الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديكتاتورية الأقلية

محمد العرجوني
كاتب

(Mohammed El Arjouni)

2024 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


الديمقراطية بمفهومها الحقيقي الذي تم اكتشافه مؤخرا هي أن تحتج بالطرق القانونية وتصرخ في وجه من يسلبك حقوقك. هذا من قبل مهضوم الحقوق، وفي الجهة المقابلة، الهاضمة لها، ترى فيها حقها في عدم تلبية المطالب، كما يتضح لنا من خلال عدم الاهتمام بالاحتجاجات، معللة ذلك بأن المؤسسات المنتخبة تمثل الأغلبية وتعطيها الحق في أخذ قراراتها. فالمحتج يقول : "من حقي الاحتجاج والمطالبة بحقوقي"، والدولة أو القطاع الخاص، أو الهاضم، يقولون: "ولنا الحق في عدم الرضوخ لاحتجاجك ومطالبك، ما دامت المؤسسات المنتخبة إلى جانبنا".
وهو ما نشاهده يوميا على إثر الاحتجاجات الاجتماعية أو السياسية بل وحتى الإنسانية، مع احتجاجات شعوب العالم وخاصة شعوب الغرب ضد سياسة مسؤوليهم، من يُعتقد انهم انتُخِبوا ديمقراطيا، في دعمهم لإsرائيل الناzية التي تبيد الشعب الفلsطيني...
فأية ديمقراطية هذه التي يتشدق بها الجميع؟ فإذا كان الحق للشعوب في الاحتجاج بهدف تحقيق ما يبتغون من وراء الاحتجاج، فسوف نكون أمام الديمقراطية الحقة، لأن مفهوم الديمقراطية هو الحكم للشعب، وعلى تلك المؤسسات المنتخبة أن تنصت إلى احتجاجات الشعوب التي أوصلتها إلى منبع التشريع والمراقبة، ما يفرض عليها التحكم في الجهاز التنفيذي. لكن لا شيء من هذا، يتحقق علما أن الأغلبية تحتج. وفي المقابل فإن الماسكين بزمام الأمور رغم قلتهم، فإنهم يتمتعون بحقهم في رفض ما يطلب منهم، محققين هكذا حقهم في الرفض، بدعوى المؤسسات المنتخبة إلى جانبهم. وهكذا تمسخ الديمقراطية لتصبح ديكتاتورية الأقلية... فالمؤسسات المحاجج بها أصبحت لا تمثل الشعوب. ويظل الحديث عن الإيمان بالديمقراطية، كما يظل الحديث عن الإيمان بالديانات التوحيدية... فلا ديمقراطية ولا مبادئ إنسانية ولا أخلاق على أرض الواقع... فهناك الإنسان الضعيف..."القوي" بمبادئه... وهناك الوحش القوي... "الضعيف" بفقدانه المبادئ الإنسانية...
ا*+*+*+








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية