الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صَنْدَلُ مِيكَا أَزْرَقُ يَنْزَلِقُ مِنَ آلْقَدَمَيْنِ(3)

عبد الله خطوري

2024 / 1 / 10
الادب والفن


فْغَاجيل إيلُولَدْ دَڭْ تْسَا نْيُورْ آيَنَّانْ (1) ببهاء النجوم وعبير عرائش الكَرْمِ ولسعة نسْغ التين آغي نتازارتْ دَݣ وُوسَّانْ نيغودانْ (2)، لكنهم نخروا نخاع النخوة في أمشاجه أضحى هَـشا كريشة تلعب بها الأنواء غير المتوقعة، خفيف الظل، مُشَتّت، لا ظل له تقريبا، شفافا لا يُرَى لا يشعر به مَنْ حوله في مجامعهم أو ملاسناتهم .. لا رأي له في ما يشارك به الآخرين مِن ومِن .. لا آخرين عنده بعد الذي وقع .. كل الأنااام سيان .. ثقيل الدم بمزاج متقلب عصبي حاد المعاملة .. فظ يابس آلقلب .. هكذا يريد أن يبدوَ _ خشن آلطبع رغم حساسية مرهفة تُلاحَظُ عليه في كثير من الأحيان، مُعَادٍ لنفسه يمقتها يمج نزوعها للانزواء داخل أقبية تدحرج أدراجها متلولبة داخل قيعان لاضياء فيها، لكن من كثرة معايشته أجواءها المفحمة أضحتْ أليفة يستأنس بها يرتاح لها .. مخروم الرأس مفروم الأوصال .. وِيرْ إيزْ مَايْ مَايْنْدْ ..؟؟.. (3) يصرخ لا يفقه ما يحدث له .. يدرك أنه وسط أتون عُضال منذ وقت ليس بالقصير سَيُودي به لا محالة في لحظة تغفل فيها اليقظة يشرد الانتباه .. يعلم ذلك جيدا، بيد أنه لا يبدي أي رد فعل لتفادي هذا المصير .. يستسلم لخَدَر جارف يستشعره لذيذا .. ينتظر نهاية قاطعة آتية لا ريب في مجيئها .. متى .. ليس يدري .. يحك قفاه قليلا .. يقصد إحدى دور السينما .. يقف .. يتملى ملصقا هائلا كُتبت تحته العبارة التالية ..

"طُوبَى لِمَنْ دَبَّ إلى عُيونِهِمُ آلنُّعَاسُ .. إِنَّهُمْ عَمَّا قَرِيبٍ سَيَرْقُدُونَ ..." (4)

يدخل القاعة المعتمة .. يحدق جاحظا إزارا شاحبا تنعكس عليه أضواء مختلفة باهتة ساطعة تُبرز أشكالا تتحرك بأصوات جهيرة هامسة مجلجلة .. في البداية، كان يتابع تتابع اللقطات محاولا إيجاد علاقة ما بين المشهد والمشهد، لكن مع توالي الصور بدأ النعاس يدب في شرايينه، فلم يكن منه إلا أن آستسلم للغفوة بكل عفوية .. استغرقه ذلك وقتا مَرَّ خاطفا لم يشعر إلا وجلبة أرجل تنفَضُّ من حوله تترك القاعة ..

_ سَالينااا ..

قال أحدهم سمح لنفسه بالوقوف فوق رأسه مباشرة كأنه يحصي عليه أنفاسا تلاحق في أحشائه بسكينة ودَعة ..

_ماذا ..؟؟..

استفهمَ ببلادة ..

