الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق .. عام انجازات ام ازمات ؟

محمد رضا عباس

2024 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الحرب على غزة , حرب وحشية واستهتار بالجنس البشري ولابد من إعادة النظر بكل القوانين والمعاهدات الدولية التي تهتم بحقوق الانسان . هذه الحرب حركت الضمير العالمي ولا اعتقد سينسى العالم الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيون الأبرياء , ومن ثم قرارهم بإلغاء قطاع غزه وإزالة سكانه وكان القطاع دكان عطار لم يدفع صاحبه ايجاره فقرر مالكه افراغه . لا يقرر مصير غزة الا أبناء فلسطين وليس غيرهم .
تحرك الاحرار من العالم لمواجهة عنجهية و تنمر الكيان الصهيوني على القوانين الدولية و القواعد الإنسانية ومنهم الحوثيون في اليمن و حزب الله في لبنان , وبعض تشكيلات الحشد الشعبي في العراق . وبينما ان الحوثيون هو شان يمني وحزب الله هو شان لبناني , فان هجمات بعض من تشكيلات الحشد الشعبي على القواعد الامريكية الموجودة في العراق هو شان عراقي ولابد الحديث عنه بكل صراحة .
ان هذه الهجمات من قبل بعض تشكيلات الحشد الشعبي ضد المواقع الامريكية انما تحرج حكومة السيد محمد شياع السوداني لعدة أسباب : الأول يعطي الفكرة ان الحشد الشعبي ليس مؤسسة واحدة وتحت امرة السيد رئيس الوزراء وانما مجرد تشكيلات عسكرية تتصرف وفق اراداتها وليس وفق السياسة الحكومية . ثانيا , ان الهجمات التي تقوم بها هذه التشكيلات ضد المواقع الامريكية تؤشر الى ضعف القيادة العراقية وعدم قدرتها السيطرة على تشكيل مسلح خارج عن القانون في بلد يعد عديد قواته العسكرية والأمنية المليون منتسب. ثالثا , وفي ظل عدم استطاعت الدولة بضبط هذه التشكيلات فأنها تعطي الحق للإدارة الامريكية رد الفعل ضد هذه التشكيلات . رابعا, حتى ان رد الفعل الحكومي ضد رد الفعل الأمريكي ضد التشكيلات المسلحة يصبح ضعيفا وليس مسموعا في أوساط الدوائر الدولية . اعتقد ان ما قامت به الإدارة الامريكية في ردها على الهجمات ضد قواعدها في العراق كان متوقعا واعتقد ان رد فعل حكومة السيد السوداني على الرد الأمريكي سوف لم يدعم داخليا ولا خارجيا .
السيد محمد شياع السوداني اصبح امام تحديين . الأول, ان حكومته ستكون اخر حكومة للإسلام السياسي في العراق ما لم يستطع انجاز ما سوق له , هو ان عام 2024 هو " عام الإنجازات " . السيد السوداني حقق الكثير لحد الان , وربما اصبح ذو شعبية لم يتمتع بها من كان قبله , وان خلق مشكلة مع الادارة الامريكية في هذا الوقت بذات سوف يبعده من تحقيق ما وعد به الشعب العراقي.
التحدي الثاني هو ان القوى السياسية الداخلية غير متحدة على اخراج القوات الامريكية من العرق. الاكراد بحزبيهما الوطني والكردستاني لهما علاقات متميزة مع الامريكان , فيما ان قادة المكون السني يفضلون بقاء القوات الامريكية في العراق خوفا من " التمدد الإيراني " الذي سيحل محل الامريكان حسب تصريحاتهم .
وبذلك , حتى لو طرح موضوع رحيل القوات الامريكية من العراق , فان الأصوات ستكون غير كافية لإصدار قرار او تشريع. الامريكان نجحوا بامتياز في شق الصف العراقي ما بين قوة تريد اخراج " المحتل" وقوة تريد إبقاء " الأصدقاء".
في النهاية , اعتقد ان السيد السوداني سوف لن يحصل على ما يريده , رحيل القوات الامريكية , وربما كل ما يستطع حصوله هو إعادة النظر بالاتفاقيات العسكرية التي تخص الاستشارات وتبادل المعلومات .
امام السيد السوداني الكثير من الملفات الساخنة , والتي ستقرر مصير الإسلام السياسي في العراق, وان هذه الملفات سوف لن تعطي السيد السوداني الوقت الكافي التفكير في ملف تواجد القوات الامريكية في العراق , حيث امامه ملف الخدمات , السكن , الصناعة والزراعة , البطالة , العلاقة بين المركز والاقليم , التعامل مع السيد الصدر , و الاختيار بين طريق الحرير او طريق التنمية . ولكن الأهم من كل هذه , عليه السيطرة على تشكيلات الحشد الشعبي غير منضبطة او التي تخرج عن الخط العام لسياسة الحكومة . ان نجاحه في هذا الملف سيكون مؤشرا على حقيقة قوته في إدارة البلاد وفي مستقبل البلاد , والا سيخلق لنفسه متاعب كثيرة من الإدارة الامريكية قد ترجع العراق الى المربع الأول .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة