الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول العلاقات السويدية الفلسطينية

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2024 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


المقال أدناه أكتبه وكأن عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 لم تحدث.

للسويد تاريخ طويل من الدعم والتضامن مع فلسطين، حيث كانت السويد واحدة من أوائل الدول الغربية التي اعترفت بفلسطين كدولة مستقلة في عام 1988. وقد أدى هذا الاعتراف إلى زيادة التبادلات الثقافية والتعاون الدبلوماسي والعلاقات التجارية بين البلدين. ومع ذلك، لم تحذ جميع الدول الغربية حذو السويد في الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، بما في ذلك القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وألمانيا، التي لا تزال تمتنع عن الاعتراف بسبب المخاوف بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والحاجة إلى حل تفاوضي.
وقد أدى اعتراف السويد بفلسطين إلى توتر العلاقات بين السويد والولايات المتحدة مما كان له تأثير اقتصادي كبير سلبي على الاقتصاد السويدي، لا سيما في قطاعات مثل صناعة السيارات. وإن توتر العلاقات بين البلدين يؤدي إلى زيادة التعريفات الجمركية والحواجز التجارية ، مما يعيق تدفق السلع والخدمات بين البلدين و قدرة السويد التنافسية في السوق العالمية. بالإضافة إلى ذلك ، قد يؤدي انخفاض التعاون إلى الحد من فرص التقدم التكنولوجي وتبادل المعرفة ، مما يزيد من إعاقة نمو هذه الصناعة وابتكارها.
كان دور السويد كمدافع عن حقوق فلسطين ناجحا، لكن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستمر دون إحراز تقدم كبير نحو الحل. وعلى السويد أخذ وجهة نظر ألمانيا حول الاعتراف بفلسطين والحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وكذلك العوامل السياسية الداخلية الألمانية والحسابات السياسية الخارجية بنظر الاعتبار.
لتحسين العلاقات الدبلوماسية بين السويد والولايات المتحدة وألمانيا وإسرائيل وغيرها من الدول ذات الصلة المشاركة في هذه الديناميكية المعقدة ، يصبح من الأهمية بمكان تعزيز الحوار المفتوح والمشاركة البناءة. إن تشجيع المفاوضات المتعددة الأطراف، ومعالجة مخاوف الجماعات المؤيدة لإسرائيل مع إعادة تأكيد دعم الحقوق الفلسطينية، وبناء جسور التفاهم والتأكيد على المصالح المشتركة، يمكن أن يمهد الطريق لحل أكثر استدامة وشمولية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتؤكد السويد دائما على أهمية المفاوضات المتعددة الأطراف في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والحاجة إلى تدابير جدية لبناء الثقة، ومعالجة مخاوف الجماعات المؤيدة لإسرائيل مع إعادة التأكيد على دعم الحقوق الفلسطينية. كما يسلط الضوء على دور وسيط طرف ثالث محايد في تيسير الحوار المثمر وبناء الثقة بين الجانبين.
وتسلط السياسة الخارجية السويدية الضوء على أهمية الدبلوماسية الدقيقة، التي تركز على الاستقرار والتعايش السلمي على المدى الطويل. فبناء جسور التفاهم والتأكيد على المصالح المشتركة يمكن أن يخلق نهجا أكثر شمولا يشمل كلا من المنظورين الإسرائيلي والفلسطيني. ويمكن للوسيط الماهر أن يساعد في إنشاء بيئة آمنة ومحترمة حيث يمكن للجانبين التعبير عن مخاوفهم ومظالمهم ، وتشجيع الحوار المفتوح والاستماع بنشاط إلى وجهة نظر كل طرف.
تتم مناقشة السياق التاريخي لتفاعلات السويد المبكرة مع فلسطين، بما في ذلك موقف البلاد من الحقوق الفلسطينية وجهودها الدبلوماسية في المنطقة. كما تجري مناقشة دور السويد كوسيط بين إسرائيل وفلسطين خلال المفاوضات الرئيسية أو عمليات السلام. وقد ساهم تأثير مشاركة السويد في تعزيز التنمية الاقتصادية والمبادرات الأمنية في فلسطين في بناء الثقة بين الأطراف المعنية.
كان اعتراف السويد بدولة فلسطين في عام 2014 خطوة مهمة نحو الاعتراف بالسيادة الفلسطينية وحقها في تقرير المصير. وقد سمح هذا الاعتراف بزيادة المشاركة الدبلوماسية بين السويد وفلسطين، مما أدى إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية التي دعمت تطلعات الفلسطينيين إلى إقامة دولة.
إن دعم السويد السياسي لفلسطين في المحافل الدولية واضح في تصويتها المستمر لصالح القرارات الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد عززت الاتفاقيات الثنائية والتعاون بين السويد وفلسطين الدعم لفلسطين، حيث قدمت المساعدات المالية والمساعدة الفنية في مختلف القطاعات مثل التعليم والرعاية الصحية وتطوير البنية التحتية.
كان الدور السويدي في التوسط في محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين أساسيا في دفع حل الدولتين. وقد ساعدت هذه الوساطة في بناء الثقة، وتعزيز التفاهم، وتقريب القادة الإسرائيليين والفلسطينيين من التوصل إلى حل سلمي لصراعهم الذي طال أمده.
تشكلت العلاقة السويدية الفلسطينية من خلال العلاقات التجارية والاستثمارات والتبادلات الثقافية. كانت السويد مستثمرا رئيسيا في فلسطين، حيث دعمت قطاعات مثل البنية التحتية والطاقة المتجددة والتكنولوجيا. وقد ساهم هذا التعاون الاقتصادي في نمو الاقتصاد الفلسطيني وتعزيز التبادلات الثقافية، حيث جلبت الشركات السويدية خبراتها ومعرفتها إلى فلسطين. وقد أدى ذلك إلى تعزيز الروابط بين البلدين ، مما مهد الطريق للتعاون المستقبلي والازدهار المتبادل.

أحد الأمثلة على المساعدة الإنمائية السويدية ودعم التنمية الاقتصادية الفلسطينية هو الشراكة بين البلدين في بناء مشاريع البنية التحتية المستدامة. فاستثمرت الشركات السويدية وقدمت الخبرة الفنية لبناء مرافق الطاقة المتجددة في فلسطين، وتعزيز الاستدامة البيئية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. بالإضافة إلى ذلك، تعاونت الشركات السويدية مع الشركات الفلسطينية في قطاع التكنولوجيا، مما عزز الابتكار وخلق فرص عمل للشباب الفلسطيني في مجالات مثل البرمجيات.
كما شكلت التبادلات الثقافية والمبادرات التي تعزز التفاهم بين البلدين جانبا مهما من العلاقات السويدية الفلسطينية. وقد سمحت هذه التبادلات بتبادل الأفكار والتقاليد والقيم، وتعزيز الاحترام والتقدير المتبادلين. زار الفنانون والموسيقيون السويديون فلسطين بشكل متكرر، وعرضوا مواهبهم وشاركوا في تعاون فني مع المواهب المحلية.
ومع ذلك، أدى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى توتر العلاقات الدبلوماسية بين السويد وإسرائيل، مما أدى إلى استدعاء مؤقت للسفراء وانخفاض في التعاون الثنائي. تشمل الخلافات والانتقادات التي تواجهها السويد بسبب موقفها من إسرائيل رد الفعل العنيف الذي تلقته من الجماعات والأفراد المؤيدين لإسرائيل الذين جادلوا بأن الاعتراف بفلسطين يقوض عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
لتحقيق التوازن في العلاقات بين إسرائيل وفلسطين دون استعداء أي من الجانبين، يمكن استخدام الجهود الدبلوماسية والمفاوضات. ويمكن للوسطاء الدوليين تيسير المناقشات بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين لإيجاد أرضية مشتركة والعمل من أجل التوصل إلى حل سلمي. بالإضافة إلى ذلك، فإن توفير الحوافز الاقتصادية والدعم للمشاريع التعاونية التي تفيد المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء يمكن أن يساعد في تعزيز الثقة وتشجيع التعاون بين الجانبين.
وفي الختام، فإن إقامة علاقة دائمة بين السويد وفلسطين تتطلب مشاركة وحوارا مستمرين. يمكن للاجتماعات الدبلوماسية المنتظمة معالجة النزاعات المحتملة أو سوء الفهم، وتعزيز بيئة تعاونية تركز على السلام والاستقرار والازدهار. ستسهل خطوط الاتصال المفتوحة تبادل الأفكار وأفضل الممارسات ، مما يؤدي إلى مزيد من التعاون في مجالات مثل الرعاية الصحية والتكنولوجيا والابتكار.
مالمو
‏السبت‏، 13‏ كانون الثاني‏، 2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصحيح هو عام 2014
حميد كشكولي ( 2024 / 1 / 14 - 16:57 )

أرجو من هيئة التحرير تصحيح السنة في الجملة الأتية من عام 1988 إلى عام 2014: مع الشكر الجزيل و اعتذاري إلى القراء لهذا السهو

للسويد تاريخ طويل من الدعم والتضامن مع فلسطين، حيث كانت السويد واحدة من أوائل الدول الغربية التي اعترفت بفلسطين كدولة مستقلة في عام 1988.

اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت