الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البلاهة في السياسة و الحكم

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2024 / 1 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مصطلح "التفاهة" و"البلاهة" يمكن استخدامهما لوصف بعض الخصائص أو السمات في الحكم والسياسة. على الرغم من أنهما ليست مصطلحات تقنية محددة، إلا أنه يمكن فهم العلاقة بينهما على النحو التالي:
التفاهة: يشير مصطلح "التفاهة" في السياسة إلى السمات أو الممارسات التي تعتبر غير جدية أو غير مهمة أو غير فعالة في الحكم. قد يشمل ذلك التركيز على القضايا التافهة والتهميش للقضايا الحقيقية والهامة، أو ضياع الوقت والجهود في الأمور الثانوية بدلاً من التركيز على القضايا الأساسية وتحقيق التقدم.
البلاهة: يشير مصطلح "البلاهة" في السياسة إلى السمات أو الممارسات التي تعتبر مملة أو فارغة أو خاوية من المعنى في الحكم. يمكن أن يشمل ذلك الروتينية العقيمة والتكرار وبلاهة القرارات والسياسات دون وجود تغيير أو تجديد حقيقي، وغياب الإبداع والحيوية في العمل السياسي.
على الرغم من أن التفاهة والبلاهة قد يشيران إلى سمات سلبية في السياسة، إلا أنه يجب أن يتم تحليل الأوضاع والممارسات السياسية بشكل محدد وفقًا للسياق الذي يتم فيه استخدام هذه المصطلحات. قد يكون هناك أسباب متعددة لظهور التفاهة والبلاهة في السياسة، بما في ذلك العوامل الهيكلية والثقافية والسياسية التي تؤثر على النظام السياسي وعمله. تكون البلاهة في الحكم نتيجة للجهل أو الفساد أو الاستبداد أو ضعف الإدارة. يتسبب حكام البلاهة في تبديد الموارد العامة، وتعطيل التنمية، وخلق بيئة غير مستدامة اقتصاديًا واجتماعيًا. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذا الوصف قد يكون موضوعيًا وفقًا لوجهة نظر معينة أو قيمة محددة، وقد يكون موضع اختلاف وجهات النظر. فمن المهم أن نحترم تعدد الآراء.
عندما يتخذ الحكام قرارات سيئة أو غير فعّالة، قد يؤدي ذلك إلى تدهور الاقتصاد وتضييع الفرص الاقتصادية. قد يشمل ذلك تبديد الموارد العامة، سوء التخطيط الاقتصادي، سوء إدارة المال العام، وتفشي الفساد. ان الدوافع المحتملة للبلاهة في السياسة والحكم يمكن أن تكون متنوعة ومعقدة، وتختلف من شخص لآخر ومن حالة لأخرى. ومن بين الدوافع الشائعة يمكن ذكر الآتي.
قد يكون الحكام مهووسين بالسلطة والتركيز على تعزيز مكانتهم الشخصية والحفاظ على سلطتهم. قد يتجاهلون الاهتمام بصالح الشعب ويتبعون خططهم الشخصية، مما يؤدي إلى البلاهة في الحكم.
قد يتورط الحكام في الفساد ويسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح مجموعتهم المقربة. يمكن أن يؤدي هذا التوجه الذاتي إلى تجاهل استقلالية المؤسسات والتعامل بطرق غير عادلة وغير شفافة.
في بعض الحالات، قد يؤدي الغضب والعداء السياسي إلى البلاهة في الحكم. عندما يكون هناك صراعات سياسية مستمرة وانقسامات عميقة، يمكن أن يقوم الحكام باتباع سياسات تهدف إلى الانتقام أو الإضرار للمعارضة دون أخذ الاعتبار للمصلحة العامة.
في بعض الأحيان، يمكن أن تؤثر الضغوط الخارجية والتدخلات الأجنبية على الحكام وتدفعهم إلى اتخاذ قرارات غير فعّالة أو غير ملائمة لمصلحة شعوبهم. اوقد يكون الحكام غير مؤهلين أو غير قادرين على تحقيق الإدارة الفعالة واتخاذ القرارات الصائبة.و قد يفتقرون إلى المعرفة والمهارات اللازمة للتعامل مع التحديات المعقدة التي يواجهونها. ان تدخل الدول الأخرى للتأثير على السياسة والحكم في بلد آخر من خلال الدعم المالي أو العسكري للأطراف المفضلة لديها، أو عن طريق فرض العقوبات الاقتصادية أو العزل الدبلوماسي، أو حتى من خلال التدخل العسكري المباشر. تحدث هذه الأشكال من التدخل عادةً عندما تكون هناك مصالح استراتيجية أو أمنية مهمة للدول الأخرى في المنطقة أو البلد المستهدف. يجب الانتباه إلى أن البلاهة في الحكم والفساد ليست دائمًا نتيجة للتدخل الخارجي، بل يمكن أن تكون نتيجة لعوامل داخلية أخرى مثل الفشل في بناء مؤسسات قوية، وضعف النظام القانوني، وغياب المساءلة، وقلة الشفافية، وتوجهات الحكام الشخصية.
لذلك، يجب أن ننظر إلى التدخل الخارجي والبلاهة في الحكم كظواهر متعددة الأبعاد يمكن أن تتأثر بالعديد من العوامل المختلفة،
هناك عدة عوامل داخلية يمكن أن تسهم في البلاهة في الحكم ومن بين هذه العوامل:
ضعف المؤسسات: عندما تكون المؤسسات السياسية والإدارية ضعيفة وغير قادرة على القيام بواجباتها بشكل فعال، فإن ذلك يؤدي إلى البلاهة في الحكم. قد يكون هناك نقص في القدرة على تنفيذ السياسات بشكل صحيح وتطبيق القوانين بشكل عادل ومناسب.
الفساد والرشوة: الفساد يعد عاملاً مهماً يساهم في البلاهة في الحكم وضعف النظام القانوني. عندما ينتشر الفساد بين الحكام والمسؤولين الحكوميين، فإنه يتسبب في تشويه العملية السياسية وتفقير الموارد وتقويض سلطة القانون.
نقص الشفافية والمساءلة: عندما يكون هناك نقص في الشفافية والمساءلة، يمكن للحكام أن يتجاوزوا الحدود ويقوموا بأعمال غير قانونية دون محاسبة.
ضعف النظام التعليمي: قد يلعب النظام التعليمي دورًا هامًا في تشكيل القيادات السياسية والمسؤولة. عندما يكون هناك ضعف في النظام التعليمي، يمكن أن يؤدي ذلك إلى نقص المعرفة والمهارات اللازمة للحكام لاتخاذ قرارات سليمة وفعّالة.
هذه العوامل الداخلية تعكس بعض الأسباب المحتملة للبلاهة في الحكم وضعف النظام القانوني. يجب أن يعمل المجتمع والدولة على تعزيز المؤسسات القوية والشفافية والمساءلة لتحسين الحكم وتعزيز سيادةالقانون في الدولة.
وجود هذه العوامل قد ينسحب على بلاهة في الأيديولوجيات المتبناة والذي يتطلب نظرة نقدية وتحليلية لتقييم هذه الأيديولوجيات وتطبيقاتها العملية.وكذلك يجب أن نفصل بين الجوانب الإيجابية والسلبية للأيديولوجيات ، وأن ندرس تأثيرها الفعلي على المجتمع والفرد. لان الأيديولوجيات الاستبدادية تنشيء أنظمة سياسية مستبدة التي تستغل الدين لتحقيق سيطرتها وقمع الحريات الفردية والتعبير.
ان الأيديولوجيات المتطرفة والدينية هي التي تستغل الجهل والتعليم الضعيف للتلاعب بالآراء والأفكار وترويج الأفكار المغلوطة.
بعض الأيديولوجيات السياسية النابعة من معتقدات دينية اسيء تاويلها, تستغل الدين والمعتقدات الدينية لتحقيق مصالح سياسية وتحريض الأفراد والمجتمعات ضد بعضها البعض.بالاضافة الى ذلك شاعت بعض الأيديولوجيات كرد فعل على التطرف والبلاهة ومنها:
الاستهلاكية هي الأيديولوجية التي تركز على الاستهلاك والاحتياجات المادية دون الاهتمام بالتنمية المستدامة، حيث يعتبر الاستهلاك والاقتصاد المستهلكين محركًا رئيسيًا للنمو .في مقابل ذلك
الأصولية الثقافية وهي أيديولوجية ثقافية تؤكد على الاحتفاظ بالتقاليد والقيم والعادات الثقافية التاريخية، وتعارض أو تقاوم التغيير والتأثيرات الثقافية الخارجية.
هذه بعض الأمثلة للأيديولوجيات التي تؤثر في المجالين الاقتصادي والثقافي، ومن المهم أن نلاحظ أن هناك تداخل وتأثير متبادل بين الأيديولوجيات في مجالات متعددة، وقد تتبنى الدول والمجتمعات تركيبات مختلفة من الأيديولوجيات التي تؤثر في مجالات متعددة في العالم العربي.
في العالم العربي، هناك مجموعة متنوعة من الأيديولوجيات التي تؤثر في المجال الاقتصادي والثقافي.
تلعب الأيديولوجية الليبرالية في بعض المناطق في العالم العربي، والتي تركز على حرية الفرد والاقتصاد المفتوح والتجارة الحرة. تسعى الليبرالية إلى تعزيز الحرية الفردية وحقوق الإنسان وتشجيع الابتكار والمنافسة.
من الجدير بالذكر أن هذه الأيديولوجية ليست مطبقة بشكل صارم أو متكامل في جميع الدول العربية. قد تكون هناك تأثيرات جزئية لهذه الأيديولوجيات أو تبني جوانب منها في السياسات الاقتصادية والثقافية لبعض الدول، ولكن قد تتأثر تلك السياسات أيضًا بالظروف المحلية والتحديات السياسية والاقتصادية الفردية التي تواجهها الدولة
تعبر العولمة كايديولوجيا عن تكامل الاقتصادات والثقافات في العالم، وزيادة التواصل والتفاعل بين الدول. يمكن أن تؤثر العولمة في الدول العربية من خلال تطور الاقتصاد العالمي وزيادة التجارة وتبادل المعرفة والتكنولوجيا. ومن المهم أن نلاحظ أن تأثير هذه الأيديولوجيات يعتمد على السياق الثقافي والسياسي والاقتصادي لكل دولة عربية على حده، لكنها تنتج بلاهة في السياسة والحكم لأنها نتاج فكري مبرمج استعماريا تعتمد السياسة والحكم في عالمنا العربي على الاستعمار والرأسمالية في اختيار الاشخاص للوصول الى سدة الحكم، والاستعمار قادر على تحريك ادواته الداخلية والخارجية لتنفيذ مخططاته بتقنية متجددة مع الزمن مستغلا خراب العقول الذي ارسته النرجسية الصحراوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الاحتلال غرب جنين بالضفة الغرب


.. إدارة جامعة جورج واشنطن الأمريكية تهدد بفض الاعتصام المؤيد ل




.. صحيفة تلغراف: الهجوم على رفح سيضغط على حماس لكنه لن يقضي علي


.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية




.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس