الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجالات السياسي والنضال الجماهيري بالمغرب.. الى اين؟

وكزيز موحى

2024 / 1 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


وكزيز موحى، فرنسا، 13/01/2024

عرفت الساحة التعليمية بالمغرب مؤخرا اضرابات واحتجاجات ومسيرات ضخمة ضد المخططات النظامية التي تستهدف التعليم، مؤسسات موظفون و شغيلة.
اهتمت وتدخلت القوى الاجتماعية السياسية والنقابية وتصارعت لتوجيه وتأطير الفعل النضالي بقطاع التعليم كل حسب رؤيته، موقعه، مصالحه ومشاريعه الاجتماعية والسياسية وهذا أمر طبيعي باعتبار الصراع هو صراع طبقي ومخططات النظام هي بدورها وبطبيعتها طبقية.
من الملاحظ أن التنظيمات والقوى النقابية والسياسية… لم تكن في مستوى الزخم النضالي الدي عرفته الساحة التعليمية وانتظمت الشغيلة التعليمية في اطارات متعددة بما فيها التنسيقيات.. أي ان الشتات التنظيمي هو السائد في اطار غياب وجهة سياسية ونقابية موحدة وأغلبية في مستوى متطلبات المعركة من خطط وتوجيه سياسي وعملي وظلت الابواب مفتوحة رغم المشاركة الواسعة( الكم بدون الكيف) في وجه انكسار حركة الاضراب والمسيرات، أي ان الحركة التعليمية ظلت خاضعة لرؤى وتأطير سياسي يصب في هذا الاتجاه او ذاك ودائما في حدود القبول باي شيء في اطار الحوار المضبوط والمحسوب النتائج بعد الانسلاخ عن والاحتقار للمضربين ( البيروقراطية).
وهنا السؤال الذي يعيد طرح نفسه في كل محطة نضالية جماهيرية، انتفاضة كانت او اضراب او مسيرات او احتجاجات : ما مصير العمل الجماهيري بدون وقاية وحصانة سياسية منظمة قوية وذات جدور شعبية متشعبة ؟
الاجابة عن السؤال من تحصيل الحاصل، ورغما عن ذلك هناك من لازال يطرح نقاش ويجيب عن الموضوع/السؤال بشعار يبدو مثيرا وقد يحضى ببعض التعاطف، من قبيل الدعوة للخروج الى الشارع!!!
اولا ان هذا الشعار لا يمكن له يستوفي عناصره ومقوماته اذا صدر من فرد مهما كانت نواياه وغيرته. الدعوة الى التظاهر الاعتصام المسيرات الاضرابات او العصيان الخ تلخص (من الخلاصة) وتكثف دراسة وخطط ميدانية لجهة سياسية او نقابية تسعى الى ما تسعى اليه، سياسيا التأثير على القرار السياسي الرسمي او حتى اخد السلطة ونقابيا احقاق المطالب وتحصينها.
حسب ما اعلم لم تصدر مثل هذه الدعوة من طرف اي تنظيم سياسي او نقابي او تيار اوفصيل حتى. ومن يدعو الى الخروج الى الشارع كافراد هو عمل فردي ولا يلزم الا اصحابه…رغما عن الصيغة الجمعية التي قدم بها الشعار.
يختلف شعار الدعوة للخروج الى الشارع اختلافا كليا مع الموقف الداعي والموجه للمناضلين للانخراط في الفعل النضالي بالنقابات والاطارات الجماهيرية الاخرى والتواجد السياسي الى جانب وبين الجماهير على رأسها العمال والفلاحين. ولا اعلم ولا اعتقد ان شعار الخروج الى الشارع قد طرح من طرف اي كان (سواءا فصيل ما او تيار ما او حتى حزب ما) ضمن القواعد التعليمية في اطار جموعها العامة وحلقاتها التقريرية القاعدية ( نسبة للقواعد) وتمت صياغته، اي الشعار، اجماعا او اغلبية، ليؤطر الخطوات الميدانية لتحقيق المطالب المادية والديقراطية والتربوية والمنهجية للشغيلة التعليمية ولقطاع التعليم عامة.
حتى وان افترضنا ان الشعار/الدعوة للخروج للشارع نابع من رؤية سياسية وتقدير للمرحلة من طرف ما( تيار، فصيل، منظمة، حزب الخ) هل طرح الامر للنقاش بين ووسط الجماهير التعليمية وبالتالي يصبح ملزما وموجها لممارستها ونضالها من اجل مطالبها؟
النقطة الاخرى. ما القيمة المضافة وما الجدوى والمبتغى من دعوة الخروج في ضل واثناء الاضرابات والمسيرات التعليمية ؟ هل الهدف من الدعوة هو حشد جماهير أخرى غير تعليمية لتلتحق بالشغيلة التعليمية؟ وعن اية ارضية سياسية وتنظيمية ومطلبية تقوم الدعوة تلك؟ .. هل الاضرابات والمسيرات ليست خروجا للشارع ام ان المقصود هو عمل ذو ابعاد وطموح وهياكل وخطط اخرى؟ وماهي القوى المادية المعتمد عليها لتطبيق الشعار/الدعوة؟ ماهي الترتيبات والاستعدادات المادية والمعنوية وغيرهما لاحقاق الاهداف السياسية والمطلبية افتراضا انها حددت اصلا؟…ماعدا ادا كان الهدف من رفع الشعار هو الشعار ذاته، وهذه معضلة …
ان الدعوة للخروج الى الشارع تعني ما تعنيه. تقتضي تأطير الجماهير المدعوة للخروج الى الشارع وفق شعار اخر او شعارات اخرى تحدد الهدف او الاهداف بعد ترتيبها من الخروج الى الشارع. اي ان الدعوة للخروج الى الشارع بمناسبة الاضرابات المسيرات التظاهرات التعليمية غير سليمة ولا تجيب عن اي شيء ملموس.
يمكن مسائلة الدعوة في أسسها أهدافها الخ ومن جوانب مختلفة ، وما اكثرها. اكتفي بهذا القدر، في اعتقادي الامور واضحة لا تستدعي الكثير من التحليل ليتبين خطأ الشعار الداعي الى الخروج الى الشارع. ولا مجال للاعتراض بحجج من قبيل التخلف عن الفعل، التراجع او ماشابه ذلك… ان العلاقة بين السياسي والنقابي والعمل الجماهيري واضحة لاغبار عليها إن على المستوى النظري او العملي والاولويات وترتيبها واضح كذالك ولا مجال للمزايدة من قبيل العمل تحت نيران العدو الخ.
وليتغلب الحس النضالي والرفاقي ويعلو لتجاوز الازمة المفتعلة عن او غير قصد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة