الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق: الفرص الضائعة والمستقبل المجهول

احمد الجسار
كاتب وصحفي

(Ahmed Al-jassar)

2024 / 1 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


العراق بلد ذو موقع جغرافي متميز وثروات طبيعية هائلة وتاريخ وثقافة عريقة. ومع ذلك، فقد أهدر العراق العديد من الفرص التي كان يمكن أن تجعله في طليعة دول العالم.
فيما يلي بعض الأمثلة المحددة للفرص الضائعة في العراق:

1. بيئة سياسية غير مستقرة

• اضطرابات ما بعد العثمانية (1920-1958): أدى الانتقال من الحكم العثماني إلى النظام الملكي، وما أعقبه من انقلابات وثورات، إلى خلق حالة من عدم الاستقرار المزمن وأعاق خطط التنمية طويلة المدى.
• النظام البعثي (1968-2003): على الرغم من تحقيق بعض النجاح في التحديث، إلا أن قمع النظام الاستبدادي وتركيزه على التوسع العسكري على حساب التنمية المستدامة، أدى إلى إهدار الموارد وخنق المبادرة الفردية.
• عدم الاستقرار بعد عام 2003: أدى الغزو الأمريكي والعنف الطائفي الذي أعقبه إلى تحطيم التماسك الاجتماعي وشل الاقتصاد، مما أدى إلى ضياع فرص إعادة الإعمار والمصالحة بعد الصراع.

2. سوء إدارة الثروة النفطية:

• الاعتماد على عائدات النفط: أدى الاعتماد المفرط على دخل النفط إلى إهمال تنويع الاقتصاد، مما جعل العراق عرضة لتقلبات أسعار النفط وإهمال قطاعات أخرى ذات قيمة مثل الزراعة والسياحة.
• الفساد وسوء الإدارة: أدى الفساد المنتشر في قطاع النفط إلى استنزاف الأرباح التي كان من الممكن استثمارها في البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية.
• الفشل في الاستثمار في صناعات التكرير والقيمة المضافة: بدلاً من تصدير النفط الخام، كان بإمكان العراق الحصول على قيمة أكبر من خلال الاستثمار في صناعات التكرير والبتروكيماويات، وخلق فرص العمل وتنويع الصادرات.

3. إهمال رأس المال البشري والتعليم:

• هجرة الأدمغة: أدى عدم الاستقرار السياسي ونقص الفرص إلى هجرة المهنيين المهرة، مما يحرم العراق من رأس المال البشري القيم اللازم للتنمية.
• نقص الاستثمار في التعليم: يؤدي عدم كفاية التمويل وأنظمة التعليم غير الفعالة إلى الحد من الفرص المتاحة للعراقيين لاكتساب المهارات اللازمة لاقتصاد قائم على المعرفة.
• الطائفية والإقصاء: أدت السياسات التمييزية والعنف إلى تهميش مجموعات معينة، مما أدى إلى زيادة إعاقة التقدم الاجتماعي والتنمية الاقتصادية.


4. الفرص الضائعة في الزراعة والقطاعات الأخرى:

• إهمال الأراضي الخصبة وموارد المياه: على الرغم من إمكاناته الزراعية الهائلة، فشل العراق في تحديث قطاعه الزراعي، حيث اعتمد على الواردات وأهمل ممارسات الإدارة المستدامة للمياه.
• صناعة السياحة المتخلفة: ظل تاريخ العراق الغني وتراثه الثقافي غير مستغل إلى حد كبير بسبب المخاوف الأمنية ونقص تطوير البنية التحتية للسياحة.
• الفشل في الاستفادة من موقعه الاستراتيجي: كان من الممكن أن يصبح العراق مركزًا تجاريًا حيويًا ونقطة عبور بين آسيا وأوروبا، لكن عدم الاستقرار السياسي وشبكات النقل غير الفعالة أعاقت هذه الإمكانية.

وفي نهاية المطاف، فإن التغلب على هذه التحديات والاستفادة من الفرص المتبقية سوف يعتمد على الاستقرار السياسي المستدام، والحكم الرشيد، والسياسات الاقتصادية السليمة، والاستثمارات في رأس المال البشري والبنية التحتية. ومن خلال التعلم من الماضي والتركيز على بناء مستقبل أكثر إشراقا، لا يزال بإمكان العراق إعادة كتابة خطابه وتحقيق مكانة بارزة على المسرح العالمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرسيليا على أتم الاستعداد لاستقبال سفينة -بيليم- التي تحمل ش


.. قمع الاحتجاجات المتضامنة مع غزة.. رهان محفوف بالمخاطر قبيل ا




.. غزة: ما هي المطبات التي تعطل الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. البنتاغون: الانتهاء من بناء الميناء العائم الذي سيتم نقله قر




.. مصدر مصري: استكمال المفاوضات بين كافة الأطراف في القاهرة الي