الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اكلاف و منافع انخفاض اسعار الفوائد

محمد رضا عباس

2024 / 1 / 7
الادارة و الاقتصاد


بموجب النظرية الاقتصادية , فان استخدام نسبة الفائدة تعد أداة مهمة في تحسين الأداء الاقتصادي . عند ارتفاع الأسعار ( التضخم المالي) تقوم السلطة النقدية ( البنك المركزي) برفع نسبة الفائدة حتى تمنع المستهلكين والمستثمرين الانفتاح على الصرف , وبالتالي يقل الطلب لعام , و معه تتراجع معدل الأسعار .
و في أيام التراجع الاقتصادي و زيادة عدد العاطلين عن العمل , تقوم البنوك المركزية بتخفيض نسبة الفائدة الى اقل نسبة ممكنة حتى تشجع المستهلكين والمستثمرين الاقتراض والصرف , وبالتالي يرتفع الطلب العام على السلع والخدمات , ويرجع العمال الى أعمالهم , ويتعافى الاقتصاد الوطني .
الا ان الركود العظيم والذي ضرب الاقتصاد الرأسمالي أواخر عام 2007 كشف ان تخفيض نسبة الضرائب من اجل محاربة التراجع العظيم له منافع وله اكلاف على الاقتصاد الوطني . بنك الاحتياطي الأمريكي خفض نسبة الفائدة الى الصفر, وفي إشارة لطمئنة افراد المجتمع الأمريكي ( مستثمرين ومستهلكين ) , صرح موظفو البنك الكبار بان هذه النسبة ستبقى لفترة طويلة .
اغلب الاقتصاديون يؤكدون ان المنتفع الرئيسي من تخفيض الفائدة هي النشاطات الاقتصادية . تخفيض الفائدة , يعني رغبة البنوك المركزية بتشجيع شركات الاعمال الصرف على الاستثمارات والذي يساعد الاقتصاد الوطني في الأمد الطويل , وكذلك تشجع على زيادة مصاريف العوائل لشراء البيوت و السلع الكبيرة مثل السيارات , الأثاث ,الأجهزة الكهربائية , وحتى السفر .
المنفعة الثانية , هو ان تخفيض الفائدة يحسن من قدرة البنوك التجارية على الإقراض, ومن ثم الربح الذي يضاف الى رأسمال البنوك . على سبيل المثال , عندما تمنح البنوك المركزية قروض مالية الى البنوك التجارية وبنسبة فائدة قليلة جدا , فان البنوك التجارية , بدورها تقوم بإقراضها للمواطنين ولكن بسعر اعلى من البنك المركزي . ان الفرق بين سعر الفائدة التي يفرضها البنك المركزي على البنوك التجارية و الفائدة التي تفرضها البنوك التجارية على عملائها يعد ربحا يزيد من حجم رأسمال البنوك.
ثالثا, ان تخفيض سعر الفائدة يؤدي الى رفع سعار الأصول الثابتة مثل العقارات و المكائن والمعدات و التحف الفنية . فعندما تقوم البنوك المركزية بزيادة عرض النقد في الأسواق عن طريق القروض, فان المواطن سوف يشعر ان لديه نقد فائضا يجب صرفه على السلع والخدمات. ان زيادة المنافسة على هذه السلع سوف يزيد من أسعارها في السوق مما يزيد من ثروة أصحاب الأصول ولكن أيضا يزيد من حجم الديون على المواطنين. ان انخفاض الفائدة أدى الى زيادة الطلب على البيوت في الولايات المتحدة , مما أدى الى ارتفاع أسعارها بشكل جنوني .
الا ان منافع تخفيض الفوائد يقابلها اكلاف أيضا , اذا كان هذا التخفيض اقل من النسبة المعقولة في الاقتصاد الوطني , ومنه:
أولا, ان انخفاض سعر الفائدة يزيد من مصاريف المجتمع ويقلل حصة الادخار . التخفيض يعد عقوبة على المدخرين , خاصة أولئك الذين يعتمدون على دخل مدخراتهم .
ثانيا, ان استمرار انخفاض أسعار سعر الفائدة يضطر بعض المدخرين ( رجال اعمال ومستثمرين ) بالبحث عن أصول تعطي قدر اعلى من نسبة الفائدة السائدة , ولكن في الغالب الأحوال تتعرض هذه الاستثمارات الى المخاطر . على سبيل المثال , ان انفجار فقاعة العقارات في الولايات المتحدة الامريكية كانت احد أسباب انخفاض سعر الفائدة .
ثالثا, ان استمرار انخفاض الفائدة سيكون خطرا على الاقتصاد الوطني عندما يتعرض الاقتصاد الى ظاهرة انخفاض نسبة التضخم الى دون الصفر . في هذه الأحوال لا تستطع البنوك المركزية من تخفيض الفوائد اقل من الصفر من اجل رفع الطلب العام والقضاء على ظاهرة تراجع الأسعار وهي ظاهرة تسمى عند الاقتصادين الظاهرة اليابانية او Japanese-Style deflationary economy .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة


.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟




.. سعر الذهب عيار 21 يسجل 3080 جنيها للجرام


.. الجزائر في المرتبة الثالثة اقتصاديا بأفريقيا.. هل التصنيف يع




.. ما تداعيات قرار وزارة التجارة التركية إيقاف جميع الصادرات وا