_سَالا الشغلْ فََضِّينَا كُولشِي مْشَى بْقيتي غيرْ نْتَا وحْنا وشي قطوط كَحْلينْ يْقَلَّبُو عَلْ لَطْيَارْ وحْنَاشْ وغيرانْ راه غادي نشوفو شغالنا معاهم .. (5)

ضحك في قرارته ولم يضحك أمام الواقف فوق رأسه .. نظر يمينا .. لا أحد .. رنا يسارا .. لا أحد .. كلهم ذهبوا .. منذ لُحيظات فقط كانت القاعة محفلا غاصا باللغط والجلبة وفرقعة العلك بين أضراس تمضغ عجائن مطاط دون كلل .. تذكر طريق الزفت المعفر بالفخاخ .. أووف .. تذكر مومس قارعة الطريق هِيتْشْ هَايْكِينكْ الصفيقة التي تعشعش في رأسه كفكرة مُلحة جَرْجَرَ تجربتَها في بلد ما وراء البحار أين عاش عايش صال جال ناقش بحث أسَّسَ عَلِمَ عَلَّمَ عمل حبَّرَ سَوَّدَ سافر أعاد السفر في سموات عُلا يُقلب ذات اليمين ذات الشمال يكتشف نافذا بسلطان لا قبل لمَن يحيطونه به .. يطفر في أذنيه رعد بينْكْ الصاخب غمغمة ديلانْ جعجعة بْلُوز زنوج فقدوا بوصلتهم وشَفْرَة بآبئ مجروحة في ليالي غنى فيها قمر أزرق وحيدا بلا نديم أو سمير، وسنور بُّو الأعور مُولْ سَبْعْ رْواحْ ضاحكا يتلف في دهاليز أقبية معتمة ولعلعة سحيق حاملات الحطب في جيدهن حبال من رحم يَلدْنَ ما لا يُولَدُ من الفلذات يعقلنها على الله ويكملن الرحيل .. زمن البُزاة والفهود الطافحة بتوق الطيران في مهامه الفيافي ولَّى سيد فْلُويد يا أيها الهندي الأهوك مُذْ سكن الغابات الحديدُ وزمهرير الصديد ..لا أمل .. كلهم رَحلوا .. نفق مَنْ نفق .. صِيدَ مَنْ صيدَ والبقية مرهونة في زرائبهم يشاهدها البلهاء من وراء القضبان في آنتظار فناء جديد .. حتى الموت لا خيار لك فيه لا حق .. عيشة ضنك بزز وخلاص .. بَااارَكَا ّذاتْ إينَافْ كفى .. لماذا أتيتُ لماذا رجعتُ ..؟؟..

_آشنو دَرْنا واشْ مازال ما ساليتي حْنَا بعدا سالينا ..

قال الواقفُ ..

_عْلاشْ ..

قال الجالسُ .. همس بها لنفسه، لم يشأ أن يُسمعها للذي سمح لنفسه الوقوف فوق رأسه ..

_ أوووكي ..

صاتَ في وجه الفراغ الباهت قُدَّامه وآنصرف ..

_يُتْبَعُ ...

☆إشارات :
1_فْغَاجيل إيلُولَدْ دَڭْ تْسَا نْيُورْ آيَنَّانْ : السيد هشاشة ازداد في كبد القمر كذلك زعموا
2_آغي نتازارتْ دَݣ وُوسَّانْ نيغودان : حليب التين في الأيام الراغدات
3_وِيرْ إيزْ مَايْ مَايْنْدْ : أين عقلي
4_هكذا تكلم زرادشت/ نيتشه
5__بارَكا : كفى !!
_سالينا : أنهينا
سالا الشغل : انتهى العمل
_فَضِّينَا : أنهينا
_كُولشِي مْشَى : الكل انصرف لحاله
_بْقيتْ غيرْ نْتَا وحْنا : لم يبق الا أنت ونخن
_وشي قْطوط كَحْلينْ يْقَلَّبُو على طْيَارْ وحْنَاشْ وغيرانْ : وبعض الهررة السائبة سود يبحثون عن طيور وزواحف وغيران
_القط مول سبع أرواح : الهر ذو سبعة أرواح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كندة علوش ملهاش في الأكشن وبتمنتج معايا أفلامى .. عمرو يوسف


.. كيف برأ الباحث إسلام بحيري فراس السواح و يوسف زيدان من التط




.. -للحديث عن الغناء الكلاسيكي-.. صباح العربية يلتقي بالفنان ال


.. الفنان السعودي مشعل تمر يوصف شعوره في أسبوع الأزياء بباريس




.. الفنان السعودي مشعل تمر يتحدث عن حصوله على مليار مشاهدة على