الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ثلاث رسائل هامة خلف اغتيال العاروري
غسان ابو نجم
2024 / 1 / 6مواضيع وابحاث سياسية
عمد الكيان الصهيوني قبل ايام الى اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري الذي عرف بعنفوانه وشخصيته الوطنية الجامعة واشرافه على اهم ملف في علاقة المقاومة الفلسطينية بمحور المقاومة واشرافه المباشر على كتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية
فماذا اراد الكيان الصهيونى من وراء هذه المحاولة الجبانة وما الرسائل التي حاول ايصالها من وراء اغتياله
بداية حرص الكيان ومنذ اللحظة الاولى من بداية معركة طوفان الاقصى ان يغتال اي شخصية قيادية في المقاومة الفلسطينية من حماس او غيرها من الفصائل لاعتقاده بان اغتيال القادة سيؤثر على معنويات المقاتلين ويظهر اليد الطولى للموساد الصهيوني في الوصول الى اي هدف يريدون وبالتوقيت والطريقة التي يختارها هو لذا نجده جادا ويلهث خلف اغتيال السنوار والضيف وغيرهم من القادة العسكريين الذي فشل فشلا ذريعا في الوصول اليهم مما دفع بعض اركان الكيان بالاحتفال لوصولهم الى حذاء يحيى السنوار مما يدلل على عجز اجهزة الاستخبارات الصهيونية في الوصول الى اي من قادة المقاومة لقد نجح الموساد الصهيوني هذه المرة في الوصول الى احد قادة حماس في الخارج رغم ان الشيخ صالح العاروري لم يكن من القادة التي تعيش هواجس امنية وهذا خطأ باعتقادي وكان يتحدى الاحتلال ويظهر في كل المواقف والمواقع في بيروت ويزاول مهامه من مكتبه في حارة حريك في الضاحية الجنوبية في ظل حماية امنية من حزب الله وبعض اخوانه من المقاتلين الذين اقنعهم بان الموت واحد والرب واحد ولن يغير اسلوب حياته خوفا من الموت لتطاله يد الغدر الصهيوني عبر صواريخ موجهة من طائرة صهيونيه فجرت مكتبه واستشهد هو ورفاقه الستة وبعض عناصر الحراسة من ميلشيات حزب الله
ولكن ماذا اراد الكيان من هذا الاغتيال وما اهميته في هذا الوقت بالتحديد
هناك ثلاث رسائل اراد الاحتلال ارسالها من عملية الاغتيال
الاولى موجهة للداخل الصهيوني
الثانية موجهة لحزب الله ومن خلفه ايران
والثالثة للمقاومة الفلسطينية
اما الرسالة الاولى فلقد ادرك قادة الاحتلال وحكومة نتنياهو بان الاهداف التي تم وضعها للحرب على غزة يصعب تحقيقها وان الجيش الصهيوني الذي يتعرض لخسائر فادحة في الارواح والمعدات عاجز عن تحقيق اي هدف من الاهداف الاربع التي وضعتها القيادة السياسية فلا استطاع القضاء على المقاومة الفلسطينية ولم يستطع ايقاف ضرب الصواريخ على الكيان ولا استرجع اي رهينة من رهائنه لدى المقاومة ولا استطاع السيطرة والتموضع داخل قطاع غزة بل العكس زادت قوة المقاومة وزاد عنفوانها بل اصبح من مصلحتها عدم وقف اطلاق النار وانسحاب الجيش الصهيوني لتكبيده المزيد من الخسائر واظهاره جيشا عاجزا مهزوما ويدفع وحداته وجنوده الى التقهقر والانسحاب الاجباري كما حدث مع الكتيبة ١٢ من لواء جولاني وتعميق الازمة بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية حيث تضغط حكومة نتنياهو لتحقيق اي هدف من اهداف المعركة للخروج بماء الوجه امام المجتمع الصهيوني الغاضب والذي بدأ بفقدان الثقة بقيادته السياسية ولاحقا العسكرية والذين ظهروا امامه عاجزين عن استرجاع الرهائن او العودة لبيوتهم في غلاف غزة او وقف الصواريخ التي لا زالت تمطر سماء تل ابيب ومع ازدياد ضغط المعارضة الصهيونية على الحكومة وعلى نتنياهو تحديدا واتهامه بانه يجر الكيان الى حرب شخصية لتلافي محاكمته وتعمق الخلاف بينه وبين شريكة في الحرب النازيه بايدن وادارته على الية تنفيذ المعركة واهدافها لكل هذه الاسباب كانت الحكومة الصهيونية بحاجة الى نصر ولو بحجم اغتيال قائد سياسي من قادة المقاومة ليظهر امام الراي العام الصهيوني انه يحقق انجازا على الارض وانه فقط يحتاج للوقت لتحقيق بقية الاهداف واظنه نجح في اقناع جزء من جمهورالكيان بذلك وبعض حلفائه وخاصة الامريكي مما يخفف من ضغط الجمهور الصهيوني عليه وضغط المحكمة العليا التي الغت قانون عدم المعقولية واجلت قانون عزل رئيس الوزراء لما بعد الدورة الحاليه للكنيست الصهيوني ووجد نتنياهو الفرصة المناسبة لطلب تاجيل المحاكمة بسبب انشغاله بالحرب اما الرسالة الثانية فهي موجهة للمقاومة اللبنانيه وايران وهي متسقة مع الرسالة الاولى حيث ان نتنياهو يدرك بان الحرب على غزة اصبحت حربا عشوائية كما اسماها حلفائه وان استمرارها بدون تحقيق اي من اهدافها امر صعب بل مستحيل امام حجم الخسائر التي تعرض لها الجيش الصهيوني وازدياد الضغط من الداخلي والخارجي على حكومة الحرب الصهيونية خاصة بعد المجازر والمذابح التي ارتكبها بحق اهل غزة وحجم الدمار والقتل والتجويع والترويع والتهجير الذي مارسه بحق شعبنا في غزة دون تحقيق اي هدف كما اسلفنا سابقا مما يدفع نتنياهو الى التخطيط لتوسيع دائرة الحرب لان الاستمرار في حالة الحرب هو الحل الوحيد امامه للبقاء في السلطة وعدم محاكمته مما يدفعه الى دفع المقاومة اللبنانيه التي شاركت في الحرب ضمن خطة استراتيجية اعتمدت التدخل المحدود للحفاظ على امن وسلامة لبنان وعدم جر المنطقة لحرب اقليمية يسعى نتنياهو جاهدا لحدوثها وتوريط شريكته الولايات المتحدة بها وايران ويكون بذلك حقق ما تحلم به الصهيونية الدينية الفاشية شريكته في الحكومة لتوسيع قاعدة تمددها نحو خريطة اسرائيل الكبرى في حال تحقيق النصر واستطاع هو اطالة امد حكومته وبالتالي منع دخوله السجن الذي ينتظره فاقدم على خطوة اغتيال الشيخ صالح العاروري وقبله موسوي معتديا بذلك على بلدين عربيين سوريا ولبنان من جهة ومستفزا ايران والمقاومة اللبنانيه من جهة اخرى التي اعلنت اكثر من مرة وعلى لسان امينها العام حسن نصرالله بان اي اعتداء على اي شخصية عربية او فلسطينية او لبنانية على ارض لبنان سيواجه برد قوي وحاسم من المقاومة فجاءت عملية اغتيال الشيخ صالح العاروري في قلب بيروت وفي قلب معقل المقاومة في الضاحية الجنوبية ليضع المقاومة اللبنانيه في موقف صعب جدا يخل منظومة التوازنات التي حرصت عليها واهمها العدو اللبناني الداخلي الذي يرتربص بها في حال اعلنت الحرب على الكيان الصهيونى وتبع عملية الاغتيال هذه سلسلة التفجيرات في كرمان بمناسبة مرور اربع سنوات على استشهاد قاسم سليماني ليضع ايران والمقاومة اللبنانيه امام استحقاق بتقديري وجب حدوثه مما ينذر في حال حدوثه بحرب اقليمية ستتوسع في حال اختارت ايران ومحور المقاومة الدخول في حرب مفتوحة مع الكيان وهذا قرار صعب وخطير يستدعي المزيد من الدراسة والتروي ورسم الحسابات وهذا ما ستظهره الايام القادمة اما الرسالة الثالثة التي ارادها الكيان من اغتيال الشيخ صالح العاروري فهي موجهة للمقاومة الفلسطينية البطلة في الضفة الغربية وقطاع غزة بان يد الاحتلال طويلة وقادرة على الوصول الى اهدافها وانها جادة وعازمة على اجتثاث المقاومة وقتل واغتيال كل من شارك في احداث السابع من اكتوبر وان سلسلة الاغتيالات ضد قادة المقاومة لن تتوقف الا في حال الاستسلام الكلي للاحتلال والموافقة على شروطه وانه ماض في سحق المقاومة وتدمير الانفاق حتى على رؤوس رهائنهم معتقدا اي الاحتلال بان اغتيال شخصية سياسية او عسكرية من رجالات المقاومة سينهي هذه المعركة ويخل بتوازن هذا الفصيل او ذاك مع ان التاريخ الذي لا يريد الاحتلال ان يقرأ دروسه اثبتت بالملموس بان اغتيال القادة مع انه خسارة كبيرة لشعبنا الا انه كان دوما يعطي المقاومة دفعة للامام ولا يزيدها الا صلابة ومزيدا من القوة والاصرار على المواجهة والنضال ضد المحتل فاغتيال احمد ياسين والشقاقي وابو علي مصطفى والرنتيسي وصلاح شحاده واسماعيل ابو شنب وابو جهاد وابو اياد وكمال عدوان وكمال ناصر وغسان كنفاني والقائمة تطول لم تثني هذا الشعب عن المقاومة ولم تثني مقاومته عن النضال والدليل انها هي نفس المقاومة التي خسرت كل هؤلاء القادة ولا زالت وستظل تنجب المزيد منهم حتى دحر الاحتلال ان الاحتلال ورغم الجرائم الموصوفة التي ارتكبها ويرتكبها ضد الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وبلدان الشتات من حالات قتل للاطفال والنساء والشيوخ والاعتقال والقتل وتدمير المباني والمدارس والمستشفيات ودفع المواطنين للهجرة القسرية من بيوتهم دفع ويدفع ابناء الشعب الفلسطيني للتمسك بثورته واحتضان مقاومته وافشال كافة مخططات الاحتلال وحلفائه في تدمير بنية هذا الشعب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وتحويله الى لاجئين مشتتين في اصقاع الارض
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر
.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ
.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا
.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي
.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و