الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلول الهمجية ـ 2ـ

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 1 / 9
القضية الفلسطينية


لا شك في أن الكثيرين في هذا العالم ، أفرادا و جماعات ،هم اليوم مدهوشون إلى حد الذهول ، حيال سيرورة ترحيل للناس متواصلة منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر ، في قطاع غزة بشكل رئيسي و في الضفة الغربية أيضا ، بمختلف أساليب القتل التي يتولاها جيش وضعت بتصرفه أحدث و سائل القتل ، نجم عنه تدمير على نطاق واسع للأبنية السكنية و مجازر وحشية تودي بحياة مئات المدنيين يوميا ، حيث صار كل فلسطيني مهددا بالموت في كل لحظة ، ينتظر في العراء ، جائعا و عطشانا ، فقد عددا كبيرا من ذويه من بينهم أحيانا نصف أولاده أو جميعهم . يتوجب القول أيضا في توصيف هذه الواقعة أن الأمر الذي أعطي للجيش يقضي بالعمل على تنظيف قطاع غزة و الضفة الغربية من "حيوانات آدمية " بكل الوسائل المتاحة ، ضمنا التعطيش و التجويع ، اللافت هو أن سيرورة التطهير العرقي هذه تحظى "بدعم غير مشروط " من سلطات دول الإتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة الأميركية ، سياسيا وإعلاميا ، و ديبلوماسيا و ماديا وعسكريا .
مهما يكن يتساءل المرء في سياق مقاربة بربرية " السلطة " كما تظهر من خلال " التصفية و الإبادة الجماعية " عن انعكاساتها على المدى المتوسط و البعيد ، في المجتمع سواء الذي انتج هذه السلطة أو رضخ لها و عانى الأمرين من عدوانها وتوحشها .نسارع إلى القول أنه لو قيّض للناس حرية التعبير لاختلفت بالتأكيد أراءهم و مواقفهم ،بالضد من أفراد رهط الذئاب على سبيل المثال . يبقى أن الإشكال هو في التمييز العنصري ، و في ادعاء الفوقية على الغير ، و في نعتهم أحيانا "بالحيوانات البشرية " .
يقودنا التفكر في حيثيات المواقف حيال الجريمة ضد " الإنسانية الفلسطينية " على أرض قطاع غزة و في الضفة الغربية إلى استحضار سلوك السلطات الفاشية في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية ، و تحديدا السلطة النازية في ألمانيا ، التي اتخذت قرارا " بتطهير المجتمع " من اليهود ، بكافة الأساليب و الوسائل المتاحة . لم تتخذ آنذاك السلطات في الدول الأوروبية و في الولايات المتحدة الأميركية موقفا حازما ضد سياسة التطهير العرقي التي انتهجتها الحكومة الألمانية ، و لم تبادر إلى أي عمل عسكري من شأنه اعتراضها ، ليس هذا فحسب بل أغلقت أيضا حدودها بوجه النازحين اليهود فكانوا بين خيارين إما معسكرات الحكم الألماني النازي ، و أما الهجرة إلى فلسطين ، بكلام أكثر صراحة ، كان موقف الحكومة الألمانية تجاه اليهود مطابقا لموقف خصومها في أوروبا و الولايات المتحدة الأميركية . كان الفريقان أعداء في الحرب العالمية ، و لكنهما كان شريكين في محاولة تصفية اليهود في أوروبا ، أما اليوم فهما متصالحان و شريكان في محاولة تصفية الشعب الفلسطيني .
من البديهي أن المجال لا يتسع هنا للإطالة حول العلاقة بين الدول الأوروبية من جهة و نظام الحاكم النازي في المانية و الفاشي في إيطاليا و اسبانيا من جهة ثانية ، نكتفي بالتذكير بان الحكومة البريطانية ثم الحكومة الفرنسية ، عقدت كل منهما في نهاية سنة 1938 ، قبل عام من اندلاع الحرب في 3 أيلول . سبتمبر 1939 ،اتفاقية سلام مع المانية ، تعبيرا عن أنهما ستكونان غير معنيتين بالحرب المحتملة بين ألمانيا و الاتحاد السوفياتي , فما يهمنا هنا هو الإشارة إلى أن النظام النازي في المانيا ، الذي أقترف جريمة التصفية ضد اليهود و الغجر و المعاقين ، لم ينتصر .و أغلب الظن أن جريمة من هذا النوع تكون في نهاية المطاف قاتلة لنظام الحكم الذي ارتكبها . لان الناس الذين ارتكبت باسمهم يتنكرون له و كذا الدول التي تواطأت معه تتبرّأ منه خوفا من شعوبها بعد انتهاء الحرب ، على عكس الفترة التي تسبق الحرب حيث تنتعش العنصرية و الفاشية !










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-