الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الزعماء ضد الشعب

رزاق عبود

2006 / 11 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بصراحة ابن عبود
رغم كل الشواهد، والادلة، والوقائع، والتصريحات، والاحاديث عن التدخل الاقليمي في العراق ورغم معرفة الجميع ان الحدود مفتوحة للارهابيين من كل حدب وصوب، وان الاجهزة الامنية والقوات المسلحة مخترقة، وان اجهزة صدام الامنية، والاستخباراتية، وفلول البعث الصدامي تقود الثورة المضادة المسماة بالمقاومة، وان اجهزة مخابرات دولية عديدة تنشط على الساحة، وان اسرائيل وغيرها لايروق لها استتباب الوضع في العراق. وراينا كيف هرع رئيس وزرائها الى واشنطن بعد هزيمة الجمهوريين الاخيرة ليطالب بعدم انسحاب القوات الامريكية "لان ذلك خطر على امن اسرائيل". ومع ان رجال صدام السابقين، واعوانه يجولون في البرلمان، والحكومة، وكل اجهزة الدولة. فان الكثير من مروجي الاشاعات، وذوي النفوس المريضة، وكجزء من المخطط الصدامي يصورون وكان حربا طائفية قائمة في العراق. وان الارهاب اليومي ردود افعال والجرائم المسلحة حرب ميليشيات. في حين ان الصراع ضد التغيير، وصراع القوي الاقليمية والعالمية هو الذي يزرع الموت في كل مكان. فالوضع ليس صراع سنة، وشيعة كما يسعى زعماء الطوائف لترسيخه ليخدم اغراضهم المريضة بل هي حرب اعداء الشعب ضد الشعب انها ثورة مضادة مسلحة وقد عاشتها قبلنا انغولا، والكونغو، ونيكاراغوا، وغيرها. لقد انتقل مرض كيل الشائم، وتبادل الاتهامات من السياسيين الغير مسؤولين الى المواطن العادي للاسف. وصارت التهم تلقى جزافا على الجيران، والاهل، والاقارب. وهو يعكس للاسف الشديد نجاح المخطط الصدامي المرسوم. وللاسف الشديد ايضا فان حتى ممن كان يرجى منهم التعقل، وتهدئة الوضع يوزعون الاتهامات جزافا ويتحدثون عن حتمية حكم الاغلبية، ويقصدون الشيعة. في حين المفترض ان يتحدث من يدعي العلمانية، والتمدن، والديمقراطية، والعقلانية بلغة السياسة لا لغة الطائفة. أي عليه ان يطالب بالحكم للاغلبية السياسية. فحتى لو افترضنا جدلا بصحة ما يدعوه، فالشيعة هم اغلبية عربية، وليس عراقية فاذا جمعنا الاكراد غير الشيعة، مع السنة من كل القوميات، فليس هناك اغلبية طائفية شيعية في العراق. والسنة ليسوا مهمشين كما يدعي البعض فهم موجودون في اعلى مستويات الدولة، والبرلمان، والحكومة. وهم ليسوا اقلية، اذا نظرنا الى، المذهب فهم مع الاكراد السنة يشكلون الاغلبية الطائفية. ولكن الواقع الذي لا يتحدث عنه احد هو ان زعماء الشيعة، وزعماء السنة يشكلون الاغلبية في البرلمان. أي اغلبية دينية وليست سياسية هي الاخرى. وزعماء الاكراد رغم ادعائهم بالعلمانية يتحالفون مع القوى الشيعية الطائفية، وليس مع القوى الوطنية العلمانية، ولو اجتمع الاكراد العلمانيون مع العرب العلمانيون سنة، وشيعة، ومع المسيحيين، والصابئة، والايزيدية، والتركمان لكانت هناك اغلبية علمانية قادت البلد الى برالامان، ولانكشف زيف القيادات الدينية التي تريد تحويل اتباعها الى ضحايا على مذبح مطامعها الشخصية. ويستمر الحديث عن مجموعة "خسرت" السلطة، ويقصد بها السنة. والذي خسر السلطة في الواقع هم الصداميون الذين ذبحوا الجميع. والان يذبحون الجميع في الشارع الذي انتقلت سلطتهم اليه. وهناك من يدعي ان الشيعة "ربحت" الحكم. في حين ان حكومات ائتلافية هي التي تقود السلطة منذ سقوط النظام الصدامي. ان مجموع الشعب ربح السلطة. اثارة الفتنة، والدعاية الحاقدة، والاشاعات، والتصريحات المتشنجة، والتشهير، والتحريض اسلحة ارهابية فظيعة يستخدمها زعماء الطوائف، وضحاياها ابناء طوائفهم. فليس هناك طائفتان متصارعتان. هناك ارهاب تكفيري، وصدامي، وشعب يذبح ويجب توطيد اواصر الثقة ليتم التعاون الداخلي، ورفض اجندة الدول الاخرى التي لا تريد للعراق خيرا.

كيف نتصالح اذن اذا كنا متخندقين؟ كيف نتفاهم اذا كنا متعادين؟ كيف نتصارح اذا كنا لانريد للحقيقة ان تظهر وتسود؟ يجب عزل المتطرفين، والطائفيين من كل طرف، ومهما كانت سمتهم، اوصفتهم. وعلى الاحزاب الوطنية، والمجموعات الصادقة في التغيير، والديمقراطية ان تتحالف، وتتالف فوق القوميات، والطوائف، والاديان. فهذه مسؤولية تاريخية، وواجب وطني، وليس منة من احد. كم سيكون جميلا مثلا لو تحالف الصدريين مع جبهة التوافق فكلاهما يدعوا لجدولة انسحاب قوات الاحتلال. ولماذا لا يتحالف حزبا الفضيلة والدعوة مع القائمة العراقية وهم يدعون انهم ليسوا طائفيين، ولا يريدون بناء دولة دينية في العراق. ولماذا لا يتحالف الاكراد مع حلفائهم التاريخيين بدل التحالف مع زعماء التطرف الطائفي لزيادة الشقاق والنفاق. ام ا ن المثل الشعبي الساخر ينطبق على زعمائنا السياسيين والدينيين: تريد ارنب اخذ ارنب، تريد غزال اخذ ارنب. ولعنة الوطن، والشعب، والتاريخ، وارواح الشهداء على من تسبب، ويتسبب في سفك دماء العراقيين مهما كان حسبه، او نسبه، او منصبه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: -الذخائر الموقوتة-.. إرث مسموم من ألغام الحربين العال


.. أحزاب فرنسية تسعى للتصدي لليمين المتطرف.. كيف؟




.. أفكار الانتحار.. هل تراود أطفالنا دون أن نعلم؟| #الصباح


.. صدامات بين أتراك وسوريين ومساع ومواقف من النظامين للتقارب وإ




.. الانتخاباتُ الفرنسية.. زلزالٌ يَضرِبُ أوروبا #بزنس_مع_لبنى