاعلوا جدّيا مع العمل الحيويّ الذى أنجزه ( وهو يواصل إنجازه ) . و هذا مشكل جدّي ّ تترتّب علينا جميعا مسؤوليّة كبيرة في تغييره إذا ما أردنا التمكّن من مواجهة الوضع العميق و أجل الوجودي حتّى الذى تجد فيه نفسها الجماهير الشعبيّة في العالم ، و الإنسانيّة ككلّ ؛ و التمكّن من تغييره تغييرا إيجابيّا ، إذا أردنا أبدا الخروج من ظلّ فظائع هذا النظام و التحرّر منه حقّا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي