الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقعية في العلاقات الدولية. الكسندر دوغين 3/5

نورالدين علاك الاسفي

2024 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


الكسندر دوغين
Alexander Dugin

ترجمة : نورالدين علاك الأسفي
[email protected]

أول إشارة، نظرية عالم متعدد الأقطاب تدور حول السيادة. وهذا يعني الواقعية. ولكن مع تحذير للغاية مهم: هنا، حامل السيادة ليس مجرد دولة قومية تمثل مجموعة من المواطنين الأفراد، بل دولة حضارة، تتحد فيها شعوب وثقافات بأكملها تحت قيادة أفق أعلى، دين، مهمة تاريخية، فكرة مهيمنة (كما هو الحال مع الأوراسيين). الدولة الحضارة هي اسم تقني صرف؛ جديد للإمبراطورية؛ الصينية و الإسلامية والروسية والعثمانية، والغربية طبعا. دول الحضارات هذه؛ حددت توازن سياسات المعمور في عصر ما قبل كولومبوس. الاستعمار وصعود الغرب في العصر الحديث غير هذا التوازن لصالح الغرب. الآن هناك تصحيح تاريخي بالتأكيد يحدث. حيث اللاغرب يعيد فرض نفسه. فروسيا تقاتل الغرب في أوكرانيا من أجل السيطرة على منطقة حدودية حاسمة. و الصين تتنافس على الهيمنة في الاقتصاد العالمي. و الإسلام يشن جهادا ثقافيا دينيا ضد الإمبريالية الغربية و الهيمنة. و الهند تنمو لتصبح موضوعا عالميا كاملا. و موارد أفريقيا وإمكاناتها الديمغرافية تجعلها تلقائيا في المستقبل القريب لاعبا رئيسا. كما تؤكد أمريكا اللاتينية حقوقها في الاستقلال.

النطاقات الجديدة - دولة الحضارات، وفي الوقت الحالي، الحضارات فقط، التي تفكر بشكل متزايد في اندماجها في كتل قوية ذات سيادة، فضاءات كبيرة - ينظر إليها على أنها أشكال جديدة للواقعية العالمية.

لكن؛ وعلى نقيض الدول القومية التقليدية، التي تم إنشاؤها في قالب الأنظمة البرجوازية الأوروبية في العصر الحديث، فإن دولة الحضارات هي فعلا بطبيعتها أكثر من مجرد اندماج عشوائي للحيوانات العدوانية والأنانية، كما يتصور الواقعيون الغربيون المجتمع. فعلى عكس الدول العادية، دولة الحضارة مبنية على مهمة وفكرة وحول نظام قيم ليس عمليا و ذرائعيا فقط. و هذا يعني أن مبدأ الواقعية، الذي لا يأخذ في الاعتبار هذا البعد المثالي، لا يمكن تطبيقه هنا بالكامل. و عليه، إننا نتعامل مع المثالية، التي تختلف اختلافا جوهريا عن الليبرالية، لأن الليبرالية هي الأيديولوجية السائدة لحضارة واحدة فقط؛ الحضارة الغربية. و الآخرون طرا، بكونهم فريدين ويعتمدون على قيمهم التقليدية، هم موجهون نحو أفكار أخرى.لذا، يمكننا أن ندعو مثل هذه المثالية للحضارات غير الغربية الصاعدة؛ و التي تشكل عالما متعدد الأقطاب ، غير ليبرالية.

و بالنتيجة، فإن دولة الحضارات في نظرية العالم المتعدد الأقطاب تتبنى في نفس الآن عناصرا من الواقعية والليبرالية في العلاقات الدولية.

فمن الواقعية، يأخذون مبدأ السيادة المطلقة و غياب أي سلطة إلزامية على مستوى المعمور. و كل حضارة ذات سيادة كاملة؛ لا تخضع لأي حكومة عالمية. و هكذا، فبين دولة الحضارات، توجد "فوضى" مشروطة، كما هو الحال في نظريات الواقعية الكلاسيكية. لكن على عكس هذه النظريات، نحن نتعامل مع موضوع مختلف - ليس مع دولة قومية تم تشكيلها وفقا لمبادئ أزمنة أوروبا الحديثة، ولكن مع نظام مختلف اختلافا جوهريا؛ يعتمد على فهم مستقل للإنسان، الرب، المجتمع، المكان، والزمان، نابعة من خصوصيات رمز ثقافي معين-أوراسي، صينى، إسلامي، هندي، إلخ.

يمكن تسمية هذه الواقعية بالحضارية، وهي لا تستند إلى منطق هوبز، الذي يبرر وجود ليفياثان / Leviathan بحكم طبيعة نقص وعدوانية الوحوش البشرية، ولكن على اعتقاد المجتمعات الكبيرة، التي توحدها تقاليد مشتركة؛ (غالبا ما تكون مقدسة) في سيادة تلك الأفكار والمعايير التي يعتبرونها عالمية. تقتصر هذه العالمية على الفضاء الكبير ، أي حدود إمبراطورية معينة. ضمن هذا الفضاء الكبير ، المسلم به و القائم. هذا هو عماد سيادتها. لكن في الحالة هذه ، ليست أنانية ومادية، و لكن مقدسة وروحية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مصير المقترح الذي طرحه بايدن لوقف الحرب في غزة؟


.. من محاكمة دونالد ترامب.. إلى محاكمة هانتر بايدن| #أميركا_الي




.. إسرائيل تضع خطة لإدارة قطاع غزة بعد الحرب تتضمن خلق كيان -بد


.. مدرب اللياقة البدنية محمد فؤاد يكشف أضرار الإفراط لتناول -ا




.. العناق الأخير.. مشهد مأساوي لـ3 أصدقاء قبل أن يبتلعهم السيل