الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجربة الدكتور مصدق ،،

حسن مدبولى

2024 / 1 / 11
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


فى نهاية الأربعينيات بدأت بوادر ثورة سلمية ديموقراطية إستقلالية فى إيران، وبالفعل نجحت عملية التغيير السلمى وتمت الإطاحة بالحاكم الايرانى المستبد الشاه(الامبراطور) محمد رضا بهلوى، و أصبح الدكتور محمد مصدق رئيسًا للحكومة في مايو 1951 وبدأت عمليات التغيير لتحرير إيران من ربقة الإستعمار الأمريكى الغربى الذى كان يمتلك مقدرات القرار الإيراني أثناء حكم الإمبراطور،
وكانت أهم قرارات رئيس الوزراء الجديد هى تأميم صناعة البترول وإعادة ملكيتها للدولة، وأعلن أن إيران ستصبح جمهورية ديموقراطية ،لكن الولايات المتحدة ومعها إنجلترا لم تتركا الرجل يبنى دعائم الدولة المدنية الديموقراطية ، فبدأت على الفور تدبر وتحيك المؤامرات ضده، وأستخدمت فى ذلك كل الأدوات الخارجية والداخلية لإسقاطه،
وواجه الدكتور مصدق مقاومة داخلية ودولية وإقليمية عارمة ،لكنه استمر فى طريقه الديموقراطى السلمى لتحقيق إستقلال ايران ومحاربة النفوذ الغربى، وإستمر في رئاسة الوزراء حتى 19 أغسطس 1953 حيث أسقطه انقلاب رجعي استعماري وتم الحكم بإعدامه ثم تم سجنه بعد تخفيف الحكم ، مع التنكيل بمؤيديه بلا رحمة، وإنتصرت الثورة المضادة وأعادت دكتاتورية الإمبراطور محمد رضا بهلوي بسلطتها المطلقة مدعومة من الاستعمار والقوى الإقليمية التى ترفض التغيير دوما مادام سينهض بالشعوب المستعبدة،
وبعد نجاح الإنقلاب خيمت أجواء القمع على المجتمع الإيراني لأكثر من ستة وعشرين عاما،مارست خلالها الثورة المضادة كل أساليب القمع والقتل والسحل والسجن والاغتصاب ضد أى معارضة شعبية، وقام جهاز السافاك الايرانى بتصفيات واسعة ضد كافة المعارضين بدون تفرقة وسط مباركة من العالم الغربى المنافق وربيبته إسرائيل التى افتتحت سفارتها فى العاصمة الإيرانية طهران، لكن الشعب الإيرانى تحرك مرة أخرى وقام بمظاهرات سلمية عارمة، فواجهه جيش الإمبراطور المجرم عدو الشعب بالمدافع والدبابات وعمليات الإعدام فى الشوارع،ويقال أن عدد من قتلوا أثناء التظاهرات وسط طهران وحدها عام 1979 أكثر من ستين ألف شهيد ايرانى؟
المهم أن إرادة الشعب الإيرانى انتصرت فى النهاية عام 1979 رغم الأثمان الفادحة، والأكثر أهمية أن قادة الثورة هذه المرة تعلموا الدرس جيدا وإتعظوا مما حدث للدكتور مصدق وحكومته وأنصاره، فسادت الثورة المنتصرة إتجاهات تفضل أستخدام العنف والقسوة ضد انصار النظام السابق وعملاء أمريكا، فتم تشكيل ما يسمى بمحكمة الثورة التى شرعنت عمليات التصفية والإعدامات الثورية بدون رحمة لكل من ساند الثورة المضادة صغيرا كان أم كبيرا ، فتم اعدام رجال دين مسلمين وغير مسلمين، ورؤساء وزراء، وجنرالات، وأساتذة جامعات، ورجال أعمال، وصحفيين وإعلاميين، و قضاه وسياسيين ،

وهنا يحضرنا تساؤل تاريخى هام، وهو ماذا لولم يتم التآمر على حكومة الدكتور مصدق السلمية التى كانت تحاول تحرير إيران بتحضر وسلمية وديموقراطية، ألم يكن ذلك هو الطريق الأفضل للشعب الإيراني وللعالم بأسره ؟
ومن هو المسئول الحقيقى عن إنتصار طريق الغلو والعنف فى إيران ؟، هل هى تعاليم الدين الاسلامى كما يهرطق المهرطقون ؟
أم أن الثوار الجدد هم الذين يحملون أفكارا متطرفة تعادى السلمية والمدنية كما يزعم بعض المدلسين والطائفيين !؟
أم أن المسئول الحقيقى والفعلى والمنطقى عن سيادة أجواء العنف والتطرف فى إيران هم الذين رتبوا وخططوا وتآمروا بنذالة وخسة ضد حق شعب من شعوب العالم الثالث فى التغيير السلمى الديموقراطى، والذين قاموا بمساندة الإنقلاب الرجعى على الحكم المدنى ، وباركوا عمليات القتل والعنف ضد السلميين العزل من قادة وأنصار الثورة السلمية بقيادة الدكتور محمد مصدق حفاظا على المصالح الغربية الإستعمارية الأنانية؟
والإجابة واضحة تماما لا تحتاج تعليقا ، كما أن لاشيئ تغير لدى هؤلاء الإستعماريين المجرمين القتلة ، فالأمر يتكرر بدون توقف ، ولايزال دعمهم للمجرمين والديكتاتوريين مستمرا ، وهو وضع قد يرغم الشعوب المقهورة لتختار مضطرة طرقا مساوية لمقدار المؤامرات الغربية، ومضادة لها فى الإتجاه تأسيا بنجاح التجربة الإيرانية !؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام