الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلينكن يلتقي - بأصدقاء - أمريكا العرب لدعم الحرب على غزة والتآمر على محور المقاومة

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2024 / 1 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


بدأ وزير الخارجية الأمريكية انتوني بلينكن يوم الخميس 5/ 1/ 2024 جولة تشمل مصر، الأردن، قطر، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الأراضي الفلسطينية، ودولة الاحتلال؛ وأفاد الناطق باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر بأن بلينكن سيناقش مسائل من ضمنها زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن، ومنع اتساع رقعة النزاع أثر اغتيال المناضل الكبير القيادي في حركة حماس الشهيد صالح العاروري، وصمود حماس والمقاومين الفلسطينيين الأسطوري، وتمسك أهلنا في غزة بأرضهم ورفضهم التهجير، وتصاعد عمليات محور المقاومة في لبنان، والضفة الغربية، والعراق، واليمن الذي يقوم بدور يشكر عليه بمنع السفن الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر.
زيارة بلينكن هي جزء من حلقة الخداع الأمريكية للفلسطينيين والدول العربية؛ فالولايات المتحدة تشارك في حرب دولة الاحتلال على غزة عسكريا واقتصاديا وسياسيا، وتتبنى الأكاذيب الإسرائيلية لتشويه سمعة الفلسطينيين والمقاومة، وتوافق على الأهداف التي تحاول إسرائيل تحقيقها من هذه الحرب، واستخدمت حق النقض " الفيتو " مرتين منذ السابع من أكتوبر لمنع مجلس الأمن الدولي من اتخاذ قرار أممي لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب.
زيارة وزير الخارجية الأمريكي لخمس دول عربية الهدف منها هو دعم استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة حتى " تحقق إسرائيل هدفها" كما يزعم قادة دولة الاحتلال، والضغط على تلك الدول العربية للاستمرار في محاصرة حماس والمقاومة في غزة واليمن ولبنان والعراق والضفة الغربية في محاولة لمنع توسع الحرب وانتقالها إلى دول عربية أخرى، خاصة إلى تلك التي كانت وما زالت تعمل حارسة لحدود دولة الاحتلال، أضف إلى ذلك ما قاله مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية يرافق بلينكن في زيارته للمنطقة وهو " أن بلينكن سيستخدم هذه الجولة للضغط على الدول العربية للاستعداد للعب دور في إعادة إعمار غزة وفي إدارتها وأمنها "، أي ان أمريكا تريد من العرب أن يدفعوا ثمن الجرائم والدمار الذي أحدثته هي وحليفتها إسرائيل في غزة، وجرهم إلى المشاركة السياسية في تقرير مصير غزة الإداري خدمة لإسرائيل.
ولهذا فإن الملفات التي جاء بها بلينكن إلى المنطقة ويريد تسويقها لعملاء أمريكا العرب هي ملفات إسرائيلية؛ فالرجل يتبنى موقف دولة الاختلال ويتفاوض مع العرب باسمها، وتماشيا مع ذلك فإنه لم يتطرق لضرورة وقف فوري لهذه الحرب البربرية القذرة، ولم يهتم كثيرا هو وبايدن وإدارته بجرائم الدمار العشوائي والتطهير العرقي والقتل التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة العربية والتي لم يشهد العالم لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية.
فهل ستتمكن إسرائيل من القضاء على حماس والمقاومة كما تزعم وإعادة احتلال غزة وإدارتها بموافقة وتعاون دول عربية؟، وما هي التداعيات التي قد تنتج عن حرب غزة على الوضع الفلسطيني والعربي والدولي؟ حرب غزة كشفت حقيقة إسرائيل كدولة احتلال وفصل عنصري وتطهير عرقي لشعوب العالم، ووضعت القضية الفلسطينية في مقدمة القضايا العالمية، وأثبتت للعالم أن هذا الشعب الفلسطيني العظيم لن يستسلم أبدا، وكشفت ضعف دولة الاحتلال، وأظهرت للشعوب العربية ذل وتخاذل وتآمر حكامها وعدم قدرتهم على حمايتها.
ولهذا فإن زيارة بلينكن ستفشل، وإن المقاومة في غزة ولبنان واليمن والعراق ستنتصر وتزداد قوة وانتشارا، وإن الحكام العرب الذين يتحادث ويتآمر معهم بلينكن لتصفية القضية الفلسطينية لا يمثلون شعوبهم، والوضع الفلسطيني والعربي لن يعود أبدا إلى ما كان عليه قبل 7 أكتوبر 2023، والسلطة الوطنية الفلسطينية التي فشلت في القيام بواجبها في حماية الشعب الفلسطيني، ومعظم الحكام العرب الذين لم يفعلوا شيئا لنصرة وحماية غزة سيكونون في وضع لا يحسدون عليه، وسيسجل التاريخ تفاصيل تخاذلهم وخيانتهم لفلسطين وأهلها لتتعلم منها الأجيال العربية القادمة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية