الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاضات المرحلة الراهنة وتداعياتها(1)

رياض سعد

2024 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الاجواء العامة في العراق مكفهرة وملبدة بالغيوم والضباب ؛ على الرغم من الانجازات والقرارات الإيجابية التي اتخذتها حكومة العراقي الاصيل السيد محمد شياع السوداني قياسا بما انجزته الحكومات السابقة ؛ بل لعل هذه الانجازات هي التي دفعت البعض لتعكير صفو الاجواء العراقية العامة ؛ بحجج شتى وذرائع مختلفة اضحت كالأسطوانة المخرومة ؛ اغلب ابناء الاغلبية والامة العراقية لا يقتنعون بها ولا ينصتون لها ولا يتفاعلون معها ؛ ومع ذلك لا زال ذلك البعض مصرا على ادعاءه بانه ممثل الشعب وراعي مصالحه .
وبما ان نجاة العراق وامن وامان الامة العراقية مرتبط ارتباطا وثيقا بالأغلبية الاصيلة ؛ فأن صلحت احوال الاغلبية صلحت اوضاع الامة العراقية , والضرر الذي يصيب الاغلبية يطال الجميع فيما بعد ومن دون استثناء , والشواهد التاريخية والسياسية على ذلك كثيرة ؛ وجب التنبيه على ضرورة ترميم البيت الشيعي والاعتناء به وصيانته ؛ والا سقط السقف على جميع من في الدار , وعندها لا ينفع الندم , ويستمر الوضع المأساوي على حاله ؛ بل من المتوقع أن يزداد الوضع سوءا , ونرجع القهقرى ؛ حيث السنوات العجاف وعقود الطائفية والعنصرية والدموية والدكتاتورية , وحكومات التسلط والعنف والارهاب والتعذيب والاقصاء والتهميش , وايام الجوع والحرمان والبؤس والمرض والفقرالمدقع والعوز والفاقة ... الخ .
القاصي والداني يعلم علم اليقين ؛ ان اكثر طائفة تعرضت للظلم والعذاب والاضطهاد والحرمان في المنطقة , هي الاغلبية العراقية ؛ بالتواطئ مع القوى الدولية الكبرى والانظمة الاقليمية , فكانت مدنهم وقراهم تعج بالمآسي والأزمات والنكبات ؛ وشبح الموت الاحمر يلاحقهم في كل مكان ؛ فضلا عن سوط العذاب والفقر والحصار والتضييق والفاقة الذي يلفح ظهورهم العارية .
بعد اللتيا والتي , وعقود من النضال المثابر الدؤوب , وسنوات المحنة الطويلة وايام الجمر العصيبة ... ؛ من الله على الاغلبية والامة العراقية , واستجاب القدر ؛ وسقط الطاغية , وانجلت ليالي الظلام والظلم والظلمات ,و أشرقت شمس الحرية ... ؛ وتبدلت الاوضاع وتغيرت الاحوال , وتحسنت نوعية الحياة , وارتفع المستوى المعيشي لأبناء الاغلبية الاصيلة ؛ بل وابناء الامة العراقية قاطبة ؛ وان لم يكن بمستوى الطموح ولا يرتقي إلى مستوى المسؤولية الجادة ؛ لاسيما مع ملاحظة الاثار السلبية والتداعيات الخطيرة التي نتجت عن المواجهات الارهابية والبعثية والطائفية والتخريبية والانفصالية ضد العملية السياسية الجديدة والتجربة الديمقراطية .
نعم قيادات وشخصيات الاغلبية الاصيلة ؛ لم تقم حتى الآن بالدور المطلوب والمنشود من أجل بلسمة جراح الاغلبية ، ومساعدتهم على الخروج من محنتهم و واقعهم الامني والخدمي والمعيشي المتردي , فضلا عن تطوير البنى التحتية والقطاعات الزراعية والحيوانية والصناعية والتجارية والسياحية والتربوية والتعليمية , ومعالجة مشكلة المياه والجفاف والبطالة والمخدرات ... الخ .
فالبعض منهم انشغلوا بملذاتهم وشهواتهم ومصالحهم الشخصية , والاخر صار شغله الشاغل اطلاق الوعود والتصريحات والشعارات , بينما حشر البعض الاخر انفه فيما لا يعنيه ؛ واهتم بالقضايا الدولية والاقليمية والخارجية , بالتزامن مع اهماله للشؤون الداخلية والقضايا الوطنية والتحديات المصيرية ... ؛ وفات هؤلاء ان كلمة الاغلبية والامة العراقية هي العليا ... ؛ فلا تدفعوا ابناء الاغلبية والامة العراقية لأقصى حدودهم ولا تحصروهم في زاوية حرجة ؛ فقد لا تعجبكم ردة فعلهم فيما بعد ؛ فللصبر حدود .
ولعل من أهم المشكلات السياسية والاجتماعية والتي تؤثر سلبا على واقع الاغلبية الاصيلة , وتكدر مزاج ابناءها , وتفرق شملها , وتشتت جهودها ؛ وتضعف كيانها , وتؤخر تقدمها , وتعرضها للمخاطر والهلاك , وتضيع عليها حقوقها وامتيازاتها واستحقاقاتها المشروعة ؛ ظاهرة تصدع البيت الشيعي او الانقسام الشيعي او صراع الاخوة ؛ ما شئت فعبر ... ؛ اذ ان كثرة الدعوات والحركات الدينية المتناقضة والمتعصبة , والقيادات النرجسية المتخشبة , والاحزاب السياسية المتصارعة , تؤدي الى استمرار نزيف الدم والتضحيات , وديمومة المشاكل و الازمات .
وقد تجاوز البعض مبدأ ( خالف تعرف ) و(فرق تسد ) ؛ فقد وصل الى مرحلة المخالفة من اجل المخالفة لا لشيء اخر , فهو يخالف الاخرين دائما , ويعترض على كل شيء حتى على بسم الله الرحمن الرحيم ...!!
ويريد ان يميز نفسه عن الباقين ؛ وليته ميز نفسه من خلال الافعال الجسام والانجازات الكبيرة والقرارات الوطنية الصائبة والتي تصب في مصلحة الاغلبية والامة العراقية ؛ اذ انه يطلب التمييز عن الاخرين ؛ بالتصريحات الجوفاء والوعود الكاذبة والشعارات الفارغة , وافتعال الازمات والمسرحيات , وتمثيل الادوار الوطنية والدينية ؛ ويشهد الله انه من الد الخصام .
وراح هؤلاء يقربون الناس على اساس التوجه الحزبي والتقليد الديني والمنفعة الشخصية والعائلية والفئوية والحزبية ؛ لا على اساس الكفاءة والثقة والنزاهة والوطنية العالية ؛ واستبعدوا الاحرار والكفاءات الوطنية ؛ و سرت بسيرتهم الركبان وأكل لحم الاغلبية الاصيلة بسببهم , واصبحنا حديث الساعة , و القاصي و الداني والشريف والوضيع تطاول على الاغلبية الاصيلة وغض الطرف عن انجازاتها وتضحياتها وشخصياتها الشريفة .
يقينا، إن استمرار هذه السيرة المنكوسة والخطوات الفاشلة ؛ لا يأتي بخير قط ؛ وهذه المخاضات العسيرة والديمقراطية طيلة سنينها الماضية لم تلد لنا الا وليدا مشوها كالكاظمي واشباهه – نعم هنالك استثناءات وطنية انتخبها الشعب الا انها تعرضت للضغوط الخارجية والداخلية - ؛ مما لا شك فيه ؛ هذا المسخ المشوه وغيره من المسوخ المنكوسين ؛ ليس وليداً شرعيا لطائفتنا ومكوننا وتضحياتنا الجسيمة وتطلعاتنا الوطنية وامالنا وهمومنا الشعبية , فهم في واد والاغلبية الاصيلة في واد اخر .
وعلى القيادات الوطنية الاصيلة ؛ الاتفاق فيما بينهم بعد كل دورة انتخابات على اختيار شخصية اصيلة و كفوءة تنهض بالمسؤولية ... , واستبدالها فيما بعد , بشخصية وطنية اصيلة اخرى , وهكذا , والوقوف خلفه ودعمه وتأييده , ولعل في تجربة ترشيح السيد السوادني لرئاسة الوزراء ؛ خير مثال , فعلى الرغم من التحديات الخارجية واعتراضات البعض وافتعال الازمات الداخلية من قبل البعض الاخر , ومحاولة زج العراق في اتون النيران ؛ الا ان حكومة السيد السوداني لاقت استحسان الشعب وحظت بالمقبولية الجماهيرية المستقلة ؛ فأن ارادت قيادات الاغلبية النجاح السياسي ؛ فعليها اولا : نبذ الخلافات والصراعات والاتفاق على الاهداف الوطنية والاوليات المصيرية وتوحيد القرارات السياسية ؛ وثانيا : ترشيح شخصيات ناجحة تكسب ود الجماهير من خلال انجاز المشاريع والاعمال وتقديم الخدمات وليس من خلال الاعلام والحملات والفضائيات , وثالثا : مصارحة الاغلبية والامة العراقية بالتحديات والمخططات الدولية والاقليمية وبيان خطورتها واثارها وتداعياتها وعدم إبقائها طي الكتمان ... .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا