الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اُنْظُرْ وَرَاءَكَ في حَنَق

عبد الله خطوري

2024 / 1 / 7
الادب والفن


.. كان على عجل، حاموا حوله من كل جانب، شرع يتعثر في عثراته المتكررة وهو يتردد في توديعهم جميعا في رحلة طالما آنتظرها آملا تحقيق ما لا يمكن تحقيقه .. عليه إذن، أن لا يرفض عرض السفر المغري، كان لا بد من ما ليس له بد.ابتسمَ آبتسموا رغم دموع لوعة مدَّثَرَة بأنفة غنضرة مازيغية مثقلة بعواطف متناقضة تأبى الاعتراف بالضعف والتراجع عن ما يجب أنْ يُفْعَلَ .. إيرڭازن لبدا ديرڭازن آم لجدود آم طاروى نْسَنْ يمشيوْ يجيبو المُوزيطْ أو يَتْجَابُو فْ صنادقْ أو تاكلهمْ لَطْيارْ فْ خلاها ما عندنا مانديرو حْنا بَقْبُورْ نَتْخَزْنُو فْ تْرَاها حْسَنْ نعيشو فْ عيشات خْرينْ ما نَفْنَاوْ أرض الميتين سْمَاهَا هذا ماكان آيَنْدَا ڭيلاَّنْ .. ولولا هالة من خيوط بيضاء شرعت شمس ذاك الصباح ترسلها على آستحياء لآستغرق مُودعوه في أماكنهم لا يبرحونها لا هم يشيعون ولا هم يرافقون أو يشجعونه على المضي في المغادرة .. كانت حنونة مشفقة شمس الوداع؛ أما الآن، بعد كل ما وقع، فهي صفراء شديدة الوهج كأنَّ بها وقرا أو خللا أو خطلا،لا يستطيع مجابهة حَمَّارَتها الفاقعة،فينكس محجريْه يُنكسان بُؤبؤيْه مخافة ما لا تحمد عقباه .. حيَّاهم بنظرة خاطفة من فوق التلة عند مفترق طرق من تراب تحيطها أشجارعتيدة لا تبرح المكان .. استقل بيكوب 404 تراوغ حجارة كخوازيق المتاريس في طريق ليس في أحشائه طريق .. أحس قلبَه يُخطف منه يذهب بعيدا يعود القهقرى يتراجع .. ما يَمُّوتْ بَابشْ تَوَسَّدْ الركابْ ماتموتْ يماشْ تْوَسَّدْ لَعْتابْ .. لم يبق له أحد بعد رحيلهما معا .. ليُلق كل شيء وراء ظهره مرة واحدة .. لا تلتفت انظر خلفك في رصانة تعقل كن جادا حازما مع عواطفك لا تنظر وراءك البتة غير مأسوف على زمن .. لا تودعْ أحدا لا تفرق لفراق أحد تَجَهَّمْ ليتخلصْ رأسك من كل الأطياف العالقة حدقْ أمامك لا وقت للحنين لا وقت لآستعادة ما لا يُعادُ لا أمل في عيشة غير راضية لن يتبدل أهلوها يولدون يعملون يموتون بين شعاب ومسالك غير مستوية ومنعرجات ليس يعيش في ثنايها غير زواحف عرجاء وبوم عمياء ومعالم حياة شوهاء، يُلقَى بهم راضين في شفير جُرُفٍ هارٍ ينهار بمصائرهم .. صامتين كانوا سيبقون .. تقدمْ .. يقصد ما صادف من الدكاكين ناشراً خدمته للتالفين المارين .. يستظل بسقيفة قصديرعامرة بخطوط ورسوم تُشهرُ سلعا عابرة للقارات .. يتجرع " كولا " كما آتفق .. آخْخْ .. أجهزَ على المحتوى في لحظتين أو ثلاثة .. باردةً كانت كعواطفه في تلك الساعة الفارقة من حياته المنحوسة .. أحس مذاقها يفرك وسط حَنجرته مخلفا خدشا خفيفا غير مرغوب فيه يشبه صوت نبر قلم رصاص عنيد يصدم طبلة الأذن وَقْعُه النشازُ.بلا آكتراث غادر الدكان متثاقلا .. يحس خدرا يتسلل في المفاصل وبين ثنايا العظام، وشَقيقة شَقية تشق شقاوتُها تضرب فوق وفي الوسط وعلى الجنبات تنزل بسياطها تحفر لا تبالي .. لا بد أن أذهب لا بد أن أغادر .. أوووف .. تحركْ .. طريقك أمامك انظر وراءك في حنق ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب