الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف جديد بين حزبي الوردة والكتاب وحزب المصباح يكابد العزلة

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2024 / 1 / 12
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


عقد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بزعامة إدريس لشكر وحزب التقدم والاشتراكية برئاسة نبيل بن عبد الله لقاءين متقاربين: الاول يوم 15 دجنبر الأخير والثاني يوم 10 يناير الجاري.
مناسبة نزول هذين اللقاءين ليست سوى مبادرة من الحزبين إلى تشكيل تحالف مفتوح تتشكل نواته الصلبة من الحزبين المذكورين.
في اللقاء الأول، قيل إن مواجهة ما أسمياه "الأداء السياسي الضعيف" للحكومة، كان هو الداعي إلى أطلاق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية (معارضة) "مبادرة إلى "عمل وتنسيق سياسي مشترك" وذلك بحسب إعلان سياسي مشترك صدر في نفس اليوم (الجمعة 15 دجنبر).
في هذا الإعلان السياسي، الذي وقعه بمقر حزب الوردة بالرباط، الأمين العام للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله، أوضح الطرفان أن هذه المبادرة المشتركة تهدف إلى “مواصلة المجهود الوطني للدفاع عن الوحدة الترابية”.
والأمر أيضاً يتعلق بتعزيز العمل المشترك في ما يواجه الوضع السياسي من "ضعف الأداء السياسي للسلطة التنفيذية، وقصور التواصل، والهيمنة العددية للأغلبية".
وبات من الضروري الآن، بحسب الإعلان المشترك، إنشاء "جبهة وطنية" منبثقة عن "حركة مجتمعية وطنية لتوفير بديل للوضع الراهن". وهذا يدعو أيضا جميع القوى السياسية اليسارية الأخرى، والمنظمات غير الحكومية، والنقابات، سواء كانت موجودة في البرلمان أم لا، للانضمام إلى هذه المبادرة التي تظل "مفتوحة"، من خلال إنشاء لجنة مشتركة دائمة بين الحزبين.
كما أكد نبيل بن عبد الله ردا على سؤال أحد الصحفيين أن مبادرة العمل المشترك هذه “ لا تستثني المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية”. وقال إدريس لشكر من جهته: "هناك العديد من النقاط التي تربطنا بالحزب التقدم والاشتراكية، ولهذا السبب خرجت هذه المبادرة إلى العلن"، مقدراً أن "المعارضة لم تكن قط مهمشة كما كانت في ظل الحكومة الحالية".
كما تحدى رئيس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية السلطة التنفيذية بشأن “خطورة الوضع الاجتماعي”، مؤكدا أن “ ناقوس الخطر قد دق”. وشدد الزعيمان على ضرورة الانتباه لنبض لشارع، معتبرين أن هذه الحكومة غير قادرة على التواصل مع الشعب.
وحين سئل نبيل بن عبد الله: هل يمكن أن يستمر هذا التحالف بين الاتحاد الاشتراكي والحزب التقدمي الاشتراكي حتى انتخابات 2026؟ أجاب قائلا: "نحن لا نستبعد ذلك (يقصد استمرار التحالف حتى الانتخابات)، ولكننا نفضل أن نقتصر في الوقت الحالي على تنسيق وتعزيز أعمالنا المشتركة من خلال ترك الوقت يقرر".
لكن اللقاء الثاني نظم في سياق مضطرب أرخت عليه بظلالها
الفضيحة "التي ضربت "حزب الأصالة والمعاصرة" (أحد المكونات الثلاث للأغلبية)؛ ما جعلها تناقش على نطاق واسع من قبل نبيل بن عبد الله وإدريس لشكر.
قال الرجل الأول في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية:
"دون اتهام أي شخص (احتراما لقرينة البراءة، ملاحظة المحرر)، نحن نعتبر أن المؤسسات قد تعرضت للتو لصدمة"، في إشارة إلى قضية تهريب المخدرات الدولية التي تشمل بشكل رئيسي اثنين من قادة حزب البام، سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي.
أكد الطرفان منذ فترة طويلة على ضرورة مكافحة الفساد والرشوة. واليوم ندعو إلى التحرك مع الأحزاب السياسية الأخرى حتى تتحمل الحكومة مسؤولياتها كاملة”. وجاءت تصريحاته قبيل افتتاح جلسة عمل مشتركة ترأسها مع نبيل بن عبد الله، بمشاركة أعضاء سياسيين من الحزبين.
كما ركز اللقاء على إطلاق برنامج عمل يهدف إلى تعزيز التعاون السياسي بين الطرفين. ويأتي هذا الاجتماع يوم الأربعاء بعد الإعلان الصادر في 15 ديسمبر 2023 عن إنشاء “مبادرة عمل سياسي مشترك وتنسيق” لمواجهة ما أسماه حزبا "التقدم الاشتراكية" و"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" بـ “سياسة الأداء الضعيف للحكومة الحالية”.
وقال نبيل بن عبد الله: "لقد قررنا تعزيز التنسيق السياسي والانفتاح على الأحزاب الأخرى في إطار حضور أكبر على الساحة السياسية".
وخلص إلى أن “التنسيق والعمل المشترك سيشمل مختلف هيئات الحزبين، لا سيما الهياكل الموازية مثل جمعيات الشباب والنساء والمنتخبين”.
على خلاف تصريح نبيل بن عبد الله الذي رحب بحزب "العدالة والتنمية" في التحالف الجديد، يشعر زعيم هذا الحزب الإسلامي بالعزلة أكثر فأكثر على الساحة السياسية بعد التقارب بين حزبي "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" و"التقدم والاشتراكية".
ذلك أن عبد الإله بنكيران لم يستطع أن يستوعب أن حليفه نبيل بن عبد الله ألقى بنفسه في أحضان ألد خصومه إدريس لشكر.
وفشل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، في محاولاته لإفشال التقارب الذي حدث منذ ايام بين الحزبين الاشتراكيين. وتوج هذا التقارب بلقاء انفرادي بين إدريس لشكر ونبيل بن عبد الله. اجتماع أعقبه تشكيل لجنة مكونة من قادة الحزبين، مسؤولة عن وضع منصة سياسية لتوجيه عملهما المشترك.
وأيد عدد من الأطراف في الأوساط السياسية المبادرة التي اتخذها الطرفان، في حين رحب آخرون، في الأغلبية والمعارضة، بهذا التقارب بتخوف. ولذلك تتساءل أطراف الائتلاف الحكومي عن أسباب وأهداف هذا التقارب. لكن مساراتهما انفصلت خلال «البلوكاج» الذي أعقب تعيين بنكيران لتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التشريعية لعام 2016.
ثم اتُهم رئيس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، بالمشاركة بنشاط في هذا الانسداد بينما اختار زعيم حزب التقدم الاشتراكي دعم معسكر بنكيران. إن غضب حزب العدالة والتنمية، برئاسة الأمين العام عبد الإله بنكيران، تجاه التقارب بين الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحزب التقدمي الاشتراكي، يثير العديد من الأسئلة. ولم يتردد بنكيران في التعبير للمقربين منه عن استنكاره “لهذا التحالف بين الحليف (بن عبد الله) والخصم السياسي (لشكر) الذي وصفه بالخائن ”.
وأكدت جريدة "الصباح" أن الزعيم الإسلامي برر سخطه بجحود حزب التقدم والاشتراكية الذي “ كان يرعاه ويدلله لفترة طويلة على حساب حزبه والذي دفع حتى ثمناً باهظاً مقابل ذلك”. لكن بدلا من أن يشعر بالامتنان، ارتمى بن عبد الله في أحضان إدريس لشكر، نافيا ما قدمه له بنكيران وحزبه من خدمات وتضحيات. سبب قلق بنكيران هو تخلي جميع أصدقائه عنه. وهكذا، بعد أن تخلى عنه رئيس حزب الأصالة والمعاصرة، الذي أعلن صداقته بصوت عالٍ، أدار حليف آخر (بن عبد الله) له ظهر المجن. ونتيجة لذلك، يشعر زعيم حزب العدالة والتنمية وأتباعه اليوم بالعزلة على الساحة السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي