الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صَنْدَلُ مِيكَا أَزْرَقُ يَنْزَلِقُ مِنَ آلْقَدَمَيْنِ(2)

عبد الله خطوري

2024 / 1 / 9
الادب والفن


ما الذي أخرجه في هذا الأوار ؟؟ يطرح السؤال .. لا جواب .. خرج وكفى رغم كسله آلبادي رغم الخدر الذي يطوقه رغم رتابة الأوقات التي يحسها تنسرب بين يديه ورجليه وأضلعه وتفاصيله كلها .. إنه في الخارج، إذن عليه أن يتململ .. هو مضطر وإلا قتلته ضغينة شمس آب دون رحمة .. وَدَّ لو يعود حيث كان بعدَ أن ساوره ندم خفيف جراء خروجه العشوائي إلى شوارع لا معنى لها مثقلة بصهد صاعد من طرقات مزفتة محفرة محجرة متربة تتبخر أحشاؤها العارية وقد آختلط سافلها بأديمها تتعجن كقطعة علك تلوكها مومس مقرفة تشير بيديها لعابري سبيل في طريق لا يقف زفيرُ المارقين فيها، فهُمْ يلهثون لا غاية توحدهم يكرون يفرون يدبرون يُقْبلون يثرثرون يصمتون تضج محركاتهم الصدئة تنفث يحموما سخاما ودخانَ حريق القطران لا يتريثون لا يقفون .. أوووف .. يكره مثل هذه التداعيات التي تأتي من ليس يدري أي داهية تفرض نفسها على وساوسه المهيجَة المشتعلة .. عبثا يمرر يديه على جبين ينزُّ عرقا مالحا يدغدغ الرقبة لفترة وجيزة ثم يكمل مَسيرا يتدحرج ذائبا يترنح عبر فقرات يتفاوت علوها وآنحدارها .. تذكرَ جبله السعيد ووهدات دهماء تتهادى الأغنام والماعز في آكامها وسط خمائل رغيدة، وشعابا تنزل وصواعدَ يصفو طلعُها، فهي أبدا قشيبة تسرُّ الناظرين، وحيطانَ دور طين ظليلة باردة في عز اللظى بأسقف خشب طيب الرائحة يخشخش كل وقت، وعوارض جذوع أدواح عملاقة لا يموت صلبها، فهي ذات سخاء ينفع وارديه حتى عند آقتلاعها من أمَّاتها اليانعات في لحظات يَيْبَسُ فيها النسغ يذبل الفنن ويَغيضُ اللحاء ... ويديهاا .. آه .. من أين آنبجستْ تلك الأنامل تلعب بشعيراته المحتشمة تمرر في الصدر الصديان أظفارا تخربش لغتها الحميمية تتصاعد السعرات توشوش الوشوشات بما لا يفقه منطقه الحصيف .. أغمضَ عينيْه وقال أووف همس بها لنفسه فقط .. تمنى لو يهجعُ هُنيهات في هذا الجو المشحون بالمغص المتناثر من عجلات مطاط تحتك بزفت يصهر تلتصق عُصارته اللازبة تتداخل تتشابك مُصدرةً أصواتَ كتَمَاسِ جلود الأنام في ضُحيات الغرام .. تبا .. آه .. لو يقف ويترك شلال اللهب يتدفق حَميمُه على يافوخه تشتعل النيران، تمنى لو يكون في بيت التراب هناك أين آعتاد الخلوة العليلة مع كائناته الدقيقة آلخفية التي يراها تراه، وَدَّ لو فرَّ فوق السحاب لو تلاشى قطرةً في الغياب، ليس عليه إلا أن يترك العنان لمخيلته تغمض جفونها بكل سلاسة هو الذي ألفَه السُّباتُ في كل الفصول في كل الأوقات .. ومادامت وضعيته لا تسمح بمثل هذا الفعل الطبيعي البسيط جدا الذي غدا آمتيازا وهاجسا يلح في الطلب دون فائدة، اكتفى بمشيته المُبَنَجة كفِيل أسطوري يتثاقل تحت عبء ما تحوي حناياه من مصائب تتمرمر في كل آتجاه، أو كماموث من جنس الخرافة المنقرضة أو آلآيلة للانقراض شاخصا بعينيه يرنو إلى آفاق محدودة يتربص وَجَلُه توجسا وحيطة كسحلية الجدران فقدَتْ ذيلَها أو تخلصت منه في حمأة مناوشات الحياة.. الفيَلة تملك ذاكرة أما هو فلا يتذكر حتى ما تناول البارحة عند العشاء أو هل كان في البارحة عشاء يذكره، فقط يتذكر أنه رقد وكفى .. ربما شيء ما سيحدث تقول نفسه لنفسها في لحظة ما من السهو أو الغفلة فلينتبهْ .. مَنْ يدري .. هم وراءه دائما يتحسسون يرونه لا يراهم يتلصصون يحصون خطواته خطراته والزفرات مذْ حطت رجلاه البلد الرحيب .. كل شيء ممكن الوقوع في أرض اعتادت المصادفات .. لا ثقة في البلد لا ثقة في أحد .. ڭلَايْمُورْ شُوكْ كْرَاشْ كِيلْ كْريمْ إيكسَايْمَنْتْ .. هيجااان انحدار نحو الجحيم .. دِيسنْتْ إينْتُو هِيلْ (*) .. شبق .. قَصْفٌ .. قُبَلُ مرصوصة كآلقذائف، قشة طائشة، نَفَسٌ عابرٌ، انفجار مفاجئ لقادوس ما من أقبية الصرف غير الصحي، حفرة فارغة فاغرة فاها تسرط جثثا هاملة، حديدة طائرة، سلك عابث، ريح مباغتة، شرك أوتو ستوب غادر، قطيع منهمر كسيل عرم، سِرْبٌ بُغاثٌ جراد يستنسر بلا رحمة، وألف مصيبة تضرب في العلن في الخفاء في المليان، لا أحد يدري متى تأتي المطبات متى تظهر فجاءتها الملغومة .. يهللون يرحبون تهش الوجوه وبالأحضان تبتسم .. هوووب .. فخ .. تقع الواقعة .. ثم .. لا شيء بعد ذلك لا شيء ...

يُتبعُ ...
*واضح أن الشخصية تلكن بلسان أجنبي بعيد رجوعها من غربتها، وهي هنا تناجي ذاتا تضطرم لديها مشاعر ملتبسة مرتبكة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??