الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع والخيال في دولة الرماد!!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2024 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


المواطن أو بتعبير أشمل الإنسان العربي فقير عقليًا لدرجة أنه صدق من المحيط إلى الخليج أن غزة انتصرت. والكارثة الأشمل أن مفكري اليسار واليمين العربي ومعهم النخبة باستثناء قلة منخرطة بالعقل كسرت القاعدة الاسمنتية للوعي العربي وأدركت أن غزة مشروع للشرق الأوسط برمته يقع في مرمي إعادة رسمه بصورة تزيح عن كاهل العالم هذه الفوضى التي تشغلها حفنة ميليشيات سببت صداعًا للكرة الأرضية سببه قضية اسمها فلسطين تورّط فيها العالم بسبب نزعة أنانية من نخبتها التي منذ قرن ترفض أن تفهم وتدرك أن التقسيم تم وأن دولة إسرائيل واقع والخسائر تتلاحق عبر العقود...
إذا كانت إسرائيل واقعًا على الأرض فإن الدولة الفلسطينية لا تزال خيال وطيف في أذهان العرب رغم هذا العذاب الطويل والآلام والتهجير واعتراف العالم بالحق الفلسطيني، غير أن أهل القضية وحدهم من سلم أعناقه للحفنة المتاجرة بفلسطين وقررت المضي في صورة الخيال للدولة الخرافية من النهر للبحر وبعضهم يعكسه من البحر إلى النهر. ركام الروايات ودواوين الشعر وخطب الجمعة وأغاني الثورة إلا أن الثورة سقطت كما اتهمهم الجنرال جياب، في ثروة هائلة جمعتها النخبة الفذة وتركت شعبها في الخيام بجحيم الصيف وجليد الشتاء ولاذت بالفنادق والبنوك والدولة الأسطورية التي أسسوها على جماجم الفقراء واللاجئين.
ملايين العرب من المحيط للخليج احتقروا الفقراء واللاجئين وانقادوا للنخبة السارقة وصدقوا يافطاتها عن التحرير...حتى الساعة هذه الملايين تجري وراء الانتصار في غزة وتتوهمه مثلما الواقع منذ قرن مضى بينما المشروع الترميمي للمنطقة يجري طبخه على نار هادئة ورسم الخرائط للشرق الأوسط يجري رسمه بريشة فنان عالمي تقوده فكرة لوحة جديدة بعد تهرئ اللوحات القديمة منذ الحربين الكونيتين الأولى والثانية بينما العقل العربي يظن أن دولة فلسطين قائمة في رأس محمود عباس من جهة والسنوار من جهة ويروج لها أبو عبيدة ساحر البيان اللغوي الذي خطف عقول العرب وكأنه معادل أو مساوٍ للمشروع العالمي برسم الخرائط.
لقد أوهم نتنياهو العرب بأنه مجرم وسفاح حتى صدقوا، علمًا ما هو سوى أداة الرسم للمشروع الأوسع الذي يجري ويمزق المنطقة ويجعل حتى إيران وأذرعها كحماس والحوثي والحشد وممثل الله في لبنان ليسوا سوى ذريعة تغذي الآلة العقلية الفذة التي ترسم الخرائط بينما العالم العربي قادة وشعوب وحكومات تعيش الوقت الضائع...
ثمة مكان وركن حتى اللحظة للكضية الفلسطينية، إن فرطت هذه المرة وغيب العرب والقادة والشعوب عقولهم فقد ضاع ما تبقى من الحلم الفلسطيني...ثمة اسم جديد للقضية هو دولة الرماد إذا لم يصحوا العرب من خيال انتصار حماس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاعلام العربي المضلل!!!!
ابو علي آل ثائر ( 2024 / 1 / 7 - 08:42 )
كل يوم نستمع عما يجري في غزة من دمار في الحجر والبشر كما لا نعرف عما يتكبده المقاومون الفلسطينيون من شهداء وكان المنتصرون هم الفلسطينيون. اخي الكريم ما قامت به حماس هو عمل غير مدووس والضحية هم المستضعفون من الشعب الفلسطيني . يقول الاعلام العربي ان اسرآئيل لم تحقق اهدافها من تدمير حركة حماس وما ادعاء تدمير حماس الا وسيلة لتدمير غزة لا غير. نتمنى للشعب الفلسطيني حسن العاقية.

اخر الافلام

.. مستشرق إسرائيلي يرفع الكوفية: أنا فلسطيني والقدس لنا | #السؤ


.. رئيسة جامعة كولومبيا.. أكاديمية أميركية من أصول مصرية في عين




.. فخ أميركي جديد لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟ | #التاسعة


.. أين مقر حماس الجديد؟ الحركة ورحلة العواصم الثلاث.. القصة الك




.. مستشفى الأمل يعيد تشغيل قسم الطوارئ والولادة وأقسام العمليات