الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة ثورة الياسمين بعد انتظار دام تسع سنين!!

كريمة مكي

2024 / 1 / 10
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعد قلق كبير دام في تونس لتسع سنين و مع خوف عظيم تزامنَ وقتها مع حلول أولى موجات الوباء على أرض الخضراء، انطلق على سكّة الثورة الطّامحة و في يوم مسعود، قطار المحاسبة لأهل الجشع و الفاسدين من سلالة المسؤولين.
في ذلك اليوم من أيّام ربيع ألفين و عشرين، قامت ثورة تونس البهيّة من رقاد التسع سنين مبدّدة كلّ المخاوف و المحاذير لتنطلق بتؤدة و بإيمان كبير في تأمين الرحلة الأولى لقطار العدل في بلاد الياسمين.
كتبتُ يومها بقلمي الحزين ما أملاه عليّ قلب الثورة المفعم بالأمل و بالحبّ و الوفاء لكلّ التونسيين المظلومين و المحرومين.
ʺتونس يوم 20/04/2020
اليوم فقط تحقّق أهمّ مطالب تلك الثورة العطِرة الفتيّة التي تمّ الالتفاف عليها و التنكيل بها طيلة تسع سنين ليتمادى الظلم الأليم و يتمادى المفسدون في فسادهم القديم و إن تبدّلت علينا فقط أسماؤهم و مسمّياتهم و ألوان أقنعتهم و راياتهم.
قبل اليوم: كان ذلك المسئول يحتكر في الأزمة و في غير الأزمة و أمام أعين الجميع من حوله دون أن يخشى أبدا من دخول السجن فالكلّ في الحلقة الموبوءة المحيطة به متواطئ و إن بدرجات: فإمّا لمنفعة و إمّا لخوف و إمّا بإهمال و تقصير.
البارحة فقط و في هذا الزّمن المفزع و المُميت و في جهتي الأم، جهة الكاف الجميلة المنسيّة، يعمد ʺالسيّد المعتمدʺ إلى احتكار المواد الغذائية و منْعها عن مستحقّيها هو الذي لا تكاد تفصله عن الآخرة إلاّ لحظات قليلة باعتبار أنّ الوباء قد جعل النّاس في شكّ من كلّ لحظة آتية و اعتبار أنّها قد تكون القاضية.
في هذا الوقت الذي هو أشبه بالقيامة الصّغرى التي أذّنت في العالم كلّه، لم ينسى ʺالسيّد المعتمدʺ ممارسات أسلافه فأوفى لها و وفّى و كأنّه سيعيش فيها أبدا...فإذا به يُهمل منظوريه ليجمع لخاصّة نفسه ما قد لا يلحق حتّى على عَدِّهِ إذا ما عاجله الوباء في لحظة ماكرة.
إنّه الجشع و إنّه لداء يستبدّ بالنّفوس حتّى و إن كانت على شفير الهاوية و هو لا يقتصر على الموظفين بمختلف درجاتهم بل قد يشمل حتّى من يتعاطون مِهَنا نبيلة كمهنة الطب التي عاد لها صِيت نُبلها بفضل هذا الوباء، هي التي قبله بقليل صارت مرتعا للمضاربين منهم بصحّة البشر في سبيل جمع ملايين قليلة أو كثيرة و هم لا يدرون أنّهم بِقَسَمِ ʺأبقراطʺ الذي أقسموه لا يشترون إلاّ ثمنا قليلا...و عارا طويلا!!
اليوم و بفضل هذا الوباء عرفنا الغثّ من الثمين في أكثر من مجال، إلاّ أنّه و إن كان للأطباء ، أوّلا و بالأساس، ضميرا تاريخيا يصُدّهم عن التلاعب بحياة النّاس فإنّ للموظفين في الدولة – إذا ما غاب عنهم الضمير- دولة حازمة لا تخشى من سجن ʺمعتمدʺ لديها كانت تعتمد عليه في إمداد المحتاجين بحاجياتهم فإذا به يعتمد على حاجة المحتاج لسدّ حاجة في نفسهِ التي لا تشبع.
إنّ حدث سجن ʺالمعتمدʺ بسبب الاحتكار لهو حدث جَلل، به سنؤرّخ لبداية الثورة الحقّة على النظام القديم المتهالك.
فالحمد لله أن بلغنا زمن محاسبة المسئول المحلّي الفاسد و إيداعه السّجن بتهمة طالما اعتبروها بسيطة هيّنة و هم يعلمون أنّها كبيرة و لكنّهم كانوا كذلك، على الحق، دوما يتجاسرون.
الحمد لله كثيرا أن بلغنا هذا الزّمن و كنّا، رغم الأمل المرابض في الأعماق، نظنّ تلك الثورة الحالمة قد انقبرت و نامت نومة دهرها فإذا بالوباء يُعيد إحياؤها في أجمل صورة على يد الحاكم الصّالح ʺقيس سعيدʺ فهنيئا لتونس و هنيئا لنا بهذا الرّجل الصّادق الذي أوفى، كأجمل ما يكون الوفاء، للثورة في زمن الوباءʺ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة