الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة حبي مع أمنا الأرض، محمد عبد الكريم يوسف

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2024 / 1 / 7
كتابات ساخرة


قصة حبي مع أمنا الأرض


بدأت قصة حبي مع أمنا الأرض في طفولتي المبكرة في قرفيص، عندما كنت أقضي ساعات في استكشاف العجائب الطبيعية التي تحيط بي. نشأت في بلدة صغيرة تقع في الغابة، وكنت محظوظا لأن لدي ارتباطا عميقا بالطبيعة منذ صغري. لقد أذهلتني الأشجار الشاهقة والغابة الجميلة شمال القرية ناحية الجوبة، وهمسات الريح اللطيفة، وألوان الزهور النابضة بالحياة، وأشعلت حبا للأرض يدوم مدى الحياة.

مع تقدمي في السن، تعمق تقديري لأمنا الأرض. بدأت أدرك أن كوكبنا ليس فقط مزودا بالجمال والهدوء، ولكنه أيضا يمتلك قوة حقيقية تدعم جميع أشكال الحياة. من الغابات المطيرة الكثيفة إلى المحيطات الشاسعة، يلعب كل نظام بيئي دورا حاسما في الحفاظ على التوازن الدقيق للطبيعة. أثار هذا الإدراك الرغبة بداخلي في حماية الأرض والعناية بها، لأنه كان من الواضح أننا نتقاسم رابطة غير قابلة للكسر.

طوال سنوات مراهقتي، أصبحت مدافعا عن الحفاظ على البيئة. انضممت إلى العديد من المنظمات التي ركزت على رفع مستوى الوعي حول قضايا مثل إزالة الغابات والتلوث وتغير المناخ. لم يسمح لي الانخراط في النشاط بنشر الوعي فحسب، بل سمح لي أيضا بالتواصل مع الأفراد ذوي التفكير المماثل الذين شاركوني شغفي بالحفاظ على كوكبنا. قمنا معا بتنظيم حملات تنظيف، ومبادرات لغرس الأشجار، وحملات تثقيفية، سعيا إلى إحداث فرق في مجتمعنا المحلي.

عندما دخلت مرحلة البلوغ، شرعت في رحلة لتعميق فهمي لأمنا الأرض. سافرت إلى مناظر طبيعية خلابة، وغامرت في الغابات الكثيفة، وسبحت في البحيرات الصافية. لقد أثرت كل تجربة حبي للأرض وذكّرتني بتنوعها ومرونتها المذهلة. لقد تعجبت من تعقيد الشعاب المرجانية، في رهبة من الانسجام الذي يوجد فيه كل كائن حي. لقد شهدت صبر غروب الشمس وتغير المد والجزر، مما يذكرني بعدم ثبات الحياة وهشاشتها.

أصبحت أمنا الأرض مرشدتي، حيث علمتني دروسا مهمة في الحياة. لقد علمتني أهمية القدرة على التكيف، حيث كانت تتغير من موسم إلى آخر، وتذكرني بأن التغيير يمكن أن يجلب النمو والجمال. علمتني قيمة الصبر، إذ غذت البذور لتصبح أشجارا شاهقة، وحوّلت اليرقات إلى فراشات. لقد علمتني قوة الوحدة، كما أظهرت لي مدى ترابط كل كائن حي، ويعتمد كل منها على الآخر من أجل البقاء.

لكن قصة حبي مع أمنا الأرض تحمل أيضا إحساسا بالإلحاح. على مر السنين، شهدت العواقب المدمرة للأفعال البشرية على كوكبنا. لا تزال إزالة الغابات والتلوث واستغلال الموارد الطبيعية تهدد توازن النظم البيئية. لم تعد تأثيرات تغير المناخ توقعات بعيدة المدى، بل أصبحت حقائق حالية، مع تزايد تواتر الظواهر الجوية المتطرفة وتسارع فقدان التنوع البيولوجي بمعدل ينذر بالخطر.

واستجابة لهذه التحديات، أصبح حبي لأمنا الأرض أقوى. أنا مصمم على أن أكون جزءا من الحل، وأدافع بلا كلل عن الممارسات المستدامة واتخاذ خيارات واعية في حياتي اليومية. و بدءا من تقليل بصمتي الكربونية إلى دعم المزارعين والشركات المحلية، أعتقد أن كل إجراء، مهما كان صغيرا، يمكن أن يساهم في الحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.

لقد علمتني أمنا الأرض أهمية المرونة والقدرة على التكيف والوحدة. لقد أظهرت لي روعة وهشاشة عالمنا. بهذه المعرفة، من واجبي أن أحبها و أحميها، وأن أعتز بكل شروق وغروب للشمس، وأعجب بكل قطرة مطر، لأنها منحتني الحياة والقوت. إن قصة حبي مع أمنا الأرض هي التزام مدى الحياة باحترام ورعاية المكان الوحيد الذي نسميه جميعا موطننا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل


.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع




.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو


.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع




.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا