الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابلة مع ادغاردو لانجر (*) فنزويلا: أسبوعان قبل الانتخابات

المناضل-ة

2006 / 11 / 24
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بعد اسبوعين، يوم 3 ديسمبر 2006 ، ستجري الانتخابات الرئاسية بفنزويلا. وهوغو تشافير قيد الفوز بها بسهولة، وبعجلة، مع الامساك بكرباجه. الوضع بعيد عن شكوك الماضي بمناسة استفتاء العزل قبل عامين[15 اغسطس 2004] لما كانت المعارضة تعد بنصر غير متوقع [ مجاز مرتبط بسباق الخيل]. كما انه بعيد عن الانتخابات التشريعية للسنة السالفة عندما اكدت المعارضة، المتراجعة، على تجريد العملية الانتخابية من مشروعيتها، وبقيت دون مجموعة برلمانية. ثمة حاليا ادمغة هادئة اكثر تفرض نفسها وتدرك ان وقتا مديدا امام تشافيز، وانه على المعارضة ان تبني ذاتها على المدى المتوسط. وفي غضون ذلك تتخطى الانشغالات داخل الحركة التشافيزية الموعد الانتخابي. ويُلحظ توتر متنام بين الجماعات القاعدية حيت تنفتح قنوات مشاركة جديدة وينضاف فاعلون جدد من جهة والقيادة حيث يسود الاسلوب الشخصي واللاشكلي للزعيم من جهة ثانية.

--------------------------------------------------------------------------------




لماذا يفوز تشافيز؟

ادغاردو لانجر: يفوز بسبب السياسات العمومية. لقد جرى حفز درجات تنظيم اجتماعي ومشاركة قطاعات شعبية في ميادين التعليم والصحة والتغذية لم يسبقها نظير في تاريخ فنزويلا. انها توجهات ذات عيوب، ومرتجلة، لكنها وضعت لتتجاوز النماذج الاسعافية للحكومات السابقة. فقد جرى تصورها بغاية بناء مواطنة وتحويل سياسي للقطاعات الشعبية. يجب النظر بعين ناقدة جدا لمختلف الاوجه مثل الارتجال، والصراع العنيف بين القطاعات، والفساد. لكن لا مراء ان ثمة تحول. كان المساعدة الاجتماعية سابقا تتركز على الاشد فقرا كنوع من السياسة التعويضية. اما اليوم فيقام نموذج اسعاف اجتماعي شامل.

في مضمار الصحة تُفتح مراكز صحية اساسية في كامل البلد، مراكز يستلزم اشتغالها تشكيل لجان صحية. وتضطلع بمهام التشخيص، والاحصاء، والمتابعة، والاستثمار تنفذ فعلا او لا تنفذ. وهذا كله يتطلب سيرورة تنظيمية. ليس لغاية اشتغال المركز وحسب، بل من اجل تطوير تنظيم على الصعيد الاجتماعي وبناء مواطنة.

والمعارضة ؟

ادغاردو لانجر: تمكنت المعارضة، بعد مصاعب عديدة، واخطاء سياسية كثيرة، من الاعتراف انها لن تتخلص من تشافيز بين عشية وضحاها. وتسعى الى بناء بديل للبلد بامتلاك مشروع. وهي ما زالت قوة غير متجانسة، بها قطاعات مؤيدة لانقلاب. لكن يهيمن بها حاليا قطاع يبدو انه قد استوعب- بعد ان ساند الانقلاب[11 ابريل 2002]، والاضراب في قطاع البترول [نهاية 2002]، والفشل في استعمال الاصوات المحصلة في الاستفتاء [ اغسطس 2004]، ورفض الاعتراف بالنتيجة، وبعد الانسحاب من الانتخابات التشريعية[ نهاية 2005] وترك الجمعية التشريعية للحركة التشافيزية- درس امكان التعزز كقوة اذا بنا نفسه مستقبلا.

كيف تخوض المعارضة المعركة؟

ادغاردو لانجر: في الحملة الرئاسية يدرك مانويل روزاليس [ حاكم ولاية زوليا غرب البلد] انه ضامن اصوات اليمين، لذا يسعى الى خوض معركته في القطاعات الشعبية بواسطة حملة شعبوية جدا، نوع من الشعبوية الليبرالية غير المالوفة. يقترح خلق نظام بطاقات سلف تتيح توزيع مداخيل البترول للسكان. هذا بنظري خيار عديم المسؤولية بشكل عميق. الامر يعني توزيعا للموارد العامة على نحو مفرَد أي نقيض لما يجري جاليا.

وماذا عن التشافيزية؟

ادغاردو لانجر: ثمة في التشافيزية وجه نقص، توتر قوي بين ذلك التنظيم الاجتماعي بالغ الاتساع من جهة وبنية سياسية تنطوي على اوجه قصور تنظيمية عديدة، أي ادوات ومساطر اتخاذ القرار، من اجل ارساء وساطة اجتماعية بين زعامة تشافيز والقطاعات الشعبية، ويتجلى ذلك في قطاعات عديدة من السيرورة، ولم يتم علاج هذه العيوب. ثمة حفز ومطالبة واحتفاء بآلية البناء الديمقراطي لكن يجري تركيز سلطة القرار على نحو يهدد بخنق السيرورة الجاري بناؤها. انه توتر مميز للزعامات من هذا النوع التي قد تفرغ مع الوقت ما تقترح هي ذاتها من مضمون ديمقراطي. تجد منظمات اجتماعية عديدة متفقة مع سيرورة التغيير اسباب عديدة لتفسير استيائها: العصبوية، والفساد، والزبونية. انها تحديات تظل مرتبطة بنقاش يتعين فتحه لأن الاولوية موجهة حاليا الى اعادة انتخاب تشافيز. اعتقد ان العديد من هذه المسائل ستبرز في النقاش العام، ليس بدفع من المعارضة، بل داخل التشافيزية ذاتها. ثمة اشكال انزعاج عديدة مثلا من السياسة الحكومية.

وماذا عن التحاف مع ايران؟

ادغاردو لانجر: ليس لأامر اثر كبير محليا. لا اعتبر ذلك تحالفا. ليس مثل الصين التي لها حضور سياسي كبير هنا. ثمة مع ايران اتفاق استثمار في مصنع تجميع الجرارات الايرانية الموجة للتصدير الى بوليفيا. لكنها علاقات تتعقد. من حسن الحظ ان حكومة فنيزويلا اتخذت موقف ابتعاد من القنابل الذرية الكورية الشمالية، بينما بدا في البداية انها تؤيدها. لكننا نسير الى حد ما قرب الهوة. لكن المشكل الرئيس متمثل في السياسة العدوانية للولايات المتحدة الامريكية. فقد اجتاحت العراق بينما لا يملك هذا البلد اسلحة دمار شامل وهي تدرك ذلك. لست ادرى ان كان المشروع النووي الايراني يستهدف صنع اسلحة نووية. انا شخصيا ضد السلاح النووي. لكن سياسة المنظومة الدولية غير شريفة يشكل خارق اذ تبيح لاسرائيل والهند وباكستان امتلاك اسلحة نووية.

هل من المفيد التواجه مع الولايات المتحدة الامريكية؟

ادغاردو لانجر: الاستفزاز المستمر بوجه الولايات المتحدة غير مستحب بنظري. ويبدو لي ان المواجهة الفكرية والتمايز مستحبان جدا. انا اوافق تشافيز على ما قاله بالامم المتحدة لانه علاوة على ذلك يجب ان يقوله لانه الوحيد الذي يفعل ذلك. لكنه لا أتفق مع النبرة المستعملة. صورة الشيطان غير ضرورية. ليس بوسع فنزويلا مواجهة اكبر قوة عالمية. ميزان القوى في غير صالحها بشكل كبير.

هل يمثل الدعم من رئيس البرازيل لولا مساعدة؟

ادغاردو لانجز: افاد ذلك تشافيز. يرى هذا الاخير فائدة في كل ما يتيح تفكيك ما تبنيه الولايات المتحدة من يسار جدير بالاحترام من جهة ومحور الشر من جهة . جرى انتقاد لولا لانه ساند اعادة انتخاب تشافيز. لكن يبدو لي ان خرافة عدم التدخل تهريج عالمي. ان للاحزاب السياسية بعد عالمي منذ سنوات. وتقوم الولايات المتحدة الامريكية بتطوير مشروعها السياسي في العالم باسره. ارى ان تعرف القطاعات التقدمية على بعضها البعض وتعاونها امر مشروع تماما.

عن الموقع السويسري http://www.alencontre.org

تعريب جريدة المناضل-ة

(*) ادغاردو لانجر باحث في علم الاجتماع بالجامعة المركزية في كاراكاس. نشرت المقابلة بالجريدة يومية الارجنتينية Pagina 12 يوم 19 نوفمبر 2006









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الأربعاء 3 يوليو 2024


.. لاختبار ما يعيشه أبنائهم.. الآباء في كوريا الجنوبية يسجنون أ




.. مذيع صباح العربية عن إحساس الأبوة: تربية طفل أصعب من رئاسة أ


.. صباح العربية | اقلق اليوم.. تصاب بباركنسون غدا




.. شروق الشلواتي تناشد القضاء اللبناني: -دكتور فود برئ لا تظلمو