الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلارا زيتكن المحجبة، وعاشت النسبية الثقافية!

عصام شكري

2024 / 1 / 13
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


المقال المعنون اعلاه كتب قبل 3 سنوات بالضبط ولكن الظاهرة نفسها مرتبطة بالوضع الراهن اليوم - 13 كانون الثاني 2024 . وفي التوطئة ادناه اوضح الربط.

نفس الظاهرة التي اتحدث عنها في مقالي ادناه نراها اليوم بوضوح. طالبات محجبات او متلفحات بالعلم الفلسطيني من الجامعات الامريكية والالمانية والفنلندية والايطالية والهولندية (مؤخرا امام محكمة العدل الدولية في لاهاي) يتظاهرن دعما لغزة تحت شعار ولافتات اليسار.
ولكن الواقع في مكان آخر. هؤلاء النسوة ومعهن كل اليسار المناهض للامبريالية المنظم لهذه التظاهرات بالتحالف مع الاسلام السياسي على اساس ان الاخير "حركة تحرر وطني" معادية للامبريالية والصهيونية وجدن في كارثة جماهير غزة فضاءا مناسبا لاعلاء شأن حركة اليسار البرجوازي اللا عمالي اللا انساني - اليسار الذي يبحث عن موطئ قدم داخل البرجوازية نفسها. اليسار الذي اتخذ من ماركس مطية لركوبها لتمرير اهدافه الرجعية (رجعية لانها ملحقة بحركة سياسية اكثر تأصلا وبرجوازية وحقارة وهي حركة الاسلام السياسي).

خارج اطر "تحرير الارض" من الاحتلال فليس لهذا اليسار اي افق اخر لتحرير الانسانية من الاظطهاد الواقعي واليومي؛ لا قضية المرأة ولا المساواة بين الجنسين ولا قضية اظطهاد العامل و لا قضية الفقر والحرمان ولا مناهضة الرأسمالية. فبنظر هذا اليسار الغبي لا توجد رأسمالية الا بامريكا وانكلترا. اما ايران او فنزويلا او تركيا او فلسطين او العراق فهي دول لا دور لبرجوازيتها سوى في حماية "اهلنا" من السطوة الامبريالية.
13 كانون الثاني 2024
------------------------------

كلارا زيتكن المحجبة، وعاشت النسبية الثقافية!

هل ممكن ان نقبل بمنطق امراة تدعي الحرية ولكنها تضع رمز لحركة سياسية في منتهى الرجعية وكراهية المراة على راسها؟ ممكن؟ الن ارى تناقضا؟ هل اقبل بمنطق ان هذه حرية ملبس ولا شان لك انت؟
هل اقبل بان النساء في ايران او السعودية او العراق تضع الحجاب لانه “خيارهن الشخصي”؟.

كلا. لن اقبل. هذا طرح قديم متجدد لليسار المصاب بلوثة عقلية. اليسار الذي يتحدث عّن كلارا زيتكن وروزا لركسمبورغ وسيمون دو بوفوار (ولا اقل) ولكنه، في نفس الوقت، ليس بعد يوم او اسبوع، ليس بعد ساعة او ساعتين او بعد الغداء، بل في نفس الدقيقة، يبرر سلب حق المراة ويفلسف رجعية الوضع الاجتماعي ويعيد انتاج منطق النسبية الثقافية، من منصات تبدو من بعيد راديكالية، ولكن حين امعان النظر عن قرب تظهر على حقيقتها، منصات اصلاحية تبريرية. يسار يتحدث عّن البرجوازية والظلم الطبقي والفساد لا بل ينقد الاسلام السياسي ويصفه بالبربرية بينما يخضع رفيقاته للسنن الاجتماعية المحقرة للمراة ولا يجرؤ حتى على كسر الكود الاسلامي في الملبس. انه يسار كلارا زيتكن المحجبة.

خضت هذا الجدل مع اسلاميات "يساريات" مرات ومرات. ربما عشرات المرات. وكما يقال باللغة الانكليزية been there. Done that. هذا الموقف التبريري والاعتذاري للاسلام اختيار محدد لقوى سياسية برجوازية اصلاحية محددة وليس موقفا "عقلانيا" او "معرفيا" او "واعيا" (اقرا ...عليك ان تفهم سوسيولوجيا تطور المجتمع لكي تخرج بخطاب يودي الى زيادة الوعي الطبقي والذي بدوره سينتج فكر معقلن واحساس تمردي قد (قد) ينتج حراكا تغييريا... وبقية ترهات الحزب الشيوعي العراقي حين اجبرته قوى المعارضة العراقية المجيدة على تحجيب رفيقاته لكي يسمح لهن الدخول في مفاوضات داخل الجوامع والحسينيات...).

ان تبرير هيمنة الاسلام السياسي على المجتمع والذي اجتماعيا تجسد في اذلال المراة وسلبها ابسط حقها وهو حق الملبس واجبرت على ارتداء رمز الاسلام السياسي هو اختيار لقوى لا ثورية ربما ربطت مصالحها مع اليسار الغربي ونظرته الاستشراقية (انتي امبريالية) لوضع المراة في العراق والخوض في اوحال النسبية الثقافية و "الخصوصية" الوطنية والوضع الاجتماعي وغيره.

ثورة العراق ثورة فتيات ونساء العراق من اجل الحرية لا من اجل تبرير العبودية ووضع خارطة طريق للوصول الى درجة خلع الحجاب (والعياذ بالله!). لم اخترعها انا. ثورة شابات حرات يردن الحرية والمساواة واول سمات الحرية هي الحرية في التعبير عّن الشخصية الذاتية، شخصيتي انا، لا شخصية المجتمع مجسدة بي او مسقطة على راسي. القالب الذي يفرضه الاسلام السياسي ويصبغ بالاحمر ليكون مقبولا. انها ثورة، لا اصلاح او اعتذارية للاسلام السياسي، ثورة لقلب كل شي راسا على عقب، لا تبرير لادامة دونية اكثر من نصف المجتمع بعبارات مثقفة وراديكالية مدرسية. ولكن فتش عن الميل الطبقي في منطق البرجوازية الصغيرة "الناعمة والمنافقة" للطبقة المهيمنة فعلا.

انا على يقين بان النار ستتاجج. وسيسحب الشارع العراقي المتمدن وساحات تحريره من بغداد الى البصرة مرورا بكربلاء والنجف والعمارة والناصرية والديوانية والموصل والسليمانية البساط من تحت اقدام كل الحركات التبريرية والاعتذارية مهما تلفحت باردية اليسار، وسيقدم هذا الشارع نموذجا مشرقا راديكاليا لتحرر المراة وليسار اجتماعي لن يقبل باقل من الحرية والمساواة الكاملة غير المشروطة للمراة بالرجل. وفي كل شي. كل شي.
13 كانون الثاني 2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث